ضمور صفحة نافذة المهاجر بصحيفة الانتباهة

Quote: حتى فى مراسيم العزاء يا ناس الجالية !! قبل يومين .. وفى بعثة الحج السودانية بمدينة جدة أقام الاخوة مراسيم عزاء لفقيد الوطن فضيلة الشيخ البروفيسور ( أحمد على الامام ) رئيس مجمع الفقه الاسلامى ومستشار رئيس الجمهورية لشئون التأصيل الاسبق . فى هذا الجمع قد ينسى الانسان أو يتناسى أن نهايته لأريب فيها ولا تأخير .. وأن النهاية واحدة وان إجراءات أى إنسان آخر كبيرا أو صغيرا غنيا أم فقيرا فى أى مكان عاش أو يعيش فيه الانسان فى هذا الكون كائنة لا محالة .. وقد ينسى الانسان نهايته الاخيرة وهو قضاء لا مفر منه ولا مهرب .. وقد ينسى تلك الحقيقة إما بفعل مشاغل الدنيا ومغرياتها الماديه أو بفعل التكبر والعجرفة أو بفعل المنصب والجاه اللذين قد يح######## تلك الحقيقة لوهلة من الزمن .. وقد ينسى الانسان مصيره المحتوم وهو قضاء الله عز وجل الذى لا ريب ولاشك فيه وهو القضاء الذى لا مرد له ولا مرجع منه ولا وساطة فيه ولا سند ولا مقدم له ولا مؤخر .. وقد ينسى الانسان كل شئ حتى أقرب الاقربين اليه لكنه لا يمكن أن ينسى الى الابد أن الله حق وأن الموت حق على الجميع يتساوى فيه الكل دون استثناء أو تفضيل لإنسان على إنسان مهما علت أو هوت مكانته . هذه المقدمة اليسيرة أوردتها هنا لتكون ( عظة) لهؤلاء الشخوص الذين يتنافرون ويتباعدون حتى وهم فى أحلك الظروف .. جمعتنى بكل آلوان الطيف وأجب التعازى لفضيلة الشيخ البر وف أحمد على الامام .. فشاهدت كما شاهد غيرى ذلك الاسلوب المعوج من بعض قادات الجالية وهم يجلسون زرافات زرافات كل منهم نافرا من الآخر وبمجموعته المألوفة والمعروفة عند الكل بصراعاتها وخلافاتها الدائمة التى خلفت وراءها مرارات وضغائن نعانى منها حتى اليوم . ولعل فشل قيام ( الجالية) وحتى يومنا هذا سببه تلك الافعال المشينة والصبيانية التى أشعلت نيران الفتن وتؤجج الصراعات القائمة حتى اليوم .. فكيف نطمئن على قيام جالية شخوصها بهذا ( الفهم ) ورغم عن كل ذلك ورغم فشلهم الذريع لكنهم لازالوا يتشبثون بأن يكونوا على رأس الجالية المرتقبة - عجبى - هذه هى مأساة الجالية وستظل هذه المأساة طويلا مادام هناك ( فئة) بهذا الشكل تجعل الباطل ( حقا ) والحق ( باطلا) والعياذ بالله . فبدلا من مخاطبة أهليهم فى الغربة بلغة أهل الجالية التى ترتكز على العلم والتخصص والدراية بقضايا ومشكلات المواطنين فى غربتهم وفى جعبتهم البرامج والخطط لمجابهة كل مشكلات المغتربين وإيجاد الحلول لها حتى يندفع المغترب فى اتجاه التطور والنماء واستشراق الأمل المعقود . لكن وبكل آسف فإن أهل ( الجالية) المنشقين اليوم فهم إخوة وأبناء جالية الامس يملؤن الساحات بأحاديثهم المنمقة وبطمس الحقائق كل على ( حد ) ليزرعوا فى نفوس المواطنين المغتربين الحقد والكراهية والبغضاء والتفرقة والتشتت وهذا ما لمسناه وشاهدناه فى كل محافل ( السراء والضراء) ومسئولينا نيام يعلمون ولا يعلمون والله أعلم . تاج السر محمد حامد