|
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ (Re: منتصر عبد الباسط)
|
وَبَعْدُ فَقَدْ وَلِعَ الْخَاطِرُ بِتَأْلِيفِ مَوْلِدٍ يُتْلَى فِيمَا لَهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الأَنْبَاءِ الْمَوْلِدِيَّةِ، فَنَطَقَ لِسَانُ الشَّكْرِ بِتَسْمِيَتِهِ {رِيَاضَ الْخَيْرَاتِ} . فَأَقُولُ مُسْتَمِدًا مِنْ جَعْفَرٍ فُيُوضَاتِ أَسْرَارِهِ الإمْدَادِيَّةِ، مَدَدًا أسْتَعِينُ بِهِ عَلَى إبْرَازِ أبْكَارِ مَعَانِيهِ الْمُخَدَّرَاتِ جَالِيًا خَمْرَةَ أَسْرَارِ لَطَائِفَ غَرَائِبَ عَجَائِبَ أَسَالِيبِهِ الْبَدِيعِيَّةِ، لِيَحْسُوهَا السَّامِعُونَ بِأَوَانِي الآذَانِ عِوَضًا عَنِ الْكَاسَاتِ . نَاظِمًا نَسَبَهُ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سِلْكِ عِقْدِ لآلِىءَ دُرِّيَّةٍ، رَاوِيًا بَعْدَ إسْنَادِ خَبَرِ مِيلادِهِ بَأَلْطَفِ رِوَايَاتٍ . اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ نَسَبِهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَحْتَاجُ إِلَى إِقَامَةِ دَلائِلَ فِكْرِيَّةٍ، لِصِيَانَتِهِ وَشَرَفِهِ وَظُهُورِهِ عَلَى الأَنْسَابِ الْقَبْلِيَاتِ والْبَعْدِيَاتِ. وَفِي مَعْنَى قَـوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى: (وَتَقَلُّبَكَ فى السَّاجدينَ) إشَارَةٌ إِلَى مَا لَهُ مِنْ الْكَمَالاتِ الْحِسِّيَّةِ وَالْمَعْنَوِيِّةِ، وَشَرَفِ مَنْ يُعْزَى لَهُم مِنَ الآبَاءِ وَالأجْدَادِ وَالأُمَّهَاتِ كَيْفَ لا وَهْوَ دَعْوَةُ إبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلامُ وَنَسْلُ الذَّاتِ الإسْمَاعِيلِيَّةِ، ونُخْبَةُ قُرَيْشٍ وَصَمِيمُهَا وَأشْرَفُ الْعَرَبِ السَّرَوَاتِ وأعَزُّهُمْ نَفَرًا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ آمِنَةَ الأَبِيَّةِ وَمِنْ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ أَكْرَمِ بِلادٍ أمَّهَا الْوَحْيُ مِن السَّمَاواتِ . فَمَا أشْرَفَهُ مِن نَبِيٍّ اسْتُكْمِلَتْ فِيهِ سَائِرُ الْخَلائِقِ الشَّرَفِيَّةِ، وَرَسُولٍ بَشَّرَ بِهِ الإنْجِيلُ وَنَوَّهَ بِذِكْرِهِ الزَّبُورُ وَالتَّوْرَاةُ. فَهْوَ: مُحَمَّدُ بِنُ عَبْدِ اللهِ مَطْلَعِ سَوَاطِعِ شُمُوسِ التَّجَلِّيَاتِ الْمُحَمَّدِيَّةِ، الْذِي أُكْرِمَ بالْحَيَاةِ وَالشَّهَادَتَيْنِ مِنْ بَعَدِ الْمَمَاتِ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمُؤْتَمِّ بِهِ بَيْنَ الجَحَاجِحَةِ الفِهْرِيَّةِ الْمُشِيرِ بِتَرْكِ قِتَالِ أَصْحَابِ الْفِيلِ لِرَبِّ الْمُطَافَةِ فِي الأَرْضِ دُونَ غَيْرِهَا مِن الأَبْيَاتِ ابْنُ هَاشِمٍ الْجَامِعِ لِشَرَفِ الْوُجُوهِ الإحْسَانِيَّةِ، الشَّهْمِ الشَّهِيرِ بِهَشْمِ الثَّرِيدِ لِلنَّاسِ فِي الْمَجَاعَاتِ . ابنُ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَقَاصِيهِ عَنْ عَشِيرَتِهِ فِي بِلادِ قُضَاعَةِ القَصِيَّةِ، ابْنُ كِلابٍ وَاسْمُهُ حَكِيمُ بْنُ مُرَّةَ بْنُ كَعْبٍ بْنُ لُؤَيٍّ النَّاشِرِ عَلَى كَاهِلِ الدَّهْرِ ألْوِيَةَ الْمَسَرَّاتِ ابْنُ غَالِبٍ بْنِ فِهْرٍ مَجْمَعِ الْبُطُونِ الْقُرَشِيَّةِ، وَمَا فَوْقَهُ كِنَانِيٌّ كَمَا جَنَحَ إلَيْهِ الْكَثِيرُ مِن الرَّوَاةِ . ابْنُ مَالِكٍ بْنِ النَّضْرِ الْمَشْهُورِ بَيْنَ قَوْمِهِ بِالنَّضَارَةِ الذَّاتِيَّةِ، ابْنُ كِنَانَةَ الرَّاقِي فِي الْفَضْلِ ذُرَى الدَّرَجَاتِ . ابْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ الَّذِي أَدْرَكَ كُلَّ فَخْرٍ وَعِزٍّ كَانَ فِي آبَائِهِ الأوَلِيَّةِ، ابْنُ إلْيَاسَ الَّذِي سُمِعَ فِي صُلْبِهِ النَّبِيُّ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ذَكَرَ اللهَ بِنَدِيِّ الأصْوَاتِ ابْنُ مُضَرَ الَّذِي تُعْزَى إلِيْهِ الْحَمْرَاءُ وتَغْتَدِي بِهِ تِلْكَ الشُّعُوبُ والْقَبَائِلُ الْحِجَازِيَّةُ، ابْنُ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ الْمُعَدُّ لِكَشْفِ الْمُلِمَّاتِ . ابْنُ عَدْنَانَ ضِئْضِئِ هَذِهِ السِّلْسِلَةِ الذَّهَبِيَّةِ وَفِيمَا فَوْقَ ذَلِكَ خِلافٌ، وَكَرِهَ بَعْضُهُمْ رَفَعَ النَّسَبِ إلَى آدَمَ عَلَيْهِ حَفِيلُ التَّحِيَّاتِ . وَعَدْنَانُ بِلا رَيْبٍ عِنْدَ أُوْلِي الْمَعْرِفَةِ النَّسَبِيَّةِ، مِنْ ذُرِيَّةِ الذَّبِيحِ إسْمَاعِيلَ المُومَى إِلِيْهِ بِذَلِكَ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ فِي الصَّافَاتِ وَهَذَا النَّسَبُ لَمْ يَكُنْ أَعْلَى وَلا أَشْرَفَ مِنْهُ فِي سَائِرِ الأَنْسَابِ الْعَرَبِيَّةِ، وَفِي حَدِيثِ {إنَّ اللهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إسْمَاعِيلَ}. نَسَبٌ عَلَى الأَنْسَابِ فَاقَ فَخَارَا - وَرَقَى عَلَى أَوْجِ الْكَمَالِ جِهَارَا نَسَبٌ لَهُ شَرَفٌ وَنُورٌ ظَاهِرٌ - فَاقَ الشُّمُوسَ وَأَخْجَلَ الأَقْمَارَا نَسَبٌ تَنَزَّهَ عَنْ سِفَاحٍ أنَّهُ - مِنْ عَهْدِ آدَمَ قَدْ حَلا أخْبَارَا نَسَبٌ عَلَى الْجَوْزَاءِ فَاقَ مَكَانَةً - وَغَدَا عَبِيرُ ثَنَائِهِ مَطَّارَا نَسَبٌ بُرُودُ بَيَانِهِ قَدْ طُرِّزَتْ - بِمُحَمَّدٍ مَنْ قَدْ عَلا مِقْدَارَا صَلَى عَلِيْهِ اللهُ مَوْلاهُ الَّذِي - أَدْنَاهُ مِنْهُ وَقَدْ كَسَاهُ وَقَارَا مَعْ آلِهِ وَالصَّحْبِ مَنْ قَدْ عَطَّرُوا - بِحَدِيثِ رِفْعَةِ قَدْرِهِ الأقْطَارَا يا رب صلَّ على الذات المحمدية ورقِّنا ببركتها الى كامل الدرجات
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:15 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:33 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:42 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:47 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:55 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 01:59 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 02:04 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 02:12 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 02:42 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 02:51 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 06:27 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-24-13, 11:44 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 00:00 AM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 00:11 AM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 00:23 AM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | إسماعيل حسن | 01-25-13, 08:20 AM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 12:29 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | Sabri Elshareef | 01-25-13, 12:44 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 02:02 PM |
Re: وُلِدَ الْحَبِيبُ وَلاحَتِ الأنْوَارُ | منتصر عبد الباسط | 01-25-13, 07:12 PM |
|
|
|