عااااااااااااااااااااااااجل .... اهم خبر هذا الصباح

Quote: حول العمل النوبي ومستقبله 1) من السمات الاساسية الملازمة للنوبيين اينما اقاموا ان يتنادوا لتكوين جمعيات تلم شملهم لتقوية أواصر العلاقات بين افرادهم ولمتابعة الاخبار والاحوال في البلد مما جعل جمعياتنا منتشرة على نطاق القارات الخمسة في الكرة الارضية. وفي الداخل نجد ان الخرطوم عاصمة السودان بـها العشرات من الجمعيات المرتبطة بكافة قرى المنطقة يحملون همومها ويتشاركون في خدمة قضاياها من تعليم وصحة وتنمية. 2) عندما اعتلت الجبـهة الاسلامية سدة الحكم في 30 يونيو 1989 واجهت المنطقة سياسات معادية استـهدفت كل اوجه الحياة فيـها بدءا بحل جمعية وادي حلفا التعاونية التي تحملت عبء الرعاية الكاملة لمن رفضوا التهجير لخشم القربة، وقامت بمصادرة آلياتـها كما صادرت مصنع وقوارب صيد الأسماك لصالح منظمتـهم المسماة نداء الجهاد، وحاولت مصادرة اشجار الطرفة التي زرعت بعد ثورة اكتوبر1964 بواسطة ادارة الغابات لتوفير العلف والوقود مجانا للجميع مما جعل النساء يخرجون في مظاهرات عارمة لمنعها من هذ الفعل الشنيع، وحتى مخزونـهم من الحبوب الغذائية داخل المنازل لم ينجو من اياديـهم الآثمة إذ قاموا بنزعها ومصادرتـها قسرا، والنظام لم يكتفي بكل ذلك بل قام باضعاف التعليم الذي كان مميزا وانـهارت الصحة وانتشرت امراض سوء التغذية كالعمى الليلي وفقر الدم كما اوقفوا برنامج مكافحة الجامبيا الذي كانت تقوم به منظمة الصحة العالمية في ابريل واكتوبر من كل عام مما جعل المنطقة نـهبا لامراض المياه كالملاريا والبلهارسيا بعد خلو المنطقة منـها لاكثر من 26عاما، وفوق كل هذا احتكرت مدخلات الزراعة من بذور وسماد ووقاية لبيعها لهم باسعار باهظة وفرضت عليـهم شراكة الحكومة بمقدار الثلث بعد ان كان الناس يشاركون المزارع فقط. عند ذلك قام التجمع النوبي في يونيو 1995 وأخرج نشرة (نبوكبن) في سبتمبر من نفس العام التي صدر منها عشرة أعداد وكان التجمع النوبي هو السند الرئيسي للجنة المناهضة في المنطقة إلى ان تم استبداله بمنظمة جديدة عام 2003 سميت (نوبيون من أجل التنمية) التي لم تنتشر في المنطقة ولم تعمر طويلا. وكان الناس بدأوا في ترك المنطقة وخلت 31 قرية من كل سكانها في محاغظة حلغا وحدها وتناقص سكان الولاية بعد ذلك بخد تفسيمها وافتطعوا منها ولاية النيل وقاموا في خطوة غير مسبوقة بتمليك ما تبقى من الشمالية الى امبراطور السدود اسامة عبدالله ليتصرف وحده في اراضيها قاطبة!! 3) تواصلت المناقشات الاسفيرية عبر السنوات في موضوع كيانات بعضها سميت احزابا وبعضها منظمات وجميعها يقولون ان هدقهم هو جمع النوبيين لطرح قضاياهم والدفاع عن مصالحهم وآخرها بدأ منذ شهر مايو 2012 وهي المناقشات التي يشارك فيـها العديد من النوبيين المهمومين داخل السودان وخارجه وجميعهم يؤكدون ان الـهدف هو ضرورة مشاركتـهم المنظمة لزيادة فعاليتـهم في تحديد مستقبل الوطن والمواطن باعتبار ان الواقع الحالي لا يرضي طموحاتـهم.. 4) في محاولة لمعرفة دواعي واسباب التبشير بالتنظيمات الجديدة المتكرر يجوز لنا ان نتساءل عن مكمن القصور في التنظيمات النوبية التي كانت قائمة في الفترة الماضية (وأهمها لجنة مناهضة السدود والتنمية) ولماذا لم تعد ترضي طموحات الذين ينادون بانشاء تنظيم جديد وبذلك ربما نتمكن من تفادي المصير الذي آل إليه الحزب النوبي والتجمع النوبي وغيرهما دون مبررات معلنة ومقنعة.. ملاحظاتي وتساؤلاتي ستكون في شأن التباينات المعلنة والظاهرة في الآراء (مع تجاهل الخفي منها تمثلا بسلوك الشهيد محمود محمد طه) وذلك لمعرفة اسباب توقفها ولتقليب وجهات النظر حول الشكل الجديد المقترح باعتبار ان الجميع يسعون لمشاركة اعمق في قضايا الوطن العامة بـهدف النضال الفعال من اجل مستقبل افضل للوطن وللمنطقة واهلها. 5) من المهم ان ندرك بعمق ان ساحة العمل الوطني حدثت فيها تغييرات جوهرية بعد ان ضاقت منافذه عندما تم تمزيق بلادنا وانفصال ثلث اراضيه وسكانه يأسا من كل احتمالات التنمية الشاملة والعدل في هجير نظام لا يستحي ولا يشبع ولا يرعوي!! لقد عايشنا من الجهة الاولى كيف اصبح النظام يمارس ابشع انواع القهر والاستبداد والعنف في مواجهة كل مطالب مختلف فئات الشعب بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتضييق الخناق بلغ درجة ايقاف منظمات المجتمع المدني التي سبق أن قاموا بتسجيلها قانونيا في المرحلة السابقة..!! ومن الجهة الثانية وفي ذات الوقت عمدوا الى تقسيم القبائل السودانية واستوعبوا ضعاف النفوس الساعين للثراء والسلامة داخلها حتى تمزقت القبائل شرقا وغربا وشمالا بالانشقاقات المدبرة والممولة من قبل النظام.. ولم يسلم النوبيون من مؤامرات النظام (رغم اننا لسنا قبيلة وانما قومية) لان بعضنا استسلم وانضم لاجهزة النظام وطفق يعمل لصالح النظام بمواجهة اهلنا هناك وملاحقتـهم امنيا واقتصاديا، واستعرب بعضهم فاصبحوا لا يتحدثون بلغتنا العريقة مع اطفالهم حتى (لا يتعوج لسانهم!!). 6) الآن ماذا نريد؟ هل تم التخلص من الهواجس المتوارثة التي تكرر دائما وابدا: (لا نريد سياسة في تنظيماتنا) في حين ان ما يتطلعون اليه وما يطالبون به هو قلب السياسة ذاتـها لانه يتعلق يالصحة والتعليم والتنمية الشاملة للزراعة والصناعة والسياحة..إلخ؟ هل يتوهم ما تبقى من اهلنا في السودان ان ما يحدث في مختلف ارجاء وطننا المنكوب، وغالبيته في دهاليز السياسة، لا يؤثر عليهم ولا يـهمهم في شيء؟؟!! 7) لقد تنادي اهل الهامش من مختلف ارجاء السودان وقاموا بتنظيم انفسهم في مواجهة السلطة علنا وعلى رؤوس الاشهاد في قوى الاجماع الوطني، ويجتهدون بصدد تكوين تنظيم السودان الجديد، وحتى اليمين -الراكب اكثر من سرج - يريد ان يكون له موقع قدم فيه!! ونحن ما زلنا نتكلم والمتاسلمين ينـهشون عظامنا ويحرموننا من الطاقة التي اغرقونا بسببـها ونحن ما زال بعضنا يتمسح باحذية من يضطهدوننا، ونصدق اكاذيبهم عندما يخترقون منظماتنا.. آن أوان التنظيم الشجاع الفاعل المنتمي لقضايا وطننا الكبير وموطننا الصغير مع تاكيد العزل التام للموالين لنظام القهر والافقار مهما تمشدقوا يالكلمات المعسولة. ولكم حبي العميق وانتمائي المستديم للنضال من اجل غد مشرق. سعاد إبراهيم أحمد