برعاية القنصلية احتفال رابطة المعلمين بجدة لذكرى الاستقلال (صورمعبرة)

Quote: الإستقلال .. وجهة نظر لم يعد الاستقلال كما أستقر في وعى جيل الحركة الوطنية ، يعنى الشئ نفسه بالنسبة لجيل ما بعد الاستقلال .. لاولئك الذين تفتحت مداركهم في ظل الحكم الوطني .. فخلال العقود السابقة لخروج الانجليز بدأ أن الاستقلال نفسه كمفهوم وكواقع عيني بحاجة إلى وفاق وطني حوله .. فقد تمت الإطاحة بثلاثة حكومات منتخبة ديمقراطيا عن طريق انقلابات عسكرية بداعي أعطاء الاستقلال مضمونه الحقيقي حيث لم يعد الاستقلال السياسي الذي لم يكن موضع جدل حينئذ يكفى لتلبية الحاجات المتنامية للجيل الجديد ، وفيما رجح لدى بعض أقسامه أن العدالة الاقتصادية والاجتماعية هي ذلك المضمون الذي يفتقر إليه الاستقلال السياسي .. بينما ذهب البعض الأخر إلى أن ذلك الاستقلال لن يكتمل إلا بتحكيم الشريعة الإسلامية وبسط سلطان الدين .. وخلال السنوات الطويلة من حكم النميرى وما تلتها من سنوات الإنقاذ وجدت تلك الأطروحات التي شكلت القيادات الرئيسية الفاعلة في السياسة السودانية حظها الوافر من التجريب . وإذا كان الاستقلال من حيث محتواه كان محل خلاف وموضوع صراع بين القوى السياسية في الشمال فإن القوى الجنوبية قد حملت السلاح مبكرا وقبل رفع العلم من أجل استقلال جنوب السودان .. ومنذ العام 1955 أي قبيل رحيل المستعمرين الانجليز أصبح الحديث عن الاستعمار العربي متواترا في الأدب السياسي الجنوبي كأرضية للحركة الاستقلالية المسلحة ( 55م – 1972م ) . لقد بدأ أن الفكر السياسي السوداني يوشك أن يعلن إفلاسه وهو يقف عاجزا أمام التساؤلات المصيرية التي تتصل بحاضر البلاد ومستقبلها مما أفسح المجال واسعا أمام الغلو الاثنى وغيره من أشكال التطرف .. وأمام الارتباك أو الحيرة التي تعبر عن نفسها في المزيد من التساؤلات التي لا إجابات لها والتي تطال أصل الاستقلال نفسه وفصله كوجه آخر من وجوه الأزمة المستدامة . تاج السر محمد حامد