تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائرها

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 10:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-25-2013, 04:45 AM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ (Re: احمد ضحية)

    (1-3) المثقف والسلطة وسلاسل الأجيال:
    *نحاول هنا فحص مفاهيم أساسية, حول علاقة المثقف بالسلطة منذ القرن السادس عشر, أي منذ قيام مملكة سنار (1505), وصولا إلى فترة الإحتلال التركي المصري, ثم قيام الدولة المهدية, فالإحتلال الإنجليزي المصري, وآخيرا الحكومات الوطنية المتعاقبة. وبالطبع سنكتفي فقط بمحطات نرى أنها أساسية, في فحص العلاقة بين المثقف والسلطة في السودان – تاريخيا – علنا نتمكن من إلقاء بعض الضوء على جذور وتكوين هذا المثقف, بما يعيننا على تكوين فكرة عامة, توضح لنا ما هو عليه الآن, فربما يمكننا ذلك من التعرف على مزيد من الأسباب, التي صاغت غيابه الفاجع على عهد الإنقاذ بصورة خاصة.
    بداية أن لفظ "مثقف" الذي يتم إستخدامه اليوم في العربية المعاصرة, لا يمكن العثور عليه في الأدبيات العربية القديمة, وهو إسم مفعول من الفعل "ثقف"أي بمعنى حذق. إذ جاء في لسان العرب: "ثقف" الشيء "ثقفا" و" ثقافا" و"ثقوفة": حذقه. ورجل "ثقف" (بفتح الثاء والقاف) وثقف (بفتح الثاء وكسر القاف) و"ثقف" (بفتح الثاء وضم القاف) حاذق.
    إذن مصطلح "مثقف" هو مصطلح حديث, حيث يرمز إلى العقل في تشكيله, أو الفكر في بناءه. ما يعبر عن الميل أو النزوع إلى الفكر, وبذلك يختلف "المثقف" في رؤيته تفكيره, عن ثقافة المجتمع المحيط . فالمثقفون هم أولئك الذين "يشتغلون بفكرهم", في فرع من فروع المعرفة. ويحملون آراء خاصة بهم, حول الإنسان والمجتمع. ويقفون موقف الإحتجاج والتنديد, إزاء ما يتعرض له الأفراد أو المجتمع من ظلم وعسف السلطات. سواء كانت دينية أو سياسية (4).. قسم غرامشي المثقفين إلى مجموعتين حسب الوظيفة الإجتماعية: المجموعة الأولى يمثلها "المثقف التقليدي": (الأدباء والعلماء وغيرهم) والمجموعة الثانية يمثلها "المثقف العضوي": (المفكر والعنصر المنظم في طبقة إجتماعية سياسية معينة )..
    وتركيز غرامشي هنا على الوظيفة الإجتماعية, يعني دور المثقف في توجيه أفكار وتطلعات الطبقة, التي ينتمي إليها, أي القيام بممارسة منتظمة للتفكير في الواقع الإجتماعي والسياسي, والمشاركة في تغييره. وفي هذه الحالة يصبح المثقفون: "انتلجنسيا" ويتسع مصطلح المثقف, ليشمل جميع الذين يصنعون الثقافة, ويحملونها ويطبقونها, بل يعول "اليسار الجديد" على دور الشباب والطلاب كثيرا.
    مثلما يشمل المصطلح الخبراء, والعقائديين النظريين. والفلاسفة أو المفكرين, والفنانين والصحافيين, ورجال الإدارة والوظيفة. هنا ثمة تمييز يضيفه دكتور حيد ابراهيم للمثقف يتمثل في"المثقف الخلاق" الذي يختلف عن المثقف التقليدي الذي يقتصر نشاطه, على نشر الأفكار وتطبيقها. لكن يظل الأثنان من النخبة المثقفة, ولكن "الانتلجنسيا" هي التي تحصل على نصيب كبير, في مراكز القوة والإمتيازات (5)..
    مما تقدم نلاحظ أن مصطلح مثقف من أكثر المصطلحات إلتباسا, إذ من الخطأ أن نخلط بين "التراتبية" و"النخبوية", فمفهوم المثقف ضبابي بما فيه الكفاية. وكثيرا ما يخلط بينه وبين مصطلح "الطليعة" والتي هي مسألة مختلفة.
    ف"النخبوية" هي إيمان بسلطة "قلة مختارة", أو مرجعيتها مما يشير –عادة- على المستوى الثقافي, إلى أن "القِّيم" هي حكرا على هذه الجماعة, سواء كانت قد اصطفت نفسها بذاتها أو غير ذلك, مستمدة سلطتها أو مرجعيتها, من مكانة غير موقعها الثقافي (خلفيتها الإجتماعية أو الدينية مثلا..) أو من نفوذها الثقافي وحده, ومثل هذه النخبوية كما يشير تيري إينغيلتون, لا تتعارض مطلقا مع ضرب من الشعبوية (6)..
    ثمة ملاحظة مهمة نرغب في التأكيد عليها هنا, إذ نعني تحديدا بالمثقف – في هذه الورقة – المثقفين المنظمين في قوى سياسية, والمثقفين الذين لم يسبق تنظيمهم , أو كان التنظيم مرحلة في حياتهم.
    *إذا إستلهمنا بعض المعاني المهمة, التي تتضمنها نظرية المجايلة التاريخية (7) في تحقيب التاريخ على أساس الوحدات الصغرى من سلاسل الأجيال, فان هذا المصطلح (جيل)هو الوحدة التاريخية الصغرى المقدر عمرها بثلاثين سنة, وعليه فإن الفضاء الثقافي والمعرفي السوداني عاش منذ مملكة الفونج أو السلطنة الزرقاء حتى الآن 17 جيل (أي 17 وحدة تاريخية صغرى). إذا وضعنا في الإعتبار الجيل الحالي (1985 – 2015) وصولا – تنازليا – إلى الجيل المؤسس لمملكة الفونج (1505).
    بلغة أخرى نجد أن الأجيال الثلاثة الأولى هي: (1505 -1535) – (1535 – 1565 ) – (1565 – 1595). والأجيال الثلاثة الثانية: (1595 – 1625) – (1625 – 1655) – (1655 – 1685) . والأجيال الثلاثة الثالثة: (1685 – 1715) –(1715 – 1745) – (1745 – 1775) والأجيال الثلاثة الرابعة: (1775 – 1805) –(1805 – 1835) – (1835 – 1865). والأجيال الثلاثة الخامسة: (1865 – 1895) – (1895 – 1925 ) – (1925 – 1955). والأجيال الثلاثة السادسة: (1955 – 1985 ) – (1985– 2015) – ( 2015 – 2045). أي أن الجيل الثالث "في السلسلة الأخيرة سيولد بعد عامين- 2015", بمعنى أن الجيل السادس ك"وحدة كبرى" لم يكتمل بعد إذ تنقصه و"حدة صغرى واحدة" أي ثلاثون عاما.
    هذا بإعتبار أن كل جيل في سلاسل الأجيال, يمثل وحدة تاريخية صغرى, وكل ثلاثة أجيال تمثل وحدة تاريخية كبرى. بمعنى أن الجيل الذي سيولد في 2015 سيمثل الجيل الثالث في الوحدة التاريخية الكبرى, التي تم إستهلالها, بالجيل الذي ولد في تاريخ إستقلال السودان.
    مع ملاحظة أن نقطة البداية الفعلية, ليست تلك اللحظة, التي تكونت وتشكلت فيها سلطنة سنار (1505) فتاريخ السودان أبعد من ذلك بكثير, إذ يمتد الى العصور القديمة التي تمخضت سيروراتها عن كوش ومروي, اللتان تمخضتا بدورهما عن سنار والفاشر بطريقة أو أخرى. فهذه الممالك – في تقديري الخاص– هي نتاج عمليات ثقافية وإجتماعية وحضارية متصلة.
    لذا إختيارنا للحظة الفونج, تأسس على أنها دولة تشكلت نتاج تحالف (إثني طائفي ) = (عرب القواسمة العبدلاب +الفونج + المتصوفة "المثقفين") إلى جانب الحراك الإجتماعي الواسع, الذي شهدته تلك اللحظة الغابرة..
    كل ذلك تمخض عن شكل مؤسس لسلطة سياسية, ولمجتمع منظم. جمعت فيه طوائف المتصوفة مختلف الأعراق, ومثل الشيوخ (الفقرا = الفقهاء أو العلماء) "الطليعة المثقفة" التي تستمد من نفوذها على الشعب. تأثيرها على السلطة السياسية. التي كانت تحسب لهذه الطليعة المثقفة ألف حساب, فتمنحها الكثير من الإمتيازات. التي لم تتمكن بها – مع ذلك – حرفهم عن دورهم القائد للمجتمع .
    فقد تمكن هؤلاء المثقفون (الفقهاء) من حفظ المسافة بينهم وبين السلطة السياسية, وانتزعوا إعتراف الحكام بدورهم الفاعل في المجتمع, حتى أصبح يطلق على القرن الثامن عشر (عصر الفقهاء) (8)..
    *وبسقوط دولة الفونج وبسط الإحتلال التركي المصري لنفوذه على السودان, تغيرت العلاقة بين المثقف: (الفقيه "الفكي"- العالم - الفقير) والسلطة, فحكومة الإحتلال الجديدة (التركية المصرية ) عملت على توظيف الدين, لإعطاء مشروعية للإحتلال. ولهذا السبب بالتحديد أصطحبت جيوش الإحتلال معها, ثلاثة علماء يمثلون المذاهب المختلفة (بإستثناء الحنبلي). وهكذا – كما يشير دكتور حيدر إبراهيم – ظهر لأول مرة (العالم رجل الدين– الموظف) الذي يتقاضى أجرا من الدولة, بدلا عن تطوعه في المجتمع, كما في السابق.
    بالتالي أصبح (العالم) جزء من جهاز الدولة الآيديولوجي, وأداة لتحقيق شرعية الإحتلال بإسم الإسلام. وللتأكيد على ذلك, تم قتل العلماء المناوئين للإحتلال, في سياق حملات الدفتردار الإنتقامية. ومع ذلك لم يكتسب العلماء(الرسميين أو "علماء السلطان" الذين فرضتهم دولة الإحتلال) أي أرضية عامة بين الشعب. لكن إنتهى مؤقتا دور (العالم رجل الدين – الصوفي الفقير), الذي يقف حاجزا بين السلطة الإحتلالية الغاشمة, وبين الجماهير التي لم تكن لديها القدرة الذاتية على حماية نفسها (9)..
    *وعندما إندلعت الثورة المهدية, أخذت "النخبة" المعاصرة للإحتلال (التي كانت قد تلقت تعليما أزهريا), تحاول دحض المهدية بإصدار الفتاوي, أي قامت بوظيفتها العضوية, إذ كانت على إستعداد تام لتقديم سائر التنسهيلات الدينية للمحتل. ومع ذلك, نجحت الثورة المهدية.
    فقد كان محمد أحمد المهدي تجديدا لنموذج الفقيه, أو رجل الدين المناهض للظلم (10) بتحديه علماء السلطة, الذين تراكضوا لكسب ود الإحتلال, وهنا يستنتج دكتور حيدر إبراهيم, أنه ليس بالضرورة أن المثقفين طليعة, حين يكون التناقض بين المصالح الشخصية, وبين الأفكار والمعرفة والمواقف الملتزمة, إذ من الممكن أن ترجح المكاسب الذاتية (11)..
    * عملت المهدية على توجيه مصادرها, وتقليل إحتمالات الإختلاف والتنوع الفكري والثقافي, ما أنتج وجود نوع من الفراغ الثقافي والفكري. استطاع الإحتلال الثنائي الإنجليزي المصري فيما, بعد إستغلاله بزرع انتلجنسيا, ذات توجه مختلف ومصالح جديدة. يمكن رؤيتها ورؤية ممارساتها, فيما بعد الكولونيالية بوضوح. إذ تحولت الحكومات الوطنية بعد خروج المستعمر, إلى "إستعمار جديد", برفعها للبنادق التي كانت موجهة ضد المستعمر في وجه شعبها!.
    وإذا أعدنا قراءة الفترة من منتصف القرن التاسع عشر حتى الآن, أي الفترة من 1863, التي تم فيها إستهلال التعليم المدني (الإبتدائي) وتعليم الإرساليات. إلى أن تم تكوين التنظيمات في الجيل 14:(1895 – 1925). نلاحظ أنه منذها, بدأت تتبلور المرحلة "الليبرالية الوطنية", التي رافقتها تأثيرات الأفكار الوحدوية (وحدة وادي النيل), واليسارية والقومية العربية حتى 1985 وصولا الى مرحلة المركزيات الإثنية الراهنة (جنوب السودان قبل الإتفصال- جبال النوبة – شرق السودان – دارفور والمركزيات الإثنية المركبة في شمال السودان).
    نلاحظ أيضا على المرحلة السابقة لهذه المرحلة. أي الجيل 13:( 1865 – 1895) نجده كجيل قد شهد جملة من التحولات التاريخية الصعبة, فقد كانت الأصداء المتلاشية للسقوط المدوي والمروع, لمملكة سنار. لا تزال ترن في مسامع هذا الجيل, الذي إضطهد الإحتلال التركي المصري طليعته المثقفة, وقام بحملات تصفية واسعة النطاق في أوساطها. وهي مرحلة مشابهة للمرحلة التي ظل يعيشها الجيل الحالي منذ عهد الفريق عبود حتى الآن!
    *عندما جاءت المهدية لتحاصر من تبقى من الطليعة المثقفة, بإعتبارها "البحر الكبير", الذي يغمر "موارد الماء الصغيرة"!.. وتلاها الإحتلال الإنجليزي المصري, أدرك الفقهاء والشعب, أن التغيير الذي حلموا به منذ عهد الأتراك والمصريين البائد, إنما هو برق خلب. حال سماء الغزاة في كل زمان ومكان, لا تمطر سوى الرصاص. وبإستئناف التعليم الإبتدائي, وإفتتاح كلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم فيما بعد) بدأ الجيل 14 – الذي أشرنا إليه فيما سبق – عهد التنظيمات, إذ حدث تغييرا جوهريا مهم في هذه الحقبة, إذ لم تعد الطليعة المثقفة, هي تلك الطليعة التي أنتجتها الثقافة التقليدية: (الفقهاء الأزهريين, أو الذين درسوا في خلاوى القرآن), فثمة طليعة مثقفة جديدة,هي التي يتلقى أفرادها تعليما مدنيا. سرعان ما ستتشكل هذه الطليعة وتستثمر معارفها الجديدة.
    ولذلك جاءت المقاومة للمحتل عبر الجمعيات الأدبية والوطنية والشعر والغناء, وبرزت في السياق نفسه جمعية الإتحاد السوداني و حركة اللواء الأبيض التي قادت ثورة (1924), تعبيرا عن أشواق الجماهير للحرية.
    مثلت حركة 1924 علامة فارقة, إذ حولت مفهوم المقاومة للظلم, من إطارها ومفهومها التقليدي "الإصلاحي الديني" بزعامة رجال الدين منذ الجيل المؤسس(1505), إلى حركة مقاومة سياسية, يقودها خريجي التعليم المدني والعسكري (علي عبد اللطيف وعبد الفضيل ألماظ ورفاقهم في جمعية اللواء الأبيض).
    هذا التحول العميق سيلقي بظلاله على تاريخ السودان بعد الإستقلال (التحالف المستمر بين العسكر والمثقفين المدنيين = عبودوحزب الأمة + المجموعات التي تمثل ثقافة المركز العربي 1958 نميري والحزب الشيوعي+ المجموعات التي تمثل ثقافة المركز العربي 1969 عمر البشير والحركة الإسلاموية +المجموعات التي تمثل ثقافة المركز العربي 1989). كإمتدادات للنظام التحالف الذي يضرب بجذوره في مملكة سنار (الفقرا- سلاطين الفونج الأفارقة +مشايخ العبدلاب= ثقافة المركز العربي 1505-1821).
    بل حتى على مستوى المعارضة (التجمع والحركة الشعبية بزعامة قرنق, إلى جانب تحالف عبد العزيز خالد), (قوى الإجماع الوطني و الجبهة الثورية مؤخرا)..
    التحول المهم في هذا التحالف التاريخي يتمثل فيما أحدثته ثورة 1924 في الدمج بين مفهومين مختلفين (المثقف المدني) و(العسكري), بمعنى عدم الإعتماد على (الإثنية أو الطائفة أو زعماء العشائر والقبائل) ما خلق لاحقا – من جهة أخرى في تقديري الخاص – نوعا من العلاقة الملتبسة بين القوى السياسية المدنية والجيش من حيث وظيفة الجيش ودوره في الدولة أو في حالة رفضه لسياساتها. في الفترات التي تلت الإستقلال حتى الآن, والتي عجت بالإنقلابات.
    *هذا التحول العميق لمفهوم المثقف في السودان, والذي أحدثته ثورة 1924 هو ما فتح – أيضا – الرؤى والأبواب لنشؤ مؤتمر الخريجين في 1938. لذلك –أتصور- أن عصر التنظيمات, ممتد في الجيل التالي, أي الجيل 15 :(1925 – 1955) , فقد بدأت مجهودات رائد التعليم الأهلي بابكر بدري, التي إنطلقت في 1910 في الإثمار, كما أن المدارس إنتشرت. وتلقى البعض تعليما مدنيا في كلية غردون ومصر وأوروبا. وهكذا برز دور "المثقف الليبرالي" إلى السطح بقوة, متمخضا عن نضج الجمعيات الأدبية والإجتماعية. كانت هذه المرحلة, التي بدأت بدايات ملامحها تتشكل في العشرينيات من القرن الماضي, مرحلة قوية لجيل ما بين الحربين العالميين, ستظل تلقي بظلالها حتى الستينيات, عندما تتمخض عن (جبهة الهيئات), كتحالف مدني إنتقالي في 1964.
    وهكذا مثلت "جبهة الهيئات", في أحد أوجهها, المحاولة الأولى – ومنذ البداية- لفك الإلتباس في مفهوم (المثقف ) (العسكري) وعلاقتهما المعقدة بالسلطة.
    إذن فعاليات جيل ما بين الحربين العالميين التعليمية والتوعوية والفنية والثقافية والأدبية, عبرت عن نفسها في الشعر والغناء والفكر والسياسة, لتصل ذروتها في ثورة (1964).. كما كانت تعبر عن نفسها منبريا من خلال "مجلة الفجر وحضارة السودان".. وهكذا منذ 1924 طبعت الحركة السياسية والثقافية أهداف إستقلالية من كل تبعات الإحتلال. تم التعبير عنها بأشكال مختلفة, من خلال التجمعات الطلابية وتضامنيات "الجبهة الوطنية المعادية للإستعمار", ومنتديات وجمعيات وأحزاب المثقفين, وتأسيس أولى الخلايا الشيوعية.
    وهكذا من خلال هذا التفاعل الجدلي, برزت رؤى جديدة في تأويل النص الديني (محمود محمد طه) مختلفة عن التاويل التقليدي , فمع محمود محمد طه كانت الحرية هي القاعدة التي ينهض فيها الإسلام, وكان العقل – لا الوجدان فحسب – مصدرا للحصول على المعرفة. لا يقل أهمية عن الوجدان, في محاولة بمثابة قفزة الفهد الديالكتيكية, لتجسير الهوة بين العقل والنقل, ما يستعيد المحاولات الأولى للثقافى العربية الإسلامية في هذا السياق "الفارابي ونظرية الفيض التوفيقية بين العقل والوجدان". هذا الزخم في الرؤى والأفكار, والنشاط. وصل إلى مداه, معلنا طرد المستعمر من داخل البرلمان في 1956.
    *وهكذا تبدأ مرحلة جديدة من تاريخنا الوطني مع الجيل 16: ( 1855 – 1985) فقد برز دور المثقف, إلى السطح, بقوة أكبر في كل مناشط الحياة, ووصل ذروته في ثورة أكتوبر 1964. الشعبية الهادرة. التي أطاحت بحكم الفريق عبود – الذي كانت قد تمت مباركة إنقلابه في نوفمبر 1958من قبل حزب الأمة, لكن يلاحظ على هذه الفترة أيضا, أن دور المثقف مثلما برز بقوة, من خلال الطلاب والأحزاب السياسية, و (التكنوقراط) لكنه كذلك انحسر فيما بعد بقوة, إذ سرعان ما انسحب معظم جيل ما بين الحربين العظميين, إلى الوراء مفسحا الطريق لصعود جيل جديد, يحتوي على ألوان الطيف السياسي المختلفة.
    فهذه المرحلة تجاذبتها أشواق اليمين الطائفي وتطلعات اليسار(الشيوعي والقومي العربي) والقوى الإسلاموية, التي كانت قد أكملت تشكلها "في حظيرة الطائفية", وما أن غادرت هذه "الحظيرة", حتى تم الإعلان عن عهد جديد, هو عهد المذابح السياسية (حل الحزب الشيوعي وطرده من البرلمان في 1966’ إثر إتهام الطالب شوقي بمعهد المعلمين بالرِّدة) والمذابح العسكرية (مذبحة بيت الضيافة 1971), والمذابح المعنوية وسط المثقفين بصورة عامة, على خلفيات الإتهام السابق بالرِّدة.
    وشكّل إعدام عبد الخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي, وأعضاء في حزبه إثر إنقلاب1971, ولاحقا إعدام محمود محمد طه 1984 تطبيقا لحد الرِّدة, فمحاكمة البعثيين الأربعة بذات التهمة 1984, وإعدام 28 ضابطا إثر إنقلاب أبريل-رمضان 1990إلخ ).. إعلانا للسودان كدولة داخل نفق مظلم, بحاجة إلى مجهودات أسطورية للخروج من هذا النفق, خصوصا مع تجدد الحرب الدموية في الجنوب في 1983. والململات التي بدأت في أطراف السودان منذها,نتيجة الضغط السكاني النازح بسبب موجات الجفاف والتصحر التي ظلت تضرب الجوار الأفريقي والمناطق الصحراوية لدارفور, وعدم الإنسجام السكاني الناتج عن هذا الضغط, والإنهيار التنموي وعدم توفر الخدمات الأساسية والمجاعات.
    ومع تنامي إتجاهات التفكير, التي أشرنا إليها لعدة عقود, وإستمرار تشجيع الأحزاب للعسكريين, للإنقلاب على العهود الديموقراطية قصيرة الأمد, وتقويض الرّوح المدنية, التي لم يشتد ساعدها, تم اشتراع أكثر الآليات جذرية في الفترة من الستينيات حتى الثمانينيات, من القرن الماضي لتصفية المثقفين, سواء كان بالدعاية المضادة أو الواقع المحاصر بالإعدامات العسكرية ما أطلق عليه نميري"محاكم العدالة الناجزة".
    وهكذا بدا دور المثقف في التراجع. خاصة أن السبعينيات, مثلت بدايات الإغتراب والهجرة المنتظمة, من داخل السودان إلى خارجه. ليأتي عقد الثمانينيات, وتجد الحركة الإسلاموية المسرح مفتوحا لها دون مقاومة فاعلة, إذ عملت منذ المصالحة الوطنية في 1976 على السعي لإحتواء نظام نميري, وتصفية المثقفين, وإضفاء مشروعية على هذه التصفية, التي تم استخدام نميري كأداة لتنفيذها.
    هكذا أخلت الحركة الإسلاموية بشكل كبير, المشهد السياسي والثقافي, من المثقفين الفاعلين في الحركة السياسية, وأضعفت المثقفين المحتملين, المتبقين ممن بإمكانهم وبقدرتهم مقاومة خطابها التلفيقي, إما ترغيبا أو ترهيبا أو إعداما أو تشريدا. فعم الفساد الإسلاربوي, الذي مهدت له منظومة "بنك فيصل", بدمج التنظيم في جهاز الدولة ومؤسسات الإقتصاد الوطني. وغيرها من الأمور التي تكفي لإدانة الحركة الإسلاموية, دون محاكمة, والعمل على إجتثاثها نهائيا, نظرا لخطورتها على وحدة وأمن وتنمية وسلام البلاد.
    إذن أشرت أواخر الستينيات, على بدايات الغياب الفاجع للمثقف العضوي. ما جعل المرحلة التي تلتها أي منذ 1985 تعج بمتناقضات وتعقيدات, عجز المثقف المنهك, نتيجة القمع والتشريد والحياة السرية تحت الأرض, عن التصدي لها.
    فهناك ضغوط كبيرة تعرض ويتعرض لها المثقف في السودان, فمن جهة الأجهزة الأمنية تلاحقه, كونه أداة تشكيل الوعي العام, وتحريك هذا الوعي في وجدان الناس وإلهامهم. ومن جهة أخرى تسعى القوى القديمة جاهدة إلى إقصاءه وتهميش دوره, ففي لا شعورهم استقر أن المثقف يشكل تهديدا مباشرا, لمراكزهم الحزبية "الميرغني نموذجا"!
    كثيرون هم السياسيون الذين لا يجيدون السياسة كفن وتخصص قائم بذاته, بإعتباره أحد أنماط الثقافة, ومعظم السياسيون السودانيون انخرطوا في العمل السياسي, بدوافع ذاتية أو قبلية أو طائفية أو طبقية أو بيوتاتية, دون أن تكون لهم دراية كافية, أو فهم عميق لماهية الفكر الذي يؤطر فعلهم السياسي في المجتمع, على عكس المثقف – بسعيه للكشف عن جهل هؤلاء أو تعرية فسادهم وأخطاؤهم!.
    كذلك أخذت التيارات الإسلاموية, تترصد المثقف, فتدبج الفتاوى بحقه, أما تهديدا أو تغريبا عن المجتمع, بحيث أنه, أصبح من الصعب على هذا المثقف المحاصر من كل الإتجاهات, أن يتمكن من إشعال ثورة حقيقية, تعتمد العمل المدني الناهض في الإستنارة, والحداثة. ومن هنا جاءت مشروعية النضال المسلح, كمترافقة لازمة لحماية النضال السلمي.
    *هل لنا أن نتساءل بعد: كيف آلت الأمور إلى هذا الدرك؟!.. لقد مثل نظام نميري 25 مايو 1969 ونظام الإنقاذ 30 يونيو 1989 أخطر العلامات الفارقة في تاريخ السودان الحديث, وفي أوضاع ومتناقضات وخطابات وحروب ومؤثرات, يعاني منها السودان والمثقف السوداني حتى الآن, فنتيجة للقمع المايوي وقمع الإنقاذ, تم إضعاف المثقفين لأقصى حد, وعلى الرغم من واقع الإغتراب والهجرة خارج السودان, والتشريد داخله. تبلورت النخب المثقفة – سواء من تبقى في الداخل, أو الذين فضلوا النفي الإختياري أو الإجباري – أكثر بكثير مما كانت عليه في الأجيل السابقة, بحيث استقطبت –الحركة الإسلاموية- جماعات مثقفة ومتخصصة, من الذين تم "تأليف قلوبهم" بعد أن كانو ينتمون لأحزاب اليسار أو للقوى الطائفية, ليؤثر هؤلاء الوافدون الجدد في "العقل المركزي" للسودان, بما هو: تيارات الفكر السياسي الأساسية وروافدها, من خلال تقويتهم للحركة الإسلاميوية, سواء كان من خلال منتجاتهم الفكرية, التي تمكنت من تأسيس مساحات نشطة وفعالة, أو بدورها–على خلفية الدور الذي لعبته حركة قرنق- في قيادة أو توجيه أو إلهام قوى سياسية مطلبية (العدل والمساواة).
    ولكن أيضا مترافقا مع ذلك برزت أدوار فعالة, للمثقفين الملتزمين, بحكم عدد من آليات التطور, والإنفتاح على الثقافات الغربية. كما رافق ذلك أيضا من الجهة الأخرى زيادة نفوذ الاسلامويين, دون حاجة للإستتار خلف العسكر كما في عهد نميري أو بدايات الإنقاذ, بل تم تسخير المؤسسة العسكرية لحماية ظلامية الحركة الإسلاموية العلنية دون حرج.
                  

العنوان الكاتب Date
تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائرها احمد ضحية01-12-13, 08:49 PM
  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:50 PM
    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:51 PM
      Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:53 PM
        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:54 PM
          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:55 PM
            Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:56 PM
              Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 08:58 PM
                Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-12-13, 09:00 PM
                  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 00:22 AM
                    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 06:12 AM
                      Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:15 PM
                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:16 PM
                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:17 PM
                            Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:18 PM
                              Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:20 PM
                                Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:22 PM
                                  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:24 PM
                                    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 05:25 PM
                              Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ Elmoiz Abunura01-13-13, 05:49 PM
                                Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-13-13, 10:10 PM
                                  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-24-13, 10:15 PM
                                    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-24-13, 10:18 PM
                                      Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-24-13, 10:20 PM
                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-25-13, 04:45 AM
                                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-25-13, 02:47 PM
                                Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ mustafa bashar01-25-13, 03:44 PM
                                  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-25-13, 11:06 PM
                                    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-26-13, 11:47 AM
                                      Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-26-13, 02:07 PM
                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-26-13, 07:03 PM
                                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-27-13, 06:05 AM
                                            Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-27-13, 06:18 AM
                                              Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-27-13, 06:22 AM
                                                Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية01-27-13, 09:07 AM
                                                  Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 03:34 AM
                                                    Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 05:04 AM
                                                      Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 05:30 AM
                                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 06:07 AM
                                                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 02:26 PM
                                                            Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-15-13, 08:35 PM
                                                              Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-16-13, 02:00 AM
                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-16-13, 04:50 PM
                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ Elmoiz Abunura02-17-13, 02:59 AM
                                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-17-13, 03:24 PM
                                        Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية02-18-13, 08:00 PM
                                          Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية03-25-13, 04:36 PM
                                            Re: تذكر سيدي الجنرال.. تذكر مولانا وسيدي الإمام.. أن الشعوب سيدة مصائ احمد ضحية03-27-13, 01:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de