بوردابي يقول للرئيس : (كفى آل عمر) ...!

Quote: تراسيم الاسبوع الماضي احتفل الطاغية روبرت موغابي بعيد ميلاده التاسع والثمانين..عميد الرؤساء الافارقة اشتكي في لقاء صحفي مع الاذاعة الزمبابوية انه يشعر ان وزرائه مجرد اطفال لهذا يصعب التواصل معهم..الزعيم موغابي اعتلي المسرح السياسي بعد استقلال دولته في العام 1980 واصبح رئيسا للوزراء..منذ العام 1987يشغل موغابي منصب رئيس الدولة التي باتت كل بضع سنوات تلغي عدد من الاصفار من عملتها بسبب التضخم. كينيا قدمت نموذجا جيدا..دانيال اراب موي انسحب من واجهة الاحداث بعد طول اقامة..الكينيون الذين لم يعاتدوا على مناخ الحرية غرقوا في العنف لبعض الوقت بعد انتخابات رئاسية مثيرة للاهتمام..التجربة الكينية نضجت بفعل الممارسة..هاهم الكينويون اليوم ينتخبون نجل الزعيم كنياتا رئيسا لدولتهم..اوهور كنياتا كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء..منافسه في السباق رئيس الوزراء اودينقا..الصندوق لم يمضي مع صاحب الصولجان..اودينقا لجأ للمحكمة طاعنا في نتيجة الانتخابات ولكنه اوصي انصاره بالتزام الهدوء مؤكدا التزامه بحكم المحكمة باعتبارها المرجع النهائي في حسم النتيجة. الان السودان امام مفترق طرق..الانتخابات القادمة لايفصلنا عنها سوى عامين..الاحزاب التاريخية مازالت بعيدة عن اجواء التنافس..الا ان اصوات في الحزب الحاكم بدأت تحاول اعاقة عملية التجديد والاصلاح..مجموعات ارادت اختبار الاجواء عبر طرح ولاية ثالثة لوالي البحر الأحمر..مركز (كومون) المقرب من الحكومة استفتى الرأي العام حول ترشيح ايلا..نائب الرئيس الحاج ادم تحدث بوضوح ان الرئيس البشير سيكون مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة..فيما تحاول جهات نافذة في الحزب الحاكم تاجيل فعاليات المؤتمر العام الذي من المفترض ان يسمي المرشح الرئاسي الجديد. الرئيس البشير حسم الامر منذ عامين حين أكد انه لايرغب في الترشح مجددا..الرئيس البشير اوضح انه يدرك ان الشعب السوداني ملول..رؤية البشير تتسق مع الدستور الذي حدد ولاية الرئيس بدورتين..لكن دائما المشكلة في رجال حول الرئيس..عدد من مراكز القوى ترفض التغيير والاصلاح لأنها تخشي على مواقعها ومصالحها. في تقديري ان على المؤتمر الوطني ان يقدم نموذجا جيدا في التبادل السلمي للسلطة..حتى هذه اللحظة يتقدم الحزب الحاكم على الاخرين في مضمار التجديد..دستور الحركة الاسلامية حدد ولاية الامين العام بدورتين وتم الالتزام بروح الامر..الحزب الحاكم اكد غير مرة ان كل عضو قيادي سيترك مقعده بعد اكمال دورتين..فيما الاحزاب الاخري تمشي بين الناس بقيادات ثورة اكتوبر..الترابي والميرغني والمهدي اقتربوا من العقد الثامن ولا أمل في ازاحتهم من سنام القيادة بوسائل ديمقراطية. في اليمن فكر على عبدالله صالح قبل سنوات في مغادرة المسرح..البطانة السياسية عزفت انشودة المجد الذي سيضيع والوحدة التي ستغيب فتراجع صالح..بعد سنوات انتفتضت اليمن واضطر الرئيس للانسحاب بعد ان وصل الحريق الى وجهه..ذات السيناريو تكرر في مصر..كلمة واحدة من مبارك تعبر عن نيته مغادرة قصر الاتحادية مع رفضه لفكرة التوريث كان يمكن ان تؤجل الثورة..ذات الامر حدث في ليبيا وتونس. سيدي الرئيس احسم الجدل واحتفظ بمجدك السياسي وقل كفى (ال عمر) هذه السنوات. الاهرام اليوم