|
Re: احمد الدالي في حوار عبر الانتباهة الدالي (1) (2) (3) (Re: عصام دقداق)
|
الحلقة الثانية
حدِّثنا عن صالون أحمد الدالي الثقافي و الأدبي ؟
إنَّ أهداف الصالون هي امتداد للعهد الذهبي للجالية السودانية و هو عهد المغفور له العم ساتي صالح و تتمثل في المحافظة على القيم و العادات و التقاليد السودانية و غرسِها في نفوس أبنائِنا الصغار ، و كذلك التعريف بالشعر السوداني و الاستماع إلى الأغنيات السودانية الأصيلة و استبدال الهابط منها بأغنيات ذات مضمون و معاني تُناسب الذوق العام مع معالجة رتابة اللحن و السلم الخماسي . و عندما توقفت في العام 1993هـ الاحتفالات و المهرجانات في القنصلية العامة بجدة ، قمْتُ و معي مجموعة طيبة من أهل الفكر و الثقافة و الأدب بتأسيس صالون الدالي الثقافي الأدبي .
ماذا أضاف الصالون في رصيد الثقافة و الأدب لأبناء الجالية السودانية ؟
أضاف الكثير لأبناء الجالية و أهلنا بالوطن من خلال إقامة الليالي الأدبية و ليالي المديح في جناب المُصطفى صلى الله عليه وسلم مع إثراءِ الساحة السودانية بالسهرات الغنائية و الألحان الخالدة و بثها حية على استديوهات أم درمان و مباشرة على صالات العرض ، حتى أصبح الصالون منارةً للثقافة و الأدب و منه خرجت ثقافة تكاثر المنتديات في مدينة جدة ، و كذلك اقتراح تدريس مادة التربية الوطنية وإدراجها ضمن المنهج السوداني و من هنا أناشد الإخوة في رابطة المعلمين القيام بوضع خطة لمادة التربية الوطنية و عرضها على الجهاز القومي لتطوير المناهج ببخت الرضا .
حدِّثنا عن ملكة الشعر لديك و متى كانت بداياتُك ؟
ملكة الشعر هبة ربانية حبانا الله سبحانه و تعالى بها في قبيلة بني جرار حيث كان ذلك ضمن ما ورثناه عن أجدادنا من شعر الدوبيت ، و كذلك الشعر هو تجسيد للأحاسيس و المشاعر سواء كانت وطنية أو عاطفية أو حماسية ، حيث كانت بداية كتابة الشعر و تدفق عسل القوافي و أنا تلميذ بالصف الأول المتوسط ، فشاركتُ في أول جمعية أدبية لمدارس بخت الرضا و كانت المنافسة بين مدارس المعهد الثلاث " النيل الأبيض ، و الريفية و الدويم شمال " فكان لي شرف الفوز بالجائزة الأولى في تلك المسابقة ، و أيضًا فزتُ بالجائزة الأولى في الإلقاء الشعري بمدرسة النيل الأبيض الثانوية فقدَّم لي أستاذ الأجيال و المربي العظيم وفارس العربية و حامي حماها أستاذي الموقر/أحمد عرابي هديةً قيمة و من مكتبته الخاصة ديوان الشاعر الفذ إيليا أبو ماضي .
هل للغربة تأثير في إبداعاتك الشعرية ؟
تأثير الغربة كبير و أثرها لا يخفى على كل مَنْ أصبح بعيدًا عن دياره و مراتع صباه الأولى ، لاسيِّما الشعراء حيث تفيض إحاسيسهم و مشاعرهم فيترجمون ذلك شعرًا صادقًا نابضًا بالحياة فيهيمون بحب الديار و الحنين إلى الوطن و ترابه الغالي .
دوركم كشعراء في نشر الثقافة السودانية ؟
لعبنا دورًا بارزًا و مميزًا في نشر الثقافة السودانية بين أبناء الجاليات ، حيث كنتُ رئيسًا للجنة الفنية فقمْنا بالتنسيق مع الإخوة السعوديين و شاركنا في الاحتفالات التي أٌقيمت في نادي جدة الأدبي و نادي أبها و مهرجان أبها الثقافي ، و عملنا كذلك تواصل مع بعض الشعراء و الفنانين من الإخوة السعوديين حيث توطدت علاقاتُنا معهم فأصبحت على أحسن ما يكون و ذلك من خلال صالون الدالي الأدبي و منتدى السودان الثقافي ، و منتدى الإمام عبد الرحمن ، و ساهمنا كذلك في توصيل الثقافة السودانية من خلال مشاركاتنا الفنية و الشعرية و التراث و الفلكلور السوداني مع الإخوة في الجالية اليمنية بمملكة الخير .
مع مَنْ تعاملتَ من الفنانين ، و هل لديك أعمال نالت حظَّها عبر وسائل الإعلام المرئية ؟
تعاملتُ مع عدد كبير من الفنانين السودانيين ، حيث كانت البداية مع أخي الفنان حمد البابلي الذي شكل معي ثنائية ممتازة بين شاعر و فنان تغنى لي بأكثر من عشرة أعمال قام بتسجيلِها في الإذاعة السودانية و تلفزيون السودان ثم الفضائيات السودانية الموجودة حاليًا ، و أيضًا الفنان صديق سرحان و الفنان عبد الله البعيو الذي ربطتني به علاقة أخوة صادقة ثم أصبحت أسرية ، و كذلك الفنان كمال ترباس و الكابلي و زكي عبد الكريم . و آخر عمل نال حظه في وسائل الإعلام المرئية كانت أغنية أمي يا كنز العطا و التي تم تقديمُها في عيد الأم الأخير أداء الفنان الرائع الموهوب حمد البابلي حفظه الله و رعاه .
ما هو دوركم في إعلام الجالية لمحاربة الظواهر السالبة بين أبناء الجالية السودانية ؟
ساعدني التواصل الحميم مع الجميع على بناء شبكة علاقات واسعة مع أبناء الجالية السودانية مما أكسبني حبِّهِم و تقديرهم ، و بالتالي التعامل السلِس معهم و الاستجابة السريعة عندما أقوم بالتنبيه على الابتعاد عن أي ظاهرة من الظواهر السالبة ، ومن هُنا أحث الجميع على التحلي بمكارم الأخلاق و العفو و المسامحة و الترفع عن صغائر الأمور و النظر إلى الأمام بأفق واسع ، والترسيخ إلى ثقافة التعاون و التكافل و حل الخلافات التي تحدث من وقت لآخر بأسلوب ودي وحضاري .
هل هناك تقصير من أمانة الإعلام في توصيل المعلومات من مِنَح سكنية و غيرها لأبناء الجالية ؟
لا أرى تقصيرًا في هذا الجانب ، حيث قامت أمانة الإعلام بدور محسوس و ملموس في توصيل كل المعلمومات المهمة إلى أفراد الجالية السودانية من خلال الفضائيات و الإذاعة و الصحف وذلك بفضل العلاقات الطيبة التي تربطني مع الزملاء في وسائل الإعلام المذكورة ، و أمانة الإعلام هي الأمانة الوحيدة في الجالية التي كونت مكتب متكامل من الأخوة الإعلاميين و توزيع المهام على جميع أعضائِها فكان كل واحدٍ من أفرادِها أمينًا للإعلام له جهوده و بصماته التي تُميِّزه .
ما هو تقييمك لمسيرة و أداء الجالية السابقة ؟
تكونت الجالية السابقة بطريقة سليمة جدًا، حيث لعبت فيها الحكمة دورًا مهما ، ابتداءًا من اختيار اللجنة الفنية التي قامت بوضع الدستور و التي تم تشكيلُها من كل ألوان الطيف السياسي و من كل فئات المجتمع فكان عدد أفرادِها عشرين رجلاً و امرأتين ، ويقف خلف كل هذا النجاح الرجل الخلوق المتواضع والسفير المحترم أحمد التيجاني ، و نائبه عبد القادر عبد الله و المستشار إبراهيم قريشابي ، فكانت هذه هي الخطوة الأولى من نوعِها يتم بعدها وضع دستور نحسب أنه مواكب بمقاييس تلك الفترة ، حيث بذلت اللجنة الفنية في إعداده و صياغته جهدًا مقدرًا سهِرَت فيه الليالي حتى اكتمل و تمت إجازته و من ثم تكونت بموجبه الجالية السودانية من كلِّ الولايات و الفعاليات السودانية و الجمعيات المتخصصة و المهنية ، فكان ذلك نموذجًا طيبًا و نهجًا جديدًا في عمل الجاليات ، ثم تم تعميم الدستور في صياغته الأخيرة على جميع دول الاغتراب بواسطة جهاز شؤون العاملين بالخارج ، إلا أن الجالية بالمنطقة الغربية كانت مثالاً للجاليات بالعالم و هي غنية برجالِها و أعلامِها من الشخصيات السودانية السامقة في شتى الضروب و كان لي شرف العضوية في لجنة صياغة الدستور و تكوين الجالية السابقة . فالجميل أن الجالية السابقة قامت بأعمال جليلة و مقدرة منها مطالبة الدولة بإعفاء المغتربين من الضرائب و نجحت كذلك في استقطاع نصف المساهمة من دعم السلام " مبلغ المئة ريال " و حلت به الكثير من مشاكل السودانيين في هذه المنطقة حيث ساهمت في علاج العديد من الحالات المرضية و تسفير الأسر السودانية التي حصلت لها ظروف قاهرة و طارئة ، و قد تفردت الجالية السابقة بكونها تعمل بكامل مكتبها التنفيذي إلى أن انتهت دورتُها المحددة لها في الدستور و هي ثلاث سنوات ثم مدد لها مجلس الجالية سنة إضافية حسب نص الدستور ، عملت من خلالِها الجالية بكامل عضويتها في توافق تام ومشاركة فاعلة و تعاون وينعقد مكتبها التنفيذي بصورة منتظمة ، حيث كانت تلك الفترة تمثل العهد الذهبي للجالية ، بعد ذلك أصابت الجالية انتكاسة فدبت فيها الخلافات لغياب مجلسِها التشريعي الذي لم يجتمع و لو لمرة واحدة طيلة السنوات الأربع في الدورة الحالية المنتهية الصلاحية ، ومن هُنا بدأت الخلافات و حصلت الشلليات و تغيب المكتب التنفيذي الذي أصبح يتحرك بثلاثة أفراد يتصرفون في أموال الجالية و يتحكمون في إصدار قرارتِها المصيرية ، فأدى كل ذلك إلى انقسام الجالية إلى مجموعتين ، مجموعة اللجنة الثلاثية و مجموعة البرنامج الانتخابي المطروح للجالية الجديدة وهو برنامج عادل – في نظري – يكفل مشاركة كل ولايات السودان من خلال الروابط الولائية و الجمعيات المهنية و المتخصصة و الجاليات الفرعية و الفعاليات ، و تقسيم الأمانات في المكتب التنفيذي و اللجان في المجلس التشريعي بالتساوي بين كل هذه الكيانات ، و يتطلب ذلك مراجعة مسودة الدستور و معالجة الثغرات التي أدت إلى حدوث أوجه القصور التي صاحبت عمل الجالية السابقة .
ما رأيك في التصعيدات الأخيرة لتكوين الجالية الجديدة ؟
في رأيي أن التصعيدات الأخيرة قد تمت بطريقة صحيحة و منظمة وذلك بانعقاد جميع الجمعيات العمومية لتلك الكيانات و بإشراف تام من اللجنة المفوضة من قبل المكتب التنفيذي للجالية و بإشراف القنصلية العامة بجدة التي قامت بالتنسيق مع المكتب و تم تكوين لجنة مُتفق عليها سعت في حل الخلافات القائمة ما عدا مشكلة الولاية الشمالية التي ما زالت قائمة و لم يُحسَم أمرُها حتى هذه اللحظة ، و هي السبب الرئيسي في تعطيل قيام الجالية . ( نواصل )
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|