الكودة مع اقامة الدولة المدنية التى لا تستخدم الدين مطية سياسية!

Quote: سلامات اخ عبدالعزيز وبعد: يعتبر الدكتور يوسف الكودة من المجددين للفقه الاسلامي المعاصر، وهو من الاصلاحيين داخل جماعة الاسلام السياسي، وبحسب معرفتي به او بحسب حضور لندواته في غابر الازمنة (التسيعينات) فهو رجل يحمل فكر مستنير عندما كان مع جماعة انصار السنة المحمدية هو الاستاذ محمد ابوزيد ويوناس بول دي مانيال (دكتوراة في الزراعة ومن جماعة انصار السنة) وكانت افكار الكودة اكبر من ان تتسع لها صدر الجماعة فتركهم واسس حزبه الجديد حزب الوسط الاسلامي. المعالم البارزة في خطاب الكودة هو الوسطية والالتقاء مع التيارات الليبرالية والعلمانية والتحاور معها في القواسم المشتركة والهم الوطني، وكيفية تاسيس الدولة علي نسق يحفظ وحدة الدولة ويجنبها التشرزم، توقيع الكودة وثيقة مع تحالف كاودا بخصوص الفجر الجديد هي ضربة لازب علي راس ما يسمون انفسهم هيئة علماء السودان او شيء من هذا القبيل، اذ راحت الفتوي التي تقول ان من وقع علي اتفاقية الفجر الجديد مارق من الدين (ان صحة هذه الفتوي لهيئة علماء السودان)، راحت شمار في بالوعة. محنة ناس النظام هم انهم لم يقدموا نقد منطقي موضوعي قانوني واجتماعي وسياسي واقتصادي للوثيقة، بل هرولو للفتاوي الدينية الجاهزة المقعرة والمدورة والمهببة، بدل من اقناع الشعب لماذا الوثيقة خديج، ولماذا الوثيقة فطيرة، ولماذا هم يرفضونها، واين قصور الوثيقة بخصوص مفهوم الدولة، لذلك نجد ان عامة الناس غير مقتنعين بدفوعات النظام تجاه نقد الوثيقة. توقيع الكودة علي الدولة المدنية كبديل للشحتفة الدينية المتهافتة الان هي دفعة قوية لانصار الفجر الجديد، وهي تعني ببساطة ان الوثيقة ستاخذ زخما اكبر داخل وسط وشمال السودان، فالكودة شمالي قح، واسلامي شمالي ضليع، وستشرخ مفهوم الافريقيانية التي ستهيمن علي العربنة التي يشتدق بها النظام، واتوقع مقبل الايام ان نري معتدلين اسلاميين اخرين يغتسلون من شريعة زائفة كان اكبر منتوجها فصل الجنوب عن الشمال، وانهيار اقتصادي كلي، وتفسخ اجتماعي مروع، وفساد جعل السودان يحتل مرتبة متقدمة علي مستوي كوكب الارض.