ضمور أسطورة أمدرمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-01-2024, 09:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2013, 09:49 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضمور أسطورة أمدرمان

    Alguba.JPG Hosting at Sudaneseonline.com


    ضمرت. ضمرت فاعلية أمدرمان. بل شبعت ضمورا. كانت أسطورة الثقافة، والأدب، والسياسة، والصحافة، والنغم، والرياضة، والتجارة، والحداثة السودانوية، إلخ. برغم دورها الرائد في التشكيل النسبي لملامح الثقافة السودانية إلا أن أبناء الإسلام السياسي المدينيين، والقرويين، هزموا أبناءها، وبناتها، شر هزيمة، وصار الخارج، كما الموت، يتخطفهم واحدا تلو الأخرى. ضرب أبناء ود درو، والملازمين، وحي العرب، والموردة، مكلومين بأرجلهم إلى قفار أريزونا، والمكسيك، وتورنتو، وسيدني. وفي الداخل تكاد حاجتهم إلى التجمع قد صعبت في ظل مساواة التعليم لأكتاف أبناء الأقاليم مع أكتاف أبناء أبروف العلايل.
    كان أستاذنا الأمدرماني، والرياضي، النعمان حسن (أبو سامرين) مؤلف مسرحية (نقابة المنتحرين) يحاول في الزمن الديموقراطي الأخير، وليس الآخر، لم شعث الفضاء الأمدرماني. أراد أن يجمع أبناء الخرطومين وأمدرمان، مضافا إليهم أبناء توتي، في رابطة حزبية عسى ولعل يكون لهم صوت مختلف عن صوت برلمان الانتفاضة. ولكن فجأة قطع التتار الطريق أمام ذلك التجمع المأمول فيه رد جزء من قساوة أبناء أم برمبيطة، والشكينبة، وشبا، والشوال، وشنقل طوباي. ولكن يبدو أن النعمان الذي أراد بتلك المسرحية التعبير عن رفضه للواقع قد انتحر بصمته هو الآخر. فهو كأول رئيس تحرير لصحيفة رياضية في السودان صار ضيفا على الصحف، والتي حرر شهادة ملكيتها، وترأس تحريرها، أبناء الأقاليم القريبة والبعيدة، والحمد لله على كل حال.
    المعني بأمدرمان الضامرة ليس فقط الإذاعة والتلفزيون، وكماين كباجابها التي جلبت التصحر، وموردتها، ودار رياضتها، وطابيتها المقابلة النيل، التي احتفل الإنقاذيون قبل عام بمرور أكثر من قرن على إنشائها، إنما أمدرمان هي جماع تمددها الثقافي على خرطوم كتشنر، ومسرح الجاليات، وبحري الوابورات، وحقول الصناعات، وشارعها. والأكثر من ذلك فإن لأمدرمان تمددها على مدني، وبورتسودان، وكسلا، والأبيض، وعطبرة، حتى بدت لهجات هذه المدن نسخا تنماز عن بعضها البعض، ولكنها متورطة في استعارة لهجة أمدرمان الأكثر تحديثا بين لهجات البيئات السودانية.
    كانت نهاية التأثير اللوجستي لأمدرمان في تشكيل سياستها، وسياسة المدن التي تتبع لها صاغرة، قد تم بعد الإنقاذ، وذلك حين تسنى لنافع التمدد لضرب علمانيتها، كما ظن المشرع الحضاري. فروح نافع ذي الإحساس الجاف والجاهل بما فعلته أمدرمان في ترقيق حس التخاطب مستبطن في شخص كل إسلامي، وإن تظرف. ولقد ضمر تأثير المدينة حين تسنى للحاج آدم أن يهدد، جهرا، بطرد كل أبناء أمدرمان، وغيرهم من مدينته الإسلامية الفاضلة. أما كمال عبيد فقد هدد بألا يمنح حقنة واحدة للجنوبيين، ولا يستثنى في ذلك بالطبع ذرية عبد المنعم عبد الحي، والملاكم الدولي النعيم فرج الله، وحفيدات العازة محمد عبدالله.
    -2-
    يا سبحان الحي الدائم. للتاريخ أحكامه القاسية، ولكنها هي الحتمية التاريخية التي هجمت على إرم ذات العماد، وأثينا، وسوبا، ومروي التي كانت تصهر الحديد للعالم. وللأيديولوجية خطوط تماسها مع (الجهل البديع) ولكنها مبررة بالتقاعس دون مجابهة هوسها، وفسادها، وفجورها. ولكن ما الذي تبقي حتى لا يفرفر الكروان عبد الرحمن الريح في مقبرته، وألا يجري عبدالله حامد الأمين، صاحب الندوة الأدبية، عاريا نحو حوش الخليفة الذي حاصرته رأسمالية الإسلام السياسي بالأكشاك القبيحة الصنع. وما الذي تبقي من شئ ليجعل شيخا مثل صادق عبدالله عبد الماجد ألا ينتبه للخراب الذي أصاب مدينته؟. ثم ما الذي يضحكنا من قفشات الهادي نصر الدين أكثر من أن الجراد آت إلى الحواشات وهو تعب كما صرح أحد المتنفذين، وما هو المثير في كتاب المؤرخ الأمدرماني شوقي بدري حين نقرأ أن الفأر تعشت برجل مريض المناقل؟!
    لقد قنع أبن أمدرمان يسن عمر الإمام، وجلس في بيته، أو بيت أبيه، ولسان حاله يقول هزمتنا عصبية حسن مكي الذي قال بأن الحركة الإسلامية مشروع نيلي للجاه والسلطان، وليست هي لله. ويضيف الإمام أنه يستحي دون حض المصلين في مسجد الحارة الثامنة على إتباع السلوك القويم. وهل هناك من مخرج لسيد عبد العزيز وشقيقه جحجوم كابتن مريخ الخمسينات، وهما قد رسخا مزيج أمدرمان الإثني بعد أن أخذا من جينات أمهما المسلاتية أم جاهين، ومن دماء أولاد الريف؟.
    كان الشاعر محمد الواثق الذي دخلت معه الحراسة يوما عقب نشري لحوار معه مرفقا بقصيدة له يهجو فيها مدينة كوستي قد تنبأ باحتضار أمدرمان الرمز. ولكن يبدو أن احتضار أمدرمانه لم يكن احتضارا رمزيا للدنيا، أو السودان، أو جامعة الخرطوم، أو الإله حتى. وها قد تجسدت رمزية الواثق احتضارا خلاقا لكيمياء المدينة التي هجا نساءها، وثعابينها، وجواسيسها، ومثلييها، مثلما هجا بفظاظة مدن مدني، والقضارف، وكوستي التي قال فيها:
    سميت باسم غريب الدار نازحها
    ما كانت كوستي على قدر من الشرف
    وأذكر أنه حين أصدر الأستاذ الجامعي ديوانه الذي قال باحتضار البقعة، كما أسماها المهدي، انبرى له أساطين المدينة في الشعر، والكتابة، والصحافة، وحاول الشاعر عبدالله محمد زين الذي غادرنا قريبا إفحامه إبداعيا. وكاد بعض سكان أمدرمان أن يتصرف مع الشاعر كما تصرف معه (أداريب) كسلا الذين أتوا يوما إلى جامعة الخرطوم بسيوفهم المشرعة ينوون رقبته عقب هجائه المر لكسلا عبر قصيدة ساخنة. ولولا تدخل البروف عبدالله الطيب مدير الجامعة آنذاك لأطيح برأس شاعر أمدرمان تحتضر. ويا ليت زميل الحراسة السابق الواثق يعيد طبع ذلك القريض الرمز، ويضيف إليه ضمور التأثير الأمدرماني الماثل على كل حقول الإبداع السوداني.
    -3-
    نحن إذن إزاء حال من الموات المجتمعي لهذه المدينة التي مثلت نقلة في الحداثة باتجاه ما ينبغي أن يكون عليه مختلف مدن وقرى السودان. فعلى المستوى السياسي كان هناك سياسيو أمدرمان من كل الاتجاهات السياسية بتأثيرهم القوي في ناتج الإبداع السوداني. فسياسيا كان أنصار اليمين، واليسار، والوسط، والتكنوقراط، هم الذين يرسمون النهج السياسي للبلد، ويحددون مسارها بعد أن سودنوا الوظائف التي بلغت نحو ثمانمئة ونيفا. أما أدباء المدينة فكانوا يقودون الأدب نحو حداثة التفعيلة عبر صلاح أحمد إبراهيم، ومصطفى سند، والتيجاني سعيد. أما صحافة أبو الصحف أحمد يوسف هاشم، وصحافة العتباني فقد كانت الرأي العام الذي يعبر عن ما تريده أمدرمان للأقاليم ولمستقبل بني سودان. ومغنوها يوزنون كمنجاتهم ويدهنون الرق على التون الخماسي أمثال كرومة، وسرور، ولاحقا التاج مصطفى، والجابري، وإبراهيم عوض، وصلاح محمد عيسى، والطاهر إبراهيم، والفلاتية، كلهم كانوا يرسلون النغم المشبع بالطرب، ويلهجونه بطبع الحقيبة التي قيل إنها خرجت من محمد ود الفكي، ورسم مواويلها عبد الكريم عبالله مختار الشهير بكرومة، ومعه الحاج محمد أحمد سرور الذي ما يزال مدفونا في أسمرا. ونشرت الصحف مؤخرا بأن بلدية المدينة تنوي تجميع المقابر القديمة لعمل توسعة ما يعني أن مقبرة أبن أمدرمان وزعيم نغمها سيختفي، إذ أن الإسلام السياسي غير معني بفضيلة تكريم هذا الكروان بأن ينقل رفاته ليدفن في ترب ود البكري.
    هكذا تهمل أمدرمان التي كانت أبيات شعرائها تتلى كما الأحاديث الشريفة. ويا لقريحة صالح عبد السيد أبو صلاح، وسيد عبد العزيز، وعوض جبريل، وابراهيم الرشيد، وعبدالله النجيب، ومحجوب شريف، وهاشم صديق، ومحجوب سراج. أما مسرحيو المدينة أمثال العبادي، وخالد ابو الروس، وخورشيد، ومحمود سراج ود أبقبورة، والصباغ، فلا يتذكرهم أحد رغم أنهم كانوا يلعبون على تون سودنة الدراما وأكسسواراتها. لقد ضربت رياضة أمدرمان و(تمكنوا) في رئاسة أنديتها. لقد جاءوا إليها دون معرفتهم بتاريخ جقدول، وجاد الله، وابو العائلة، وبرعي القانون، والنقرين، وعلي قاقرين، وسيماوي، وسليمان عبد القادر أبو داؤود، وأحمد أبو كدوك.
    أمدرمان بخلاف دور أبنائها الذين ولدوا فيها استوعبت من أتوا إليها، وأصبغت على لسانهم مراد لسان حالها برضا. وبعض الأنثربولوجيين الجدد يرون أنها دجنتهم لإبداعيتها حتى أن مغنيا مثل وردي افتتن بسحر نغمها، وإيقاعها التم تم، وفرضت عليه سطوة تقاليد الغناء أن يتخلى عن الغناء الذي يجيده بلغته الأم، واختبر صوته بـ(قسما بمحياك البدري) أو (ضامر قوامك لان) أو (يجلي النظر يا صاح منظر الإنسان).
    أما الآن فقد انتصر التاريخ القاسي الأحكام على الإذاعة التي حكمت ذوق السودانيين، وما عاد مبدعو الأقاليم يأبهون للانتظار الطويل في استقبال الإذاعة حتى يؤذن لهم بالدخول. فقد وجدوا في القليل المجاني من إسفير البنتاغون مجالا لعرض أفانين الباسنكوب، وأم كيكي، والربابة، والوازا، وأم دقينة، والجكتك، وأبرة ودرت. كما أن ما كان عليه نص امدرمان الذي به يشتهر المغني فقد تعرض لضربة على يد الماركسي مصطفى سيد أحمد وتحقق له مجدا. وأخيرا جاء أمين حسن عمر ابن عطبرة وعوض جادين ابن برام الكلكة، أو دبة الفقرا، لا يفرق، ليقضيا على سطوة أبناء المدينة، حيث منعا زعيم موسيقاريين المدينة الأول برعي من الدخول لدار الإذاعة. إنهما حددا أغنيات مثل (يا هو دي) أو (لتنزلن) كمقياس يجب أن يؤلف الموسيقار الأمدرماني الكبير على نهجهما الثوري. هكذا بكل بساطة يحدد الإسلاميان للموسيقار نغمته رغم أنه كان حاضرا بشحمه، ولحمه، وعظمه، احتفال افتتاح دار الاذاعة في مبنى بوستة امدرمان، أيام كان أمين وجادين في رحم الغيب.
    والأكثر أسفا من ذلك طرد الإسلاميان أبناء امدرمان المذيعين والبرامجيين شر طردة في ملابسات إعادة الصياغة. فمات المعلق الامدرماني المخضرم علي الحسن مالك غبنا، ولولا وساطة الرشيد بدوي عبيد لما دخل الإذاعة ثانية، وتحايل عبدالرحمن عبد الرسول وعاد بالشباك. ومات العاقب كمدا، وتركوا ابن أمدرمان المذيع الفاتح الصباغ يعاني في مرضه. أما المذيع الكبير عبد الرحمن أحمد أبن شاعر المؤتمر أحمد محمد صالح، وأخ الشاعر الكبير الذي اقترح إسم (حقيبة الفن) صلاح فقد مات بالإهمال بينما يعالج أفراد الأمن في (ساهرون) و(رويال كير)، وإن لزم يتم بعثهم إلى الخارج مكرمين، ومعززين.
    -4-
    هكذا، قسرا، استهدف المشروع الحضاري ضمن استهدافاته الكثيرة إرث أمدرمان الباذخ، وخصوصا سوقها الذي صار مكانا للبيئة المتسخة. وفي زيارتي الأخيرة مررت بشارع نادي الخريجين فطار كيس فارغ والتصق بوجهي وتصارعت معه لأطرحه بينما نظرت لمن في الشارع خجلا ووجدت كل المارة تقاوم هذه الأكياس كما لو أنهم يقاومون أسراب النحل بينما غبار المارين أهاج جيوبي الأنفية. وعلى مقربة من النادي العريق الذي شهد مطاحنات الحوار حول تحقيق الاستقلال فقدنا اثر المعهد العلمي الذي درس فيه التيجاني يوسف بشير وكاد الاسلاميون أن يعرضوا الجامع الكبير في مزاد سري. لقد هجمت طفيلية الإسلاميين على ممرات السوق، وفسحاته، وأفسدوا نظامه القديم حتى أنه يتعين عليك التحضير لبحث مضن من أجل العثور على قهوة جورج مشرقي وقهوة يوسف الفكي، وسينما برمبل، والبوستة. ولعل هذه من أعمق آثار أمدرمان التي كانت لها وهجها في الثلاثينات، والأربعينات، إلى مطلع الثمانينات، إنها الأماكن التي شكلت السودان، وبدت لأبناء، وبنات أمدرمان مرتعا للذكرى، والحنين، والشجن.
    مشكلة أمدرمان، غير الوحيدة، هي أنها كانت ضحية السيوسيولجي في تمثلاته السودانية العشائرية. والسيوسيولجي، غدار، ومختال، ولا تقف أمامه القداسات، وإلا كانت سوبا ما تزال مؤثرة على (مخرجات) السودنة اللاحقة. أرادت أمدرمان أن تخرج من ريفيتها لترتبط بالاقتصاد العالمي، ولكنها لم تكن لتملك مقومات التطور ولذلك سهل للترابي أن ينقض عليها بصياغته التي لم تجد معارضة من مجتمعها المدني الغارق في النوستالجيا. فالمدينة تفتقر إلى مؤسسية تحميها من تهديم بناءاتها التاريخية، والاقتصادية المتخلفة، فإذا كان سوقها ما يزال عشوائيا فكيف تستطيع أن تنافس عالميا. بنيتها التحتية الغائبة، وولعها بالهلال والمريخ المنصرف عن مكر السياسي، وأنصارها الغارقون في التهويمات الصوفية، والمثقفون الأفندية الذين تجاذبتهم آيديلوجيات ما بعد الأربعينات، لم تتح للمدينة صوتا تحقق به تنميتها كما هو حال الواشنطنيين الذين كونوا خمسمائة منظمة مجتمع مدني تسهر على حقوق المدينة أمام تغولات سيناتورات تكساس واريزونا وغيرهم. إنها جمعيات للقانون، والهندسة، والفن، والأثر التاريخي التي تنهض كل يوم للجهاد المدني الحقيقي أمام المطامع الرأسمالية لنخبة الحزبين.
    ربما كان أبو سامرين متقدما في فكرته إبان الانتفاضة لتقوم رابطته الأمدرمانية مقام رابطة أبناء واشنطون الحريصين على مدينتهم، ولكن يبدو أن للحداثة أكثر من عقبة أمام الطفيلية البرجوازية التي هزمت نضال عبد الخالق وسلمته للشناق، كما قادها مكرها إلى الفتك بابن المدينة محمود محمد طه الذي كان يناضل وحده لتجنيب المدينة من هوس التطرف. وربما كانت هناك مشاريع طموحة للأحفاد، ولكن للأسف شاهدنا مؤخرا في التلفزيون أن أحد البروفيسيرات يتحدث وسط هذا الضجيج عن سمنار تستضيفه الجامعة المناضلة لتناول أوراق علمية كتبت عن الدستور مساهمة من الجامعة في إعداد الدستور القادم للإخوان. وهكذا توظف قلعة من قلاع المدينة لتوطين الطشاش الذي حذر منه الشاعر أزهري محمد علي حين قال إن الطشاش غيب إحساس الرضا، ومسح الروح بالغباش.
    -5-
    مأساة أمدرمان، من جانب آخر، هي أنها صورة مكبرة لمأساة مدن سودانية كثيرة كانت تقاوم بتجمعها القبلي المتضام تصحر المعرفة السودانية بالعالم، وبأهمية قيامه على التعدد الديني، والثقافي، والجغرافي،إلخ. كانت مدن مدني، عطبرة، وبورتسودان، والأبيض، والفاشر، وكادوقلي، وكسلا، ورفاعة، ونيالا، وسنار، ودنقلا، تحاول أن تخرج عن حالها الأربعيني البائس لترتبط بدورة الاقتصاد العالمي حتى تزدهر بمثال المنتجات التي تقدمها. وكانت أسواق هذه المدن، ومستشفياتها، ومدارسها، ودور السينما فيها، ورياضتها، وفرقها الغنائية والمسرحية، وقدرتها على امتصاص المعرفة القادمة من أمدرمان، وبيروت، والقاهرة، وجهد نخبتها الحميم بها، يشي بأن النقلة من العشائرية إلى الإقليمية في شقها القومي ممكنة برغم بطء المسار نحو المثال، وتغولات السياسي الشمولي.
    ولهذا الاستقرار التنموي النسبي كانت هذه المدن تصدر إلى أمدرمان عددا من المبدعين في كل هذه المجالات، وخصوصا مدني التي منحت ثيمات أمدرمان السياسية، والغنائية، والإعلامية، والرياضية، مددا كبيرا. بل إن التنافس بين المدينتين خلق تطورا كبيرا في الخلاصة الإبداعية في هذه المجالات، ولكن لأن مدني توأم الروح للمدينة كان استهداف المشروع الحضاري لها باكرا، وعنجهيا. وكانت الضربة القاصمة لاقتصاد مدني تفتيت مشروع الجزيرة الذي كان يمثل للمدينة حراكا اقتصاديا كبيرا. وبتدمير هذه المدن وقطع دابر تطورها النسبي الذي كان يمكن أن يجلب لها بنيات تحتية في الوعي، والصناعة، ويعزز تسامحها الإثني النسبي، تقاعست أمدرمان عن تطوير ذاتها، وغاب التنافس الشريف الذي كان يتيح لمبدعيها تحسين أدوات إبداعهم.
    إن نعي أمدرمان هو نعي لكل المدن التي أخذت شبه صورتها الحديثة، والعزاء لأبنائها يصل، أيضا، إلى كل أبناء الأقاليم الذين تركوا مدنهم عقب شغل المشروع الحضاري غير المتسامح مع المبدعين منهم. والغريب أن أبناء الأقاليم الذين أتوا إلى أمدرمان هربا إليها صدتهم أمدرمان الحديثة التي سيطر عليها سودانيون غلاظ الطبع وخيروهم بين الصمت، أو الهجرة، أو المشاركة في ذبح رمزية أمدرمان، كما مثلنا بتدافع د.أمين وجادين. بعضهم غلبته المعايش الجبارة، ورهط منهم صمت وفضل أن يعيش على الحواف في عمل يتماس مع أهداف المشرع الديني، ويتلامس معه، وإن لم يكن يصب في مصلحته بشكل مباشر، وهناك بعض آخر لحق بأبناء أمدرمان في الخارج ليكون سودان الدياسبورا المعارض.
    حق لأبناء أمدرمان أن ينهضوا في ظل نهوض الجهويات التي تنوي إعادة ترتيب التساكن وفق معايير ما يسمى بدولة المواطنة. فهذه الجهويات برغم سعيها لنيل حقوقها إلا أنها غيبت تمثيل أبناء أمدرمان، وكل هذا الحراك ينبغي أن يحفز أبناء أمدرمان للنضال السلمي لأجل أن يكون الوالي الذي يتحمل مسؤولياتها من أبنائها في زمن الحكم الفيدرالي المتوطنة فكرته على حكم الاقاليم نفسها بنفسها. ولا أدل على هذا الموت لأمدرمان من أن الانتخابات أسقطت بنيها وأتت بأبناء الأقاليم ليحكموا سياستها، بعد أن كانت أمدرمان تتحكم عليهم.
    على أية حال، كان مثقفو أمدرمان الأعلى صوتا هم عرفات محمد عبدالله، ومحمد محمد علي، ومحجوب باشري، ومحمد عشري الصديق ولاحقا علي المك، وحسن شمت، وكمال الجزولي، وهاشم صديق، ومحجوب شريف، وليلى المغربي، والعاقب محمد حسن. أما الآن فالذين يسيطرون على أجهزة إعلامها بعلو صوتهم فهم إسحق أحمد فضل الله، والطيب مصطفى، والهندي عز الدين. صباح الخير يا أمة أمدرمان. سلام..سلام يا مهد المقاومة..هبوا يا أبناء وبنات أمدرمان حتى ينبعث طائر الفينيق!

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 02-26-2013, 06:05 AM)
    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 02-27-2013, 08:27 AM)

                  

02-23-2013, 05:14 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: ضمرت. ضمرت فاعلية أمدرمان. بل شبعت ضمورا. كانت أسطورة الثقافة، والأدب، والسياسة، والصحافة، والنغم، والرياضة والتجارة، والحداثة السودانوية، إلخ. برغم دورها الرائد في التشكيل النسبي لملامح الثقافة السودانية إلا أن أبناء الإسلام السياسي المدينيين، والقرويين، هزموا أبنائها، وبناتها، شر هزيمة، وصار الخارج يتخطفهم كما الموت، واحدا تلو الأخرى. ضرب أبناء ود درو، والملازمين، وحي العرب، والموردة، مكلومين بأرجلهم إلى قفار أريزونا، والمكسيك، وتورنتو، وسيدني. وفي الداخل تكاد حاجتهم إلى التجمع قد صعبت في ظل مساواة التعليم لأكتاف أبناء الأقاليم مع أبناء أبروف العلايل.



    الكرمبة
    وقعت لي في جرح يا صلاح
    بعد التحية
    قبل خمس سنين قلت لأحد الكتاب/الشعراء هنا في سودانيزأونلاين
    إنتو زمان المعلومة و الكتاب و الموسيقى بحوزتكم و حارمين خلق الله منها
    و بتداولوها فيما بينكم يا التقدميين....و حينها أصبحتوا أنتم الكتاب و الشعراء و المفكرين -المشهوريين و المميزين. أها اليوم المعلومة و الكتاب و العلم أصبح متوفرا كالهواء --زي ما كان بتمنى المفكر الكاتب طه حسين-- فما عليكم من مفر إلا ربط الأحزمة و لبس الحجاب.

    طبعا كلامي دا mico لكلامك ال macro
    و كلاهما متوجه صوب البحرسطي
                  

02-23-2013, 09:40 AM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

    الاخ صلاح السلام عليكم.

    كل شىء ضمر فى السودان ولأن أم درمان تاريخ يجب أن نتساءل فعلا لماذا ضمرت هى بصفة متفردة.؟.المقال جميل وحادب على مصلحة أم درمان.

    يجب علينا أن نقف عنده..عندما تتعافى ام درمان من الضمور سنرى النور فى بقاع كثيرة من الوطن.

    تقديرى وإحترامى للجميع.

    (عدل بواسطة ismeil abbas on 02-23-2013, 01:08 PM)

                  

02-23-2013, 09:53 AM

وليد محمد المبارك
<aوليد محمد المبارك
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 26313

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: ismeil abbas)

    ضمرت امدرمان فظهر الذي نحن فيه الان
                  

02-23-2013, 11:03 AM

ibrahim alnimma
<aibrahim alnimma
تاريخ التسجيل: 03-28-2008
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: وليد محمد المبارك)

    Quote: لقد قنع أبن أمدرمان يسن عمر الإمام، وجلس في بيته، أو بيت أبيه، ولسان حاله يقول هزمتنا عصبية حسن مكي الذي قال بأن الحركة الإسلامية مشروع نيلي للجاه والسلطان، وليست هي لله.

    شكراً استاذ صلاح علي هذه الكتابة العميقة التي تبكي ماضي سوداني مشرق ........هي لا تبكي امدرمان بقدر ما تمطرنا دموعاً على ثقافة التسامح التي حلتها ضحالة وجلافة وبداوة الغزاة الجدد ........انا علي يقين ان دموع حسين خوجلي العمياء لا تدرك كنه المشروع الذي يسانده وفي نفس الوقت يصادر امانيه ....فلم يتبقى له من امدرمان غير بعض الحنين الذي يصحيه رق كمال ترباس وتمايل سميرة دنيا الخجول .....
                  

02-23-2013, 12:16 PM

إبراهيم عبد الحليم
<aإبراهيم عبد الحليم
تاريخ التسجيل: 10-31-2008
مجموع المشاركات: 3563

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: ibrahim alnimma)

    بالرغم من ان كثير منا ليس من امدرمان سكنا كما شخصى ولكن تظل ام درمان ممثلة الوطن وقبلة الانظار. التاريخ والثقافة والوجدان
                  

02-23-2013, 01:10 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: إبراهيم عبد الحليم)

    Quote: بالرغم من ان كثير منا ليس من امدرمان سكنا كما شخصى ولكن تظل ام درمان ممثلة الوطن وقبلة الانظار. التاريخ والثقافة والوجدان


    كفيت ووفيت..تسلم يا إبراهيم.
                  

02-23-2013, 07:11 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: ismeil abbas)

    Quote: أها اليوم المعلومة و الكتاب و العلم أصبح متوفرا كالهواء --زي ما كان بتمنى المفكر الكاتب طه حسين-- فما عليكم من مفر إلا ربط الأحزمة و لبس الحجاب.


    صديقنا نصر الدين أو كوستاوي
    ياخي شكرا لتعليقك الذي تمكن من عصب فكرة المقال..ففي عصر المعرفة لا بد من نهوض أمدرمان بثقلها الرمزي لتجديد أبداع علي المك وود الريح وخالد ابو الروس وجحا وحتى الهادي نصر الدين ال... ..وعسى في عصر الانفجار المعرفي يخرج من المدينة مبدعون يتجاوزون نوستالجيا الآباء ليشكلوا سودان المواطنة القائم على أعمدة المساواة، والحرية، وحقوق الانسان في العرض الغنائي المسرحي والصحافة، وفي غيرها من مناحي الإبداع..أبناء أمدرمان لريادتهم في التدريب على أدوات الحداثة يمكنهم أن يضيفوا الكثير خصوصا وأنهم يستندون على تراث المدينة الضخم..أما ربط الأحزمة ولبس الحجاب فمعني به ابناء المدن الأخرى كذلك وإلا سيمحق مبدعو الريف جلالات التنميط المرتكزة أيضا والمتمركزة في صرة تفكير الإقليميين.يا كوستاوي دحين نعمل شنو مع ساعة المجلس البلدي غير المضبوطة؟ مودتي
                  

02-23-2013, 07:13 PM

طلحة عبدالله
<aطلحة عبدالله
تاريخ التسجيل: 09-14-2007
مجموع المشاركات: 18064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    السلام والاحترام للحبيب صلاح شعيب
    ليك شوق عظيم ورب الكعبة
                  

02-23-2013, 07:24 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: كل شىء ضمر فى السودان ولأن أم درمان تاريخ يجب أن نتساءل فعلا لماذا ضمرت هى بصفة متفردة.؟.المقال جميل وحادب على مصلحة أم درمان.

    يجب علينا أن نقف عنده..عندما تتعافى ام درمان من الضمور سنرى النور فى بقاع كثيرة من الوطن.


    الزميل إسماعيل عباس

    لك كل المودة للإسهام برؤيتكم الثاقبة في البوست.. ولا أظنني اختلف معك في الضمور السوداني العام، ولعل ضمور امدرمان هو الذي قاد إلى هذه الضمورات المؤسفة..أمدرمان كانت لها الريادة ولكنها لم تشحم تروسها بما يجعلها مبدعة في استشراف هذا المحنة التي وصلنا إليها، حين انهزم يسارها وجمهورييها تمكن اليمين أن يقودها إلى المفاصلة مع تاريخها نفسه..ولاحقا تمكن اليمين أن يبعثر المدن التي تغذي استاد الهلال، والمريخ، وسوق المحاصيل، ومسرحها، وغنائها، وإذاعتها..ما يزال مثقفو أمدرمان يشكلون أغلبية على مستوى المجتمع المدني ومع ذلك أهملوا المدينة، وبإهمالها وجد الإسلام السياسي منفذا لاستقطابهم، مثل استقطابه للآخرين، وبالتالي لن تنفع فضائية حسين خوجلي لأنها قائمة على النوستالجيا..والنوستالجيا ليس أكثر من تخدير إن لم تحرض على النهوض ومراجعة ذاتها بحثا عن مخارجة للبناء والتصور الجديد والمقبول والمتسامح..والقناة من ناحية أخرى ليس لديها الإمكانية لتجديد ثقافة أمدرمان بالتحولات التي أبرزتها فرص التعليم هنا وهناك من التخوم..المهم هو كيف يمكن لأهل أمدرمان تأمل فسيفساء المشهد السوداني بتحولاته المحلية والمؤثرات الخارجية لتجديد فكر وثقافة المدينة..ذلك لأن هذا التجديد يخصب زرع الآخرين ويجعله في ندية تعود مصلحتها لكل البلاد. لك تقديري أستاذ إسماعيل
                  

02-23-2013, 07:39 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: انا علي يقين ان دموع حسين خوجلي العمياء لا تدرك كنه المشروع الذي يسانده وفي نفس الوقت يصادر امانيه ....فلم يتبقى له من امدرمان غير بعض الحنين الذي يصحيه رق كمال ترباس وتمايل سميرة دنيا الخجول .....

    زميلنا إبراهيم النعيمة..سلام لك وليت رق ترباس قام على الإيقاعات الجديدة المشحونة بالجمال كما شحنه بالتم تم، وليته أدرك أن الإيقاعات السودانية التي لم تصل إلى إذاعة أمدرمان تتجاوز المئة إيقاع..أما تمايل سميرة دنيا الخجول الخجولة هي نفسها فهو بعض رثاء لخفوت الحاضر، ولا بكاء..الفكرة هي كيف أنه يمكن إعادة أمدرمان والأبيض وكسلا وبورتسودان ومدني إلى جادة طرقها خصوصا وأن في هذه المدن قد تمكن منها الإسلام السياسي وفرزع تساكنها الخلاق ووزع جهاتها إلى قبليات لم تستفد منها إلا جماعات الجراد الإسلاموي كما يمكن تسميتها لأنها قضت على أخضر ويابس هذه المدن، وكان طبيعيا أن يتم ضرب أمدرمان بواسطة حسين خوجلي نفسه من حيث لا يدري، فنحن في عصر تقاس فيه ابداعية المدن بمجاريها الصحية قبل مسرحها أو تلفزيونها الخافت الإضاءة..امدرمان من ناحية المقال يمكن أن تكون رمزية للسودان العريض الذي طعن في خاصرة وجوده المتسامح نسبيا.. ولا منجاة للأمدرمانيين إلا النهوض من صمتهم وتفرجهم على الخراب الذي عشعش في مدينتهم بينما سراب الجراد ينخر في عظمها..شكرا أخي النعيمة ومدنا بالتواصل.
                  

02-24-2013, 05:00 AM

الصادق عز الدين

تاريخ التسجيل: 01-18-2013
مجموع المشاركات: 1034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    أم درمــــــــــــــــان حب وهيام عجيب .
    سافرت السودان عشرة يوم في مطلع الشهر الجاري
    شفت الخرطوم عند الوصول وعند المغادرة ويوم تاني في النص كنت معزوم فطور
    عدا ذلك أم درمان
    ياسلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام لما تكون في أم درمان
                  

02-24-2013, 05:06 AM

الصادق عز الدين

تاريخ التسجيل: 01-18-2013
مجموع المشاركات: 1034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: الصادق عز الدين)

    في نفس هذه الإجازة القصيرة ، حدث أن توفي والد أحد الأصدفاء خارج أم درمان (لا داعي لذكر المكان)
    الساعة 10 صباحا ، تجمع المعزيين وأصحاب البكاء في إنتظار وصول الجثمان من المستشفى ، بدأوا في إرسال هذا لجلب طباخ وهناك من يحفر للصيوان كان هذا في حدود الساعة الثالثة والنصف والناس قاعدة في الشارع ، تسألت وين الجيران ليه ما فتحوا بيوتهم لحين تجهيز الصيوان ، ليه الغدا ما طلع من الجيران لحين إستعداد المكلومين ، فإنتبهت بأنني لست في أم درمان مع كل الإحترام للكل
                  

02-24-2013, 07:01 AM

محمد يوسف طه
<aمحمد يوسف طه
تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: الصادق عز الدين)

    في أحد البرامج خلال الاسبوع المنصرم تحدث الضيف عن
    التحول الذي حدث في بيروت , و عقد مقارنة بين
    بيروت الستينيات و السبعينيات و بيروت اليوم.

    كان ذلك الضمور في بيروت بسبب الحرب الاهلية
    أم الضمور الامدرماني فان المشروع الحضاري تكفل به.

    ما أود الاشارة اليه أن هذه الظاهرة ليست حكرا على
    مدينة بعينها أو بجغرافيا محددة , فالعولمة و الهجرة
    فعلت الافاعيل بالبشر.
    ............................
    لك التحية صلاح شعيب.
                  

02-24-2013, 09:36 AM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: محمد يوسف طه)

    Quote: لك كل المودة للإسهام برؤيتكم الثاقبة في البوست.. ولا أظنني اختلف معك في الضمور السوداني العام، ولعل ضمور امدرمان هو الذي قاد إلى هذه الضمورات المؤسفة..أمدرمان كانت لها الريادة ولكنها لم تشحم تروسها بما يجعلها مبدعة في استشراف هذا المحنة التي وصلنا إليها، حين انهزم يسارها وجمهورييها تمكن اليمين أن يقودها إلى المفاصلة مع تاريخها نفسه..ولاحقا تمكن اليمين أن يبعثر المدن التي تغذي استاد الهلال، والمريخ، وسوق المحاصيل، ومسرحها، وغنائها، وإذاعتها..ما يزال مثقفو أمدرمان يشكلون أغلبية على مستوى المجتمع المدني ومع ذلك أهملوا المدينة، وبإهمالها وجد الإسلام السياسي منفذا لاستقطابهم، مثل استقطابه للآخرين، وبالتالي لن تنفع فضائية حسين خوجلي لأنها قائمة على النوستالجيا..والنوستالجيا ليس أكثر من تخدير إن لم تحرض على النهوض ومراجعة ذاتها بحثا عن مخارجة للبناء والتصور الجديد والمقبول والمتسامح..والقناة من ناحية أخرى ليس لديها الإمكانية لتجديد ثقافة أمدرمان بالتحولات التي أبرزتها فرص التعليم هنا وهناك من التخوم..المهم هو كيف يمكن لأهل أمدرمان تأمل فسيفساء المشهد السوداني بتحولاته المحلية والمؤثرات الخارجية لتجديد فكر وثقافة المدينة..ذلك لأن هذا التجديد يخصب زرع الآخرين ويجعله في ندية تعود مصلحتها لكل البلاد.


    كلام عقل.
                  

02-24-2013, 03:25 PM

علوبه
<aعلوبه
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1069

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: ismeil abbas)

    الاسطوره لاتضمر
                  

02-24-2013, 03:58 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3516

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: علوبه)

    السودان كله ضمر ، وسيتلاشى

    ومن الطبيعي أن تضمر (ضمنه) أم درمان.


    .
    .
    .
    .
    معقولة نحن لسع فنانينا بيغنو الحان وكلمات ليها ثلاثين سنة وأكتر ؟
                  

02-24-2013, 04:35 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Hani Arabi Mohamed)

    ياسلام عليك
    خنقني العبرة يعلم الله
    اتذكرت علي المك عاشق تلك المدينة
    المن تراب اتذكرت نهارتها وعراقة تلك الدوواين
    العتيقة اتذكرت شخوصهاا ونوادرهاا
    اله رحمة ونور عليك يا علي المك
    شكرا صلاح جعلتني بخيالي ارجع سنوات
    تحباتي

    (عدل بواسطة باسط المكي on 02-24-2013, 07:20 PM)

                  

02-24-2013, 04:50 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: باسط المكي)

    الزملاء الأعزاء

    شكرا لمساهماتكم القيمة وسأعود للرد عليها بتفصيل
                  

02-24-2013, 05:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Hani Arabi Mohamed)



    أم درمان أخرى يصنعها المبدعون .

    الشكر أجزله للكاتب : صلاح شعيب ،
    على هذه السياحة التي تنظر التاريخ بعيون ملونة . تُسقط الشخوص على الأرض ، غير التي نظر بها المؤرخون بقيم صمدية ، ترى الأرض والبيوت ، ولا ترى الأنفس والثقافات .
    بدأ نسيج أم درمان عندما كانت تجمع قرية صغيرة قرب المُشرَع في منطقة الموردة ، تأتي اليها الرواحل من الأرياف ، وتعبر النيل إلى منطقة عاصمة دولة " علوة " في " سوبا " حيث الكنائس التي تم هدمها في الحرب الاستئصالية الأولى في " سوبا " وتزامنت مع المقولة المشهورة " خراب سوبا " . علاقة أم درمان بمنطقة الخرطوم علاقة غريبة مشبوبة بالعواطف المتباينة و أحمال التاريخ ثقيلة على الأكتاف . منْ يتكئ على منْ . ومنِ ينافس منْ .
    قصة يتبينها المُتعمِق في التاريخ ، فيرى غرائب تلك العلائق .
    في الترُكية كانت " بربر " و " حلفا " هما موطن الحضارة الوافدة الجديدة ، فحين اصاب الوباء جيش " إسماعيل باشا " في " سنار " ، وجاء الخرطوم عابراً ، ولم يرى في انخفاضها مع مستنقعات الخريف وتكاثر البعوض أرضاً لتكن عاصمة . ورأى أن تكون شندي ، فقُبر هناك ....
    ثم كانت الخرطوم ..، فكانت أم درمان قرية صغيرة قرب مُشرع الموردة ، وهنالك الفتيحاب والجموعية جنوب المنطقة ....
    قضية الأرض والشعوب التي تجمعت فيها الأعراق ، ومرّ عليها الزمان بحُمى نيرانه ، وهدأت الخلافات العرقية وصارت جيرة مع الزمان وسطوة المستعمر حين بسط رأيه بقوة السلاح ، واستباح جُند كتشنر أم درمان ثلاثة ليالي ،قاموا بإعدام أي طفل ذكر شاهدوه . وتلك رد فعل من الخوف والرعب الذي اصابهم رغم أنها حرب الساعات الست !.
    للخارج من أم درمان الأرض فسيحة من الغرب ، منها خرج " الخليفة عبد الله " متجهاً غرباً . بخلاف الخرطوم القديمة فهي مُحاصرة بالنيلين ....
    ونسكت عن الكلام المُباح

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-24-2013, 05:27 PM)

                  

02-24-2013, 06:58 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: بالرغم من ان كثير منا ليس من امدرمان سكنا كما شخصى ولكن تظل ام درمان ممثلة الوطن وقبلة الانظار. التاريخ والثقافة والوجدان

    الزميل إبراهيم عبد الحليم

    شكرا لمساهمتك في هذا البوست، وأمدرمان هي رمزية ثقافية أكثر من كونها بقعة جغرافية، وجميل أنك مثلنا تنظر إليها من زاوية أنها أثر تاريخي وثقافي وإذا تم تعميم هذا النظر فيمكن أن تكون أمدرمان ملكا لكل سوداني حادب على تطويرها، والأكثر من ذلك أنها جزء من السودان وأسهمت في تشكيله على مدن قرن ويزيد. ونأمل أن تواصل لنا في تنقيباتك في الحقيبة وما أعقبها لإبراز الأعمال بصوتك الرخيم. مع تحياتي
                  

02-24-2013, 07:02 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: ليك شوق عظيم ورب الكعبة


    الزميل والصديق طلحة عبدالله شكرا لك، واشاطرك ذات الإحساس وقريبا سنلتقي عند تلك المناخات التي تركناها خلفنا. ولك كل التقدير.
                  

02-24-2013, 07:03 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: أم درمــــــــــــــــان حب وهيام عجيب .
    سافرت السودان عشرة يوم في مطلع الشهر الجاري
    شفت الخرطوم عند الوصول وعند المغادرة ويوم تاني في النص كنت معزوم فطور
    عدا ذلك أم درمان
    ياسلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام لما تكون في أم درمان

    الزميل الصادق عز الدين
    أكثر الله من فيض جمالك. وأنا مثلك أحن إلى أمدرمان كلما ابتعدت عنها، وهذا هو إحساس كل من سكنها وأنا لست مولودا فيها ولكن نصف ذكرياتي الجميلة تشكلت في هذه المدينة التي احتوتني كما احتوت الكثيرين. أتوق إلى رائحة امدرمان وسوق عناقريبها، وجروفها، وظرفائها وأصدقائي الذين عشت معهم أحلى الأيام. أما أمدرمان المثال الذي نتوق إليها فشئ آخر. ولعل المقالة حاولت أن تدفع أمدرمان السودان إلى قمة شاهقة ترنو إليها كل مدن السودان. شكرا لك الصادق
                  

02-24-2013, 07:07 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: [
    ان ذلك الضمور في بيروت بسبب الحرب الاهلية
    أم الضمور الامدرماني فان المشروع الحضاري تكفل به.
    ما أود الاشارة اليه أن هذه الظاهرة ليست حكرا على
    مدينة بعينها أو بجغرافيا محددة , فالعولمة و الهجرة
    فعلت الافاعيل بالبشر.

    الزميل محمد يوسف طه
    لك أجمل الأمنيات المتحققة وأنت تدفع لنا بمساهمتك الذكية، ولعلك استوعبت فكرة المقالة التي بنت في اتجاه نقدي لمجمل ممارساتنا وتقاعساتنا أمام ظاهرة الموات الذي أصاب أفئدة الناس بسبب استشراء غول التأسلم القسري. فليكن الحديث عن أمدرمان ونقدها هو حديث حول مباصرة حاضر ومستقبل قائمين على التوتر السياسي بمجمل سلبياته على واقع السودانيين أجمعين. ولعله حاضر مؤلم تساقط فيه رجال ونساء وتسامى كثيرون من أجل الحقيقة والوطن وذلك المستقبل. أتفق معك كلية أن العولمة والهجرة عاملان ضمن العوامل التي أفسدت التطور الذي كانت تسير فيه أمدرمان حتى وصلت إلى هذا التراث الغني خصوصا في جوانب التسامح بين هذه العشائر والخلفيات الإثنية، وقوة الرابطة الاجتماعية، والمنتج الثقافي والفني. ولكن من جانب آخر يمكن تطويع هجرة ابناء امدرمان وتطويعها لتجديد فكرها وسياسيتها وغنائها، كما أن العولمة التي أفادت بلدان ومدن كثيرة يمكن أن تدخل امدرمان إليها بوعي وانفتاح من أجل التثاقف وتحديث بناها المجتمعية. هل يمكن أن تنهض المدينة من حزنها، وهل هناك من يرى هذا الحزن أصلا، وتبتسم في وجه الزمن؟ أعتقد أن الأمر ممكن إذا أدركنا أن بناء الأمم يتطلب في أحيان قدرا من الاحباط والسأم ولكن أرادة البقاء هي المحفز الدائم للبناء قدما. لك التقدير أخي محمد يوسف طه.
                  

02-24-2013, 07:10 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: الاسطوره لاتضمر


    الزميل علوبة شكرا لك وأنت تبني في مدماك هذا الحوار..الضمور الذي قصدته هو مجازي ولكن أمدرمان الواقع موجودة وتواصل في مسارها، ولك كل الود والتقدير
                  

02-24-2013, 07:17 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)
                  

02-24-2013, 07:21 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)
                  

02-24-2013, 07:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

                  

02-24-2013, 07:24 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: السودان كله ضمر ، وسيتلاشى

    ومن الطبيعي أن تضمر (ضمنه) أم درمان


    الزميل هاني عربي محمد
    لك غالب التقدير. وصحيح ضمور البلاد وفكرتها إلى حين الرجوع إلى جادة الحق. معك ألف حق في القول بطبيعة ضمور امدرمان نتاجا لضمور كل شئ في السودان إلا مكر الإسلام السياسي. السؤال هو كيف يمكن أن إعادة بناء أمدرمان وكل مدن السودان؟ ولعله سؤال الساعة الذي ما نزال نلتف وندور ونكابر حوله حتى أن السائحين قالوا إنهم هو الحل..تصور! فلتكن معرفتنا بالأثر الثقافي الذي لعبته أمدرمان في تاريخ السودان ممجال لتضامن كل أبناء السودان في حضره وقراه لرسم المستقبل القائم على التسامح ودولة القانون والانصاف والكرامة وحقوق الإنسان بدلا عن التلاشي. وشكرا لك.
                  

02-24-2013, 07:36 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: ياسلام عليك
    خنقني العبرة يعلم الله
    اتزكرت علي المك عاشق تلك المدينة
    المن تراب اتزكرت نهارتها وعراقة تلك الدوواين
    العتيقة اتزكرت شخوصهاا ونوادرهاا
    اله رحمة ونور عليك يا علي المك
    شكرا صلاح جعلتني بخيالي ارجع سنوات
    تحباتي


    الزميل باسط المكي
    سلام وتقدير لمساهمتك التي أعادتنا إلى عوالم علي المك، ذلك المثقف الذي عبر زمانه فأجاد، وله الرحمة في قبره وهو الذي سمى أمدرمان مدينة من تراب، وله من القصص مجموعة( القمر جالس في فناء داره) ما أشجى العقل والذوق. ومع ذلك فهو علي المك المهتم بالسينما والترجمة والنشر الثقافي وعاشق المريخ وموسيقى البلوز والنقد، كان علي المك عوالم في عالمه. فلتجدد امدرمان ريادتها الثقافية من أجل غد أفضل. وشكرا لك باسط مكي
                  

02-24-2013, 08:09 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: الشكر أجزله للكاتب على هذه السياحة التي تنظر التاريخ بعيون ملونة . تُسقط الشخوص على الأرض، غير التي نظر بها المؤرخون بقيم صمدية ، ترى الأرض والبيوت ، ولا ترى الأنفس والثقافات .
    بدأ نسيج أم درمان عندما كانت تجمع قرية صغيرة قرب المُشرَع في منطقة الموردة ، تأتي اليها الرواحل من الأرياف ، وتعبر النيل إلى منطقة عاصمة دولة " علوة " في " سوبا " حيث الكنائس التي تم هدمها في الحرب الاستئصالية الأولى في " سوبا " وتزامنت مع المقولة المشهورة " خراب سوبا " . علاقة أم درمان بمنطقة الخرطوم علاقة غريبة مشبوبة بالعواطف المتباينة و أحمال التاريخ ثقيلة على الأكتاف . منْ يتكئ على منْ . ومنِ ينافس منْ .
    قصة يتبينها المُتعمِق في التاريخ ، فيرى غرائب تلك العلائق .




    الزميل عبدالله الشقليني

    عميق تقديري لك وأنت تمنحنا التشجيع أتمه للسير في ضروب الحرف الوعرة، وبه نمطي المخيلة لاستمطار المعنى لهدهدة أفئدة وقلوب منكسرة وحزينة، هدها طول السهاد إزاء البحث عن ملم، ومطرح للتغني. أقرأك كثيرا لأتمثل روحك المتسامحة والسامقة والشفيفة والعميقة، بل كلما أقرأ لك أتذكر أبونا محمد إبراهيم الشقليني الذي جلسنا القرفصاء في زاويته في بانت وهو يتلو لنا بوقاره الفائض آيات بينات من الذكر الحكيم الذي كرس كل عمره له. كان الشقليني من أرواح أدرمان، رطبها بالسجود والتلاوة، ولعلها تلك الذرية التي آخيناها في بانت من أبنائه الذين كانوا لا يمشون في الأرض هونا. والشيخ الشقليني كان حياء أمدرمان وعمدة بانت وهو من النفر الذي زادنا بعلمه وتواضعه. وشكرا لك أخي عبدالله على هذه اللمحة التي عرفتنا بجينات أمدرمان الأولى التي تخلقت لتثمر هذه الأفانين، وعسى الزمان يعيدها إلى مجدها الثقافي والفني لتمنحنا زاد المسير، والمصير الذي أستشرفه الدسوقي وحضنا على ألا نقيم للياس موطنا في دواخلنا. وتحياتي
                  

02-24-2013, 09:01 PM

باسط المكي
<aباسط المكي
تاريخ التسجيل: 01-14-2009
مجموع المشاركات: 5475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    تحياتي وتداعياتي يا صلاح.تقبلها.
    كنت بتابع رادي امدرمان وتحديدا برانامج دكتور جعفر ميرغني معالم في طريق الحضارة السودانية..كل اتنين ..تابعتو تقريبا لمدة تلاتة سنة..
    بالكمال والتمام..
    كنت بحس بعد الهجعة كاني في السودان ..واستحضر الاصوات الحاضرة
    والمناظر الغائبة ..واسال ..نفسي ياربي اناوين والجابني هنا شنو
    واكاد لااجد الاجابة ..ياربي الحكاية شنو ؟؟ بقلب يخفق كلماحركته روائح الزكريات
    واوقات العيد ورائحة الملابس الجديدة ..مخلوطة برائحة ماكيتة الترزي ...
    والوان المراكيب ..وملاح النعيمة والتقلية ..
    مرورا بالبيوت الفيها..من كنت ...انتظر مرور العيد لكي اقابلها دون كلفة
    واخاف من كلمة العيد الجاب الناس ..لينا ماجابك.
    .اكتر يوم تعبت فيه كان اول يوم عيد
    وانا شغال كانو مافي عيد..كنت حزين جدا وفي يدي سندوتش للفطور..
    وماذال ..الناس يرددو الله واكبر لااله الا الله الله الله واكبر وللحمد..
    كان امامي طيف قبة المهدي .وحوش الخليفة ..بياض الجلاليب ..
    ودموع من طلبو العفو من بعض بعد خلاف ..العفو لله والرسول
    صلاح صدقني
    اتغلب الحال وحسيت بالغربة
    وانا في السودان ووسط الاهل ..
    ودي امر انواع الغربة ...حتي اللغة تصبح غريبة
    رجعت لالقيت ...من كنت انتظر العيد ...شوقا لها
    ولا لقيت الاصدقاء ولا حكاويهم ..انطمست معالمهم ..
    كما تغير الحال ..في كل البلد...
    والتغير سنة الحياة ..
    واصعب شي الواحد يتغرب في بلده
    زي مصطفي سعيد ..لاقدر يعيش في الغربة
    ولا البلد ..عاش غريب ومات غريب...
    والله يعفانا من الغربة ...ونرجع لامدرماااان
                  

02-25-2013, 06:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)



    الأستاذ كمال الجزولي يحكي عن الأرض التي عاش فيها " علي المك "
    *
                  

03-01-2013, 02:36 PM

احمد ضحية
<aاحمد ضحية
تاريخ التسجيل: 02-24-2004
مجموع المشاركات: 1877

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    .
                  

03-03-2013, 04:51 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 2435

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    نحن ما في شيء اخرنا وخلانا متخلقين ثقافيا ورياضيا و سياسيا وفي كل شيء غير تلاتة حاجات :-

    1- ام درمان
    2- حقيبة الفن
    3- الكيزان
    --------
    شابكننا ام درمان ام درمان نفختوها لمن بقيتوها زي باريس ولا روما ، احتكرت الرياضة والنتاج صفر كبيييييير في كل المحافل
    احتكرت السياسة بيت المهدي بيت الازهري المجلس الوطني معظم الرموز السياسية والنتاج ابو الاصفااااااااااااار في كل مناحي سياسة الوطن
    ثقافيا احتكرت الاذاعة والتلفزيون والمسارح والمثقفاتية واشباه الدراميين والنتاج ابو ام الاصفار
    فنيا (يعني غناء )هلكتونا في اغنية ام درمان المتعارف عليها بالحقيبة واصبحت محطة لكل مبتدي واي خارج عن هذا السياق لا يجاز صوته حتى لو بقى في مرحلة القديس مصطفى سيد احمد ،ما هي حدود اغنية الحقيبة عالميا ولا شيء ولا بعرفا اي شخص خارج نطاق الوطن ،الاغنية السودانية ما اتعرفت ووجدت رواج عالمي الا بعد تفلت بعض اغاني الهامش (كردفان عبد القادر سالم - دارفور عمر احساس - اغاني الشرق - واغاني النيل الازرق - عاصم الطيب )
    وفوق لي دا اكتر حاجة تخلي الواحد يمل من لواكة كلمة ام درمان هذا الاملس حسين خوجلي ، يتحدث عنها كأنها المدينة الفاضلة وهي عبارة محطة الرجوع واجترار القديم كأنه منزل من السماء لايمكن ان تتخطاه والأ،،، ان تصلب وتجلد من اقلام مثقفاتية لوبي ام درمان ،
    اما العنصر التالت الكيزان ديل ما محتاجين اي كلمة معروفين وفحشهم وفشلهم سيكون تاريخا وحاضرا يطاردهم في نومهم وصحيانهم ولعنات الوطن ستقودهم الى الانتحار

    يا ريت لو الناس اتمردت على محطات الموروث ونهضت مع اخذ الجميل من هذا النتاج و فتح مجال للنقد مع عدم التقديس للامكنة ،يمكننا نقدها حتى ولو كانت مكة او المدينة والفاتيكان ،فما بال ام درمان

    -----
    تحياتي صاحب البوست
                  

02-25-2013, 04:24 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    أبكيتني يا صلاح غفر الله لك. ودي
                  

02-24-2013, 08:45 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    الاستاذ صلاح شعيب
    شكرا على هذا المقال التحليلي للتغيرات التى حصلت لمدينة امدرمان وسقوط راياتها أمام زحف عوامل التغير فى نواحيها الثقافية والرياضية والتجارية والسياسية. حقيقة استمتعت بقراءة هذا المقال عدة مرات لانى وجدت فيه محاولة جادة لدراسة المتغيرات التى أثرت فى مسيرة السودان السلبية والتراجع المتسارع للوراء. فامدرمان كانت هى السودان ومركز السلطة والثقافة والسياسة والرياضة والتجارة. فدراسة اضمرارها قد يلقى الضوء على الأسباب التى أدت الى تفكك السودان وعدم تطوره، قد تكون واحدة من أسباب اضمرار مدينة امدرمان هى عدم مقدرتها على استيعاب ثقافات وتكوينات السودان على الرغم من موقعها الجغرافي والسياسى فى وسط السودان. فقد انغلقت امدرمان على احيائها وانديتها وبيوتها وكأنما اصبح ان كل ماهو امدرمانى ليس بسودانى. ولنأخذ مثلا دور الإذاعة والتلفزيون وموقعه الامدرمانى. فلقد فشلت إذاعة امدرمان بحكم موقعها فى ترسيخ ثقافة سودانية تعكس التنوعى الثقافى للسودان. وكما تفضلت وأبنت فقد نافست مواقع اخرى على شبكة الإنترنت وإذاعات FM سيطرة إذاعة امدرمان على ثقافة السودان. وظهرت أسواق جديدة بسبب النزوح الداخلى نافست سوق امدرمان العتيق . فسوق ليبيا اصبح مركزا تجاريا هاما لايقع تحت سيطرة تجار امدرمان. واحد من أسباب ضمور امدرمان هو عدم اهتمام أهلها بالحفاظ على تاريخها وعلى شكل مدينتها ومعالمها. فزيارة واحدة لمتحف الخليفة كفيلة لتوضيح ما اعنى بعدم الاهتمام بإرث وتاريخ امدرمان.
    فى اعتقادى انه ما نفقده فى السودان هو النظرة الافقية من المركز (امدرمان) الى اى نقطة على الحدود السودانية بدلا عن هذه النظرة الرأسية التى لا تستند على قاعدة وأرض السودان. لذلك طغت العنصرية والجهوية والقبلية على تفكير السودانيين. ثم دمر النزوح الداخلى والهجرة الخارجية ما تبقى من نسيج الوطنية السودانية.
    فى الختام لك الشكر والتحايا
    وفتك بعافية
                  

02-24-2013, 09:07 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: انغلقت امدرمان على احيائها وانديتها وبيوتها وكأنما اصبح ان كل ماهو امدرمانى ليس بسودانى. ولنأخذ مثلا دور الإذاعة والتلفزيون وموقعه الامدرمانى. فلقد فشلت إذاعة امدرمان بحكم موقعها فى ترسيخ ثقافة سودانية تعكس التنوعى الثقافى للسودان. وكما تفضلت وأبنت فقد نافست مواقع اخرى على شبكة الإنترنت وإذاعات FM سيطرة إذاعة امدرمان على ثقافة السودان. وظهرت أسواق جديدة بسبب النزوح الداخلى نافست سوق امدرمان العتيق . فسوق ليبيا اصبح مركزا تجاريا هاما لايقع تحت سيطرة تجار امدرمان. واحد من أسباب ضمور امدرمان هو عدم اهتمام أهلها بالحفاظ على تاريخها وعلى شكل مدينتها ومعالمها. فزيارة واحدة لمتحف الخليفة كفيلة لتوضيح ما اعنى بعدم الاهتمام بإرث وتاريخ امدرمان. فى اعتقادى انه ما نفقده فى السودان هو النظرة الافقية من المركز (امدرمان) الى اى نقطة على الحدود السودانية بدلا عن هذه النظرة الرأسية التى لا تستند على قاعدة وأرض السودان. لذلك طغت العنصرية والجهوية والقبلية على تفكير السودانيين. ثم دمر النزوح الداخلى والهجرة الخارجية ما تبقى من نسيج الوطنية السودانية.
    فى الختام لك الشكر والتحايا وفتك بعافية



    الزميل سيف اليزل سعد عمر

    شكرا لك على هذا التحليل الرائع الكبسولة الذي أبنت فيه عمق قدرتك كمثقف ينظر من (وراء ثقب السطح) وأراك أضفت ما لم استطع تضمينه في المقال، وهذه هي قيمة نقد النقد. وأتفق معك تماما أن الانغلاق الثقافي من الأزمات السودانية المستعصية التي أثرت على منتوج الابداع بكافة أشكاله. وربما يعود ذلك إلى إحساس كثير من المثقفين السودانيين بالحرج من مكونهم الثقافي المتنوع الذي لم يدركوا عمقه، وجماله. ومن ناحية أخرى نظروا إليه باعتباره ناقص ولا بد من الاعتماد على الخارج لتحسينه، كما ظنوا. تمثل هذا الانغلاق أكثر ما تمثل في التفكيرين الديني والسياسي السائدين، إذ فشلنا طوال هذه الفترة أن نقرأ السودان من داخله لنخرج بمنهج لتسيير شؤونه المجتمعية، ولذلك فضلنا عطف البلاد على قراءات خارجية، إن جاز التعبير، أو عكس واقعه على واقع خارجي.
    منهج النظر لأزماتنا وأزمة أمدرمان نفسها ما يزال مفقودا، فمتى ما سار المركز العروبي أو العالمي نحو اجتراح أفكار لحل أزماتهما استوردنا البضاعة لزرعها في واقعنا قسرا وبالاستبداد إن لزم. حقيقتنا المرة هي أنه إذا سار العالم العربي نحو القومية العربية وعصر الانقلابات العسكرية سرنا وراءه، وإذا سار نحو الإسلاموية سبقناه في التطبيق المبتسر لما هو مبتسر أصلا وحاملا لأجنة فنائه، وكذلك استوردنا فكر اللجان الثورية وغيرها من الأفكار التي لم تنبت إلى الآن واقعا ثمرا. ولكل هذا قتلنا أنبياء ومثقفي الفكر الذين أرادوا الخروج عن الطوطم الفكري، وأبعدنا كل المبدعين الذين أرادوا تحديث مثل وصور الثقافة السودانية، ولهذا تصحرت قريحة مبدعين أمدرمان الجدد ومبدعين كل المدن الأخرى. ولو كانت أمدرمان تملك من مبدعي الحقيبة الذين امتلكوا القدرة الخارقة على التصوير الفني الخلاق في الأربعينات فما الذي جعل واقع فنها اليوم يعود القهقري لننتهي إلى ياهو دي ومركز الخرطوم. عموما أشكرك أخي سيف اليزل على هذه المساهمة القيمة في هذا الحوار ونأمل أن يعود العقل إلى الفاعلين في بلادنا.
                  

02-24-2013, 09:55 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)



    أم در يا بلد
    كلمات و ألحان و غناء نادر السوداني


    أم در يا بلد
    كل القبائل وهيبتها
    تاريخها يا
    عنوان جمالها وطيبتها
    شال الجمال نيلك وسال
    غطي الجنوب سعي في الشمال
    البدر شاف
    حسنك وقال
    سبحان من خلق الجمال
    انا مهما غبت وسفري طال
    ياام در محال انساك محال
    رسمت صورتك في الخيال
    زي وردة نادية تفوح جمال
    شيريانها نيل زي دمع سال
    رواني حب انا انساك محال
    مهما الطريق ساق الخيال
    برضك بعيدة عن المنال
    كم فيك شاعر غنا قال
    سبحان من خلق الجمال


                  

02-24-2013, 10:40 PM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

    أبداع يا أبو أسول،

    الريف يا أبو أسول، قادم بقوة وسوف يغير وجه المدينة .. والتغيير سنة كونية من سنن الحياة ولا أرى داعى لنعى أم درمان فقد قدمت الكثير ..

    وهاك نمة من الريف ..


    بريمة
                  

02-25-2013, 02:05 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: بريمة محمد)

    الأخ صلاح شعيب سلام من الله عليك

    على الرغم من كل ما ذكرت إلا أن أمدرمان سوف لا ولن تتخلى عن خاصيتها
    ستظل المصهر الذى يشكل ويصقل كل من تنكب إلى براحاتها بسماحة تجعلها
    تعيد إخراج أثقالها ورتق ما يعتريها من تمزيق وتجبير ما أصابها من وهن
    فيا صلاح أوعدك بأن أمدرمان ستعيد صياغة السودان بذات المكر الذى يمارس
    ضدها!!.



    منصور
                  

02-25-2013, 03:34 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: munswor almophtah)

    أستاذي خالد أبو الروس و خراب سوبا

                  

02-25-2013, 03:49 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)


    أها يا صلاح
    جيب لي مسرحية سودانية تضاهي تلك المسرحية
    كان في النص أو التمثيل
    من الوقت داك لغاية 2013....

    بالمناسبة أنا إشتركت في مسابقة المدارس الإبتدائية (من مدرسة الهداية)
    في هذه المسرحية بقيادة الناظر خالد أبو الروس في مسرح مدرسة الأساس الإبتدائية و اشتركت معي في التمثيل أفراح خالد أبو الروس و كانت طالبة معنا هي و أخوااتها أشواق وأنوار. يعني مدرسة حكومية مختلطة.

    برضو تقولي ساعة البلدية الوقفا منو?
                  

02-25-2013, 04:00 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

    Quote: [وانا في السودان ووسط الاهل ..
    ودي امر انواع الغربة ...حتي اللغة تصبح غريبة
    رجعت لالقيت ...من كنت انتظر العيد ...شوقا لها
    ولا لقيت الاصدقاء ولا حكاويهم ..انطمست معالمهم ..
    كما تغير الحال ..في كل البلد...
    والتغير سنة الحياة ..
    واصعب شي الواحد يتغرب في بلده
    زي مصطفي سعيد ..لاقدر يعيش في الغربة
    ولا البلد ..عاش غريب ومات غريب...
    والله يعفانا من الغربة ...ونرجع لامدرماااان


    شكرا الزميل باسط المكي على إثراء البوست وعلى هذه المشاعر الصادقة تجاه الواقع الذي يرزح تحته الأهل في السودان، حيث يتعرضون لأسوأ اختبار في تاريخهم، ويفتقدون في هذا الواقع أجل آيات التسامح، ومع ذلك فالغربة ليست الحل. يا لهذه الماساة الوجودية التي تلفظ الأبناء والبنات من مدنهم الآمنة إلى صقيع الهجرة التي فيها يتلاشى الفرد وهويته. نعم يا باسط التغيير هو سنة الحياة، ولماذا لا يكون نحو الأفضل؟ فغربة البلد أشد مراراة على النفس من الحياة نفسها، ولكن. شكرا لك
                  

02-25-2013, 04:01 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    الزميل نصر الدين كوستاوي

    شكرا على إثراء البوست بغناء نادر السوداني وهو يتلمس في كل مرة مكامن الجمال ويمارس حميميته الشفيفة مع الجيتار، وشكرا لجلب هذا العمل الكبير لأستاذ الأجيال خالد ابو الروس والذي خرج من بينه فن الدراما ومحطة التلفزيون الأهلية والسديم المسرحية وجماعة شوف والأصدقاء وكل أولئك النفر والمسرحيين الذين لفظتهم أمدرمان السياسية وتفرقوا في العالم أيدي سبأ، وليت يوما يعودون ليؤرخون لهذا الخراب الذي ملأ المدينة شكرا نصر.
                  

02-25-2013, 04:09 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    جاري وزميلي بريمة

    سلام وشكرا لهذا النص البديع والقريحة الشاعرية والفاصل المعبر بالفلوت. حقا أن الريف لم يكن بعيدا عن مشهد الفن والادب في السودان، فهو الذي كان وما يزال يغذي المدن بشعره الجميل والنبيل، ويجدد مواويلها ويزيل بياتها الشتوي، أنظر لابداعات الكاظم وحميد وأحمد شارف والقدال فهي ثيمات الريف البعيد الذي لم يجد حظه في النشر الثقافي والإذاعي، ولا يظنن أحد أن هناك شئ اسمه فلكلور شعبي أو أدب شعبي، فكل هذه ثقافات بشر ولا مجال لتبخيسها أو وضعها في آخر سلم الأولويات عند لحظات البث، فهذا الشاعر الذي يدوبي في الفيديو إنما هو يعبر عن مكانه وزمانه ورؤيته وتصوره للبيئة وكل عناصر الأدب تتمثل في نصه، ولا يمكن تصنيفه بأنه تراث شعبي أو غيرها من التحايلات التي يتفنن فيها البرامجيون. شكرا مرة أخرى يا بريمة وكبر العبار.
                  

02-25-2013, 04:24 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: على الرغم من كل ما ذكرت إلا أن أمدرمان سوف لا ولن تتخلى عن خاصيتها
    ستظل المصهر الذى يشكل ويصقل كل من تنكب إلى براحاتها بسماحة تجعلها
    تعيد إخراج أثقالها ورتق ما يعتريها من تمزيق وتجبير ما أصابها من وهن
    فيا صلاح أوعدك بأن أمدرمان ستعيد صياغة السودان بذات المكر الذى يمارس
    ضدها!!.


    الزميل منصور المفتاح
    سلام لك من جملة أهالي السافل، وشوق كبير إلى حكاويك العارفة ببطون البلاد وأولادها ومراتع سقاياتها، ومواعيد سوقها، ونوع ظعينتها ونشوقها، ولك كل التقدير على تشريف البوست والدلو بالتأكيد على أن أمدرمان ستتجاوز مكر الكائدين لتعود إلى الإسهام في بلورة ثقافة المستقبل القائمة على التسامح والحرية والديموقراطية، ولو أن المكر السيئ يحيق بأهله فقد حاق المكر بأهل الإسلام السياسي الذين أتوا لصياغة البشر والمدن على صورتهم، ولكنه اانشطروا إلى ملل ونحل، وأخيرا يؤسسون الآن لما أسموه بالفجر الإسلامي. عجبي هذه مكابرة لن تمنحهم الفرصة لإعادة صياغة أنفسهم لتبقى سوية ناهيك عن صياغة الآخرين. أمدرمان هي ذاكرة الحداثة المدينية والمثال الذي توقف عن تطوير ذاته، وحاجتها وحاجة بنيها وبناتها إلى معرفة ما أدى إلى توطن غرباء الفكر والفن والثقافة في إذاعتها وتلفازها ومجلس بلديها، وحتما سيدركون أن هؤلاء الماكرين لا علاقة لهم بقراءة تاريخ تشكلها وتطورها المجتمعي الذي ألف بين كل القوميات. وثقتك المشددة وحلمك في أن عودة أمدرمان إلى عقلها تمنحنا يا صديق الأمل في المستقبل، وحلم مارتن لوثر كان تحقيقا لواقع أدركه قبل أن يحلم به ويصدع على رؤوس الأشهاد. شكرا يا منصور على هذه المشاركة وأمدرمان عائدة وراجحة.
                  

02-25-2013, 05:24 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)



                  

02-25-2013, 05:42 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8861

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

    نموذج ام درمان كثقافة وايديولوجية ينمو ويزدهر

    ويطرح كمثال للدمج والاستيعاب
    هيمنة ثقافة احادية تروج لها اجهزة اعلامية ضخمة ودونك
    قناة باسم ام درمان يتحدث مالكها عن امانيه باندثار اللغة النوبية
    يتحدث كل يوم ويصف معلم بالحمريطى حفيد من علموا القردة
    ويقابل بالثناء والشكر

    القناة القومية السودانية تكرس لنمط ثقافة واحدة ولغناء واحد وللغة واحدة

    التوابع من النيل الازرق والنيلين وقوون
    تعزف نفس اللحن بتنويعات اخرى

    أسطورة ام درمان الرسمية عميقة الجذور يحرسها سدنة اشداء
    امدرمان الشعبية القائمة على التسامح والقبول بالاخر هى المستقبل
                  

02-25-2013, 05:49 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

                  

02-25-2013, 08:05 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Kostawi)

    الزميل وليد محمد المبارك

    تحية طيبة..أولا أشد الاعتذار لك، وشكرا لك وأنت من أول الدافعين لهذا البوست إلى الأمام وحقك علي. وعسى ألا يضمر الأمل الوريف بمستقبل زاهر.

    (عدل بواسطة صلاح شعيب on 02-25-2013, 08:46 PM)

                  

02-25-2013, 09:44 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: أها يا صلاح جيب لي مسرحية سودانية تضاهي تلك المسرحية
    كان في النص أو التمثيل من الوقت داك لغاية 2013....

    سلام نصر الدين كوستاوي وشكرا على تأويل البوست مسرحيا، وخالد أبو الروس الشاعر والكاتب والمسرحي مثال نادر في زمان أمدرمان ذاك وأثر في جيل الفاضل سعيد الذي يتشابه معه في كثير من الملامح، المسألة يا كوستاوي أكبر من مضاهاة..القصة كيف نبني على تارث أبو الروس بل ونراجعه بالنقد من أجل أن نطور المسرح. وأنتا عارف انو المسرح اللي بناهو طلعت فريد منذ الستينات ما يزال الوحيد في المدينة رغم محاولات علي مهدي بمسرح البقعة..معقول يا كوستاوي خمسين سنة ما عندنا مسرح جديد. أليس المسرح برضو بيت من بيوت الله! ثقافة الحنك لا تورث إلا المساويا يا كوستاوي ولو عايزين نتقدم لازم يوقف المسرحيون الجدد انتزاع الابتسامة عن طريق اضحاك الناس بواسطة السخرية من القبائل والمناطق وأهل العوض وماشابه ذلك؟ ناس ابو الروس وخورشيد ويس عبد القادر كانوا يقيمون مسرحهم على ضو الرتينة، أما الآن فتأمل اين جماعة شوف المسرحية والسديم ومأساة يرول، وبالمناسبة فقدنا أعظم المسرحيين من أبناء الجنوب..السماني لوال وديرك الفريد واستيفن..إنها مأساة يرول التي أخرجها لوال وأين الخاتم محمد عبدالله؟
    Quote: برضو تقولي ساعة البلدية الوقفا منو?

    يا كوستاوي وقفا الوقف ساقية ناجي القدسي وحمد الريح والدوش من البث الاذاعي والتفلزيوني..تسألني أنا يا نصر الدين..ومعانا الأخ ود الباوقة!
                  

02-25-2013, 09:57 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: أبكيتني يا صلاح غفر الله لك. ودي


    صديقنا د. صلاح البشير

    تحيات وسلام، ما كان المني يا صديق..وأغفر لي قبل الإله..وأمرمانك بسطامك يا أبو صلاح. عد إليها وعمرها بالقصة والرواية والحكي. وناظره قريب. لك المودة والعتبى حتى ترضى.
                  

02-25-2013, 10:36 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: موذج ام درمان كثقافة وايديولوجية ينمو ويزدهر

    ويطرح كمثال للدمج والاستيعاب
    هيمنة ثقافة احادية تروج لها اجهزة اعلامية ضخمة ودونك
    قناة باسم ام درمان يتحدث مالكها عن امانيه باندثار اللغة النوبية
    يتحدث كل يوم ويصف معلم بالحمريطى حفيد من علموا القردة
    ويقابل بالثناء والشكر

    القناة القومية السودانية تكرس لنمط ثقافة واحدة ولغناء واحد وللغة واحدة

    التوابع من النيل الازرق والنيلين وقوون
    تعزف نفس اللحن بتنويعات اخرى

    أسطورة ام درمان الرسمية عميقة الجذور يحرسها سدنة اشداء
    امدرمان الشعبية القائمة على التسامح والقبول بالاخر هى المستقبل




    الزميل محمد سيد أحمد

    تحية وسلام. وشكرا لك لهذه المساهمة التي تدفع بالحوار إلى عمقه المرجو، وليس لدي كبير اختلاف معك في كل سطر من مداخلتك، وأوافق كثيرا أن القنوات الفضائية القديمة والجديدة تفتقر لرؤية السودان المتماسك بتعدد ثقافته والآيديولوجيات التي تحكم ذهن ابناءه وبناته. فقناتي النيل الأزرق وامدرمان لا تملكان القدرة على كسر تقاليد العمل الإعلامي المرئي والمسموع وليس هناك من هو حريص حتى على إتاحة الفرصة للثقافات الأخرى كي تعبر عن مكنون رؤيتها للحياة والآخرين. وأعتقد أن مسألة التعدد الإعلامي في السودان قضية شائكة، ولكنها متأثرة بالسلطة وأصحاب الرساميل الذين اجتر حوا فكرتها للمنافسة، أو ربما لإشباع رغبة ذواتهم الخاصة، كما أن البرامجيين الذين يخططون لهذه القنوات محصورون في عمقهم الثقافي أو لا يريدون إحداث التنوع الثقافي في المبثوث فضائيا. قليل منهم يحاول أن يتيح مجالا لإبداعات إقليمية، ولكن الهيمنة الثقافية لها جذورها وظروفها وسدنتها. وربما من خلال هذه الهيمنة حدثت الرتابة في المطروح الثقافي اليوم. كانت هناك قناة هارموني للأستاذ معتصم الجعيلي وقد حاولت أن تحدث التعدد في برامجها ولكنها حوربت وتوقفت بحجب الإعلان عنها. ربما في المستقبل وفي ظل توفر مناخ أعلامي حر وتنافس شريف سنعثر على فضائيات معبرة عن كل الثقافات السودانية، وعن أفكار السودانيين جميعا. فيما يتعلق بامدرمان الشعبية حيث العلاقات الاجتماعية وتجربة التثاقف مع الدنيا أرى أستاذ محمد أن الأزمات الحادثة الآن في مجمل وقائعنا يعود إلى غياب دور أبناء أمدرمان والذين اصبحوا مهمشين على مستوى الفعل السياسي، أللهم إلا الإسلامويين منهم والذين نظروا لمصالحهم الشخصية على حساب مصالح امدرمان الشعبية وبقية المدن الأخرى. عموما ننتظر لنرى ما الذي يمكن أن يفعله أبناء أمدرمان وبقية المدن لإنقاذنا من ورطة الإسلام السياسي الذي قضى على الأخضر والأبيض. ولك خالص التقدير
                  

02-25-2013, 10:47 PM

محمد عوض السيد
<aمحمد عوض السيد
تاريخ التسجيل: 06-17-2011
مجموع المشاركات: 966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    سلامات عوافي
    استاذ صلاح شعيب

    بوست جميل وان كنت تنعي فيه حضرة الثقافة امدرمان التي قدمت ومازالت تقدم ولكن ليس مثل السابق كما اشرت
    الي عهد قريب كانت امدرمان تضج بالليالي الثقافية التي كنا نهرب اليها من الوحدة العسكرية ابان تقضية الخدمة الوطنية


    مع ودي
    واحترامي
                  

02-26-2013, 06:11 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: محمد عوض السيد)

    Quote: بوست جميل وان كنت تنعي فيه حضرة الثقافة امدرمان التي قدمت ومازالت تقدم ولكن ليس مثل السابق كما اشرت
    الي عهد قريب كانت امدرمان تضج بالليالي الثقافية التي كنا نهرب اليها من الوحدة العسكرية ابان تقضية الخدمة الوطنية


    الصديق الزميل محمد عوض السيد

    لك كامل الشكر على هذه المساهمة التي تبني في إطار مساهماتك للتوثيق الثقافي والفني للسودان وأمدرمان في المنبر، وفي مكتبة الأغنية السودانية. وليكن المستقبل لأمدرمان الجديدة التي
    ترمم ذاتها، وتعود لدعم ثقافة التسامح ولتساكن الاجتماعي المتماسك، وبنهوض أمدرمان من واقعها المحاصر بضجيج الاسلمة المستبدة ستنهض مدني وسنار وعطبرة
    ودنقلا وكادوقلي والجنينة. وصل معنا لفجر الخلاص. والنصر آت وقريب. ولك التقدير أشمله.
                  

03-03-2013, 03:53 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    شكرا الاستاذ أحمد ضحية ولعل هناك الكثير الذي يمكن أن تضيفه لهذا الجدل
    تفحيصا، وقويما. دمت
                  

03-04-2013, 06:47 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: نحن ما في شيء اخرنا وخلانا متخلقين ثقافيا ورياضيا و سياسيا وفي كل شيء غير تلاتة حاجات :-
    1- ام درمان
    2- حقيبة الفن
    3- الكيزان
    --------
    شابكننا ام درمان ام درمان نفختوها لمن بقيتوها زي باريس ولا روما ، احتكرت الرياضة والنتاج صفر كبيييييير في كل المحافل..احتكرت السياسة بيت المهدي بيت الازهري المجلس الوطني معظم الرموز السياسية والنتاج ابو الاصفااااااااااااار في كل مناحي سياسة الوطن.. ثقافيا احتكرت الاذاعة والتلفزيون والمسارح والمثقفاتية واشباه الدراميين والنتاج ابو ام الاصفار..فنيا (يعني غناء )هلكتونا في اغنية ام درمان المتعارف عليها بالحقيبة واصبحت محطة لكل مبتدي واي خارج عن هذا السياق لا يجاز صوته حتى لو بقى في مرحلة القديس مصطفى سيد احمد ،ما هي حدود اغنية الحقيبة عالميا ولا شيء ولا بعرفا اي شخص خارج نطاق الوطن ،الاغنية السودانية ما اتعرفت ووجدت رواج عالمي الا بعد تفلت بعض اغاني الهامش (كردفان عبد القادر سالم - دارفور عمر احساس - اغاني الشرق - واغاني النيل الازرق - عاصم الطيب )

    الزميل علي دفع الله
    خالص الشكر لك وأنت تضيف هذه المداخلة المتنوعة في الجدل حول أمدرمان، وأقدر أنك حكمت على نهايتها التي تكلست دون تجديد لموروث غني بالثقافة والفن وفرض تساكنه، دون نسيان ما رافق تجربة امدرمان من مثالب وسلبيات دفعت ثمنها، ودفع السودان أجمعه الثمن الغالي، ورحنا نتشرد في بلاد الله البعيدة. إن مراجعة آثارنا الثقافية بمختلف المناهج أمر ضروري، فكل جيل يأتي ليساهم برؤيته الجديدة في تشريح المسألة محل النقاش، وأعتقد أخي علي أننا بحاجة إلى مفاهيم جديدة في قراءة حتى الدين برغم ما ترسخ من أفكار ورؤى حوله، ولا يغني الحديث الممجوج عن الدين والدولة وأمدرمان والحقيبة من الاستماع إلى أفكار جديدة إذا كانت موضوعية ومحفزة للحوار الموضوعي. المهم هو كيفية بذل قراءات جديدة بمعايير ونظرات متعددة، ويبقى الخلاف أو الاتفاق حولها أمر طبيعي. السؤال الذي يؤرقنا كلنا: هو هل هناك إمكانية للبناء فوق الأطلال عبر الكتابة ونقد الكتابة؟ شكرا لك أخي علي ومقدر مساهمتك في هذا الحوار.
                  

03-04-2013, 09:12 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 2435

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote:
    الزميل علي دفع الله
    خالص الشكر لك وأنت تضيف هذه المداخلة المتنوعة في الجدل حول أمدرمان، وأقدر أنك حكمت على نهايتها التي تكلست دون تجديد لموروث غني بالثقافة والفن وفرض تساكنه، دون نسيان ما رافق تجربة امدرمان من مثالب وسلبيات دفعت ثمنها، ودفع السودان أجمعه الثمن الغالي، ورحنا نتشرد في بلاد الله البعيدة. إن مراجعة آثارنا الثقافية بمختلف المناهج أمر ضروري، فكل جيل يأتي ليساهم برؤيته الجديدة في تشريح المسألة محل النقاش، وأعتقد أخي علي أننا بحاجة إلى مفاهيم جديدة في قراءة حتى الدين برغم ما ترسخ من أفكار ورؤى حوله، ولا يغني الحديث الممجوج عن الدين والدولة وأمدرمان والحقيبة من الاستماع إلى أفكار جديدة إذا كانت موضوعية ومحفزة للحوار الموضوعي. المهم هو كيفية بذل قراءات جديدة بمعايير ونظرات متعددة، ويبقى الخلاف أو الاتفاق حولها أمر طبيعي. السؤال الذي يؤرقنا كلنا: هو هل هناك إمكانية للبناء فوق الأطلال عبر الكتابة ونقد الكتابة؟ شكرا لك أخي علي ومقدر مساهمتك في هذا الحوار.


    الاستاذ صلاح شعيب

    مداخلة شحمانة تحتاج الى مجلدات لتفصيدها ، ولكن النت عامل عمايلو برجع لحين ميسرة
    احترامي يا محترم
                  

03-04-2013, 11:14 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: علي دفع الله)

    ما كنت ترهقنى البلوى وانهزم لو كان وجهك يا ام درمان يبتسم
    انى وحقك لم أحفل لنازلة فالفتق بعد نزيف الجـرح يـلتئم
    لكن تغشت شعاب النفس باخعة من القنوط وران اليأس والسأم
    حملت قيثارة السلوان تصحبنى عسى يفرّج بعض الكربة النغم
    على طوافى بها لم تستكن حرقى لا ينتهى العزف حتى يرجع الألم
    قولى فديتك ياأم درمان واقتصدى بعد اشتطاطك هل تعلو لنا همم؟


    محمد الواثق
    ديوان أمدرمان تحتضر
    قصيدة أم درمان والانهزام
    الخرطوم 12/8/1972م
                  

03-05-2013, 07:21 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Elawad Eltayeb)

    شكرا الزميل العوض الطيب للمساهمة بجلب مقطع من قصيدة الواثق
    أمدرمان تحتضر..ويار يت لو في امكانية وضعت لنا كل القصيدة لنعيد قراءتها من جديد
    بعد هذه الغربة التي حرمتنا من الرجوع لكثير من المواريث الادبية التي سطرها جيل الواثق
    وأرجو ألا تحرمنا من رأيك الذي يمكن أن ينوهنا إلى جوانب لم نتطرق إليها في هذا الحوار حول الكتابة
    عن امدرمان، وأمدرمان نفسها بكل ما تعلق بها، وأمدرمان الرمز. وشكرا مرة أخرى
                  

03-05-2013, 08:41 PM

Elawad Eltayeb
<aElawad Eltayeb
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 5319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

    Quote: شكرا الزميل العوض الطيب للمساهمة بجلب مقطع من قصيدة الواثق
    أمدرمان تحتضر..ويار يت لو في امكانية وضعت لنا كل القصيدة لنعيد قراءتها من جديد
    بعد هذه الغربة التي حرمتنا من الرجوع لكثير من المواريث الادبية التي سطرها جيل الواثق
    وأرجو ألا تحرمنا من رأيك الذي يمكن أن ينوهنا إلى جوانب لم نتطرق إليها في هذا الحوار حول الكتابة
    عن امدرمان، وأمدرمان نفسها بكل ما تعلق بها، وأمدرمان الرمز. وشكرا مرة أخرى


    الشكر لك أخي الحبيب صلاح شعيب،
    عدت أدراجي من أمدرمان في العيد الماضي
    وأنا أحمل مرارات وطن ينكسر
    لغربة أصبحت هي الوطن
    ومن ضمن ما كنت أحمل ديوان أمدرمان تحتضر للشاعر محمد الواثق
    فوجدت فيما كتبه في بداية السبعينيات من مرارات
    قد تكثف
    في مدينة شهدت طفولتنا وشبابنا
    والتحفت أحلامنا وتطلعاتنا
    فما أطلقت أسرها
    ولا أسرنا.

    يبكي الشاعر أمدرمان في كذا بوابة أخترت لكم منها:

    أمدرمان تحتضر - محمد الواثق
    لا حبـذا أنتِ يا ام درمانُ من بلدٍ أمْطَرْتنِي نَكَـداً لا جـادك المطرُ
    من صحنِ مسجدِها حتى مشارفها حطَّ الخمولُ بها واستحكم الضجرُ
    ولا أحِـبُّ بلاداً لا ظــلالَ لها يُظلُّـها النيـمُ والهجْليجُ والعُشَرُ
    ولا أُحِبُّ رجالاً من جــهالتِهم أمـسى وأصبـح فيهم آمناً زُفَرُ
    أكلَّما قام فيــهم شـاعرٌ فَطِنٌ جَمُّ المقـالِ نبيـلُ القلبِ مُبْتكِرُ
    ضـاقوا بِهِمَّتِه واستدبروا جزعاً صـمُّ القلوبِ وفي آذانهـم وَقَر
    أكلَّما غَرَسـتْ كفي لهم غَرساً كانوا الجرادَ فـلا يُبقى ولا يذر
    المظهـرونَ بياضَ الصبحِ خَشْيتَهم والمفـسدون إذا ما صرَّح القمرُ

    قمـيصُ يوسُفَ في كفِّي أَليحُ به قميصَ يوسُفَ لم يرجِع لهم بصر
    ولا أحـبُّ نساءً إن سَفَرْنَ فقد تحجَّر الحـسنُ والإشراقُ والخَفرُ
    مـن كُلِ مـاكرٍة في زِي طاهرٍة في ثوبِها تَسْتَكِّــن الحَيْةُ الذكر
    يا بعضَ أهلي سئمتُ العيشَ بينكم وفي الرحيـلِ لنا من دونكم وَطَرُ

    سألتك الله ربَ العـرشِ في حُرَقٍ إنِّي ابتأستُ وإنِّي مـسَّنى الضـرَرُ
    هـل تُبْلِغَنِّي حقولَ الرونِ ناجيةٌ تطـوي الفـضاء ولا يُلْفَى لها أثر
    قربَ الجبالِ جبالِ الألبِ دَسْكَرةٌ قد خصَّها الرِّيفُ، لا همٌ ولا كَدَرُ
    تلقاكَ مـونيك في أفْيَائِها عَرَضا غـضُّ الإهـابِ ووجهُ باغِمُ نَضِرُ
    من صـبحِ غُرَّتِها حِيكَ الضياءُ لنا ومـسكُ دَارينَ من أردانِها عَطِرَ
    مـونيكُ إني وما حجَ الحجيجُ له لم يُلْهِنى عنكمُ صَـحْوُ ولا سكَرُ
    وعـهدُك الغرُّ في أغوارِ مُحْتَمِلٍ إني لذاكرهُ ما أورَقَ الشـــجرُ

    كيف اللقاءُ وقد عزَ الرحيلُ وما يثْنِى عناني سـوى ما خطـَّه القدرُ
    راحلــتي همتي لا تبتغي وطناً لكـن يُقيدها الإشفـاقُ والحـذر
    مونيكُ كانت لنا أم درمانُ مَقْبرةً فيـها قَبرْتُ شـبابي كالأُلَى غَبَروا
    إن الأنيسَ بها ســطرٌ أطالعُه قـد بتُ أقرؤه حتى عفا النـظرُ
    ثم أصطـحبت كُمَيْتَاً أستلذُ بها وخلـت في سكرتي اُمْدرمانُ تُحْتَضرُ

    ص 41
    أمدرمان مهمومة

    سألت مالك يا أم درمان مهمومة؟
    علام تبدين طول الدهر واجمة متى سترحل عن أطلالك البُومهْ؟
    زالت بشاشتنا مما نراك به تلك البشاشة قد كانت لنا سيمه
    قالت لقد دبت الأسقام في بدني واستحكمت في هزيل الجسم جرثومه
    جرثومة أرهقتني غير معلومه

    فرحت أسأل أهل الدار محترباً يا ناس ويحكم أم درمان مكلومه
    هذا التعهر قد أودى بأمكم أما تغيثون أماً جدَّ مظلومه
    فقال سكيرها والكأس تصرعه ساسا سيا ساسيا أم درمان مشئومه
    الحر والعبد والمخبول ضاجعها عجبت هل هذه أم درمان أم رومه
    أم ذاك نيرون توحي النار تنغيمه
    وقال عالمها يبدي رطانته (وعُلقّت في جدار البيت دبلومه)
    قد بعدت عن مراعي العلم نجعتها فأصبحت بوخيم النبت مسمومه
    يقتات من كتب الإفرنج يجهلها وحبقة العلم دون الأنف مسمومه
    تظل من نتنها أم درمان محمومه

    إن هدها الداء فام درمان قد مضغت خير بنيها وكانت غير ملجومه
    وقد نصحتك يا أم درمان في كلمي قصائد من أثير الشعر منظومه
    لا شئ يلهي سوي باريس نذكرها يحلو شذاها وتسقي أرضها الديمه
    وقد رأيت بها مونيك تعجبني الجسم معتدل والخطو ترنيمه
    أتلك أم مستحيل العيش في شظف بفدفد مجهل صحراء ديمومه
    ما إن جفوت حتى تري أصلاً راحلتي حين جد الخطب مزمومه
    قد راعني مشهد أم درمان ساجية وصيحة إذ دهاها الموت مكتومه
    أودي بها من طغام الناس رجرجة وأوردتها حياض الموت جرثومه
    ثم غنت علي أطلالها البومه

    لكنما أنت يا ام درمان
    بريستول 22/7/1971م

    ودع لميس وداع الواثق الخالى قد كنت من أمرها فى أى بلبال
    قد كان حبك أوجاعا أكتمها وأزجر الدمـع لايهمـى بتهمـال
    ما كنت أحسبنى أنى تخلخلنى بعد التجاريب منى ذات خلخـال
    غادرتنى مثقلا أرعى النجوم ضنى لا أستقـر من البلـوى على حال
    من بعد ما كنت مثل الفجر منتشرا أجر فوق أديـم الأرض أذيالـى
    أكلما قمت للعنقاء أنشدها قامت لميس الى هجرى واذلالى
    فلا رجـعت ولا عـادت مـؤنثة تثبط العـزم منى قـدر مثقال
    كيماأرتق لام درمان ما اخترمت تلك العناكب من جلبابها البالى
    كى أسأل السحب أن تغشى أباطحها بواكـف من عـميم المـزن هـطال
    حتى أقول اذا التاريخ عاتبنى لقد دفعت حميدا مهرها الغالى
    لكنما أنت يا أم درمان غانية تمـرغت فى أباطـيل وأوحـال
    هجنت كل جميل كنت أعشقه فلا أرى فى جميل غير محتال
    اكلما شدت تمثالا لعفتها تشيد للعار صرحا فوق تمثالى
    اكلما جد منى العزم تقعدنى هذى البغى بأمراس وأغلال
    فرحت أنشد فى الحانوت سلوتها وأكتم الناس أقوالى وأفعالى
    فما هناك يقين بت أعلمه سوى الزجاجة تجلو الشك بالمال
    فان توعدنى الرحمن فى طربى وأكثر الناس فى عزلى وتسآلى
    ففى غد أسأل الرحمن مغفرة لكنما اليوم متروك لأضـلالى
    ارد للخمر والخمار دينهما ظرفا بظرف واجلالا باجلال
    لكن سمعت غداة السكر ضللنى وعشعش البوم فى مهجور اطلالى
    سمعت صوتا دفينا كنت احذره يقول اذ هدت الأعناب أوصالى
    "بدلت لندن بأم درمان تلزمها بدلت زهر الربى بالسدر والضال"
    "وكل بيضاء ملء الدرع ناهضة وكل عجفاء خدر البيت مكسال"

    ياصوت دعنى فما ام درمان منزلتى لولا الأواصر من عم ومن خال
    مالى اذا الوخز ادماها ومزقها لا الجلد جلدى ولا السربال سربالى
    نيرون اضرم فلا يبقى لها أثر واعزف نشيدك فوق المرقب العالى
    اما انا ان جعلت النار ألسنة نيرون دعنى فقد أعلنت ترحالى
    من كل أحمد من اوشيك منقبض وكـل هـارون لايـرضى بملـوال


    نساء أم درمان
    ص 31
    الخرطوم 16/10/1972م

    إن زانها أدب
    أو لونها الذهب
    ما نفع مظهرها
    لو جسمها خشب
    قل للألي ضاجعوا أمدرمان واغتربوا
    كيف المصارع بعد اللهو تنقلب؟
    كيف العقارب في لبات غانية
    تخفي مساربها أثوابها القشب؟
    أبدت مفاتنها هوناً تراودهم
    حتى استكانوا وزالت دونها الحجب
    لأنت عريكتها حتى أريكتها
    نامت عليها رجال بعضهم جنب
    الليل ما بذلوا مهر البغي له
    والكأس ما طاف في حافاتها الحبب
    وغار كوكبهم ما انفض سامرهم
    الخمر تسلب وأم درمان تستثب
    حتى إذ انتبهت حرقاء من سنة
    وقد تحجر في أجفانها التعب
    تلمست جزعا أطمار عفتها
    كان الذي افتقدت بعض الذي سبوا
    ثم استشاطت وقامت كي تناجزهم
    وصرح الشر في عينيها والغضب
    لكنهم هربوا

    حتى إذا همدت غلواء جدتها
    عادت لسيرتها إذ شاقها الطرب
    يا شيخة طرقت من قبل ما يفعت
    مشت بسيرتها الركبان والحقب
    يا أمنا : من أبونا ما حملت بنا
    إلا سفاحاً فكيف اليوم ننتسب؟
    هذي نساؤك يا أمدرمان قد رضعت
    من عار ثديك لم يحفل بهن أب
    بهرجة من حريم بعضها نبهت
    لكنها كرهت ما قالت الكتب
    من كل ناعسة غيداء آنسة
    أصباغها مسحة فالخد ملتهب


    أم درمان والانهزام
    ص 27
    الخرطوم 12/8/1972م

    ما كنت ترهقنى البلوى وانهزم لو كان وجهك يا ام درمان يبتسم
    انى وحقك لم أحفل لنازلة فالفتق بعد نزيف الجـرح يـلتئم
    لكن تغشت شعاب النفس باخعة من القنوط وران اليأس والسأم
    حملت قيثارة السلوان تصحبنى عسى يفرّج بعض الكربة النغم
    على طوافى بها لم تستكن حرقى لا ينتهى العزف حتى يرجع الألم
    قولى فديتك ياأم درمان واقتصدى بعد اشتطاطك هل تعلو لنا همم؟

    لا الدار تطربنا فيهتاج الفؤاد لها والناس فى دورهم من طبعهم خدم
    والنيل أدكن فى سلساله كدر مما تبول عليه الناس والغنم
    ان شاعر قام فى أحيائهم رنما جادوا بصمت فباخ الوزن والكلم
    أو زهرة نبتت كانت فؤوسهم لها نشـيـج وأط حـين تجـتـذم
    لا الشعر يبعث فى أرواحهم طربا ولا الزهور لها فى أرضهم حرم
    مونيك مازلت فى ام درمان مغتربا حتى كان وجودى عندها عدم

    لكن تبدى سواد صرت ارمقه فى أفقها قد توارت دونه القمم
    اذ سدت الأفق الغربى جائحة من الطيور تتالت سيلها عرم
    طير أبابيل فى مناقرها فلق من الحجارة فيها النار تضطرم
    ألقت حمولتها فى دورهم بددا والناس هلعى عليها الدور تنهدم
    وصارت الناس أشلاء ممزعة رأس يطيح وساق ما لها قدم
    تكدست دورهم من نتنهم جيفا والنيل تطفو على تياره الرمم
    ثمّت عاجت ضباع الأرض متخمة وحلق البوم والغربان والرخم
    وصحت تفزعنى منهم جماجمهم فالهول يعجز عن تصويره القلم
    يا طير مالك وأم درمان كدت لها بحاصب من عصيب الموت ينتظم؟
    هذى الديار التى كانت معاهدنا أمست خرابا وأمسى الناس قد رجموا

    فقالت الطير اذ ألقت حجارتها يبلى القديم ويبلى بعده القدم
    لا تنسجن من ظلال الحزن اردية أغوت سدوم فأمسى اهلها اخترموا
    اغوت سدوم وشطت فى مفاسدها حتى تردت وحالت دونها الظلم
    قد عبدت غيها من جهلها صنما فراح يدرج اكفانا لها الصنم
    لا تجزعن فلهيب النار طهرها ما عاد رجسا على اصلابها رحم
    اذا امّحت أمة من سوء ما اقترفت تعاقبت بعدها فى أرضها أمم
    سينبت العشب لكن فى مواسمه ويكسب الأرض خصبا هاطل رزم
    حلقت الطير فى الأجواء راجعة وجلفت من حرور القلب ما يصم
    اتبعتها مقلة شدت أواخرها حتى توارت وسحّت بعدها الديم

    ثعابين أمدرمان
    ص 23
    الخرطوم ابريل 1972م

    قالت -وقد جئت لام درمان تأوينى-
    أما تخاف بها لدغ الثعابين
    من كل ملساء لايبدو لها أثر
    لا تقذف السم الا بعد تمكين
    ولا اخالك تنجو ان اصبت بها
    رقطاء لذعتها بين الشرايين
    فارحل رحيلك ان الدار مهلكة
    تلك الثعابين من أعقاب فرعون
    نشدت الله هل فى الأرض متسع
    غربا الى فاس أو شرقا الى الصين
    شرق الة الصين أو من دون ذا بلد
    فيه أحـلق أو قـبر يـوارينى
    فقد رأيتك ياأم درمان باخسة
    منى العطاء عطاء غير ممنون
    وقد حبوتك ياام درمان من كلمى
    حكمة موسى جلاها نطق هارون
    لكن وجدتك ياخرقاء معضلة
    جمعت بين شريف العفل والدون
    حينا يطوف ببيت الله ساكنها
    سعيا وحينا على اعتاب لينين
    فقلت شأنك ياام درمان حيّرنى
    معوجّة الفكر أم منقوصة الدين؟
    هل من سبيل الى عقلى أظل به
    قد انتسبت الى قوم مجانين
    باخوس أنت اله الخمر هات لنا
    من خمر تكريت او من خمر جيرون
    سلافة عتقت فى دنها حقبا
    من عهد قارون أو من قبل قاورن
    حتى أرى فى خيال السكر منطلقى
    فى قلب باريس أو فى ضفة السين

    وهل شتيت من الغزلان أرقبه
    أم تلك طائفة من حورها العين
    وهل سنا بارق أم رابنى بصرى
    أم وجه مونيك ذات الحاجب النونى
    تحول دونك يامونيك شرذمة
    من الطغام وأرض كم تعادينى
    ياريح عاد تحرى أين موقعها
    وفجرى فوقها غيظ البراكين
    واجعل الهى لهيب النار ألسنة
    مما تكون به ألحان نيرون
    واستقص شأفتهم واقطع سلالتهم
    واعصف بطينتهم ياخالق الطين
    انك ان لا تسويهم بأولهم
    لا يلدوا غير أنماط الشياطين
    من كل مأفونة لخناء داعرة
    تسعى الى الفحش فى أحضان مأفون
    وكل أفعى تنشّ الليل فاغرة
    ترياقها من ركيك الناس تكرونى
    نار المجوس لأنت الخصب فاتّقدى
    حتى يكونوا نماء للرياحين
    قرباننا فحمة أم درمان اذ حرقت -
    لا ينبت العشب من غير القرابين


    والشكر لأهل الموقع http://apap.ahlamontada.com/t5136-topic

    ولكن يبقى شعاع الأمل في لمحة ابتسامة....

    ما كنت ترهقنى البلوى وانهزم لو كان وجهك يا ام درمان يبتسم
    انى وحقك لم أحفل لنازلة فالفتق بعد نزيف الجـرح يـلتئم
    لكن تغشت شعاب النفس باخعة من القنوط وران اليأس والسأم
    حملت قيثارة السلوان تصحبنى عسى يفرّج بعض الكربة النغم
    على طوافى بها لم تستكن حرقى لا ينتهى العزف حتى يرجع الألم
    قولى فديتك ياأم درمان واقتصدى بعد اشتطاطك هل تعلو لنا همم؟
                  

03-06-2013, 09:15 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Elawad Eltayeb)

    Quote:
    الشكر لك أخي الحبيب صلاح شعيب،
    عدت أدراجي من أمدرمان في العيد الماضي
    وأنا أحمل مرارات وطن ينكسر
    لغربة أصبحت هي الوطن
    ومن ضمن ما كنت أحمل ديوان أمدرمان تحتضر للشاعر محمد الواثق
    فوجدت فيما كتبه في بداية السبعينيات من مرارات
    قد تكثف
    في مدينة شهدت طفولتنا وشبابنا
    والتحفت أحلامنا وتطلعاتنا
    فما أطلقت أسرها
    ولا أسرنا.

    زميلنا العوض الطيب
    اولا حمدلا على السلامة وبركة الرجعة، وآمل حين تعود إلى أمدرمان في الصيف القادم تجدها وقد اكتست بحلة الديموقراطية وعاد إليها الأساس الذي يعيد ترتيب اولوياتها حتى تصحو من غفوتها، وشكرا لك لإمتاعنا بشعر الواثق العمودي وهو قد فرض علينا احترام القافية ذات الموضوع، لا التي تبكي على الاطلال وتغرف من المناسبات والمجاملات وتستعير أجواء بيئات غير سوداني. وبهذه المناسبة سألت الشاعر محيي الدين فارس في حوار عن مستقبل القصيدة العمودية فقال لي إنها عائدة بتجديد موضوعها، وستفرض حضورها من خلال جيل يوظفها للحياة وليس للفن فقط. والواثق من الشعراء الذين توقفوا حين توجب عليهم الواقع الجهر، ولا أدري ما الذي يحمله في قريحته إذ إنني ظللت بعيدا عنه منذ ما يقارب العشرين عاما، وكان آخر لقاء بيننا تم خلال ذلك الحوار الصحفي الذي أدخلته به الحراسة وادخلني معه، ولكن خرجنا أكثر جسارة على ضرب الطوطم. أخي العوض ما أقسى أن تعود إلى المكان الذي ملأ ذاكرتك بالجمال بينما احاسك الجديد به أنك في غربة. وغربتك عن امدرمان مثل غربتي عن الفاشر التي ولدت فيها وفي زيارتي الأخيرة وجدتها مدينة أخرى وليست الفاشر التي تركتها خلفي. أمدرمان برغم أن علي المك وصفها بأنها مدينة من تراب ولكنها أيضا مدينة من نغم، ووجدنا أثر علي المك في مذكرات إبراهيم الصلحي الجديدة التي سماها قبضة من تراب. نوع من التناص ربما، وربما عمق الارتباط بمبانيها الجالوص، برائحة التاريخ الطاعمة؟
    شكرا لك أخي العوض على هذا الامتاع الذي شكلته مداخلتك وعدت لأقرأ قريض الواثق بكثير من الفرح مثنى وثلاث ورباع. وهذا من فضلك الكبير.
                  

03-14-2013, 08:20 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)

                  

03-14-2013, 03:10 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)



    يا عزيزي ضمرت أسطورة السودان وما أمدرمان إلا جزء منه
    فأصبحنا نعزي أنفسنا بما كان عليه الحال و موقنين بأن لا مدينه
    ستشبهها, حتى نفسها هي الآن.

    تحياتي

                  

03-15-2013, 04:45 AM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Emad Eldeen Ali)

    الزميل عماد الدين علي

    السلام عليكم وآمل أن تكون بخير هناك. معك حق وألف حق على ضمور السودان، وضربنا أمثلة للمدن التي تكلست بخلاف أمدرمان.
    صحيح أن لأمدرمان خصوصيتها كما خصوصيات كل المدن السودانية والعالم باسره، ولعله من هنا دعونا أبناء أمدرمان والسودان عموما لتنشيط نضالهم أكثر
    لتحرير السودان من سلطة التدمير التي خربت كل شئ. ولك خالص التقدير على هذه المساهمة.
                  

03-15-2013, 01:24 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: صلاح شعيب)



    تشكر عزيزي صلاح

    فى رأيي مسؤليه التغيير عمل فردي فى المقام الأول, ثم بعده يأتي العمل العام.


    كن أنت التغيير الذى تود أن تراه فى الناس
                  

03-18-2013, 11:24 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: Emad Eldeen Ali)

    تعظيم سلام يا صلاح والمشاركين
    متابعين ومستمتعين
    يقول الصلحي:
    ولو خيروني لحضرت للسودان راكضاً..فمنزلي في أمدرمان يعمر بسكناه، ولدي قطعة أرض في منطقة «ود البخيت».. بنيت فيها زمان الجدار الخارجي فدمرته الأمطار..وكان حينها يطلى بـ«الزبالة»، فبكيت عندها كثيراً، فكان هنالك جزء متبقي من «الزبالة» فطلبت من الزبال أن يقوم بتغطيتها وهي ساقطة أرضاً..وعند حضوري مرة أخرى أحلم ببيت في طرف البحر..في ظهري جبل كرري ونهر النيل أمامي

    l8.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    q.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    كتب عادل حسون:
    في: مِهنيةُّ "الجُّزَليِّ" وَمركزيةُ "أم درمان".. في نقد حكم "الإعلام" على الأستاذ محمود محمد طه بـ"الرِّدة"
    مدينة التراب وإعادة كتابة التاريخ
    منشدي أم درمان ومدوني أسطورة مجدها المدعى به كثر وجميعهم، في القلب والوجدان العمومي ثمة حيزٌ مهم محددٌ لهم بحكم فنونهم وبأثر رسوخها فيما جرى، فمن خليل فرح الذي قال في إنشاده (قدلة يا مولاي حافي حالق بالطريق الشاقيه الترام) إلى البروف علي المك ومدينته الترابية بأزقتها المحتشدة بالدراما إلى الأستاذ كمال الجزولي الذي تقصَّد قبس رحمان في (قطارها الذي يأتي عند العاشرة) وإلى الراوي كمال سينا الذي روى عنها ومنها وفيها ما لم يروى، وإلى نجوم بعيدة في ضروب الاجتماع وسماوات المدينة التي تقمصت الوطن، وإلى الأستاذ حسين خوجلي الذي حلق بإسمها في أعالي الفضاء وقتما ركز (لأم درمان) في مدارا آخرا جديد في أقمار الفضاء، ومن بين هؤلاء، كان أحد حداة أم درمان وشاعرها المجيد أنشد لها (أنا أم درمان.. أنا السودان.. أنا الدرة البزين بلدي) الأستاذ الراحل عبد الله محمد زين، الذي من رأيه أن من ليس له أهلٌ في أم درمان فليس بسوداني أساساً، وإذ يثير هذا القول العجب من المركزية المفرطة لدى نخبة أم درمان، إذ كيف تختصر قيمة الوطنية السودانية والانتماء الوطني من ولشعب مليون ميل من الأرض في أم درمان بحدودها القديمة قبل امتداداتها في أم بدة وكرري والصالحة؟. فمن عجبٍ أيضاً أن القصيد تتار في ما تغنينا به، ومنه أن أم درمان نعيم الجنان، (أنا أم درمان.. أنا ابن الشمال سكنت قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي)، (وأشوف نعيم دنيتي وسعودا.. امتى أرجع لأم در واعودا)، وفي المنتهى تقزم نعيم السودان إلى جحيم قطرين ما جداهم خيلاء أم درمان وهالتها المعبّر بها من أبناءها فتيلا، فهابيل وقابيل هاهنا، لا يشك الناس في اقتتالهما القادم بل يختلفون فقط في موعد بدءه. وفي ذات المقابلة الصحفية لي مع شاعر أم درمان الراحل وقد أربد محتجاً وواثقا في آن بخلود هذه المدينة المنتفخة الذات مدللاً بما قصد به الشاعر والأديب عبد الله حمدنا الله في قصيدته (أم درمان تحتضر) الذي جر عليه تعقيباً سريعاً من (النخبة الأم درمانية) فألقى عليه واحدهم د. الواثق عبد الله قصيدته (أم درمان تنتصر). وإذ أبديت تعجباً من حظوة هذه المدينة المتمركزة بطبيعة الحال في وجداننا القومي المدعى به، وقت أن كان سوداناً واحدا وليس سودانيْن، من انكفاء أم درمان متغزلة في عظمتها دونما إجراء مقارنة قريبة لأول وهلة مع (خرطوم) التركية الأسبق وجودا من أم درمان والأكثر مدنية كمقر للإدارة، أو مع الخرطوم بحري الأحدث وجودا وفاعلية ونظاماً كمدينة صناعية وقاعدة للاقتصاد الناشئ. لكن أم درمان وكما في خيلاء طاؤوس إفريقي جميل عكفت على ترديد نشيدها المركزي الفردانِ دون أن تقدم شيئاً أو تمتاز بكسبٍ سوى (الأنا) والـ(نحن) وكثير أساطير وحيثيات لعظمة الذات المكانية، لتأخذنا بعيدا من صورة كونها مجرد ضلع من بين أضلاعٍ ثلاثة تكوِّن عاصمة السودان، إلى فيلم روائي طويل محتشد المشاهد التي رسالتها واحدة مكررة وهي احتكار قيمة الأرض ومعنى الوطنية، وهنا فمن الواجب تقبل أنها جامعة الأدب والسياسة والمغنى والكورة والراديو والتليفزيون والجلد والرأس، ويعد مارقاً كل من خالف الرأي. ومن الأساطير قول شاعر أم درمان أن الإمام محمد أحمد المهدي عليه السلام وقد انتصر وفتح الخرطوم بعدما أسقط عزيز بريطانيا غوردون باشا على مدرج قصر الحكمدارية (القصر الجمهوري الحالي) خالف رأي قيادات جيش الأنصار الذين جاءوا بالمهدي وصعدوا به إلى سطح القصر وأطلعوه على عزمهم السكنى في المنازل الجميلة بحي الخرطوم الشرقي وقد كانت تحيط بها الحدائق الغناء على أن يسكن هو في هذا القصر الكبير، إلا أن الإمام المهدي أخبر رجاله بأن السكن ليس في بلد دنسها (الكفار)، وبقوله: نحن ما بننزر بين بحرين، مشيرا بيديه إلى النهرين الأزرق والأبيض الذين يحوطان الخرطوم ويصنعان منها شبه جزيرة قاعدتها إلى الجنوب، ومؤشراً إلى أم درمان قائلاً: نحن سنذهب إلى البلد ديك، فاستعجبت قيادات المهدي أن يتركوا الخرطوم بتطورها العمراني إلى وعورة أم درمان وبؤسها، إذ كان ما يعرف بأم درمان القديمة- أي المسافة من السلاح الطبي الحالي إلى مشرع أبو روف-، عبارة عن جروف وخيران صغيرة ملآ بالهوام والضواري والأعشاب الفقيرة، إلا أن الإمام المهدي أشر على أنصاره بقول تفاؤلي متشجع أن: أمشوا أكبروا شدرا وأكتلوا دبيبها وأحرتوا أرضها وختوا زرعا وأحلبوا ضرعا.. دي البقعة المباركة إنشاء الله، والله يجئ يوم الناس تصلي في ضل الجبل داك، مشيرا بيده اليمنى إلى جبال كرري أقصى أم درمان شمالاً. رؤية المهدي رغم ثراءها بغدِ الخير والرفاه والتعاضد المدلل به بصورة الصلاة الجامعة تحت الجبل، كانت كسراب البقيعة، فإذ تحققت رؤيته النورانية وصلى بالفعل في غضون مائة عام ونيف الناس تحت سفح الجبل مع امتداد أم درمان شمالا إلى ما بعد كرري، لكن ثورته القومية التي قاتل فيها الدينكا الجنوبيين إلى جانب العرب الشماليين، اضمحلت إلى دولتين شمالية وجنوبية في هذه الأيام، وهي معكوس الرؤية التي تفاءلت بالوحدة السودانية على أرض أم درمان، فجاءت أم درمان بأنانيتها المفرطة وتواطؤ نخبتها على استمرار تدليلها بحظوة المدينة الوطن الجامعة عاصمة القومية والوطنية وسواها من أطر الشعارات لا شواهد الحقائق. وهي المدينة المصنوعة من العدم فسادت الوجود السوداني كله، إذ أن مدينة التراب لم تكتف بأن احتكرت ولادة أنساق الحكام المتتابعين والسدنة الأوفياء في معبد مركزيتها المكافئين بتنسم المواقع وشغل الأحواز، فبزت جوبا ووادي حلفا وملكال وسواكن وبربر ودنقلا وكسلا والكاملين ومدني والأخريات بما فيهن الخرطوم، ليسوغ هنا وصمها بالمدينة الشمولية، بل لم تبدِ نخبتها أي ندمٍ من فشل رهانهم الأزلي مع علامات الإخفاق في كل ما أدعت الريادة فيه إن كان في السياسة أم الأدب أم الفن أم الرياضة الكروية، وذلك مبحث يلزم نخبتها العابدة إلى وقفة تأمل حكيم في جدوى إفراطها في (أنا) الذات قولاً وعملاً. وأخلص إلى ما استوقفني في خطاب السيد رئيس الجمهورية الأخير أمام مجلسي البرلمان، الذي محله أم درمان بطبيعة الحال، دعوته إلى إعادة كتابة التاريخ. وهي ليست دعوى قال بها والسلام، فالأعراف واللوائح والمعمول به، يفهم منها أنها دعوة ينتظر تنفيذها كجزء من برنامج حكومته وخطة عملها في المرحلة القادمة والتي طرحت على البرلمان. وإذ كثر الحديث عن الجمهورية الثانية والعهد الجديد هذه الأيام بعد تطور الانفصال، فمهمٌ أن يكتب التاريخ بعيدا عن هوى أم درمان الموغل في الأنا، وبدون أي تحيز لها أو من قبل أبناءها، يعيد إنتاج المركزية الفاشلة أو الشمولية الخاطئة، وكلتاهما ساهمتا بالسهم الأكبر في تغيير جغرافيا السودان وليس تاريخه فحسب. ومهمٌ بالتأكيد أن يكتب التاريخ بأمانة تجعل من الخطأ الكبير الذي أتت به أحدى قنوات رواية التاريخ، برنامج (أسماء في حياتنا)، بتزييف التاريخ على ما رأينا فيما سبق، ليس ممكن الاحتمال فحسب وإنما من المستبعد بالكلية. هذا إذا ما أردنا حقاً، كتابة جديدة لتاريخنا في بدايتنا الجديدة المرجو منها.

    *عادل حسون
    صحفي وباحث في حقل القانون
    عضو الاتحاد العام للصحفيين السودانيين
    http://www.alfikra.org/article_page_view_a.ph..._id=1170andpage_id=1

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 03-18-2013, 11:50 AM)

                  

03-21-2013, 07:11 PM

صلاح شعيب
<aصلاح شعيب
تاريخ التسجيل: 04-24-2005
مجموع المشاركات: 2954

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ضمور أسطورة أمدرمان (Re: عبدالله عثمان)

    دكتور عبدالله عثمان

    سلام وأنت في دفعك الرباعي لنشر التنوير والدفاع عن الفكرة وبارك الله في الصلحي والزميل عادل حسون على هذه الكتابة الوريفة..الصلحي عطر أمدرمان إن لم يكن صندلها، أدبر في مقالة عنه
    وعن قبضه لتربة البلد وشمها الدائم..لك التحايا وشكرا على هذه المساهمة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de