تدعوكم غدا عميدة كلية الآداب- جامعة الخرطوم د. انتصار صغيرون الزين الساعة 11 صباحا بقاعة الشارقة- جامعة الخرطوم وجميع المهتمين لحضور الاحتفال بذكرى الإنسان النبيل،المفعم بالوجدان، الأكاديمي المؤرخ المدقق، السياسي المبدئي والمثابر لـ إحياء الذكرى الخامسة لرحيل المؤرخ البروفيسور/ محمد سعيد القـدّال .
01-10-2013, 01:03 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
الرحمة والمغفرة لأستاذنا القديم البروفسيور محمد سعيد القدال أستاذ التأريخ بأداب جامعة الخرطوم الذى رحل محرم 1429 هجرية . كان الراحل المقيم بعلمه وتواضعه مدرسة نوعية فارقة فى كتابة وتدريس التأريخ ويحمد له كثيرا أنه غذى المكتبة السودانية بأكثر من ثمانية مؤلفات حول التأريخ الوطنى فى مراحل محددة تحديدا تأريخ المهدية الإقتصادى تمتاز برصانة المنهج وصرامة التناول بدرجة لاتكاد تلحظ عبرها الاثر الحزبى الذى يعتنقه فى صبغ كتاباته بأى إنحياز أيدليوجي قد يقود إلى تزييف حقيقة تاريخية لأجل لى عنق الحقيقة .وكان رحمه الله شديد التعلق بتأريخ وطنه فى عصور شتي تحديدا فترة دولة المهدية 1885-1898 وهى دولة شيدها أجدادنا من شتى قبائل وجهات السودان عبر تضحياتهم بالارواح والدم وغير ذلك . لقد ذكر د. القدال قديما انه قد كتب مؤلفه المقتضب ( المهدى:لوحة لثائر سوداني )نتيجة إنفعال عارم انتابه فى أروقة المكتبة الرئيسية بجامعة الخرطوم – سقاها الطل – لعدم وقوفه على مؤلف عن المهدى فى اروقتها المكتنزة بالمعرفة الثرة مقابل وجود اكثر من خمسة مؤلفات عن غردون باشا بتلك المكتبة شديدة الثراء والمتعة –حياها الغمام- وهذه المكتبة جامعة الخرطوم تحتاج للكثير من الكتابة عنها فقد كانت شريان عافية يغذى العقول بالمعرفة وكانت تفتح من السابعة صباحا حتى الحادية عشر ليلا كما كانت تغلق يوم العيد فقط .!!!) إنسانيا يمتاز الراحل الجليل بتواضع شديد فى عصر شديد التكبر إلى جانب البساطة والزهد فى الملبس وسرعة الإلفة مع المتحدث مهما كان مقامه الطبقى والمعرفى ....
01-10-2013, 06:36 PM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
لقـد أصبت كبد الحقيقة فالمرحوم العالم لم يكن فى يوم الأيام متعصبا ولا دوقماتيا فى طروحاته. ولم يخلط فى يوم من الأيام بين معتقداته ودروسه.
Quote: تمتاز برصانة المنهج وصرامة التناول بدرجة لاتكاد تلحظ عبرها الاثر الحزبى الذى يعتنقه فى صبغ كتاباته بأى إنحياز أيدليوجي قد يقود إلى تزييف حقيقة تاريخية لأجل لى عنق الحقيقة
كان أمـينا فى الطرح والتناول. سـلس الأسلوب لايستفز أحـدا فى إسـتشهاداته حتى لتراها تنسال فى إتساق مع توقعات المتلقى لفوريتها ومباشرتها وصدقها وأسلوبه فى الطرح دون إسـتفزاز أو تحدى. وإنما هى تعابير منتقاة قصدها الإفهام. أما التفاسير فمتروكة للقارئ أو المستمع.
عـزاء الوطـن فيمن خلف من مـؤلفاته الكثر وطلابه الأوفياء وما ترك من مثال فى المثابرة والتضحية والأمانة
ولك الشـكر ياصـديقى
01-10-2013, 06:47 PM
احمد الامين احمد
احمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782
تحية بروف : عبدالرحمن إبراهيم محمد . تحية الاخ زهير عثمان الرحمة والمغفرة للراحل المقيم محمد سعيد القدال ... د. محمد أحمد محمود المحاضر السابق بشعبة اللغة الإنجليزية جامعة الخرطوم وصاحب التأليف الثر فى الفكر الدينى يكتب قديما :
Quote: في رثاء القدال
د. محمد محمود
بموت محمد سعيد القدال فقدنا مثقفا تقدميا متميزا التحم عمله الأكاديمي بهمه السياسي التحاما وثيقا وظل يثري حركة الفكر في السودان بهمة لا تفتر ونشاط لا ينقطع إلى لحظة غيابه . وهذا الالتحام الوثيق بين الخطاب الأكاديمي بتقاليده العلمية وبين الخطاب السياسي بطروحاته والتزاماته كان عند القدال التحاما طبيعيا ، لا ينطوي على تكلف أو اصطناع أو اختزال . ولأن الالتحام بين الأكاديمي والسياسي لم يكن عند القدال مجرد أمر شاغل يومي مباشر لا يفتأ يضغط بثقل عبئه الصارم (وهو ثقل وعبء أضحى على وجه الخصوص خانقا بل وقاتلا منذ يونيو 1989) وإنما أيضا أمر تفكير في المستقبل وأمر انحياز للمستقبل فقد كان من الطبيعي أن يكون القدال صاحب مشروع فكري . ولأنه كان صاحب مشروع فكري فقد كان صوته متميزا بين المؤرخين المعاصرين لتاريخ السودان ، صوت جعله صاحب مدرسة في المدرسة التاريخية السودانية . ومايلخص مشروع القدال الفكري هو تطبيقه المرن والخلاق للرؤية الماركسية للتاريخ أو المادية التاريخية على مادة التاريخ المعاصر للسودان . وفي تقديري أن الإنجاز الأساسي للقدال في هذا المضمار كان دراسته للمهدية ، الحركة الأهم في تاريخنا المعاصر التي ما زالت تلقي بظلها على واقعنا بكل مناحيه حتى يومنا هذا . واهتمام القدال بالمهدية لم يكن في رأيي نابعا فقط من حسه المهني كمؤرخ ، وإنما أيضا من حسه الكبير كمثقف ثوري يعمل من أجل التغيير ويرى في فهم المهدية وتحليلها وتفكيكها حلقة هامة من حلقات تأسيس وعي تغييري . ومسألة الوعي هذه ومركزيتها أدركها القدال ليس فقط في حالة مشروع الثورة السودانية في زماننا الراهن وإنما أيضا في حالة الثورة المهدية . وبهذا الصدد سبق أن كتبت الآتي في استعراضي لكتاب القدال (الإمام المهدي : لوحة لثائر سوداني) (الخرطوم : مطبعة جامعة الخرطوم ، 1985) : " خطة الكتاب تعكس منهج د. القدال في تناول الظاهرة التاريخية ، فالقيمة التاريخية لفعل الفرد تنبع من تداخل هذا الفعل مع السياق التاريخي الاجتماعي العام الذي يعيش الفرد في ظله . وبالتالي وحتى نفهم الفعل التاريخي للفرد لابد أن نستوعب طبيعة الجو التاريخي الذي تنفسه ، إذ أن ذلك يتيح لنا معرفة مختلف المؤثرات التي شاركت في صياغة تكوينه النفسي وتشكيل ذهنه . وهكذا فمنهج المؤلف يؤكد أولوية الواقع التاريخي الملموس في النظر للفعل الفردي ، إلا أنه لا يختزل ذلك لمادية مبتذلة تتجاهل تعقيد الواقع الاجتماعي من ناحية وتعقيد الواقع النفسي من ناحية أخرى . فمن العبث أن ننكر الصلة القائمة بين الوعي وبين الواقع العيني بكل ما يمور به . إلا أن المشاكل تبرز عندما نفحص طبيعة هذه العلاقة ، فهناك موقف يعبر عن اختزال تبسيطي يرى في الوعي انعكاسا آليا للواقع العيني وبالتالي يكون الوعي محكوما بتبعية جوهرية تلازمه دائما ، لا فكاك منها . ويقابل هذا موقف آخر يؤكد إمكانية استقلال الوعي ، وخاصة عندما يعبر عن نفسه كإيديولوجية ، بل ويذهب إلى إمكانية إنقلاب هذا الوعي على الواقع العيني بهدف إعادة صياغته . " (الأيام الثقافي ، 14 سبتمبر 1985) .
ولفد تبنى القدال الموقف الثاني الذي يؤكد على قدرة الوعي على الانقلاب على الواقع وإعادة تشكيله . وبذا فإن منهج القدال عكس ذلك التوتر الجدلي الدائم في حركة التاريخ أو ما تسميه أدبيات الماركسية بجدل الضرورة والحرية . فهو لا يفتأ يحدثنا عن " البنية الاقتصادية – الاجتماعية " ويجتهد في الإمساك بخيوط هذه البنية وتحليل عناصرها ، إلا أنه يؤكد في نفس الوقت على عنصر الحرية والإرادة البشرية في سعيها الدائم لتغيير هذه البنية وخاصة عندما تستند هذه البنية على استلاب الإنسان وتغريبه عن إنسانيته . وانحياز القدال لقضايا التغيير والعدل والمساواة لم يكن انحيازا طبقيا ، إذ أنه لا ينتمي طبقيا للمسحوقين والمعدمين والمهمشين . وهو في هذا لا يختلف عن غالبية مثقفي السودان ومثقفي البلاد الأخرى الذين انحازوا لبرنامج اليسار بفعل انحياز أخلاقي لأنهم يرفضون ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ويسعون لبناء عالم ينتفي فيه هذا الظلم . ولقد دفع القدال ثمن انحيازه للتغيير ولعالم أكثر إنسانية سجنا وتشريدا في ظل نظامى نميري والبشير . إلا أنه ظل ثابتا ، يقدم العطاء تلو العطاء . ويظل ما حققه القدال لبنة صلدة من لبنات التغيير . ويظل ما أثاره من مسائل وقضايا زادا فكريا ثرّا لكل المهمومين بقضايا التغيير .
محمد محمود
محاضر سابق بآداب الخرطوم
01-11-2013, 07:17 AM
عبدالرحمن إبراهيم محمد
عبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة