الرحمة والمغفرة من مليك مقتدر للراحل المقيم الذى أنجب وربى أحد أرقى العقول التى تشرفنا بنهل العلم منها أستاذنا الجليل المحترم : د.محمد محمود أستاذنا القديم د.محمد محمود زول منضبط جدا لدرجة إمكانية ضبط الساعات على مواعيد حركته وقتها فى أروقة الكلية والجامعة والشارع عموما ويبدو من فرط حسن تنظيمه وترتيبه أنه سليل أسرة إنجليزية نسته سهوا عند خروجها من السودان عقب الإستقلال السياسى لوطننا الذى لايحفل كثيرا بالوقت وقيمته رغم أن ديننا الحنيف يحثنا على حسن إستغلال الوقت بل عباداتنا الخمس ترتكز على الوقت تحديدا الصلاة التى هى عماد ديننا كمافى الحديث الشريف . درسنا د. محمد محمود – سقته الرياح –هذا الاكاديمى الضليع حامل الاستاذيه الكبرى من أكسفورد، رواية (عرس الزين ) للطيب صالح فى ترجمتها الانجليزية العالية جدا بكلية اداب جامعة الخرطوم (حياها الحيا ) بالقاعة 105 ذات المقاد الخشبية الحمراء ونحن نتجه صوب مطلع الشمس ذاك العهد البعيد حيث القلب كان أخضر ولسع فى ريعان شبابو ( كما يغنى الصوت الراقى محمد وردى فى أغنية كجراى مافى داعي ) إبن كسلا الوريفة بلدة أستاذنا محمد محمود ، ضمن متطلبات مقرر الأدب الانجليزي بكلية الآداب في النصف الثاني من ثمانيات القرن العشرين . أذكر خلال تدريسه تلك الرواية وغيرها من متطلبات المقررة ة كان د. محمد محمود ن يحمل أثناء المحاضرات كاميرا وهميه ينتقل بها عبر المناظر خاصة حينما كان يتابع رحلة (الملاح العتيق ) للشاعر الإنجليزى الرومانسى صمويل كوليردج تحديدا حركة الطائر (الباتروس ) الذى كان يرافق قارب ذاك الملاح العتيق !!
وقد حذرنا د. محمد محمود (سقته الرياح ) في أخر عبارة للمقرر أن لا نخلط بين الطيب صالح ومحيميد كي يستقيم فهمنا النقدي لمجمل سرديات الطيب صالح وغيرها من الروايات التي تستند في السرد على ضمير المتكلم المفرد وقد كرر كثيرا وهو يهم بالخروج من القاعة بتلك الإنجليزية الرفيعة جدا Remember that Tayeb Salih is not Mehameed the narrator of all his novels. كانت له محاضرة تبدأ فى الخامسة عند المساء ويتم رفع أذان المغرب أثناء سير المحاضرة وعند سماع النداء المرفوع من مسجد الجامعة الشهير كان يوقف المحاضرة ويقول بالانجليزية الرفيعة . Ten minutes break for those who pray.
الاكاديمي السودانى د. محمد احمد محمود - حامل الدكتوراه من اكسفورد واستاذ الادب الانجليزى قديما باداب جامعه الخرطوم شأن العلامة النحرير عبدالله الطيب (1921-2003) لم يكن يضع لقب دكتور على لوحه باب مكتبه وكان يمتاز بالدقه والانضباط الصارم لدرجه انه كتب قديما بالسودان مقالا يدعو لترقيم كل البيوت بالعاصمة المثلثة وكتابة الرقم على لوحة واضحة ليسهل على الزوار سرعة ومرونة الإهتداء للبيوت كسبا للوقت الذى لم نعرفه قيمته حتى الان بوطننا . د. محمد محمود إنسان نادر يمتاز بتواضع جم وهدوء وتربية إجتماعية منضبطة مردها نشاته فى أسرة تجيد تربية من تنجب إلى جانب إصراره على تربية الذات عبر سعة الإطلاع والهدو والرزانة .... * الرحمة والمغفرة للراحل أحمد محمود والد الاستاذ محمد محمود وأفخر أننى كنت يوما تلميذا فى مجالس درس الإنسان المحترم واسع العلم والإطلاع والتأمل د. محمد محمود
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة