|
Re: منهاجنا في تربية أبنائنا هل هو على النمط الفرنسي أم الأنجلوساكسوني (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
الكتاب من ثلاثة ابواب رئيسية: الفرنسيون و الانجليز في المدرسة الفرنسيون و الانجليز في الحياه الخاصة الفرنسيون و الانجليز في الحياه العامة الباب الاول الفرنسيون و الانجليز السكسونيون في المدرسة هل التعليم الفرنسي يربي رجالا ؟ الفرنسيون من وجهة نظر ديمولان 1897 يتعلمون من اجل الحصول على الوظيفة الوظائف محدودة و المتعلمون كثر كما ان التوسع في التعليم و هو امر مرغوب و واجب لترقية الامة الا انه يتحول الى كارثة عندما يكون هدف التعليم هو الاعداد للوظيفة او المهنة اذ ان الاعداد المطلوبة للوظائف قليلة بالنسبة لاعداد المتعلمين مما يؤدي الى صعوبة الامتحانات المؤدية للتوظيف لتصفية الاعداد المتقدمة كما يصبح هدف المدرسة الاعداد لامتحانات الوظيفة فتزيد المناهج كما مع زيادة اعداد المتعلمين مما يؤدي الى سطحية التعليم و اعتماده على الحفظ بغرض التذكر في الامتحان ثم النسيان من بعد، و حتى في مجالات الدراسة النظرية نجد المتعلمين بنظام التعلم من اجل الامتحان نجدهم فقراء في مواهب البحث و التحليل اي انهم حتى في الناحية النظرية غير صالحين كما ان الاعداد الغفيرة التي تفشل في الحصول على وظيفة عندما ترجع الى الحرف فانها تشعر بان الحرفة عنوان على فشلهم في الحصول على الهدف من التعليم مما يجعلهم مقبلين على الحرف بروح مشمئزة كما ان تكوينهم النظري و كبر سنهم بسبب ضياع سنين الصبا في التعليم النظري تحول بينهم و بين التميز الحرفي مما يجعلهم يعانون من الفشل الحرفي بالاضافة الى الشعور بمرارة ضياع فرصة التوظيف
و يرى ديمولان ان التربية و التعليم بغرض اعداد موظف انما هو نوع من التربية الاتكالية التي تعد عقل الفرد على انتظار المراكز المجهزة من قبل (وظيفة) كما ان اهم واجبات الموظف ان يكون صبورا اذ الترقية و التقدم في الوظيفة تكون بالاقدمية و هو يرى ان التربية من اجل الوظيفة تؤدي الى ضعف الارادة و فتور الهمة و نقص المهارات و ضعف الجسد و من الملفت للنظر ان ادمون ديمولان قد لاحظ ان ابناء الطبقات الاكثر رقيا و ثراءا في فرنسا هم الاكثر ترفا و ضعفا و فتورا في الهمة و ان أبناء الطبقات الفقيرة هم الاكثر اقداما و جراة على الاستقلال و الاعتماد على الذات و الاشد صلابة و ذلك بسبب ان الطبقات الغنية تاخذ حظها من التعليم النظري من ناحية و تبعد ابنائها عن ملامسة مشكلات الحياه و الاعتماد على النفس في سن مبكرة و بالتالي يحدث الانقسام في المجتمع الفرنسي حيث يكون الاكثر ثقافة و تقدما في العلم النظري و الاكثر اشتغالا بالوظائف القيادية هم من ابناء ضعف الارادة و فتور الهمة و هذا يهدد بزوال الحضارة و انهيار الامة (و ربما يتوافق هذا مع فهمنا للاية الكريمة (اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) اي جعلنا مترفيها هم الامراء فتفسد القرية و ينتهى امرها و تصير الى هلاك . و هذا تماما ما نراه في مصر و المجتمعات العربية حاليا حيث نرى ابناء الريف البدو و الاماكن النائية البعيدة عن الخدمات التعليمية و التثقيفية نجد انهم اشد باسا و اقوى ارادة و اقوى اجسادا (رغم تفشي الامراض) بينما ابناء الطبقات الثرية و المتوسطة نجدهم اصحاب همم اقل وقوة أضعف. و يرصد ادمون ديمولان وضع مختلف في التربية الانجليزية السكسونية حيث كلما ازداد الغنى و الثراء مالت الاسر الى تعليم الابناء الفروسية و كثرة الاسفار الخلوية و ترسيخ الاعتماد على النفس و بالتالي تتناسب قوة الارادة مع قوة المكانة الاجتماعية فيقود قاطرة البلاد اكثر الافراد و الطبقات قوة و اعلاهم همة و اشدهم بأسا و انتهى ديمولان ان نظام التعليم السائد في فرنسا في وقته لا يربي رجالا
|
|
|
|
|
|
|
|
|