|
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا (Re: عبدالله عثمان)
|
في ذلك اليوم تحرر الجمهوريين من سجن الفكرة أم من سجن السلطة د.كرار التهامي
لفت نظري مقال رائع سطره يراع د. حيدر بدوي قبل شهرين أو ينيف عن التجربة الفكرية للاخوان الجمهوريين وانخذال بعضهم أمام جائحات السياسة والعنف الفكري المضاد الذي واجه تجربة الجمهوريين . . . ومنذ أن خمدت شمعة تلك التجربة الجريئة كنت أتساءل بيني وبين نفسي وأسأل الآخرين عن عن مصير الفكر الجمهوري بعد النكسة السياسية الفكرية التي قطعت دابرهم وشتتهم في الآفاق بددا لقد كان الفكر الجمهوري صعباً وقاسياً على اتباعه واصدقائهم ومعقداًَ مستشكلاً على غير اعدائهم أو المتعاطفين معهم وسهل الاستهداف على خصومهم الذين سوقوا ذريعة ( ترك الصلاة )فشوهوا الفكر الجمهوري ونصبوا حوله شراك الهلاك دون أن يبذلو أي مجهود بين العوام أو حتى الغالب من الصفوة المتعلمة لكن الذين استبطنوا تلك التجربة وسبرو أغوارها أصبحوا (من المأثورين بها) على حد قول حسن مكي اديب الحركة الاسلامية وطائرها المغرد خارج السرب وجدوا بين ثنايا الفكرة الجمهورية أدباً اسلامياً ضليعاً وفكراً اجتهادياً جباراً وخلقاً سياسياً أقرب الى المثال واليوتيبيا من طبع الحركات السياسية طراً التي حمتها انتهازيتها ( وبراجماتيتها) من غوائل العداء والتصفية وجعلتها آمنة الى الابد او الى حين ولقد انعكست حيوية الاجتهاد الجمهوري في امور الدين والدنيا على غالب الفكر الاسلامي في السودان الذي قام أصلاً على المستوى التقليدي للمذهبية الاسلامية على فكرة الاستصحاب المرن كركن ركين من المذهب المالكي السهل الجوانب لكن الاخوان الجمهوريين حرروا النصوص من القبضة الصارمة للحركات السلفية من ضبابية الفكر السياسي الاسلامي الى وضوح في فقه الحياة وفقه العبادة - كان صحيحاً ام خطأ - كما انهم أدخلو صفات المبدأية المطلقة في فهم الظواهر الدينية والتربوية . كان الفكر الجمهوري شفافاً لدى الجمهوريين الموعودين بالفردوس القادم وغليظاً لدى خصومهم المحرضين على كسره وتصفيته وهيولياً معقدأ لدينا نحن الذين أحببنا في الجمهوريين مظهرهم المثالي وخلقهم العالي ووقفنا نتفرج من النافذة على تلاميذ تلك الحوزة الرفيعة المقام الذين كانو يخرجون منها كالملائك منسجمين مع انفسهم صادقين في اقوالهم وافعالهم ونتساءل كيف استطاعت مدرسة فكرية مطاردة ومحاصرة أن تغسل قلوب تلاميذها هكذا بالثلج والبرد وتقدم لمجتمعنا الذي امتلأت صحائفه بالعيوب وسوء الاخلاق بين الرجال والنساء وبين الرعاة والرعية، هؤلا الشباب الغر الأفاضل أصحاب السمت الأخلاقي والحفاظ المر والخلق الوعر أمثال سعيد الشائب وابراهيم يوسف ود. عصام البوشي وعمر القراي وعوض الكريم موسى ومحمد علي الدابي وعبد اللطيف عمر واحمد المصطفى الدالي وغيرهم من القائمة الطويلة . لقد فوجئت حين قرات مقال د. حيدر بدوي عن الجمهوريين الذين استتيبوا وايديهم مكبلة بالاصفاد بأنهم ضعفوا وتخاذلوا !؟ لكن ما كنت اعلمه ان لحظة رحيل الاستاذ محمود دخل الجمهوريين في المتاهة الفكرية التي فرقتهم شذراً مذراً وان الذين كانوا مكبلين بين جدران السجن المادي في كوبر او الذين كانو مسجونين طواعية في الفكر خارج الاسوار اصبحوا احرار وبلا هوية لان الفكرة حلقت بجناحيها مع جسد صاحبها ومؤسسها المناضل فالأصيل الذي يتلقى من الله كفاحا كان واحداً ولقد رحل( والسالك) الذي كان يمضي في دروب الوعد ومعه الجماعة الى فردوس المجتمع الجمهوري كان واحداً وقد سقط وسمعت من قال لي وقتها ان الاستاذ التقى بتلاميذه في الساعة الاخيرة في حضور السجان ليقرا وصيته عليهم واخبرهم بفداء المسيح المحمدي للاخوان وانهم في حل عن التبشير بالفكرة (وانه زمن الشريعة وليس زمن الحقيقة) لذلك لم يكن لديهم في لحظة الاستتابة ما يجاهدون من اجله.. واصابت الجمهوريين جميعاً ردة فكرية ونفسية وتباينت آثارها على التنظيم فمنهم من لازم بيته ملتحفاً رصيده الفكري والاخلاقي الذي لا ينضب ولو نضب الزمان امثال سعيد الشايب ومنهم من دخل في بيوت اعدائه ( من السلفيين) في توبة حزينة منكسة الرأس مكسورة الخاطر أمثال عوض الكريم موسى . . . . ومنهم من أصبح منحرف السلوك لا يأبه بعد كل ذلك النقاء والاشراق. فما الذي حدث أيها الاصدقاء الجمهوريين بعد أن توسدت الفكرة الثرى كيف نمت من جديد وعلى أي اصل فكري أو فرع فقهي ؟ ورحم الله محمود المهندس الفقير الذي وسع قلبه خير الناس كلها وجعل الفقر ثروة وعاش في بيت الجالوص الذي صمد أكثر من كل قصور الدنيا في وجه البغي والتصفية –ومضى يحمل صليب عذابه الاليم كالمسيح . . نعم السياسي الوحيد الذي لم يختبئ من سجانيه وجلاديه ومشى معهم مرفوع الرأس يد بيد وكتفاً بكتف من سجن الى سجن ومن حكم الى حكم ومن مقصلة الى مقصلة دون ان يلتفت وراءه أو ترمش له عين حتى لاقى ربه نقياً فقيرا وتركهم يموتون في شهواتهم ويغرقون في ترف الدنيا .
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/s ... 1088049133
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:14 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:18 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:18 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:19 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:19 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:20 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:20 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:21 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:22 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:23 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:23 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:25 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 08:26 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | علي الكرار هاشم | 08-28-09, 11:37 AM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 01:30 PM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 01:31 PM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 01:45 PM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | صديق الموج | 08-28-09, 03:26 PM |
Re: ما بين "بلجكة" كرار التهامي و"بدلة" أمين بناني: ضعنا | عبدالله عثمان | 08-28-09, 03:51 PM |
|
|
|