عبدالله رزق [email protected] ومع بدء قمة الرئيسين سلفاكير وعمر البشير فى العاصمة الاثيوبية ، اديس ابابا ، امس، التى تجرى فى مناخ يتسم بتجدد التوتر بين البلدين ،كما لاحظت وسائل الاعلام ، أعرب كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم ،عن شكوكه في أن تؤدي تلك المباحثات إلى حدوث أي تغير إيجابي في الأزمة، متهما السودان بالقصف الذي تعرضت له أراضي جنوب السودان مؤخرا.وقال فى مؤتمر صحفى قبيل انعقاد القمة ،إن التحكيم الدولي قد يساعد البلدين على حل النزاعات بطريقة سلمية، لكن ذلك سيتطلب موافقة الجانبين على التفاصيل. وقد تأجلت القمة ،التى كان مقررا لها يوم الجمعة ، لتنعقد يوم امس السبت ، كدلالة على عمق الخلافات بين الجانبين، والتى ربما انعكست مجددا فى شكل خلاف على اجندة القمة ، اذ ان ذلك كان شأن اجتماعات الطرفين على المستوى الوزارى ، ممثلا فى اللجنة السياسية الامنية المشتركة، التى فشلت ثلاث مرات على التوالى، خلال اجتماعات عقدتها فى كل من جوبا والخرطوم واديس ابابا.ويبدو انه لم يطرأ اى تعديل فى موقف اى من الطرفين حول القضايا موضوع الخلاف( ابيى، المناطق الحدودية الاربع المتنازع عليها، البترول، علاقة الجنوب بالحركة الشعبية لتحرير السودان -قطاع الشمال ...الخ)، الامر الذى من شأنه ان يضعف اى احتمال بان تكون هذه القمة هى اخر قمة بين البلدين ،حول قضايا مابعد انفصال الجنوب .ومن المتوقع ان تمتد اجتماعات القمة ، التى بدأت امس السبت الى اليوم الاحد ، وفق مصادر ديبلوماسية، فى العاصمة الاثيوبية ، وفق ماورد فى وسائل الاعلام .فبينما تصر الحكومة السودانية على ربط استئناف تصدير نفط جنوب السودان بتنفيذ الاتفاق الامنى، فان جنوب السودان يرفض مناقشة البنود التى يقترحها السودان فى الاطار الامنى، والتى يتقدمها فك ارتباط الجنوب بالحركة الشعبية قطاع الشمال، او سحب الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين لجيش جنوب السودان، او تجريد منسبيها من السلاح، وفق مايتواتر من افادات المسؤولين بالخرطوم.. وقد قدم الوسطاء الدوليون مقترحا جديدا للقمة يقضى بفك الاشتباك بين الاتفاق الامنى واتفاق البترول، وعدم رهن تنفيذ الاخير بانفاذ الاول ،وهو مقترح سبق ان طرحه المبعوث الامريكى السابق برنستون ليمان، ورفضته الحكومة السودانية ، ويتوقع ان تجدد رفضها له مرة اخرى.ويمثل هذا الربط بين الاتفاقين الامنى والبترولى ،ورقة الضغط الوحيدة التى تمتلكها الحكومة السودانية ، لحمل حكومة جنوب السودان، على تقديم تنازلات ملموسة فى الملف الامنى والملفات الاخرى . وعلى الرغم من تراجع الحكومة عن موقفها الرافض لمقترح مبيكى حول ابيى ، الا ان تلك التحفظات ، والتى قد تشمل بنودا اهمها اهلية السكان المعنيين بالمشاركة فى الاستفتاء لتقرير تبعية ابيى للشمال او الجنوب، وتوقيت اجراء الاستفتاء ،والالية المشرفة على عملية الاستفتاء، اذ ان مقترح مبيكى يتأسس على استبعاد قبيلة المسيرية من عملية الاستفتاء ، وانفراد دينكا نقوك بحق تقرير مصير المنطقة.فى هذا الصدد ،تراهن الحكومة على تجاوب القمة الافريقية ،المقرر عقدها هذا الشهر، او تفهمها ،للموقف السودانى من مقترح مبيكى الذى امن عليه اجتماع لمجلس الامن والسلم الافريقى ،مؤخرا. ويواجه البلدان اوضاعا اقتصادية متأزمة ، غير ان تقديم تنازلات ملموسة من قبل الجانبين ، بجانب حوافز من المجتمع الدولى ، هى الكفيلة باخراج المفاوضات من الطريق المسدود الذى انتهت اليه. ويبدو الجنوب، حتى الان ، فى وضع افضل نسبيا من السودان،فى "المباراة الاقتصادية" بين الطرفين، بفضل ما تيسر له من موارد مالية من الخارج لتغطية احتياجاته ، وسد العجز الناتج عن توقف صادرات البترول ،وهو امر تعذر على السودان ، بسبب علاقاته الخارجية المأزومة ، من ناحية والعقوبات الامريكية التى تحد من تعاملاته مع الخارج، من الناحية الاخرى. ووفى وقت سابق سادت توقعات بشأن قدرة اى من الطرفين على الصمود لوقت اطول ، فى مواجهة الانهيار الاقتصادى الذى يتهدد البلدين.ويبدو ان الجنوب، نفسه، يراهن على فعل الازمة الاقتصادية ، بجانب الازمات الامنية والسياسية الاخرى،فضلا عن الضغوط الخارجية، فى تعديل مواقف الحكومة التفاوضية،وهو مايمكن ان تحدده مخرجات القمة الحالية . وفى بيانات اصدرتها عشية القمة ، حثت كل من الامم المتحدة والاتحاد الافريقى والاتحاد الاوروبى ، الى جانب الولايات المتحدة ، البلدين لتجاوز خلافاتهما والوصول الى حلول نهائية بشأنها فى قمة الرئيسين.وهو مايمكن اعتباره مؤشرا على وجود تصميم من المجتمع الدولى ،للضغط فى اتجاه ان تكون هذه القمة اخر مفاوضات البلدين على هذا المستوى ، ماقد يعنى ان من شأن فشلها ان يقود الى التفكير فى بدائل اخرى لتسوية تلك الخلافات ، من بينها التحكيم الدولى الذى اشار اليه كبير مفاوضى جنوب السودان ، باقان اموم. إنهاء الدردشة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست