|
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كانت المشروبات داخل ذلك الكازينو في متناول كل يد وفم تقريبا، لا ترهق الجيب أبدا، ولا أحد يزعجك من بين أولئك العاملين بالبقاء لوقت محدد، حتى إذا لم تقم أنت بطلب كوب لاحق أوآخر، شأن تلك المقاهي في وسط القاهرة. ولا يوجد في العادة لدهشتي رواد كثيرون، كما لو أن شائعة سرت أن الكازينو يضج بقبيلة خفيّة من الجن. "إن بعد الظن إثم"، كانت وداد تعقّب يومها على عبارتي "هذا مكان صالح لغسيل الأموال". والأهم من هذا وذاك، لا وجود لأي أثر يدل طوال تلك السنوات السبع على مرور أحد أولئك المنفيين الآخرين على مقاعد "كازينو النهر". لقد بدا لنا ذلك كعاشقين متكتمين من الأمور الحسنة. أن تظلّ تمارس نظراتِ الغرام في مكان آمن لا يعلم فيه أحد عن تاريخك الشخصي شيئا. فجأة، قالت حبيبتي وداد توجه الكلام لي متسائلة "ألا تشتهي ولدا، أوبنتا". قلت مبتسما "بلى، حبيبتي". ابتسمتْ وداد بدورها، وتنهدتْ، بينما اتسعتْ عيناي وأنا أسمعها هذه المرة بأذنيّ هاتين تقول بفمها نفسه على حين غرة "لا بأس إذن على اسم يعقوب، حبيبي"!. مبكرا هذا الصباح، هاتفتها "الأمر رهن اليوم (حبيبتي وداد) بمن سيحضر منهما، إلى الكازينو، أولا، البدين، أم النحيل"؟. كنت لا أزال أتفاءل بوجود بعض الناس لمجرد ما يوحي به مظهرهم الخارجي، ويثير من مشاعر قبول في نفسي، بينما أتشاءم بوجود البعض الآخر، ولدهشتي وافقتني حبيبتي وداد، طواعية، دونَ أن تنعتني هذه المرة في ما يشبه العتاب، قائلة "حبيبي المسكون بالخرافة". كانت المشكلات الصغيرة المتفاقمة عاما من بعد عام، قد أخذت تسمم مجرى علاقتنا، وتتكاثف مثل دخان أسود داخل فضاء الجذب القائم بيني وبينها، حتى غدا في الأخير وجودنا معا نفسه أمرا لا محتملا في كثير من الأحيان من دونها. هكذا، لم تنفك حبيبتي وداد تردد تلك العبارات السمجة كإنذار بالفراق "متى تتقدم لخطبتي رسميّا، يا يوسف"؟. كنت أجيبها في العادة والأسى ملء نبراتي بعبارة شعرية لأمل دنقل "كيف تنظر في عينيّ امرأة أنت تعلم أنّك لن تستطيع حمايتها"؟!. تغيب بعدها حبيبتي وداد مغاضبة لشهر أويقل ولا أسأل عنها. لكنها كانت تعود في كل مرة من تلقاء نفسها قائلة "لك قلب الحجر، حبيبي يوسف". وتضحك (كما لو أن شيئا لم يكن) إلى أن توشك دموعها على التساقط. كانت وداد خليطا. أمّها مصريّة. والدها سوداني واصلَ العيش كغريب في نواحي الجبل الأصفر منذ أيام الملك فاروق. لم يعد يعمل منذ أمد بعيد قبل وفاته في سلاح الهجانة. تقول وداد أنها لم تره يضحك منذ أن تفتحت عينا وعيها على الحياة وإلى أن مات قبيل لقائي بها. و... تقول مستنكرة "عسكري"؟!.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 10:49 AM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 02:51 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 03:12 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 03:46 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | دينا خالد | 12-29-12, 04:12 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبدالله الشقليني | 12-29-12, 05:01 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | ابو جهينة | 12-29-12, 06:17 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 08:43 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 09:54 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-29-12, 11:01 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-30-12, 00:34 AM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 12-30-12, 11:20 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-01-13, 02:03 AM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-01-13, 04:44 AM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-01-13, 11:48 AM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-01-13, 07:06 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-02-13, 07:32 PM |
Re: الحاجة الماسة إلى سرير آمن | عبد الحميد البرنس | 01-03-13, 10:51 AM |
|
|
|