|
Re: موريتانيا المجتمع البيظاني يحتفلون بالمرأة المطلقة (Re: Dr. Ahmed Amin)
|
وتعتبر عادة «البلوح» أو تسمين النساء إحدى العادات المترسخة في الثقافة الموريتانية، وتحيل هذه الكلمة ذات الأصول العربية التي تعني الإعياء والإثقال جملة الممارسات التي تستخدمها الأمهات في موريتانيا من أجل تسمين بناتهن، باعتبار ذلك لازمة لا بد منها لتزويج البنت، زيادة على أنه دليل على اليسر والغنى بالنسبة للأسر. وتبدأ طقوس هذه العادة في سن مبكرة جدا بالنسبة للنساء، أي في سن الخامسة، حيث تباشر الأسرة بتخصيص نظام غذائي خاص لهن يعتمد أساسا على اللبن، بالنسبة لسكان البدو والريف الموريتاني، فيتوجب على الفتاة أن تشرب يوميا ما يقارب خمسة لترات من اللبن، كما عليها أن تضاعف كميات الطعام التي تتناولها في جميع الوجبات اليومية، إضافة إلى زيادة وجبتين جديدتين عند الضحى وأخرى في المساء، لتبلغ «البلوح» خمس وجبات يومية، مضاعفة في الكم. وتعاني الفتيات صعوبات كثيرة في التعامل مع هذا الوضع الجديد، ما يجعلهن عرضة لنظام تأديبي صارم، يوجب الانضباط التام في تناول الوجبات المخصوصة. وقد يتطور الأمر إلى الإيذاء الجسدي ضد الفتيات اللاتي لا ينسجمن مع «البلوح». ولفاعلية أكثر لهذه العملية الشاقة في وقت قصير، غالبا ما تقوم الأسر بالتعاقد مع سيدات متخصصات في مجال البلوح، وحينها على الفتاة أن تنتقل إلى منزل «البلاحة» حيث ستواجه أقصى أنواع العقوبة إذا فكرت في الامتناع عن تناول طعامها الجديد أو على الأقل تقيأت في أثناء تناولها له. وحينما تصر الفتاة على رفض الاستمرار في تناول الطعام أو تشعر بالإعياء فإنها ستواجه عقوبة «آزيار» وهو شريط جلدي مغروس برأسين خشبيين حادين، يتم غرس أحدهما في أصابع أرجل الفتاة أو باطن قدمها وتقوم «البلاحة» بسحب الثاني بشدة مما يحدث آلاما شديدة. أما الأسر التي لا تملك وسائل مالية مقدرة لتمويل عملية «البلوح»، فإنها تعتمد في الغالب على وسيلة معروفة وهي الالتحاق بالرعاة المؤجرين الذين يرعون قطعانا كبيرة من الإبل أو البقر، حيث يسمح هؤلاء باستضافة بعض الأسر لمدة شهر أو اثنين، حتى تتمكن الفتيات من الولوج إلى عالم السمنة الذي يتطلب الحصول عليه في موريتانيا مجاهدة كبيرة وطقوسا وأساليب مرعبة في بعض الأحيان. ويؤكد خبراء اجتماعيون أن ظاهرة البلوح تشكل جزءا مهما من ملامح مجتمع البيظان في موريتانيا، تم توارثه منذ عصور متعددة، ويذهب آخرون إلى أن هذه العادة الغريبة ظهرت في المنطقة منذ قرون عدَّة وتحديدا في عهد المرابطين كما حظيت بإجماع من مختلف طبقات المجتمع لهذا الموريتانيات مشهورات بكبر الأرداف ناتج من عملية {اللبلوح} .
|
|
|
|
|
|
|
|
|