كيف تعرف انك فى السودان ؟

Quote: ياهو دا السودان - (منقول من: صفحة نهى النعمة فى الفيسبوك ) السودان، ذلك الكوكب الأحمر ... من ناحية إحصائية، أحببته مرةً واحدة، وكرهته عشر مرات، طلقته بالثلاثة، وغادرته بصورة نهائية أكثر من خمس مرات. كلما غبت عنه أصاب بحالة من الحنين الذي لاشك عندي أنه إدمان، كإدمان المخدرات والحشيش، حنين للشقاء والتعب، للحر والغبار، للخدمات المتردية، لحكومته العابسة المتجهمة، لصينية بري، وزحمة الصباح، لسجارة البرنجي، للنيل الأزرق الحبشي، لسوق أمدرمان، لرجل المرور الوحيد في استقامته، ببزته البيضاء وبوته الأسود، الذي لا يقبل الرشوة في العلن. لسيارة معطلة في كبري النيل الأزرق، يدفرها - بكل حماس - أربعة مواطنين بنطلوناتهم ناصلة، أحدهم أصلع، ل ك ل ب يمضي قيلولته تحت زير السبيل، للبضائع الصينية المقلدة يحملها الفراشة في برندات السوق العربي، لزوراق الحواتة المتعبة على صفحة النيل، لدخان المصانع، المتهالكة، للكهرباء المنقطعة، للماء العكر، لرائحة البن المدقوق. لبائع اللبن، وبائع البيض والسمك، لبائعة التسالي، لحلبي لئيم، يصلح السراير، جوار الزير الذي ينام تحته ال ك ل ب. لعربي غريب، يقود جملاً غريباً، ويعبران سوياً جسر القوات المسلحة. لزجاجة بزيانوس باردة، يبيعها صبي لا يذهب إلى المدرسة، لحفرة كبيرة في شارع القصر، لفتى وفتاة آياديهما مشتبكتان رغم أنف النظام العام، لمقاول صيني، إسمه وانغ شينغ. رغم موتك السريري، لازلنا نحبك ... نحب جثتك الطافية على بركة الماء، ونحب نيلك المستشري كالحمى في أعصابنا، نحب ترابك الأحمر، وإنسانك الأسمر، والعيش مرفوعي الجباه على صفحتك.