الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 07:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2013, 05:10 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . (Re: Ridhaa)


    واصلنا سيرنا إلى الداخل السوري لنصف ساعة أخرى كنا
    نستمع فيها لدوي انفجارات يهز الجبال التي كنا نسير خلالها ولا نعلم مصدره ، خلال الطريق رأينا آثاراً منتشرة لقواعد إمداد خلفية يبدو أنها للجيش السوري الحر من خلال البستهم الملقاة على الأرض.
    بعض الخيام لا تزال منصوبة ، وبها بقايا طعام وجوالات للطحين ،وأحذية بما يشبه (البوط) وأسلحة بعضها بيضاء وبعضها خفيفة لكنها خَرِبة...!
    تقدمنا قليلا بعد أن قمنا بالتصوير ، فالتقينا بأحد عناصر الجيش الحر قال لنا إن هذه المواقع بمثابة خطوط امداد خلفية بالفعل يلجؤون إليها بعد عناء معارك ضارية مع رجال الأسد قبل سيطرتهم على غالبية البلدات التي باتوا يسيطرون عليها كما يقولون.
    حذرنا الرجل من الاستمرار في ذات الطريق لما وصلهم من
    إشارات ومعلومات عن كمين مرتقب لما يعرفوا بالشبيحة يمكن أن تحدث خلاله اشتباكات عنيفة وتراق فيه الكثير من الدماء ،
    فكرت لوهلة في طرح اقتراح على من كانوا معي بتغطية هذاى الحدث ،فقد كنت أتمنى رؤية الشبيحة على الطبيعة ،وربما الحظي بسبق تغطية تلك المعركة ، لكن لهجة الحسم التي سأل بها زميلي المصور عن الطريق الآخر لغت كل محاولاتي لإقناعهم ، فهو يعرف تماما ماذا أريد ..؟وكيف أفكر...؟
    رائحة الموت....!
    قرار الجماعة فرض علي الاتجاه إلى الطريق الآخر الذي أرشدنا إليه أحد عناصر الجيش الحر ، بالتنسيق مع أفراد كتيبته للقاءانا هناك.
    بالفعل ذهبنا معهم إلى بلدات منطقة ريف جسر الشغور وهي بكساريا وبداما وعين البيضا وخربة الجوز وغيرها من البلدات التي يسيطر عليها الجيش الحر .
    شوارع تلك البلدات تحكي قصص معارك لم يمر عليها وقت طويل، فلا تزال الدماء باقية على جنبات الطريق ، ورائحة الموت تزكم الأنوف في كل مكان ، ولا تزال الشعارات المؤيدة للأسد باقية على جدرانها رغم انتشار علم الثورة بين مبنىً وآخر من المباني القليلة التي صمدت وسط كل ما يحيط بها من ركام وأنقاض...!
    قصص النسوة ...!
    لا كهرباء في هذه البلدات ..ولا ماء إلا من القساطل الموجودة في أطراف كل بلدة ، أما الطعام فيقتصر على ما تخبزه النسوة من الطحين القليل الذي يحضره لهن الجيش الحر لإطعام أطفالهن ورجال الحي.
    بين نارين تعيش هؤلاء النسوة نار الخوف ونار الحاجة،
    كانت أحداهن تخبز على فرن صغير بجوار بيت مهدوم ، وهي لا تدري أي نار تُسوِّي عجينها ، اقتربت منها لأتحدث إليها فرفضت، كما رفضن غيرها لأن غالبية البلدات التي نزحن منها لم يُحسم فيها الموقف على الأرض لأي من أطراف النزاع بعد.
    ابلغتها أنني جئت إلى هنا لمساعدتها وسجلت لها وعداً بعدم
    القيام بما يمكن أن يؤذيها فاتفقنا أن أخفي وجهها قائلة والدموع ترغرغ في عينيها :
    "والله لو شافوني بيقتلوا اولادي بيكفي مات زوجي ما باقيلي غير أولادي، وهما قوة واحنا ضعاف بس تكالنا على الله"
    حاولت طمأنتها مرة أخرى بأنها مثل أمي ولن أخلف وعدي
    معها أبدا ، اطمأنت إلي نسبيا فذكرت أنها نزحت من جبل الاكراد إلى هنا لأن الجيش الحر يسيطر على هذه المناطق التي يجدونها أكثر أمانا من غيرها وإن لم يكن ذلك كافيا للشعور بالأمان كما روت لي،
    فطائرات النظام تقصف المباني بين وقت وآخر واحتمال الخطر يبقى موجودا لكنه أقل من ضيعتها على حد قولها ، سألتها عن الوضع في جبل الأكراد وأبلغتها أنني أفكر في الذهاب إلى هناك،
    لكني تفاجأت بردة فعلها إذ احتضنتني وظلت تبكي بحرقة لا
    أعرف سببها وما إن هدأت قليلا إلا وقالت : "انتي مش قلتيلي أني مثل أمك بالله عليكي لا تروحي هونيك أكيد أمك بتنطر رجعتك ارجعي لأمك يا ابنتي اسمعي كلامي لاتروحيلها خبر الله يرضى عليكي ارجعي" اختتمت حديثها ويد تمسح دموعها المتساقطة والأخرى تربت بها على كتفي ذهبت اتجول في المنطقة لرصد الاوضاع هناك ولقاء أناس
    أخرين، فإذا بشابة عشرينية تقلب الملابس في مياه ساخنة حد
    الغليان موضوعة في اناء فوق جمرات الفحم، بينما تحاول ابعاد صغيرها الذي لم يتخطى العامين عن نار الفحم المشتعلة كما دوخلها ،
    سألتها عما تفعل قالت لي إن هذه وسيلتها الوحيدة لغسيل
    الملابس ، اسمها أم أحمد زوجها انضم لصفوف الجيش الحر ، روت لي أنها جاءت من جبل التركمان بسبب الاشتباكات
    العنيفة الدائرة هناك ، أما عن حالها هنا فقالت إنها تفترش الأرض لتنام وصغيرها كل ليلة وهي مسكونة بالخوف ،
    وأنها لا تزال تحزم حقائبها استعدادا للرحيل في حال تجدد
    أعمال العنف في هذه المنطقة ، فالجيش السوري عندما يحاول استعادة منطقة تمكن الجيش الحر من السيطرة عليها يكون أكثر شراسة من أي وقت مضى ..!
    حصيلة اللقاءات..!
    خرجت من لقاءاتي بالنازحين في الداخل السوري ببؤس
    الحال، ونقص المعونات مع حلول فصل الشتاء ، ومن لقاءاتي بقيادات الجيش الحر في هذه الأماكن خرجت بشكاوى متكررة بنقص الذخيرة أو وصول أسلحة فاسدة عن طريق بعض محاولات الاختراق لصفوفهم من قبل من يصفونهم بالمُندسِّين ممن يدَّعون أنهم انشقوا من صفوف رجال الأسد لينضموا للجيش الحر ويكونوا بمثابة نواة لتسريب المعلومات ما يسهل عليهم مهمة ما يطلقون عليه القضاء على الإرهابيين.
    أموات على قيد الحياة...!
    غربت شمس هذا اليوم الحافل بأجواء الخذلان والانهزامات،
    وحل الليل معتَّقاً بسديم عتمة واقع كان لابد من فراقه
    فما أصعب شعور هؤلاء الناس بالمنفى في أرض الوطن ، ليعيشوا حياتهم بطعم الشتات وسط أكوام الخراب ، لا يتحدثون إلا إذا لزم الأمر لكنهم في ذات الوقت يتقاسمون همومهم كل ليلة كما يتقاسمون خبزهم ، ولو بمجرد نظرة مواساة ومؤازرة يتبادلونها مع بعضهم البعض..
    هم يـتـشـبـثون بآخر خيوط الضوء وهي تصارع احتضار النهار ..وفي الليل ينتفضون كالريح خوفا من المجهول الذي قد يحمله لهم فجر يوم جديد.
    هي قصص أموات على قيد الحياة ، واقعهم أكثر قساوة من
    سرده، وقد تعجز حروف كل لغات العالم عن وصفه كما هو.
    طريق العودة...!
    عدنا في طريقنا كما أتينا ، ظللنا نسير ونسير ليلا في
    ذات الطرق الجبلية الوعرة ولا نكلم بعضنا البعض ، لا صوت إلا لأقدامنا عندما ترتطم بحجر أو صخرة تكاد توقع أحدنا أرضا وسط الظلام الدامس ، فالضوء كان ضمن الممنوعات المُحرَّمة علينا في هذه الرحلة ، ولو كان نور جهاز "موبايل" لأنه سيجعل منا هدفاً لا محالة.
    كلما تعبنا جلسنا لدقائق للارتياح قليلا، ومن ثم المواصلة
    حتى عدنا بأمان وإلى هنا أكتفي بهذا القدر من نقل معاناة المدنيين السوريين العُزّل الذي هم ضحايا هذه الأزمة. وأخيرا أعتذر لما سببته لكم من ألم عن غير قصد ،رغم أن الواقع كان أكثر قساوة مما يمكن أن تتخيلون لكن هذا ما تفرضه علي واجبات مهنة البحث عن المتاعب...! ودمتم

    http://www.sudantodayonline.com/articles.php?action=showandid=1011
                  

العنوان الكاتب Date
الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 04:24 AM
  Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 05:08 AM
    Re: الحدود السورية التركية - رفيدة ياسين . Ridhaa03-13-13, 05:10 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de