السودان علماء التكفير - كمال الجزولي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 04:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2013, 12:27 PM

علي محمد الفكي
<aعلي محمد الفكي
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي (Re: علي محمد الفكي)

    (5)

    لذا، على حين يفصِّل القرآن والسُّنة أحكام العبادات، وكلَّ ما يتصل بشئون الدين، يكتفيان، في أمر "السِّياسة/الدَّولة"، بهداية عامَّة حول الشُّورى، والعدل، والإحسان، والمساواة، والحريَّة، والوفاء بالعهد، وأداء الأمانات إلى أهلها، وغيرها، دون أن يتضمَّنا نصوصا قطعيَّة في تفصيل نظام الدَّولة، أو شكل السُّلطة، أو أساليب السِّياسة، وما إلى ذلك؛ فتلك كلها أمور مرهونة بظرفي الزَّمان والمكان، وقد شملها جهد الصَّحابة الذين كانوا يفهمون النُّصوص "على ضوء البيئة ودوران المصلحة" (الصَّادق المهدى؛ أحاديث الغربة، ط 1، دار القضايا، بيروت 1976م، ص 28 ـ 29).

    ولأن فهم النُّصوص على هذا النَّحو يستوجب إعمـال "العقل" بالضـرورة، فإن الإسلام ".. يعطى الإنسان مجال التفهُّم بعقله .. حاثَّاً على استخدام العقل في 50 آية .. وعلى التفكير في 18 آية" (المصدر، ص 33). ".. والعقل أشرف صفات الإنسان .. إذ به تقبل أمانة الله" (أبو حامد الغزالى ؛ إحياء علوم الدين ، ج 1 ، ص 12 ـ 13). ولقـد حضَّ الله سبحانه وتعالى بنى آدم حضَّاً على استخدام هذه (الأداة) الاستثنائية التي خصَّهم بها دون سائر خلقه، وذلك باستخدام جمـيع الحـواس: "والله أخرجكم من بطون أمَّهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السَّمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون" (78 ؛ النحل)، أي "تؤمنون" (تفسير الجَّلالين). والشُّكر إنما يكون بالإيمان (تفسير الجَّلالين)، وفى ذلك تكمن علاقة السَّببيَّة بين "العقل" و"الإيمان". وتتواتر الآيات التي تحمل الدَّلالة على هذا الحضِّ بمختلف الصِّيغ: "لعلكم تتفكرون"، "أفلا تتفكرون"، "أفلا تتذكرون"، "لقــوم يعقـلون"، "أفلا يعقـلون"، "يا أولي الألباب". وقـد وردت عبارة (أولى الألباب) في القرآن الكريم ".. خمسة عشر مرة. وأولو الألباب هم أصحاب العقول ، كأن العقل هو لب المرء وما عداه قشر" (محمد الغزالى؛ دستور الوحدة الثَّقافيَّة بين المسلمين، ص 178).

    وإذن، فالمسـلمـون مـأمـورون بأن يدركـوا أن الله عز وجل غنىٌّ عن إيمان بلا تدبُّر، ومتكبِّرٌ على تسليم بلا تفكُّر، ومُستعلٍ على عبادة بعقول غائبة وأفئدة مستلبة، مِمَّا يجترح بعض متشنِّجة الاستبداد، وملهوجي التَّيَّار السُّلطوي الذين يوهمون الناس، صباح مساء، بأن الاستكانة لإرادتهم هم البشريَّة إنَّما هي من باب الخضوع لمشيئة السَّماء!

    كما وأنَّ المسلمين مأمورون بالتَّمييز، عقلاً، بين شئون "دينهم" وأمور "دنياهم"، على قاعـدة الحــديث الشَّــريف المـار ذكـره. وروى عن النبي (ص) أنه قال: "أوَّل ما خلق الله العقل فقال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال الله عزَّ وجلَّ: وعزَّتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم عليَّ منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أثيب، وبك أعاقب" (أخرجه الطبراني في الأوسط). وعن عمر (رض) أن رسـول الله (ص) قال: "ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يَهدي صاحبه إلى هدى ويردُّه عن ردى، وما تمَّ إيمان عبد ولا استقام

    دينه حتَّى يكمل عقله" (أخرجه داود بن المحبر).

    ثمَّ إن التأسِّي، أيضاً، بأعمال الخلفاء الرَّاشدين والصَّحابة لا يكون بغير إعمال "العقل". ومن ذلك إيقاف عمر (رض) سهم "المؤلفة قلوبهـم" المنصوص عليه ضمن الآية الكريمة (60 ؛ التَّوبة)، وقد سبقه إلى ذلك أبو بكر (رض). ومن ذلك، كذلك، فتوى عمر المشهورة بعدم جواز قطع يد السارق في عام الرمادة، وغير ذلك كثير. ولعلَّ أحكم ما قيل في ذلك أنه ".. لا يعنى تعطيل النَّص، بل يعنى فقط تأجيله بالتماس وجه آخر في فهمه وتأويله" (د. محمَّد عابد الجَّابري؛ الدِّين والدَّولة وتطبيق الشَّريعة، ط1، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت 1996م، ص 45).

    وليس ثمَّة ما يحول دون أن ينهل المسلمون حتى من أساليب غير المسلمين طالما استقامت عقلاً، وذلك بالاستناد إلى الحديث الشريف: "الحكمة ضالة المؤمن، أنَّى وجدها فهو أحقُّ النَّاس بها"؛ وفي هذا يشدِّد الشيخ محمد الغزالي على أن ".. التفتُّح العقلي ضرورة ملحَّة .. فماذا يمنع الفقيه المسلم من قبول كلِّ وسيلة أصيلة أو مستوردة لتحقيق الغايات التي قرَّرها دينه؟! إن النَّقل والاقتباس في شئون الدنيا، وفي المصالح المرسلة، وفي الوسائل الحسنة، ليس مباحاً فقط، بل قد يرتفع الآن إلى مستوى الواجب" (محمَّد الغزالي ؛ دستور الوحدة الثَّقافيَّة بين المسلمين، ص 182).

    وهكذا، فإن التسييل لـ "المقدَّس"، في الذِّهنيَّة المسلمة العامَّة، لينداح على مجمل وقائع وشخوص وترميزات "تاريخ" الدَّولة الإسلاميَّة، بلا تدبُّر، بعد رفعها، حزمة واحدة، ، بلا تعقُّل، إلى مستوى "الثَّوابت الدِّينيَّة"، ليس من الإسلام في شئ.
                  

العنوان الكاتب Date
السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:20 PM
  Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:21 PM
    Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:25 PM
      Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:26 PM
        Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:27 PM
          Re: السودان علماء التكفير - كمال الجزولي علي محمد الفكي02-22-13, 12:27 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de