|
Re: منهاجنا في تربية أبنائنا هل هو على النمط الفرنسي أم الأنجلوساكسوني (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
الباب الثالث الفرنسي و الانجليزي السكسوني في الحياة العامة
اهل السياسة في فرنسا و انجلترا كل بلدان اوربا في ذلك الوقت كانت لديها مجالس نيابية منتخبة يفترض انها تمثل الامة لكن للمؤلف نظرة دقيقة للطبقات الاجتماعية التي ينتمي لها اعضاء المجالس النيابية في كل من فرنسا و انجلترا و المهن التي يشتغلون بها و بالتالي مدى تاثير ذلك على القرار السياسي حيث يرى المؤلف بعد افرد احصائيات و جداول لاثبات وجهة نظره يرى ان معظم اعضاء البرلمان الفرنسي هم من ذوي المناصب الادبية و الادارية و حتى اصحاب الاراضي الزراعية فيهم لا يفقهون من الزراعة الا قبض الايراد النهائي و بالتالي فهم من طبقات و مهن ليست عملية و بالتالي بعيدة عن احوال الشعب اليومية كما انهم يميلون للسفسطة و الجدل البيزنطي بحكم بطالتهم و فراغهم و طبيعة مهنهم التي اتوا منها التي تغلب النظري على العملي من جهة و تغلب توسع اعمال الحكومة على اقتصارها لان في ذلك زيادة في التوظيف و زيادة في نفوذ الموظفين و اصحاب المكانة الادبية كما ان المجلس يغيب عنه اصحاب المصالح الحقيقية (تجار وصناع و زراع) على عكس البرلمان الانجليزي الذي يمثل نواب الامة الطبيعيين و بالتالي يكون المجلس احرص على مصالح الناس و اكثر بعدا عن السفسطة و اقرب للعملية السبب في ان الانجليز السكسونيين ابعد الناس عن المذاهب الاشتراكية المنتشرة في فرنسا و المانيا و روسيا من خلال فصل كامل استعرض المؤلف نشاة و انتشار الاحزاب و الافكار الاشتراكية في اوربا كلها و في امريكا ايضا و يستخلص المؤلف نتيجة مهمة ان الجنس السكسوني محصن ضد الافكار الاشتراكية و اورد ادلة عدة على ذلك و السبب في هذا التحصن من الافكار الاشتراكية في التربية الاستقلالية التي يتمتع الجنس السكسوني حيث لا يرغب في تدخل الحكومة في شئونه كما انه لا يريد منها ان تكفل له الاعاشة بينما ان مبعث الافكار الاشتراكية كان من المانيا لانها مهد لفكر الاتكالية و تدخل الحكومة و فند المؤلف تفسيرات غيره من ان سبب عدم خضوع الانجليز للفكر الاشتراكي كونهم اقرب للدين حيث اثبت تدين البلدان لتي انتشرت فيها الاشتراكية كما فند فكرة انتشار المظالم كسبب للاشتراكية حيث اثبت ان للعمال الانجليز مظالم استطاعوا ان يتغلبوا عليه بدون تبني الفكر الاشتراكي و حمل المؤلف حملة شديدة على الاشتراكية و فندها و تنبا بزيادة قوتها حتى تسيطر على الكثير من البلدان و هو ما حدث بالعل بعد صدور الكتاب بنحو 20 سنة غير انه تنبا بان الانجليز و السكسونيين لن ينحازوا ابدا و مطلقا للاشتراكية و ان الاشتراكية لو حكمت العالم كله فانها ستتكسر على صخرة الجنس السكسوني و تنبا ايضا بان البلاد التي ستسود فيها الاشتراكية فانها ستحقق مدا و نموا و بعض مظاهر الازدهار الى حين ثم سرعان ما تنهار و تنقضي حيث تجمع السلطة المركزية مقدرات و مفاتيح ثروات جمعت في عصور سابقة فتظهر بها مظهرا قويا ثم سرعان ما ينكشف عجزها عن تحقيق تقدم حقيقي بسبب سيادة روح الاتكال و ضعف الانتاج و ازدياد التواكل
اختلاف الفرنسيين عن الانجليز في ادراك حقيقة التضامن و التكافل و خلاصة راي الكاتب في هذا الشان ان الانسان عندما يطالب بالتكافل فانما هو يطلب بشكل متخفي يطلب من الاخرين اعالته لانه لو كان الطرف القوي لما طالب بالتكافل و انما سعى لتقديمه دون ضجيج يرى المؤلف ان افضل طريقة للتكافل و التضامن الاجتماعي هي تربية الفرد على تحصيل معاشه بنفسه و ان يعلم انه لن ينفع المرء الا سعيه لان هذا ما يجعل الافراد يسعون لتقوية مهاراتهم و بالتالي يدفعهم لتحصيل سبل الرزق و الترقي في الحياه و يرى ان الايرلنديين و الايطاليين و البولونيين هم من وجهة نظره اكثر اهل اوربا اتكالية و فقرا غير انهم لما هاجروا الى الولايات المتحدة ذات الاغلبية السكسونية ذات الفكر و الحضارة الاستقلالية فانهم تاثروا بهم و دخلوا سباق الحياه و اصبحوا قوة مؤثرة في المجتمع الامريكي و قل فيهم الفقر و العجز و يرى المؤلف انهم لو وجدوا مناخ التكافل لغلبتهم طبيعتهم الاصلية التي تتسم بالفتور و الكسل و التواكل و لبقوا في الفقر الى الابد كما ان بلاد التكافل يكثر فيها الضعفاء المحتاجين للدعم بينما يقل فيها الاغنياء المقدمين للدعم و يرى ان انجلترا و امريكا تقدم للفقراء دعما اكبر بكثير من الامم التي تسود فيها افكار التضامن و التكافل و ربما هذا يقرب الى اذهاننا افكار اسلامية عن مؤسسة الزكاه و دعم المشروعات الانتاجية و دعم طلاب العلم الذين اثبتوا جدارتهم العلمية و القرض الحسن للمنتجين و توفير ادوات المهنة لاصحاب الصنائع و جعل هذا في منزلة لا تقل عن دعم العجزة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|