|
Re: مبعوث امريكي جديد للسودان وخبراء : السودان يتفكك (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)
|
Quote: وأضاف أن البيت الأبيض سيعلن عن مبعوث جديد إلى السودان |
لحسب علمي, فالسياسة الأمريكية الخارجية الراهنة بقيادة أوباما, تتمنع وكثيرا عن الغوص في أوحال الأمم الأخرى. وأعتقد أنهم يقيمون أمرهم لحسب {عالمية} خطورة نظام ما, وليس تفجراته ومشاكله الداخلية وحسب. وهذه أولوية وجدت إحترام الرأي العام الأمريكي, خاصة بعد حربي العراق وأفغانستان, وما أورثتا من مضاعفات إقتصادية وإجتماعية عالية الكلفة وسط المجتمع الأمريكي. خاصة وأن هناك إشارات قوية تعزي الأزمة الإقتصادية أو الريسيشن الذي مر على أمريكا, في عهد بوش وأغلب زمن الولاية الأولى لأوباما, لتلك الحروب المفتعلة والتدخلات العشوائية في الصراعات الداخلية لمجتمعات أخرى. بل أرى أن ثمة تعديلا إستراتيجيا أنابت فيه المؤسسة العسكرية الأمريكية الدورن, عن عمليات الغزو الجيوشي الكلاسيكي. والدورن هي طائرة بدون طيار, تضرب الموقع المختار وترجع في أغلب الأحيان إلى قواعدها سالمة.
فليس هناك الكثير الذي يمكن أن ينوب المعارضة السودانية لجهة الدعم الخارجي. فأنظروا مثلا لما يحدث في سوريا, والذي تصاعدت وتائره من تظاهر جماهيري سلمي إلى مجابهة عسكرية عنيفة وغير متكافئة. رغم ذلك فأمريكا ما تزال في تحفظها الأوبامي على الدخول في حرب إقليمية, بل حتى موضوع تسليح المعارضة هو عندهم أمر مرفوض للآن, بإعتبار إحتمال تسربه لجهات متطرفة, وبحسب زعمهم, إرهابية. فإكتفوا في دعم مشكل الشعب السوري بتوفير الغذاء والدواء فقط لا غير... وبالطبع حينما تتمنع أمريكا ينزوي حلف الناتو وترتخي كل مفاصل الدعم الخارجي, فيما في الضفة الأخرى تقف الصين وروسيا بحق الفيتو لمنع التدخل العسكري, ليس ضد سوريا وحسب, وإنما ضد كل حلفاءهما التاريخيين المهددين بإزمات حكم وثورات داخلية ... والسودان في الحسبان, خاصة لجهة الصين.
فليس ثمة شئ مختلف يرجى من المبعوث الأمريكي الجديد للسودان. اللهم إلا في كيفية وكمية الضغوط التي يمكن أن تمارس على طرفي الصراع السوداني, بغية إلحاقهم بالتصور الأمريكي لحل المشكل السوداني. وهو تصور أعتقد أنه يقوم على التهدئة والإستعاضة عن الصراع المسلح بالعمل السياسي ... وكأني أرى نيفاشا أخرى تمشي على قدمين.
مجرد وجهة نظر
شكرا أخي الشامي, على إبتدار هذا الحوار
|
|
|
|
|
|