الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 05:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2013, 05:08 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . (Re: Ridhaa)


    على حافة الموت الحلقة الأخيرة
    قصص الحرب من قلب الاحداث في سوريا...!
    كيف نجونا مما يعرف بـ"الشبيحة"...!
    هناك (....) شممت رائحة الموت...!

    رفيدة ياسين
    [email protected]
    بدأت إحدى سيارات الجيش التركي تقترب ، بينما كنت عالقة في السلك الشائك للحدود، لا أنا في سوريا ولا أنا في تركيا ، ولا كنت أعلم آنذاك إلى أين سينتهي بي المطاف في هذه الرحلة ...!
    توقف عقلي عن التفكير...ولم أكن قادرة إلا على الاستسلام
    لما هو قادم بلا مقاومة ، فقد أرهقني حقاً ما لاقيته طوال اليوم ولم يعد بوسعي احتمال المزيد .
    فوضت أمري إلى الله ،ولجأت للتراب الذي بقيت عليه بلا حراك وأنا عالقة ..لا أرى لا أسمع لا اتكلم للحظات حتى انتهت تلك الأوقات العصيبة، فالليل كان "ستّارا" ومرت العربة بسلام دون أن يلاحظني أحد ربما الأشجار المنتشرة في هذه المنطقة لعبت دوراً في تشتيت الأنظار.
    انتظرت لدقائق حتى لملمت أعصابي المتناثرة في أرجاء
    المكان، وتمالكت نفسي من جديد ، بعدها ظهر من اختفوا وتركوني وحدي ، وعاودوا مساعدتي على العبور مرة أخرى ..محاولاتهم هذه المرة باءت بالنجاح ..فقط خرجت منها بخرق ملابسي في أكثر من جهة.
    نصر العودة..!
    استقبلني زملائي على الحدود ، بعلامات النصر ..نعم النصر
    فالنصر في مجالنا هو تغطية ما يجري في سوريا والوصول لقلب الأحداث ومن ثم العودة بأقل خسائر ممكنة .
    كعادتنا تبادلنا التهنئة بالعودة سالمين ، دون الخوض في كثير
    حديث ، فكلنا يعلم أن القادم من هناك ليس بحاجة لشيء سوى الارتياح من عناء التفاصيل ولو لبعض الوقت.
    ربيع لم يستمر..!
    بابتسامة تعيد للحياة رونقاً وإن كان لحظياً ..جاءتني
    فطومة الطفلة السورية الجميلة ابنة الخمس سنوات ، التي اعتدت لقاءها قرب المخيم وعناقها كل يوم عند الحضور إلى الحدود ومغادرتها...بين يديها الصغيرتين عالم كبير من الأحضان الخضراء ، ومن عينيها الزرقاوين تطل براءة تذكرني بقول محمود درويش بأنه ما يزال على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
    سألتني فطومة وكأن مظهري الذي عدت به يحكي ما لاقيته دون الكلام : "كنتي في سوريا ما هيك...؟..اجبتها نعم ،
    فقالت : "من شان الله أوعديني المرة الجاية خديني معك اشتقت لضيعتنا كتير" ، لم اتمكن من وعدها بالطبع ،واكتفيت بإبلاغها أنه سياتي اليوم الذي تعود فيه لبلدتها.
    فارقت فطومة بقبلة على جبينها ، وقد حوّلت هذه الصغيرة خريف يومي لربيع لم يدم طويلا ، ويبدو أنه ارتبط بحضرتها فقط.
    أرق وبرد...!
    قضيت ليلتي اُصارع الأرق في الأراضي التركية ببلدة غازي عنتاب حيث اُقيم ، فكان انهاكي النفسي يفوق الجسدي بمراحل..
    حاولت استراق بعض الوقت للنوم بعيدا عن ذاكرتي التي تعج بأحداث يوم عنيف .
    استيقظت في الصباح الباكر...كان الجو ماطرا ، لسعات شتاء برد تركي حاصرتني ،ولم تتمكن نار المأساة في دواخلي من التغلب عليها، ولا حتى دفء كوب الشاي الأخضر الذي اتناوله كل صباح ، ففضلت البقاء بالفندق لإنجاز ما قمت بتصويره من عمل في رحلتي إلى سوريا وقد كان ، لكن ما إن انتهيت وأخذت قسطاً من الراحة إلا وبدأت أفكر في التخطيط للذهاب إلى سوريا مرة أخرى والاستفادة من أخطاء رحلتي الأولى.
    إلى سوريا مرة أخرى..!
    وجهتي هذه المرة إلى سوريا كانت عبر مدينة أنطاكيا جنوبي
    تركيا ، حيث الطبيعة الخضراء الساحرة ، على نهر العاصي والتي يتجلى كبرياؤها عند سفح جبل سيلبيوس وتبعد المدينة حوالي ثلاثة ساعات ونصف برا بسيارة "حمولة" عن مكان إقامتي في غازي عنتاب..سكان انطاكيا غالبيتهم مسلمين ويتحدثون اللغة العربية ما سهّل مهمتنا هذه المرة.
    قررت أن تكون رحلتي من هناك لشمال سوريا بلا مهربين رغم هروبي مرة أخرى ، فاستعنت فقط بأبناء المنطقة من البلدين الذين يعرفون طبيعة هذه المنطقة الجبلية والتنسيق مع رجال الجيش الحر عند الوصول.
    أدخنة تتصاعد..!
    أخذني من أخترتهم رفقتي إلى قرية غواتشي التركية ، ظللنا
    نمشي مسافة ما يزيد عن ساعتين سيراً على الأقدام في طرق وعرة عبر الجبال.. نرى من بعيد أدخنة سوداء تتصاعد في السماء جراء القصف العنيف لطائرات الأسد على بلدات سورية عدة،
    لم يكن هناك انتشار كبير للأمن التركي في تلك المنطقة ،
    وربما وجود أبناءها معي ذلَّل عقبات مرور الحدود عبر ممرات آمنة.
    الطريق كان زاخرا باللقاءات ، فخلال مسيرنا بين الأحراش
    لاقينا عشرات النازحين الفارين من هول الاشتباكات في
    منطقة جسر الشغور في طريقهم إلى الداخل التركي بحثا عن فرصة للجوء يبقى بالنسبة للكثيرين منهم خيارا يقيهم أخطار الحرب وإن كرهوه .
    جاءوا وهم يحملون همومهم وما تبقى لهم من أغراض.
    كان الغالبية منهم أطفال ونساء وكهلة ساروا لمسافات
    طويلة في طريق نحو المجهول ، فقد يمنعهم رجال الجيش التركي الدخول إن صادفوهم، وقد يصلوا ولا يجدوا مكاناً لهم في المخيمات ، فيبقوا أرقاما إضافية في العراء بين صفوف انتظار ليد عون من أي جهة لا يأبهون كالآلاف الذي يعيشون في المخيمات المؤقتة على الجانب السوري من الحدود بين البلدين وإن كانت الأولى بلادهم التي طردتهم خوفا من الحرب ، فالثانية هي الملجأ الذي لم يتمكنوا من الوصول إليه.
    معاناة فرار الللاجئين..!
    كان أبو عبد الله ذلك الكهل الذى تجاوز الثمانين خريفًا من
    العمر، يتوكأ على عصاه علَّها تعينه على مصاعب ما قد يلاقيه خلال الطريق استهل حديثه إلى متسائلا : "عليش ها التعب كله واحنا ما بنعرف الطريق..طريقنا وعر كتير يا بنتي وما بنعرف ايش سوينا من شان يخلونا نترك ديارنا وبلادنا واحنا بها العمر، ما بحكي عحالي بس ، كيف ما تشوفي معنا نساء وصغار ما بيحملوا هالعناء ايش ذنبهم
    هادول يا بنتي ايش ذنبهم ووين العالم من اللي بيديروه فينا..؟وين حقوق الانسان يابنتي...؟! ،
    لم تكن لدي إجابة لأقولها إليه فما كان مني إلا أن ساعدته لكي يرتاح أرضاً من عناء الطريق ، واتجهت لسيدة ثلاثينية برفقتها ثمانية اطفال في أعمار مختلفة قالت لي :
    "ما تسأليني الله يخليكي ويش فيني ، انا فيني اللي مكفيني وزايد ويمكن يكفي بلاد ومن كتره والله ما بينقال وما بدي شي غير بس اولادي ما يموتوا ، فوتي واتركينا لحالنا الله يخليكي " ،انهت كلامها وهي تشاور بيديها لأبتعد عنها ،عذرتها لطريقة حديثها فبكاء طفلها الرضيع الذي تحمله على كتفيها ، وصراخ أخته التي تكبره بما يقارب العامين إضافة لألف ألف كلمة شكوى وسؤال من بقية أطفالها. كان كفيل لشرح حالتها واستيائها من الكون بأسره.
    حقائق مرة...!
    حاولت مع غيرها ، فكان الكثيرون يخافون مما يمكن أن يحل بهم مما وصفوه من بطش الأسد ورجاله إن ظهروا في وسائل الإعلام.
    قررت فراقهم لكن صوت إحدى السيدات دفعني للبقاء لسماعها وهي تقول : "بتريدي تعرفي ليش احنا جينا هون ..انتي بتعرفي " وواصلت :
    "إيه بتعرفي..يعني ما بتعرفي إنه بيرموا علينا البراميل المتفجرة؟؟ وإنه بيقصفوا بيوتنا بالطائرات؟؟ ، معقول ما بتعرفي إنه بيقتلونا وبيقتلوا صغارنا بلا سبب، والله بتعرفي وحتى لو ما بتعرفي شو راح تسويلنا ؟؟؟ راح توقفي الحرب؟؟ راح تآويينا؟؟
    كلكم بتاجروا بقضيتنا أنته الإعلام وما بتقدمولنا شي".
    احترمت غضبتها ، ولم اعلق على ما قالته فبعض كلامها صحيح؟؟ بالفعل ليس بيدي وقف الحرب لكنها لم تكن قراري ولم أشارك فيها ، عذرتها لأنني أعلم كما قالت غالبية ما يجري لهم ، لكني جئت إلى هنا وحاولت معايشة ولوبعض تجاربها لأعرف أكثر ..ولكي تكون الصورة التي انقلها أصدق من تلك التي تردني من وكالات الانباء ويمكنني استخدامها وانا جالسة على مكتبي المكيف واكتب وانا ارتشف من فنجان قهوة ما يعينني على التعامل مع المآسي كمواقف عادية ، ومع القتلى كمجرد أرقام عابرة عن طريقي إلى إحدى النشرات...!
    تركتها ومضيت حزينة لأن ما قالته عن متاجرة الكثيرين
    بقضيتها صحيحا ، ولأنني أعلم من الحقائق ما لا يقال ، رغم كل محاولاتي البحث عنها ولو كلفني ذلك حياتي .
    لكن تلك السيدة لا تعلم أن سرد كل الحقائق قد لا يسمح لها ولغيرها الوصول إلى بر آمن، وقد..وقد...وقد....!
    خطوط إمداد خلفية...!

    ..//2
                  

العنوان الكاتب Date
الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 04:24 AM
  Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 05:08 AM
    Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 05:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de