وقد تبادلت أغاني السباتة أو أغاني البنات وأغاني المدينة بأنواعها باختلاف حقبها الفنية التأثير والتأثر والاستلهام الأخذ والعطاء (إيقاعات والحان).
الفنان الراحل حسن عطية كان يعدل في النصوص بمساعدة الشاعر الفذّ (صديق مدثر) – رحمه الله رحمة واسعة - كما في أغنية يا هاجر.
كما تبادلت أغاني البنات في العاصمة الأخذ والعطاء أيضاً مع فنون بقية أقاليم السودان ومع أغاني المناسبات الأخرى كالزار و أغاني الحماس والمناحات وغيره.
نستطيع القول بأن فن الغناء الذي أبدعنه بنات العاصمة يعبر عن ثقافة المجتمع الذي أبدعه وعن رأى البنات تجاه قضايا هذا المجتمع الذي هن جزء من منظومته و بالتالي فهذا الإبداع له (خصوصيته الشديدة) ويتفاوت التفاعل معه أثناء التداول من ثقافة فرعية إلى أخرى معتمدا على اللغة المشتركة والأهداف والوظائف التي يؤديها وعليه يتم التذوق والانفعال من جمهور المستقبلين لهذا النوع من الغناء ولا أقصد بالانفعال تسرب الإعجاب الوقتي إنما عملية التفاعل التي لها ردود أفعال مختلفة قد تتعدى النفسية إلى الاجتماعية، السلوكية،الثقافية والفنية .
سيستمر التواصل الثقافي وهذه سنة الحياة بين المكان بجغرافيته وتاريخه وثقافته وبين مبدع هذه الثقافة وهو الإنسان. وكل منتج إبداعي هو إضافة حتمية للتراث. الآن الكثير من الفنانات المبدعات لهذا النوع من الفن (أغاني البنات أو أغاني الدلوكة) تخليْن واعتزلن هذا الفن الشعبي أداء وأسلوباً ونفذْن إلى عالم ( الغناء الخاص) بدءاً بالتغني بأغاني فنانين معروفين وانتهاء إلى أغاني خاصة لها شاعر وملحّن معروفين وهجرن الدلوكة.
السبب الأول أن هؤلاء الفنانات يردن الانطلاق بدلاً من حبس أصواتهن في مناسبات الأفراح. لأن البعض له شعبية كبيرة ويردن الوصول للمستمع في أي مكان ولكن لجان النصوص في أجهزة الإعلام الرسمية لا تعترف بهذا الفن علانية إلا في حدود ولكن الآن وفي كل القنوات تسمع العجب .
ولكن من ناحية أخرى ما هو ذنب المبدع حتى يحرم من حقه في إجازة صوته إذن سيتخلى كل فنان ومبدع شعبي عن فنه وثقافته مقابل الوصول (رسمياً) إلى الجمهور وهذه وصمة أخرى تلقّاها الفن الشعبي بأنه بدائي ومتخلف وأن مبدعه متخلف أيضاً، السبب الثاني.. الاستهلاك المتكرر لموضوع أن غناء البنات غناء هابط.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة