|
هل القرآن يأمر بضرب النساء؟
|
عندما تقرأ تفاسير القرآن فإنك لا تقرأ كلام الله , بل تقرأ آراء المفسرين وهي رهن بالمستوى المعرفي للمفسِّر ومدى رجاحة عقله, وهي أمور قد لا تسمح باقتناص المعاني الحقيقية للقرآن, فما توفر دائما للمفسر العلمُ ورجاحةُ العقل ولا سيما في العصور الخوالي التي سادها ظلام التخلف , ولم تسلم أمة من الأمم من الجهالة عبر تاريخها. وتبايُن التفاسير لا يقدح في ثبات النص وقدسيته , إنما يعني اختلاف العقول المنتجة لها كما أسلفنا . ولا يُلام المفسرون إن أخطأوا , فقد كان عليهم الاجتهاد فاجتهدوا, ولكن ليس علينا التسليم بما انتهوا إليه . و لا يمكن اقتناص معاني النص مالم تبحث عنها , فهي لن تسقط عليك كتفاحة نيوتن , بل هي كالكنز المدفون عليك أن تنبش الأرض كي تحصل عليه . وعليه , جاء في القرآن الكريم ما فهمه البعض بأنه حض على ضرب المرأة { وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء34 . ولما كانت معاني الفاظ القرآن تُستخلص من القرآن نفسه , فبتتبع معاني كلمة (ضرب) في المصحف وفي صحيح لغة العرب , نرى أنها تعني في غالبها المفارقة والمباعدة والانفصال والتجاهل , خلافا للمعنى المتداول الآن لكلمة (ضرب ) , فمثلا الضرب على الوجه يستخدم له لفظ (لطم) , والضرب على القفا (صفع) والضرب بقبضة اليد (وكز) , والضرب بالقدم (ركل) . وفي المعاجم : ضرب الدهر بين القوم أي فرّق وباعد , وضرب عليه الحصار أي عزله عن محيطه. وضرب عنقه أي فصلها عن جسده
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|