حبوبتي قندة بت البِخيته كانت دائماً تردد: يا حليل التِنقِلِيّز (تعني الإنقليز)، وكان أخوي يغضب وينتقدها، وهي تفتح، مبتدئتاً بالحال الحاصل علي البلد، من إنعدآم السُكّر والزيت، والدقيق، و .... إلخ حتي الكبريت. ثم تدلف لشرح وضع البلد في عهد الإنجليز، السُكر كان بالراس، والزيت بالتُمنة، والعيش بالأردب، والتعريفة تجيب المعدوم في البلد، والمِلينة تسوي البِدع، ثمّ تردد يا حليل التِنقِليز يا ولد روح شوف مُشهادك.
عبارة سمعناها كثيراً من أهلنا الكُبار، فما مدى صحتها ؟؟؟
لها الرحمة والمغفر.
12-31-2012, 01:47 PM
معاوية المدير معاوية المدير
تاريخ التسجيل: 03-24-2009
مجموع المشاركات: 14420
رحمها الله حبوبتك أبوي الله يرحمه (مع إنه كان من جماعة أنصار السنة ومعاها شوية تشدد كمان) كان بيقول: طلعوا الإنجليز أهل النظام وجونا البجم ديل ودا كلام كان بيزعلني وصور رفع العلم ورحيل العسكر الإنجليز كانت تملأ قلبي بالنشوة . . ودارت الأيام كما تقول أم كلثوم ويقينا نقول أهلنا الزمان ديل ربما كانوا علي حق فربما رأوا ما لم نر وليس من رأي كمن سمع . . وبدأ لي أن أقارن: كان في مقدور أبي وهو عامل في مشروع الجزيرة علي أيام الإنجليز (كان أبي أميا تعلم شوية قراية وكتابة علي كبر) كان في مقدوره أن يعيش ويرسل لأهله شوية مصاريف ويوفر بعد داك عشان يعمل رأسمال يتاجر بيه ويتزوج، ويعلم أولاده (وباقي التطورات المرت بمعظم ناس جيلهم)
بعد ذاك التاريخ بأكثر من ربع قرن كنت خريج في جامعة الخرطوم وما حصل المرتب وصل لآخر الشهر وذلك حتي تدرجنا قريبا من المجموعة الثانية وبعد ثلاثة سنين من تخرجنا كان أكثر من 90 في المية من دفعتنا قد (إغتربوا) غربة حسبوها سنين معدودة وبعدها عودة ظافرة إمتدت لأكثر من ثلاثة عقود (ولسه ما عارفين نهايتها وين)
بس، بدون تحسر علي ماضي لن يعود ولا غضب من حاضر لن يغيره أحد سوانا ممكن نقعد في الواطة ونتفاكر ونشوف الغلط كان وين؟؟؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة