جيدلكم ياشماليين- السودان أصفر اللون في عالم مُخضر

جيدلكم ياشماليين- السودان أصفر اللون في عالم مُخضر


03-20-2013, 02:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=420&msg=1363787908&rn=4


Post: #1
Title: جيدلكم ياشماليين- السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-20-2013, 02:58 PM
Parent: #0

نظرة متحسرة:السودان أصفر اللون في عالم مُخضر

تميز السودان خلال فترة البترول بأنه كلما زادت معدلات النمو الاقتصادي تزايد معها معدل البطالة السافرة حتى وصل 20% والمنحنيين متناسبين عكسياً تماماً. (عكس ما هو متوقع)

وتميز معدل البطالة في نفس الفترة بمؤشر غريب جداً وهو أنه يتزايد كلما زاد المستوى التعليمي للشخص حيث لن يواجه الأمي أزمة عمل لكن تتضاعف عند الخريج الجامعي لتتجاوز 40%.

هذا المؤشر يا إخوتي من أخطر المؤشرات التي تدمر المجتمعات على مستوى العالم , إذ سيؤدي إلى إزدراء المجتمع لأهمية العلم ودوره في تحسين المستوى الإقتصادي للفرد والمجتمع, وسيكون التساؤل الرائج في أفواه الشباب :لماذا أتعلم؟ أنظر للمتعلمين وشهاداتهم المعلقة على الجُدر وبؤسهم المعلق على سحناتهم, أتريدني تعساً/تعسة إضافية؟
وعبّرت عنه عقد الجلاد بكلمات أغنية:
"قالوا العلم ممحوق وكتر الفهم ما بيحوق وآخر الزمن يا ناس ودو الولد للسوق".

global_unemployement.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


كما أود التنبيه لوجود إرتباطات إحصائية قوية correlations بين تعاطي المخدرات والمستوى التعليمي ويصل ذروته في الجامعات وقد أرجعت هذا الإرتباط لدرجة الاحباط التي انتابت الجامعي نتيجة تراكم عدد العاطلين الجامعيين , ففي حين لا يتعدى معدل متعاطي المخدرات في عامة السودان جزء من الألف يتصاعد بحدة ليصل إلى 20% إي واحد من بين كل خمسة طلاب جامعيين متعاطٍ للمخدرات وفقاً لإحصائية للجنة القومية لمكافحة المخدرات.
كما توجد إرتباطات موثقة بين معدلات البطالة والجريمة .

كانت ثورة التعليم -مهندسها البروفسير ابراهيم احمد عمر وزير التعليم العالي الأسبق -التي انتهجتها الإنقاذ بالتوسع الأفقي غير المدروس هي أولى مسببات إرتفاع نسب البطالة -كان معدل البطالة في حدود 10% - لعدم وجود دراسات تقوم بملائمة مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل , كذلك إنهيار التعليم المهني قضى على شريحة مقدرة يحتاجها سوق العمل , بالإضافة إلى المآخذ الكثيرة على جودة التعليم العالي.

ترافقت ثورة التعليم العالي مع سياسة تحرير الإقتصاد التي كان مهندسها الأستاذ عبدالرحيم حمدي ولكنه للأسف لم يضع الإعتبار الكافي لمدى حدة التأثيرات السالبة للبطالة على المجتمع السوداني وكان رده أن البطالة موجودة في كل الدول "ألمانيا فيها بطالة" وهو أمر صحيح لكن تأثيراتها قليلة لوجود مرتبات للعاطلين عن العمل ورعاية إجتماعية وصحية وغيرها , كما أن فترتها لا تطول , خلاف السودان كان لها تأثير حاد على النسيج الإجتماعي.

إنهيار القطاعات الإقتصادية المحركة للقوى العاملة مثل القطاعين الزراعي والصناعي كان لها أبرز الأثر في زيادة معدلات البطالة.

استبعدت أن سبب البطالة ذاتي ناتج عن عدم الرغبة في العمل (عواطلية) إستناداً على مؤشر زيادة نسبة الخريجين الذين يعملون في الأعمال الهامشية, فمن يرضى بالاعمال الهامشية مؤكد أكثر رغبة في العمل ضمن مجاله المعرفي.

من البديهي أن هناك تأثير للعمالة الأجنبية على معدلات البطالة لكن لا توجد (لم أتحصل على)إحصائيات تحدد نسبة هذا التأثير

لا يمكن بأي حال تجاهل ما يخلفه الفساد والمحسوبية في معدلات البطالة لكن يصعب الوقوف على مدى تأثيرها الفعلي لربما في أوقات أكثر رحابة وشفافية يمكن تحديد ذلك, لكن القاعدة عموماً عندما يتعلق الأمر بالفساد هي أن ما خفي كان أعظم.

لم تُجد المحاولات المبذولة من قبل الحكومة للحد من البطالة حظها من النجاح ولا أتوقع لها نجاحاً طالما كان التعليم العالي والعمل يعملان كجزر معزولة عن بعضهما البعض, فهي تقدم بعض النجاحات المؤقتة لكن العام التالي يحمل لها سيلاً أكبر من مخرجات التعليم غير المتلائمة مع سوق العمل , فيركد المتبقي من الأعوام السابقة بالإضافة إلى العام الحالي والذي يليه ليتضخم معدل البطالة في حلقة أو دوامة متواصلة

الخارطة المرفقة لمعدلات البطالة في العالم مدرجة بدرجات اللون الأخضر ونلاحظ أن العالم منهمك في العمل فين حين أن السودان شحب لونه وأصفر من البطالة, والدول باللون الرمادي لا يتوفر لديها إحصاءات عن معدل البطالة وأغلبها في وسط افريقيا.

Post: #2
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-20-2013, 10:14 PM
Parent: #1

إنتهى زمن أنشودة الضعيف بيقيف والسمين بيقع

قبل عقدين كانت الدول ذات الثقل السكاني تنوء تحت الفقر لأن حكامها كانوا ينظرون إلى شعوبهم أنهم أفواه , لكن بتوسيع بسيط لمدى الرؤية أمكنهم معرفة أن شعوبهم عقول تفكر وأيادي تبني وتزرع وتنتج وتنمي
العام السابق تفوقت الصين على اليابان وأصبحت ثاني إقتصاد عالمي , وتفوقت البرازيل على بريطانيا لتصبح سادس الإقتصادات العالمية ودخلت روسيا والهند ضمن العشرة الكبار وحلتا محل أسبانيا وكندا ...
الموارد البشرية في هذا العصر تحولت من عبء وترهل يعيق نمو البلد إلى ثروة غالية الثمن.

Post: #3
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: ibrahim alnimma
Date: 03-21-2013, 09:56 AM
Parent: #2

Quote: استبعدت أن سبب البطالة ذاتي ناتج عن عدم الرغبة في العمل (عواطلية) إستناداً على مؤشر زيادة نسبة الخريجين الذين يعملون في الأعمال الهامشية, فمن يرضى بالاعمال الهامشية مؤكد أكثر رغبة في العمل ضمن مجاله المعرفي.

سلام يا اسامة :
ذكرتني هذه الفقرة ما كان يردده متنفذي الكيزان حينما كانو يصفون الشعب السوداني بانه لا يرغب في العمل ......وانه بطبيعته ميال للكسل ......وكنا قد تصدينا لهذا التصور في حينه ......وهو تعبير مهزوم كتعبيرهم عن وجود الازمة في بريطانيا والمانيا .....او محاولة اعطاء الازمة طابع العالمية .....

Post: #4
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-21-2013, 01:48 PM
Parent: #3

ibrahim alnimma
تحياتي لك
Quote:
سلام يا اسامة :
ذكرتني هذه الفقرة ما كان يردده متنفذي الكيزان حينما كانو يصفون الشعب السوداني بانه لا يرغب في العمل ......وانه بطبيعته ميال للكسل ......وكنا قد تصدينا لهذا التصور في حينه ......وهو تعبير مهزوم كتعبيرهم عن وجود الازمة في بريطانيا والمانيا .....او محاولة اعطاء الازمة طابع العالمية .....

مصداقاً لما قلته أعلاه
إليك النموذج من الهندي عزالدين - في مقاله بصحيفة المجهر السياسي اليوم
20/03/2013 15:11:00
Quote:
{ الشعب المصري هب في وجه الرئيس "مبارك"، وأطلق حملة وتنظيماً باسم (كفاية)، كان له وجود حقيقي في الشارع، تدفق لاحقاً حتى بلغ (ميدان التحرير)، ولكنه - الرئيس "البشير" - هو الذي يقول لنفسه علناً و(حصرياً) في السودان، ولا مكان غير السودان: (كفاية)!!
{ حدثوني عن رئيس يقول (كفاية حكم) غير "البشير"؟!
{ صحيح أن الشعب يعاني من أزمة معيشية خانقة.. صحيح أن أسعار جميع السلع (نار.. نار).. وأن أسعار الأدوية (نيران).. وأن العطالى بالملايين.. ولكن الأصح أيضاً أننا شعب لا يعمل، لا ينتج.. وأن (الأحباش) هم الذين حصدوا لنا المشاريع الزراعية في القضارف، في وقت فرّ فيه شبابنا إلى الصحاري وبطون الجبال بحثاً عن الذهب!!
{ نحن شعب لا يعمل.. وإن عمل لا يتقن عمله.
{ وتجارنا مزايدون وجشعون، والآلاف من العاملين في (الحكومة) و(السوق)، بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية، بما في ذلك العاملون في (صحفنا)، انتهازيون وفاسدون.
{ يجب أن نعترف جميعاً.. يجب أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الرئيس.
{ سيدي الرئيس "البشير".. (كيفما تكونوا يُولى عليكم) هو حديث ضعيف حسب "العسقلاني" و"الألباني".. ولا أدلّ على ضعفه من حقيقة أنك (أفضل) من سوادنا الأعظم ديناً، وخلقاً، وزهداً بين الحاكمين.. وقبولاً بين الناس.
{ نعم.. لا نملك إلاّ أن نقول:
لله درك يا "بشير"!!


لو عاجباك صحتك فبقية المقال في هذا الرابط , ولن يجديك عندها ملوة بندول

Post: #5
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-22-2013, 02:38 PM

واحدة من أنصع مؤشرات الدولة الفاشلة هي نزيف الأدمغة وفق معيار Chronic and Sustained Human Flight
وفي هذا المنبر خاصة هي لا تحتاج لاستخدام قرون الاستشعار ليتسنى لي إثباتها .
السودان للأسف دولة فاشلة بامتياز تستحق عليه التهنئة , وحتى لا نلقي الإتهامات جزافاً سنلقي بعد الأرشفة المرتقبة أضواءاً كاشفة على معايير الفشل بصورة إحصائية ومدى مطابقتها على حالة السودان
كما سنتطرق إلى المعالجات المبتسرة (ملعقة عسل في حلة سم) التي إتبعتها الإدارات السابقة والحالية

Post: #6
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-27-2013, 06:05 AM
Parent: #5

سبب التعديل في المداخلة الأولى:
تم تغيير العنوان من
نظرة متحسرة:السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
حتى يتسق مع مسلسل (جيدلكم يا شماليين) الذي سنواصل حلقاته في الربع القادم إن مد الله في الآجال

Post: #7
Title: Re: نظرة متحسرة : السودان أصفر اللون في عالم مُخضر
Author: أسامة العوض
Date: 03-27-2013, 12:52 PM
Parent: #6

فيما يتعلق بحالة العمالة المهرة والعمالة الفنية
كيف تفسر التناقض المدهش بين :
1-وجود بطالة تصل نسبتها إلى 40% وفق إحصائيات حكومية
2-عجز كبير وسط الفنيين والعمال المهرة في التخصصات المختلفة يتراوح ما بين 64 ـ 99%

قيمة هذا العجز المذهل مصدره المتحدث الرسمي بأسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح في تصريحات للصحفيين
أوردته صحيفة سودان تريبيون عدد 18 يناير 2013م