|
Re: دعوة للتفاكر: لماذا تجنّبت أسراب الجراد أرضَ الحَجَر ؟ (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
آفة الجراد المنتشر في الولاية الشمالية ونهر النيل. .د. محمد أحمد حاج علي جامعة الخرطوم
نشر بتاريخ الأربعاء, 06 آذار/مارس 2013
قصدتُ كتابة هذه المعلومات لله والوطن والإنسانية ـ شعار جامعة الخرطوم كأصداء للصمت الذي يحدث في بلادي تجاه الظواهر الطبيعية أو البشرية أو البيولوجية التي تمر عرضاً دون دراسات أو تفسير يمكن عن طريقه تلافي الأضرار التي تحدث مستقبلاً. وعليه هنالك عدة نقاط يمكن أن تجعل من أمر انتشار الجراد في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية أمر غير طبيعي يمكن حصرها في الآتي:
أولاً: أن الزمن والتوقيت لانتشار هذه الآفة غير طبيعي حيث إن الزمن المعتاد لانتشار الجراد ينحصر في منطقة السهل الإفريقي في الفترة من (21/ 7) حتى (1/10) من كل عام باعتبار أن هذه الفترة يقع فيها فصل الخريف وكل العمليات الزراعية والتي تصادف نمو وازدهار المجموع الخضري والتنوع الحيوي في هذه المنطقة والتي تعتبر المصدر الأساسي للجراد الصحراوي القادم إلى السودان من الناحية الغربية حيث إنه بعد انتهاء فترة الخريف يرجع إلى مناطق الكمون والتي يمكث فيها كل فترة الشتاء وحتى ظهور الخريف مرة أخرى وذلك في ما يُعرف بالسهل السوداني الذي يقع في السافنا الغنية المتاخمة للمناطق الإستوائية.
ثانياً: بيولوجياً وحسب ايكالوجيا وطريقة النمو لآفة الجراد هي على غير قاعدة النمو الطبيعي في باقي الكائنات الحية حيث إنه من الحقائق العلمية أن سرعة النمو في الكائنات الحية الأخرى تتناسب تناسبًا عكسيًا مع الزيادة في كثافة أفراد المجموعة. بسبب ظهور المقاومة البيئية مثل التنافس والافتراس وغيرها في ظل تناقص الموارد ومن ثم يكون التناقص تدريجيًا بسبب الموت والهجرة وغيرها. أما في آفة الجراد فإن سرعة النمو تتناسب تناسبًا طردياً مع الكثافة وهذا ليس حصراً على الجراد فحسب وإنَّما يحدث في جميع الآفات الزراعية حيث إنها تنمو بصورة آسية أو هندسية (2، 4، 8، 16، 32، 64و 128) وهكذا يستمر النمو حتى تستنفد المجموعة كل الغذاء الموجود أو يحد نموها عامل آخر خاص بالمكافحة وغيرها ويؤدي إلى أن يتوقف النمو بصورة فجائية ويسمى هذا النقصان السريع أو الفجائي بالنمو الآسي: (Exponential Growth) ي ظهر ذلك في الشكل والذي يوضح أنه يموت ويرجع إلى مرحلة الصفر في حالة انعدام الغذاء مما يعني أنه لا يمكن أن يكون قد انتقل من بورتسودان شرقاً أو من جهة الغرب نظراً لعدم وجود غطاء نباتي متصل يمكِّنه من الوصول إلى النيل وهنالك حقيقة أن الجراد لا يمكن أن ينتقل إلى أكثر من مسافة تتراوح ما بين (15 ـ 30)كلم، من غير نباتات خضراء ويعني ذلك أنه تتعطل فيه كل العمليات الخاصة بالتكاثر والنمو وهذا يؤكِّد أحد الأدلة العلمية الأخرى التي توضح أن ظهوره غير طبيعي.
(مناطق انتشار الجراد الصحراوي في منطقة السهل في إفريقيا) (الزمن) (النمو الآسي لآفة الجراد)
ثالثاً: إنه لا توجد رياح غربية أو شرقية أو حتى جنوبية غربية أو شمالية شرقية في هذه الفترة، وجغرافياً هذه المرحلة تعتبر انتقالية في المناخ وهي فوارق بين الشتاء والصيف تتغلب فيها ظروف الطقس والأحوال الجوية ولذلك لا يوجد اتجاه معين لرياح محددة تساعد على انتشار الجراد بهذه الصورة أو انتقاله من مناطق بعيدة.
رابعاً: هنالك ملاحظات تجعلنا بالتحليل العلمي يمكن أن نبرهن بأن الجراد يمكن أن يكون عملاً يُراد به تدمير الاقتصاد السوداني في هذه الفترة حيث إن إزهار وتلقيح محاصيل النخيل والفاكهة فضلاً عن أثمار ونضج كثير من المحاصيل مثل القمح والفول والكبكبي والخضروات المختلفة بأنواعها يؤكد أن هذا أمر غير طبيعي ولذلك لا بد للجهات المسؤولة أن تدرس وتفسر كيف دخلت هذه الآفة إلى المنطقة في هذا الزمن بالتحديد باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS) أو الاستشعار عن بُعد خاصة وأنه بكل سهولة يمكن أن توضع كرتونة واحدة محملة فيها (1000) جرادة لتصبح في غضون عدة أيام آلاف بل ملايين بسبب خاصية سرعة النمو.
عليه فإن انتشار آفة الجراد في الحزام النيلي في هذه الفترة أمر خطير حيث إنه إن لم يجد أسلوب المكافحة البيولوجية وغيرها من الأساليب العلمية السليمة يمكن أن يقضي على جميع المحاصيل الزراعية على طول النيل شمالاً وجنوباً ولا يموت إلا بانتهاء الحزام الأخضر. عليه أرجو أن أوكد أن هذا المقال مبني على الحقائق والافتراضات العلمية والقصد منه لفت نظر الجهات المسؤولة للتحقيق فوراً في الموضوع لنجد تفسيرًا للذي يحدث الآن. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
|
|
|
|
|
|
|
|
|