|
Re: لقاء البروف عبد الله الطيب مع صحيفه العلم المغربيه (Re: أحمد محيي الدين جمال)
|
الجزء الثاني: س: ها نحن إذن أما إثبات عروبة القطر السوداني القديمة، وأفريقيته؟ بمعنى هل السودان عربي أفريقي أم أفريقي عربي؟
السودان قطر مسلم عربي، ولا يزيد عليه قطر مسلم عربي آخر بإسلام أو بعروبة، كما لا يزيد عليه قطر أفريقي بالإنتماء إلى أفريقيا. فقط يوجد جزء من السودان دخلته المسيحية تحت راية التبشير وهو جنوب البلاد. والوضع هنا يختلف عن مصر مثلاً، التي فيها الأقباط النصارى وهم عنصر قديم عايش الإسلام منذ بداتيه. وصلته بالمسلمين أقوى من صلته بالمسيحيين الصليبيين، ولذلك فالأقباط جزء أصيل لا يتجزأ عن القومية المصرية. أما جنوب السودان المسيحي فيربطه بأوروبا العربية خاصة الدين المسيحي ذو الخلقية الصليبية. ولذلك يوجد سؤال قائم دائماً: هل يمكن للسودان أن يستمر قطراً واحداً؟ هل الأفضل أن ينفصل الجزء الجنوبي عن الشمالي؟ هل يمكن الإنتماء إلى العالم العربي بطريق غير طريق الإسلام؟ قد حاولت الحكومة الحالية تحت دوافع ملحة إقتصادية وسياسية وإنسانية إيجاد وحدة متكاملة للقطر وإعطاء الجنوب مقداراً كبيراً من الإستقلال الذاتي. وكثير من السودانيين العاملين بالسياسة في هذه الحكومة التي سبقتها كانوا شديدي الشعور بضرورة التمسك بوحدة القطر حتى لا يتفكك وضعه القومي الجديد وحتى تمكن الإستفادة من عناصره البشرية إذا تم الإنسجام بينها. س: الأسئلة التي طرحتموها سلفاً تفتح الباب أمام تسرب التدخلات الأجنبية لخلخلة هذه الوحدة القومية بل، ربما خلق صراع بين الشمال والجنوب لتسهيل هذا التدخل.. ج: بعض السودانيين، بل كثير منهم ظلوا يشكون في صواب وحدة قومية بين أصقاع تختلف في أمر أساسي وهو الخلفية لدينية مع كثير من الخلفيات العرقية والإجتماعية. ثم ينبغي أن تؤخذ بالإعتبار مواقف السياسة العالمية تجاه هذا الموضوع: فمصر تهتم بوادي النيل في وضعها الحديث الذي نشأ بعد توسع محمد على باشا في أفريقيا حتى إمتد سلطان أبنائه إلى أوغندا ورواندا وبوروندى جنوب خط الإستواء، وبالنسبة لمصر من الأفضل دائماً أن يكون القطر الواقع جنوبها تسيطر عليه مركزية واحدة. والدول العالمية الكبيرة مثل أمريكا وروسيا ورثت سياسة الإستعمار القديم المتمثل في فرنسا وإنجلترا كلاهما يبحث عن موقع قدم ولكن بطرق مختلفة. فبالنسبة لأمريكا يستحسن دائماً أن يكون للمسيحية الصليبية موضع قدم في دار الإسلام الأفريقية والفكر السوفياتي يرى في الوضع المسيحي صليبي العروق فرصة الماركسية المحاربة لفشل المسيحية البيضاء إزاء المسائل العنصرية. الواقع أن المخاوف التي يتخوفها بعض الناس من أن جنوب السودان المنفصل سيسبب مشاكل لشمال السودان هي مخاوف حقيقة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقاء البروف عبد الله الطيب مع صحيفه العلم المغربيه (Re: أحمد محيي الدين جمال)
|
أخي .. أحمد .. ده كلام جميل وتوثيق من رجل لن يتكرر في تاريخنا بسهولة .. شكراً اخي احمد .. هل انتهى الحديث او هناك بقية .. أرجو ان تواصل اذا لديك المزيد .. لقد أذهلني كلامه عن جاجظ وعن وجود مسلمين في دنقلا قبل إبن ابي السرح .. واظب على رفع هذا البوست وأنا معك لمن يريد ان يضيف شيئاً .. تاني بشكرك كثير على نقلك لهذه الدرر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لقاء البروف عبد الله الطيب مع صحيفه العلم المغربيه (Re: أحمد محيي الدين جمال)
|
جزء من مقال كتبه الزميل / مختار البكري بعنوان وكان عبد الله الطيب في المغرب مكتبه تمشي علي قدمين
Quote: لقد بادل عبد الله الطيب المغرب حبا بحب ووفاء بوفاء. لقد انعكس ذلك جليا في الكلمات الرصينة التي أهدى بها كتابه (ذكريات من فاس) فقال إلى الأخوان الأعزاء بالمغرب البلد الجميل النبيل الأصيل (ذكر لنا يوما أنه شارف الستين ويود أن يقضي ما تبقى من العمر في (بلادنا) كما يحلو له أن يسميها واستشهد بقول الشاعر: يجوز أن تبطئ المنايا والخلد في الدهر لا يجوز وقال: (لئن غادرت المغرب، فان ملامحها وذكراها قد استقرت في الفؤاد). وعندما علم أهل المغرب برغبته في العودة نهائيا صعب الأمر عليهم وسارعوا بالذهاب إلي داره لإثنائه عن قراره، وكانوا في مستوى من الذكاء والتأدب بأن يطلبوا منه عاما واحدا ، وكانوا يعلمون أن من السهل على الأستاذ أن يتقبل العام إرضاء لبلد يحبه في شخوصهم فوافق ولكن ما أن ينقضي العام إلا ويتكرر نفس المشهد. وبهذه الحيلة استطاعوا أن يبقوا على الأستاذ عبد الله الطيب خمس سنوات أخرى، وعندما أخذ منهم موثقا وعهدا بأن يخلوا سبيله إذا وافق على قضاء آخر تلك السنوات، لجأ المغاربة إلى وسيلة أخرى للتمسك به وذلك من خلال مهرجانات أصيلة الثقافية ومن خلال الدروس الحسنية التي كان يقيمها صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني سنويا طوال شهر رمضان العظيم. وقد خلف الأستاذ عبد الله الطيب تراثا ثقافيا وسمعة طيبة ووجها مشرفا للسودان ببلاد المغرب. وكم كانت لفتة بارعة من رابطة خريجي الجامعات المغربية بالسودان عندما كرمت الأستاذ بقاعة الشارقة عند بلوغه الثمانين ، ولعلى أطمع هنا أن تتبنى الرابطة جمع ذلك التراث المقدر وهم أهل لذلك وأولى بذلك والكثير كانوا على صلة وثيقة بالأستاذ وان جاز لي أن أذكر البعض من باب المثال لا الحصر، فأنني اذكر منهم الأستاذ الشاعر جعفر محمد عثمان المستشار الثقافي بالمغرب، |
.
صوره للبروف بفندق الهلتون بالرباط من ارشيف الزميل / عمر عبد السلام
| |
|
|
|
|
|
|
|