|
|
الإصابة بمرض القلب
|
كان يومى عادى كبقية الأيام.إستيقظت فى تمام الساعة السادسة والنصف صباحاً على صوت المنبة.قبل أن أنهض قمت بالتجول فى تلفونى الخاص ومررت بالفيسبوك وسودانيز أون لاين وغيرها من وسائل الأخبار. كل ذلك فى خلال خمسة لسبعة دقائق وفى خلالها وأصوات مؤمن ومحمد وهم يستعدون للمدرسة.قمت وأخذت حمام وإرتديت ملابسى إستعداداً للشغل.صليت صلاة الصبح وقمت بمساعدة حرمنا المصون فى تجهيز أبنائى .الإبن الأصغر مؤمن يذهب ببص المدرسة والإبن الأكبر يذهب معى لأن مدرستة بنصف البلد وبالقرب من مكان عملى.المهم إرتشفت كوب الشاى أمام التلفزيون وغالباً ما أتابع السى إن إن أو السى أم أن بى سى وصباح الخير جو.وفى تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً يجب علينا الإسراع وذلك لتجنب زحمة المرور.ومدينتنا هى شارلوت بولاية نورث كارولينا وهى العاصمة التجارية للولاية وبها معظم المكاتب الرئيسية للبنوك وغيرها . أحاول بقدر المستطاع ألآ أتجاوز السرعة القانونية وغالباً ما أكون مشغل شريط لعصام محمد نور وهو يغنى من روائع الكاشف إنتَ عااارف أنا بحبكْ وبحلف بك ولا ماااك عااارف بالمرة أه أنا أنا آه ولا أنسى أن أرمق إبنى وهو إبن الثانية عشر ربيعاً المولود بأمريكا.وهو يفهم العربى ولكن يجد صعوبة فى الرد به.وهو بالطبع لايعرف الأغانى السودانية ولا يهتم بها.ولا أنسى أن أذكركم بأن صوتى نشاذ وأسوأ الأصوات لصوت الحمير هههه.المهم تطوى بنا السيارة الأرض طياً حتى نبلغ مدرسة إبنى المتوسطة.وقبل أن ينزل إبنى من السيارة لاينسى أن يقول لى شكراً على التوصيلة وفقع المرارة بصوتك ونهيقك والجزء الأخير أحس أنه ذلك مايريد أن يقوله لى ههههه. المهم بعد أن وصلت الشغل أحد الزملاء قال يريد أن يذهب إلى المستشفى لأنة يشعر بضيق فى القفص الصدرى.وبالفعل ذهب إلى المستشفى وفى اليوم الثانى علمنا أنه مصاب بمرض القلب ولابد من إجراء عملية له بأسرع مايمكن. ولمعرفتى بصحته الظاهريه إندهشت غاية الإندهاش .المهم مرت الأيام والأسابيع سريعاً وآه أنا أنا آه أناأنا آه ونظرات إبنى وهزّ رأسة وبالتأكيد فقع المرارة ووجع القلب زاتوووا فى أحد الأيام إستيقظت مزعوراً فى منتصف الليل وشعرت بدقات قلبى أكثر تسارعاً.قررت أن أذهب إلى مستشفى الطوارئ وبعد أن خرجت من المنزل وقبل أن أصل إلى السيارة شعرت أننى يمكننى الإنتظار حتى الصباح.وبالفعل أعدتُ أدراجى راجعاً للمنزل والذهاب للنوم وماااا أحلى النوم.خلدتُ للنوم ونمت نوماً عميقاً وإستيقظت و.. ورتين الصباح اليومى. وقررت أن أذهب للدكتور لمعرفة ماذا يعترى قلبى؟ هل هو إحساس الغربة عن الوطن لأكثر من أربعة عشر عاماً؟ أم هو إحساس مفارقة الأهل والأحبة وفقدهم واحد تلو الآخر؟ أم هو إحساس اللا إنتماء والإحساس بفراغ رغم كل شئ؟ أم هو أغانى الكاشف ومحاولة ربط الإحساس بالوطن وأمدرمان والنيل والأهل و... وآه أنا أنا آه أنا أنا أنا آه؟ أم يجب على أن أكشف على قلب إبنى و فقع المرارة ههه؟ وحتى عودتى لأخباركم بنتائج الكشف الطبى ويلا لى قدام ولحين العودة.
|
|

|
|
|
|