|
تعالوا نقرأ للكتاب النوبي ادريس علي ( اللعب فوق جبال النوبة )
|
هي قراءة لهذا كاتب النوبي الجميل ( ادريس علي )
الأدب النوبي مصطلح فيه حل لاشكالية التعبير عن واقع النوبة من حيث المكان والزمان والشخوص والقيم والرموز والسلوك حتى نستطيع تعريف الآخر بأشياء اخرى غير مقتصرة على التاريخ والاثارات والماضي التليد ولأن القاريء يعرف منذ الوهلة الاولى أن مسرح الرواية هو منطقة النوبة في جنوب مصر وذلك بفضل براعة الكاتب في طريقة رسم صورة الشخوص والاحداث باسلوب السهل الممتنع .. مما يجعل القاريء وكأنه جزء من تلك الجغرافيا .. فالترويج لمثل لهذه الخصوصيات حتى ولو كانت في دائرة المسكوت عنه يعطي نوع من التبرير لبعض السلوك التي يستهجنها الآخر او نوصم بها أحياناً عن جهل .. فكان هذا الخط هو الحد الفاصل بين ادريس علي والاخرين من النوبيين بل إرتقى الى خلافات فكرية بينه وبين بعض الكتاب النوبيين .. ففي كتابه ( دنقلا ) الفائز بجائزة ووكر يجعل مرجعية البطل هي دنقلا.. ثم كتاب ( النوبي) والكتاب الذي جلب له الكثير من العناء مع السلطة (الزعيم يحلق شعره) وهو كتاب في ثمانين صفحة تقريباً في نقد للعقيد معمر القذافي وتم مصادرة الكتاب من المعرض والاسواق وقام بكتابته اثناء عمله في ليبيا ومعايشته لمعاناة الشعب الليبي .. ليته عاش ورأى نهاية هذا الطاغية .. ادريس علي كاتب نوبي كنزي ، وتاريخياً الكنوز ارتباطهم وثيق بالجزء الشمالي من إمتداد النوبة ( دنقلا ) لغة وانتماءاً حيث انهم حكموا من خلال مملكة المقرة في ( دنقلا العجوز ) وورثوا الحكم عن طريق التزاوج حسب ما كان متبعاً في بلاد النوبة آنذاك من تنصيب ابن البنت او الاخت .. وإستمر حكمهم حتى قيام دولة الفونج وهجوم النوبة المستعربة من الجوار القريب علي مملكة المقرة مما أدى الى تشظي الدولة وقيام ممالك اخرى في الخندق وارقو .. ولكني ارجح انتقال الدنقلاوية ( اندادي ) الى ارض المتوكية ( جنوب مصر حالياً ) الى تلك الرواية التي نقلها احد المؤرخين بأن ملك المقرة عندما شعر بقوة الهجمة من القبائل العربية على اطراف المملكة ارسل قادة عسكريين من دنقلا لتعزيز الحماية على كنيسة فرس حيث كانت العاصمة الدينية هناك والعاصمة السياسية في دنقلا العجوز وهذا مبرر كافي لانتقال العنصر النوبي ( الدنقلاوي ) ولغة الاندادي الى تلك المناطق واستقروا فيها الى أن تم التزاوج والاختلاط ومن ثم التمازج مع قبائل ربيعة وجهينة فكان .. ( الكنوز) ..
نواصل ...
|
|
|
|
|
|