خواطر ... و ... تساؤلات

Quote: هناك ظواهر اجتماعية تصحب مرحلة تطور الازمة السياسية والثورة ، وبداية التغييرات الكبيره فى المجتماعات الانسانية، ولحظات تكون اشكال الرفض ومراحل الثورة على المستويين النظرى والحراك العملى على الارض. إن القلق والاضطراب الاجتماعي الذي يسود المجتمع السودانى له علاقة وثيقة بمايتشكل فى اعماق الحركة الغير مرئية للمجتمع، هذا الارتباك والعشوائية الملحوظة فى سلوك الناس ، هذه الجرائم الغريبة التى ظهرت فى الفترة الاخيرة فى المجتمع السودانى من جرائم عاطفية وجرائم جنسية وحوادث الجنون ، لكل ذلك علاقة وثيقة بتشكل الثورة ومراحلها. ثم اذياد عدد المعارضين للنظام بشكل واضح وقوة العمل الاعلامى الفاضح لنقائص النظام القائم والتحريض على تغييره. ان الثورة عبارة عن عمليات تتوالى لفترة طويلة قبل حدوث اكتمال شروطها وتفجرها وتحققها ، مانسمية بالثورة ليست لحظات تفجرها بل فى خلال دنامية عملها الداخلى و الخارجى. مما يوضح سير المجتمع نحو الثورة هو انطلاقها الفعلى فى بعض مناطق السودان ضد الحرب التى تشنها الدولة العنصرية الفاشية ، فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وللحروب بالمناسبة علاقة وثيقة بالثورات. اما فى وسط وشمال السودان فالثورة تتمثل فى العمليات التى تجرى فى باطن وظاهر المجتمع السودانى والتى تتبدى مظاهرها كل يوم فى ازدياد الوعى الثورى والتجربة الثورية والقدرة على التنظيم والحركة ، واكتشاف سلبيات الحراك وانتهاج سبل أكثر حنكة ودراية كل ذلك جزء من عمليات الثورة فى تشكل شروطها وقدرات صانعيها واحد اهم مظاهر اقتراب تحققها هواصطفاف قواها والتى تعمل بمختلف ادوات النضال المسلح منها والسلمى.... بهذا المعنى والفهم تصير مسائل " التنسيق تشجيع الناس للإنضمام و حث من لم يشاركوا فى الفعل الثورى جزء من عمليات الثورة فى جدلية تفاعلها فى اتجاه التحقق ، إن عدم مشاركة اغلبية الشمال و الوسط السودانى فى الفعل الثورحتى الآن ليس مسألة تدعوا لليأس بل هى مفهومة فى سياق دينمية الثورة وجدلية الفعل ، كثيرين من الذين لم ينخرطوا فى صفوف الثورة حتى الآن سينضمون مع تحقق عملية تمايز القوى واصطفافاتها الى الفعل الثورى وربما يحققون بطولات فى الفعل الثورى تدهش الثوريين المنخرطين فى حراكها وصناعتها منذ زمن طويل ...و هكذا تكون الثورات.