|
Re: حوار عبد العزيز حسين الصاوي (Re: Gafar Bashir)
|
الاستاذ عبد العزيز الصاوي سلامات كتب عبد اللطيف خليل في بوست آخر يفيد بردتك "الردة" بمفهومها الاسلامي وهي اشارة الي كونك تناولت ظاهرة "السائحون" باحترام غير مستحق وايجابية بدلا عن زمهم وزجرهم باعتبارهم طرف من اطراف النظام القائم لعبوا دورا دمويا في تثبيته وارساء دعائمه فهم بالتالي مستحقين للادانة واي تراجع عن ذلك خاصة من قبل اشخاص في قامة الاستاذ الصاوي يعتبر ردة. اعتقد ان هذا ما عناه الاستاذ عبد اللطيف وقد كتبت تعليقا علي ذلك في نفس البوست دون الاطلاع علي المقابلة التي تفضلت بنشرها هنا في هذا البوست. سأقوم بنقل التعليق الي هذا البوست واتنمني ان يتح زمنك الفرصة للاطلاع والتعقيب عليه.
Quote: الاستاذ عبد العزيز الصاوي لم يتعامل مع المعطيات السياسية الآنية التي يشكل فيها تسجيل الموقف السياسي وتثبيته اعلاميا عاملا مهما واساسيا. الاستاذ عبد العزيز الصاوي يتناول البعد الاعمق للظاهرة السياسية اي الخلفية السيولوجية والعوامل الكامنة وراء الظاهر السياسي و اشكال التمظهر الاخري. فهو يري ان الديمقراطية غير ممكنة من غير اساس ترتكز عليه وذلك الاساس هو الاستنارة وتموطن الفكر المستنير في المجتمع السوداني. حدد الاستاذ الصاوي مصادر الاستنارة في المجتمع السوداني في دخول الحداثة عبر الاستعمار ونظم الادارة السياسية والاقتصاد الحديث. ثم التأثر بحركة التنوير في مصر. مصدر للمارسة يتمثل في منظمات المجتمع المدني بحكم اساليب عملها الديمقراطية. والمصدر الرئيس الذي ارتكزت عليه حركة الاستنارة في المجتمع كان التعليم. يري الاستاذ ان هذه المصادر تعطلت وقلت حيويتها في ضخ المفاهيم والممارسات المستنيرة في المجتمع وهي الاساس الذي تحتاجه الديمقراطية للاستدامة. واهم اسباب تعطلها هو التدهور المريع الذي حدث في التعليم بالبلاد. فالحكومة الحالية عملت علي تخريج اجيال من شبه المتعلمين والمعسكرين الذين اقرب الي المجاهدين منهم الي مهنيين مستنيرين يقوم بلعب دور الطبقة الوسطي الفاعلة في المجتمع. هذا هو حكم الاستاذ الصاوي علي التعليم في السودان. فالتعليم قد انهار تماما بانهيار نوعيتة وقدرته حتي انتجاج الفنيين ممن يتمكنوا من ادارة عجلة الافتصاد الحديث وتعقيداتها الفنية والتقنية ناهيك عن مثقفين. التعليم ذو النوعية الجيدة متوفر في المؤسسات التعليمة الخاصة باهظة الثمن وفي الخارج. هذه المؤسسات غير متاحة لعامة الشعب السوداني خاصة في ظل تدهور الاوضاع الاقتصادية وتدهور عدالة التوزيع. يري الاستاذ الصاوي ان الفئة الوحيدة التي تتاح امامها فرصة التعليم الجيد هي فئة الاسلاميين نفسهم. ابنائهم توفرت لهم فرص جيدة في التعليم الحديث الجيد بما في ذلك اجادة اللغات الاجنبية والتواجد في الدول المتقدمة والاطلاع علي احدث ما توصل اليه التقدم التكنولوجي وخلافه من المعارف الحديثة. فهذه الامكانات اصبحت متوفرة عند ابناء الاسلاميين والطبقة الخادمة لهم. فالاستاذ الصاوي يري ضرورة لفتح الحوار والاقتراب من هذه الفئة جيدة التعليم ويري ضرورة فتح الحوار مع المستنيريين من الاسلاميين ممن ادركوا بحكم جودة تعليمهم واطلاعهم علي ما يدور في العالم من حولهم ان لا سبيل لهم لتحقيق طموحاتهم ليست السياسية فحسب بل حتي في ادارة جيدة لمؤسساتهم في ظل استمرار الاوضاع الحالية. أي ان النظام وصل مرحلة اصبح فيها لا مصلحة لاعدائه ولا لانصاره في استمراره ولذلك يمكن فتح الحوار مع الفئات هذه او المستنيرين منهم. الاشكال الذي كان يجابه الاستاذ الصاوي ان ابناء الطبقة الاسلامية المتعلمين ممن تلقوا تعليما جيدا بالداخل والخارج وهم الذين تنطبق عليهم تحليلاته قد كرسوا سنوات تخرجهم للجهاد والحرب والعسكرة والفكر السلفي. وكان يمكن الاحتجاج علي الاستاذ الصاوي ان التعليم الجيد الذي تلقاه ابناء هذه الطبقات قد افضي الي هوس وليس الي استنارة ومعارف فنية وتقنية. الآن حدث تطور كبير فحواه ان هذه الفئات تجمعت وحسب تقديري في استراحة المحارب التي وفرتها لهم سنوات نيفاشا الست. والغالبية العظمي منهم قد التحقت بمؤسسات العمل المختلفة بحكم تعليمهم وسهولة وصولهم اليها واستقروا ويكاد جميهم انتظموا في الحياة غير العسكرية والعائلية العادية. هذه الفئة سمت نفسها السائحون وخرجو بهذا البرنامج والبرنامج اذا اطلعت عليه بتمعن تجد انه لا يقل لبرالية في منظوره العام عن حتي برنامج الفجر الجديد ويؤمن علي الديمقراطية ومحاربة الفساد وعدالة توزيع الثروة والسلطة ويطالب بالحقوق الثقافية لجبال النوبة والانقسنا ويرفض احادية الانتماء السوداني. فظهور هذا البرنامج اللبرالي لهذه الفئة هو الذي استوقف الاستاذ عبد العزيز الصاوي وكأنه يؤكد ماذهب اليه من هذه الفئة هي بالفعل التي توفرت لها الاستنارة عبر التعليم الجيد وانها بحكم تعرضها للاشعاع الاستناري اكثر من غيرها مؤهله للعب دور اكبر وها هي تفق من غفوة الجهاد والنهج الظلامي. حسب قرائتي لتؤكد ماذهب اليه الاستاذ الصاوي. أعتقد ان هذا ما عناه الاستاذ عبد العزيز الصاوي. |
الرابط الي بوست عبد اللطيف: ( رِدّة ) عبدالعزيز حسين الصاوي (!)
مع الشكر والتحية
|
|
|
|
|
|
|
|
|