مواقف من الحياة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 08:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2013, 11:31 AM

محمد حبيب الله
<aمحمد حبيب الله
تاريخ التسجيل: 01-28-2013
مجموع المشاركات: 100

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مواقف من الحياة

    مواقف من الحياة - (نحن وقيمة العمل)


    بقلم : المهندس / طارق آدم فضل الله
    بيرمنجهام
    [email protected]

    أبدأ مقالتي هذه بذكر أربعة مواقف ، دفعتني لأن أكتب هذه الكلمات في مناسبة من أعظم مناسباتنا الوطنية وذكرياتنا الغالية علينا ذكرى الاستقلال

    الموقف الأول :
    حكي لي أحد الأقارب، وهو يقارب الستين من العمر، أنَّه ذهب يوماً إلى السوق العربي بالخرطوم لقضاء بعض شؤونه، وعند استعداده للعوده لبيته بامتداد ناصر اكتشف أنَّه لم يبق معه من المال شئ وأنَّه محتاج إلى خمسين قرشاً للمواصلات. التفت يميناً ويساراً عسي أن يرى أحد معارفه ليسعفه ولكنَّه لم يجد شخصاً يعرفه. في تلك اللحظة تذكر من يمرون عليه وعلى غيره بشكل يومي من شباب وغيرهم يطلبون "حق" المواصلات و"حق" الفطور، (تنبّه أيها القارىء الكريم أنَّهم يطلبون حقَّاً وليس مساعدة)، وعندها ناجى نفسه متسائلاً أتسمح له أن يطلب من شخصٍ ما خمسين قرشاً، فلم يجد منها إلَّا إجابة واحدة وبدون تردد "لا وألف لا". وبالفعل ما كان عليه إلا أن مشى راجلاً من السوق العربي حتى منزله بامتداد ناصر لأنَّ ذلك أكرم وأشرف له من أن يمد يده لشخصٍ غريب أعطاه أو منعه

    الموقف الثاني :
    جاءت بنت أحد السودانيين المقيمين في بريطانيا إلى والدها وهي في ذلك الوقت في الصف العاشر في إحدى المدارس بمدينة بيرمنجهام ولم تكمل الخامسة عشر من العمر وأخبرته أنها ترغب في العمل أثناء العطلة الصيفية حتي تجمع المال الكافي لشراء جهاز حاسوب "لاب توب" حيث إن جهاز الحاسوب الشخصي أصبح ضرورة للدراسة والتحصيل والاستعداد لأمتحان الشهادة بعد سنتين. لم تطلب من والدها أن يشتري لها الجهاز، مع علمها انه بإمكانه فعل ذلك إن هى طلبت منه، وفضلت على ذلك أن تطلب الإذن بالعمل على أن تطلب المال بدون عمل.

    الموقف الثالث :
    أخبرني أحد الأصدقاء الأعزاء أنَّ أحد أقاربه المقتدرين طلب منه أن يبحث له عن سائق خاص لزوجته الطبيبة لتوصيلها لإحدى المستشفيات فى الصباح وإرجاعها نهاية اليوم، ووعد براتب مغري وبإعطائه كامل الحرّية ليفعل ما يشاء بين الموعدين وكذلك بعد إرجاعها للمنزل. فما كان من صديقي إلَّا وأن ابتدر إحدى قريباته من المحتاجين للمساعدة، وهو يردّد أنّ الأقربون أولى بالمعروف، وهو في غاية السعادة، وأخبرها بأنَّه وجد وظيفة سائق لشقيقها براتب مغري وشروط ممتازة مع أقاربهم "ناس فلان". وكانت المفاجأة في إجابتها أنّ كرامتها لن تسمح لشقيقها أن يعمل سائقاً عند "فلانة"، ورفضت العرض مع أنّ كرامتها تسمح لها أن تطلب المساعدة من أقربائها.

    موقف الرابع :
    وهذا موقف متكرر بشكل يوميٍّ تقريباً في أسواقنا وطرقنا ومساجدنا في السودان.
    فلا يمرُّ علينا يوم تقريباً إلا ونحن نشاهد في المساجد، مباشرة بعد السلام من الصلاة المكتوبة، شخصاً أو شخصين أو ثلاثة يتنافسون فى الجهر بحاجاتهم، وفي بعض الأحيان تأتى بعض النداءات النسائية من خلال النوافذ، كلّاً له قصّة وصوت مختلف ولكن المقصد واحد وهو "بعض المال". والأدعى للدّهشة أنَّ أغلبهم فى العقد الثانى أو الثالث من العمر. وفي وسط هذه المعركة الكلامية يخرج المصلون وهم لا يدرون إن كانوا قد قاموا بالتسبيح والباقيات الصالحات على الوجه الصحيح أم لا. كما أصبحت نفس الوجوه تتكرَّر والقصص نفسها تحكى مراراً وتكراراً في مساجد عدّة إلى أن تعود لنفس المسجد في دورتها الجديدة ولكن بدون تجديد في النص.

    فهذا أحدهم يبلغ ما بين الثامنة والعشرين والثلاثين من العمر يقف أمامنا في المسجد وينادي "أيها الآباء ....." وكله شعور أنَّه مازال طفلاً، وطبعا باقي القصة المحفوظة أنَّه طالب أتى من مدينة كذا وكذا لطلب العلم وسُرق ماله وهو الآن يريد مالاً ليعود إلى أهله، وينسى تماماً جزئية أنَّه في الأصل جاء لطلب العلم الذى لن يجده عند أهله إن هو رجع إليهم ولن يفيده أن يسافر لهم ليأتى بمالٍ جديد فى زمن تكفى فيه مهاتفة واحدة.

    لا أريد الحديث عن مدي صدق أو كذب هذه القصص والروايات التي نسمعها بشكل يوميٍّ، ولا الخوض فى أسبابها، فالله سبحانه وتعالى أعلم بذلك، كما أنَّنا نؤمن أن ّالصدقات تقع في يد الرحمن ويقبلها إن شاء قبل أن تقع في يد المحتاج.

    ما أودّ التّنبيه إليه هو مكان وقيمة العمل وحبِّ العمل في قلوبنا، ولماذا فشلنا نحن كآباء في تربية أبنائنا على مبدأ اليد العليا، وأنَّه من العيب أن تمدَّ يدك لتأخذ من الغير أيّ شئ.

    فقدنا حب العمل ففقدنا الإنتاج، وعندما أنتجنا لم نتقن، وعليه تراجعنا بشكل يوميٍّ في متطلبات العمل والإنتاج من علم وخبرة ومعرفة ومهارات وملكات. فهذا خريج إحدى الكليات الهندسية لا يعلم أنَّ تأثير الحرارة على المواد من تمدُّدٍ وانكماشٍ أمر يتبع لمادة الفيزياء وليس لمادّة الأحياء كما كان يعتقد. وذلك خريج آخر من إحدى كليات الحاسوب لا يملك بريدا إلكترونيّاً "e-mail"، وبعد أن أقنعناه بأن يتّخذ له بريدا الكترونيّاً ليرسل لنا بعض المعلومات اكتشفنا أنّه لا يعرف كيفية إضافة ملف إلى الرسالة.

    من المسؤول عن هذه الحالة؟ أهي الحكومات كما نسمع دائما، أم هو هذا الجيل الجديد نفسه كما يحلو لبعض الآباء القول، ام هم الآباء انفسهم ؟

    في رأيي أنّ المسؤول الأول عن عدم حبنا للعمل أو للعلم، وما تلى ذلك من تدهور في الإنتاج وفي التحصيل العلمي، هو نحن الآباء والأمهات. فنحن المسؤولون أولاً عن تعليم أبنائنا قيمة العلم والعمل وقيمة أن تكون أيديهم هي العليا وأن لا يقبلوا الفضلات من الغير. وأن تكون لهم همم وأهداف عاليه، وأن العلم هو الباب الرئيس للنجاح، وأنَّ الترفيه بكل أنواعه من ونسٍ وزيارات وأعراس وحفلات وكورة يجب أن لا يكون همّ كل يوم وأن لا يتجاوز ساعاتٍ محدودةٍ كل أسبوع، فالأصل هو التعليم والعمل والبناء، أمّا الترفيه فهو عبارة عن فترة راحة صغيرة لنعود بعدها للعمل الجاد، وأنّه من العيب على طالب العلم الجلوس على "بنبر" صغير بجوار "ستة الشاي" تعلو ركبتيه أك######## لساعات طوال بدلاً من قضاء نفس الساعات في المكتبة لتحصيل العلم، كما يجب، وان نعلم أنّ التعصب للكرة أمر منبوذ، فالبرازيل لم تصبح دولة صناعية متقدمة أيام "بيليه" وإنّما أصبحت الآن في مصاف الدول الصناعية بعد أن إزاددت اهتماماً بطلب العلم والعمل والإنتاج، وزاد دخل الفرد فيها لدرجة أنّه استطاع عامل طلاء الحوائط "النقاش" وعاملة طلاء الأظافر "المنكير" يوفران المال الكافي لقضاء إجازة ببعض المنتجعات السياحية، شامل تذاكر الطائرة والفندق.

    المولود منَّا يولد على فطرة أنّ أبواه هم القدوة في العمل والعلم والمعرفة. فالطفل يقبل كل ما يري ويسمع من والديه على أنّه الصحيح دون جدال. فهذا حلال وهذا حرام وذاك عيب وهذا جميل وقبيح ومقبول ومرفوض وغير ذلك من معتقدات ومفاهيم وطباع وعادات. تستمر هذه المفاهيم تترسخ بإشرافنا التام في أبنائنا لسنوات عدّة حتى يشب الطفل ويصبح شاباً ثم يخرج إلى المجتمع وقد أصبحت تلك المفاهيم أصولاً يتحرك بها في طرقات المجتمع ويعكس بها صورة دقيقة إلى حدٍّ كبير عن والديه.

    فمن الشباب من تعلّم من والديه أنَّ العمل شرف والعلم سلاح وأّن احترام الوقت قيمة توزن بالذهب وأنّه ما حكَّ جلدك مثل ظفرك وأنّ الوطن مسؤولية الجميع.

    وهناك ايضا من تعلم من والديه أن الكذب في الهاتف لا حرج فيه ، وأن (سبّ البلد ولعنها) أمر عادي ، وأن الحرص على المواعيد عبارة عن "حك بيجيب الدم" وأن الحرص على العمل ضياع وقت يمكن الاستفادة منه بشكل أفضل في النوم، فمهما تعمل و"تجري جري الوحوش، غير رزقك ما بتحوش"، ورزقك هذا يمكن ان يكون عطيه تاخذها بدون حرج من أحد الاقارب او بمد اليد في المسجد أو.... وهؤلاء للاسف في تزايد مضطرد.

    فماذا علينا نفعل نحن الآن. هل نخذل أهلنا وبلدنا كما فعل الكثيرون من قبلنا منذ الاستقلال ونحمل المسؤوليه على الحكومات منفردة، ام لا نلتفت لصيحات الفاشلين وانهزام المنهزمين، ونحاول أن ندفع بانفسنا في الطريق الصحيح عسى ان يجعل الله منا ومن ابنائنا من يكون قدوة ونبراساً لمن حوله الآن ومن سيأتي بعد ذلك في إزالة العقبات وتعليم النفس، وهناك تجارب في الحياة كثيرة لدول ولأفراد انتقلوا من حال الفقر والضعف إلى حال القوة والغنى ، كل ما فعلوه انهم لم يلتفتوا الى صياح المتخازلين ومن هؤلاء كاتب مذكرات الرئيس مانديلا والذي جاء من بيت صفيح في حي كان اهله يضربونه لوقفه عن طلب العلم. وبإصراره ومثابرته وتجاهله لمضايقاتهم صعد ليصبح كاتبا متميزا يصوغ مذكرات رئيس مثل مانديلا، ولعنا نذكر تلك المواقف في مقال آخر.

    فهذا بلا شك بعد توفيق الله تعالى، هو الطريق الذي سيمكنّنا من أن نأتي بعد سنين لنقول ....
    "... نحن الجيل الذي غير السودان من دولة ضعيفة اقتصادياً إلى دولة متقدمةت صناعياً وزراعياً واقتصادياً، فلا تضيعوا ما بنينا.....













    لمقال نزل في جريدة المحرر عدد الجمعة and#1640; فبراير and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de