مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-03-2024, 09:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 08:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    د.عمر القَرَّاي لـلخرطوم الجديدة
    نسخة للحفظ نسخة للطباعة أخبر صديق اضف تعليقك

    ما ندعو إليه فيه خلاص البشرية كلها
    المسلمون في حاجة إلى ترك الإيمان الاستعلائي والمفاهيم التي قامت عليها دولة المدينة
    «محمود» داعية إصلاح كوكبي
    بدأ من السودان والأفق ممتدّ أمامنا

    ذهنبا لمحاورة د.عمر القرَّاي، وفي الخاطر صورة ذهنية قديمة عن الجمهوريين وعن القرَّاي، سيَّما أننا جئنا من بيوت اعتنق بعض أفرادها الفكرة الجمهورية، وطالعْنا كتب الراحل محمود محمد طه مع كتب المناهج المدرسية ، وأنشدنا (سلام أيها الإنسان) جنباً إلى جنب (نشيد العلم)، واستنشقنا طِيب الجمهوريين مع بخور الجلسات الخاصة. ثم مرت سنوات اختفت فيها تلك الجماعة، وإن بقيت لها الفكرة ولنا الذكرى، وشيء من استعراض الأخيرة جعل الفُضْلَى حرم القرَّاي تطمئنّ إلينا لتعبق الأجواء برائحة أزكت الذكرى، والقرَّاي لم يخيب ظننا، رجل معتدٌّ بما يؤمن، ولا يستطيع أن يمسك نفسه عن التجاوب مع كل شيء أمامه، وشيء من هذا جعل زوجته تضطر إلى سحب (طبق الحلويات) من أمامه حتى لا يزيد من ارتفاع معدل السكر في دمه. بدا القرَّاي أقل حماساً للحديث عن مجتمع الجمهوريين اليوم، ونحسب أن ما قاله يكفي.. إلى أن يحين الوقت؛ وقت الجمهوريين، وعندها تجد كل الأسئلة إجابات لها.. وأولها: (المهرجان متى؟)، وإجابته: (المهرجان هنا.. والآن؛ في بيت القراي).

    حوار: بكري المدني

    د.القراي، في بداية هذا اللقاء، حبَّذا لو تقدِّم لنا ملخصاً موجزاً عن الفكرة الجمهورية؟

    الفكرة الجمهورية تقوم على رؤية تقدم المستوى الأصلي للإسلام كمخرج للمسلمين وللبشرية كلها من خلال حل مشاكلها الحاضرة، ونحن نعتقد أن الفكرة الجمهورية أكفأ من كل الأفكار الدينية والعلمانية الأخرى المطروحة لحل إشكالات البشرية، والسبب أن الإسلام والقرآن الكريم يحوي كل المعاني الدالة على ذلك، وقد ورد في الحديث ما معناه إن القرآن الكريم فيه خبر ما قبلنا وحكم ما بيننا، والمشكلة أصلاً تكمن في التوفيق بين حاجة الفرد وحاجة الجماعة، وقد حاولت كل الأديان والفلسفات أن تحل هذا الإشكال، غير أن الفرد لم يسعد بحرية مطلقة، بينما الجماعة مشغولة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وهي معادلة صعبة؛ فالشيوعية قد نبذت حرية الفرد من أصل مصلحة الجماعة، وعلى العكس منها فعلت الرأسمالية، وهذا عجز واضح، بينما لم ير الراحل «محمود» و«الإخوان الجمهوريون» من توفيق إلا على أديم مبادئ الإسلام الذي يستطيع وحده تحقيق الحل؛ لأن فيه تشريع مفصَّل للفرد وللمجتمع لم يطرح من قبل ولن يطرح من بعد، وهناك الآن سؤال؛ لماذا يُتَّهَم المسلمون بالإرهاب؟، والإجابة في رأيي؛ لأنهم ركَّزوا على محاولة استحضار النموذج الذي تمَّ في دولة المدينة، والراحل محمود يرى أن تشريع دولة المدينة أخذ من فروع القرآن، بينما بقيت أصول القرآن المثلى بلا تشريع، ومجموع المجتهدين يروون عدم جواز الاجتهاد في الأمر الذي ورد فيه نص، وكل المجتهدين يأخذون النصوص المحكمة في الأحاديث والآيات، بعكس الراحل محمود، والذي كسر هذا الحاجز، وقال إن الإجتهاد يجب أن يكون فيما فيه نص!، وذلك لأن الحاجة أصلاً تكمن في الأخير، والاجتهاد في النص يوفر معرفة قيمة للإنسان. ومحمود، انطلاقاً من ذلك، دعا إلى بعث القرآن المنسوخ بدل القرآن الناسخ، والاختلاف أصلاً على المنسوخ وليس على الناسخ، لذا نحن مطالبون بالتفكير، وآيات الأصول أصلاً (عندها وقت)، وهذا الوقت بفهم محمود والجمهوريين قد حلّ، ومعرفة تشريع آيات الأصول يتم بالممارسة وليس بالقراءة، والله وَعَد بالمعرفة، وإسهام المسلمين يجب أن يكون إيجابياً في حل مشاكل البشرية التي باتت الآن في حاجة إلى السلام؛ سلام الفرد وسلام الجماعة. ومحمود طرح المعاني العميقة للعبادات، ومعروف أن للعبادات معان أعمق من الشعارات، ومنهج العبادة بعمق يجعل الفرد يتخلَّص من مخاوفه ويعيش في سلام ويقدم السلام للآخرين. لقد فشلت كل النظريات الداعية لهذا السلام في ملء حاجات الإنسان لأنها ترتبط بجهاز الحكم (السلطة)؛ سواءٌ بِطَلَبِها أم ممارستها، والإسلام يقدم حلولاً فوق السلطة وفوق طلب الرزق، وينهض برؤية للمَخرَج الذي تطلبه البشرية كلها، والمسلمون اليوم في حاجة إلى ترك الإيمان الاستعلائي والدعوة إلى الجهاد وضرب الآخرين والمفاهيم القديمة من أن المسلمين أعِزَّة، فالناس الآن أحرار، والدعوة تكون (بالتي هي أحسن)، وهي تمكن بقيام مجتمع إنساني وإسلامي أفضل، ومن هذا المنطلق فإن الراحل محمود داعية لإصلاح كوكبي بدأ من هنا؛ من السودان، والأفق ممتد، وهذا ما يعطي المسألة أهميتها الكبرى.

    دعوة بهذه الأهمية، كما ترى، وفكرة بهذا الحجم؛ (الإصلاح الكوكبي)، على من يقع عاتق نشرها بعد رحيل صاحبها؟

    الدعوة مسؤولية كل مؤمن بها، كما إن من واجب المثقفين إثارتها وبحثها.

    أفهم من ذلك، أن الأمر يتطلب وجود كيان من المؤمنين يتولى الدعوة، هل هذا صحيح؟

    نعم، الدعوة للفكرة الجمهورية تتطلب وجود كيان تنظيمي، ولكن الكيانات التي قامت بعد محمود استجهلت الحركة الخارجية، كما أرى، وكان الأفضل لها لو أنها استمرت في مجهود حواري مع الآخرين الذين لم يتحركوا معها.

    عفواً، ألم يقم الحزب الجمهوري أصلاً على هياكل تقوم بالعمل أثناء حياة محمود وبعده؟؟

    كانت هنالك لجنة تنظيمية ومكاتب تناقش وتجتمع وتقرر حتى حيال (إصدار كتاب)، وكان على رأس اللجنة التنظيمية سعيد الشايب، الذي كان الثاني في الترتيب في الجماعة، بعد الراحل محمود.

    من الطبيعي أن يضطلع الرجل الثاني بكل مهام الرجل الأول في كل جماعة في حال رحيل الأول، هذا الشيء لم يفعله سعيد، يرحمه الله، فما هي الأسباب برأيك؟

    سعيد كانت له وجهة نظره الخاصة، وكان يرى في الأمر مسؤولية دينية كبيرة، وقال؛ أنا لست في مستوى يؤهلني لقيادة هذا العمل، والعمل المناسب له كان حفظ مجتمع الجمهوريين، وهذا شعور ديني داخلي، ربما كان يعطيه الإحساس بأن الفكرة قد تتعرض للتشويه إن هو اضطلع بقيادتها!!

    إذا استشعر كل الجمهوريين شعور سعيد، فهذا يعني إحجاماً جماعياً دائماً عن الحركة؟

    الجمهوريون لا يمانعون من التحرك، ولا يمتنعون عن الحركة، ولكن هناك واقعاً عملياً وحواراً بين تيارات لم تختلف على فكرة الحركة، ولكن الاختلاف على التوقيت، والبعض يرى أن الوقت قد حان، وبالفعل قدموا بعض النشاطات في الجامعات، وأنا ومعي آخرون نرى ان الحركة تتطلب إعداداً ونقاشاً قبل الخروج على الناس مرة أخرى.

    نقاش في ماذا، هل ثمة مراجعات في الفكرة نفسها مثلاً؟

    لا توجد مراجعات إلا في حدود جدة الواقع، أما المسائل الجوهرية فلا إختلاف عليها بين الجمهوريين، والذين يَعتبر كل فرد منهم أن الفكرة فكرته لكثرة الجلسات والنقاشات والقراءات التي تمت لها، وهذا ما يجعل كل جمهوري على استعداد دائم للنقاش والدفاع عن الفكرة، وقد تُقبل أساليب العمل بعد المراجعات، ولكن دعني اؤكد لكم أنكم لو انتظرتم حتى أولاد أولادكم فلن نغيِّر في جوهر الفكرة الجمهورية، ولن نتغير عنها، والراحل محمود ليس مثل الترابي أوالصادق، وكان عنده فهم من الله، ولقد استمعت مؤخراً إلى المحبوب عبد السلام يقول إن الترابي سابقاً ليس هو الترابي الحالي وأنه ثمة تبدل في أفكاره، ولكن أفكار محمود جوهرية وثابتة، وأقدِّم لك دليلاً من أن القليلين الذين تركوا الجمهوريين لم ينتقدوا الفكرة في جوهرها أبداً ولم ألقَ أحداً قال بذلك، ولا أتوقع حدوثه.

    كيف يمكن أن تسمِّي الجمهوريين اليوم؛ هل هم جماعة إسلامية أم حزب أم ماذا بوضعهم الحالي؟

    إنهم مجتمع، له عمل داخلي منظم إلى حد، ولكن بلا مكاتب ولا قيادات، وهنالك جلسات ينظمها عبد اللطيف عمر في بيته بمدينة الثورة الحارة العاشرة يقدَّم فيها الإنشاد الديني، وهدفها اجتماعي في المقام الأول، ومثل هذه الجلسات تخلق نوعاً من الترابط الاجتماعي.

    وهل ثمة علاقات تربطكم بالتنظيمات الأخرى في الساحة؟

    توجد ولكن أيضاً على المستوى الاجتماعي، وليست هناك علاقات تنظيمية ولا سياسية ولا حتى تنسيقية بالمعنى المعروف، ولكن ثمة علاقات تربط أفراداً جمهوريين ناشطين باسمهم وليس باسم الجمهوريين مع تنظيمات أخرى في الساحة.

    من المفارقات في الحركة الجمهورية أنها أيَّدَت نميري في بداياته، بل وأهدى إليه محمود كتاباً في مقدمته، ولكن الأمر اختلف في الآخر، فمَن الذي تبدَّل؛ أنتم أم نميري؟

    نميري عندما جاء و جد أطروحات الجمهوريين؛ كالدعوة للحكم المحلي، والسلام بين الشمال والجنوب، وتبناها، والغريبة أنه أعدم محمود في منشور يدعو إلى السلام، وتأييد الجمهوريين لنميري كان احترازاً من الطائفية التي كانت تخطط للوصول إلى السلطة، وقدَّر الجمهوريون أن أخَفَّ الضررين على البلاد هو تأييد مايو تأييداً سلبياً من خلال تبني نميري لأطروحاتنا، وكانت الطائفية وقتها، كما ذكرت، تسعى للوصول إلى السلطة من خلال حركة الإمام الهادي، الذي طرح ما يعرف بـ(الدستور الإسلامي) وتضامَنَ الإخوان المسلمون معه ممثَّلِين في محمد صالح عمر لفرض ذلك الدستور، وكنا نرى أن نظام نميري قد حال بين الشعب وبين خطرين هما الطائفية والشيوعية، وهذا ما جعلنا نؤيد مايو تأييداً سلبياً في العام 1973م، وعندما انطلقت حركة شعبان ضد نميري وقفنا ضدها؛ لأنها كانت تحالفاً بين الإسلاميين والشيوعيين للاستيلاء على الحكم، وتحرَّكْنا وسط النقابات وقمنا بتخذيل الطلاب عن المشاركة فيها، ولما خرج الإسلاميون والشيوعيون من الجامع وضَرَبهم البوليس انقلبوا على بعضهم، وسَطَا الإسلاميون على مايكروفون الشيوعيين وعَدّوه غنيمةً، وسقط الحلف ووَضَعَ الإسلاميون المايكروفون في معرضهم وأصبحت السخرية من لون المايكروفون الأحمر!، فأنظر إلى حلف كهذا؟!. إن الذي لم يفهمه الناس أننا لم نؤيد مايو لأننا كنا نريد الحكم كالآخرين، ونميري نفسه كان قد عيَّن اثنين من الجمهوريين في مجلس الشعب، ولكن محمود رفض ذلك لأنه لم يكن يريد للإخوان أن يكونوا مسؤولين عن ممارسات مايو ولا الجمهوريين كانوا يريدون أن يكونوا حكاماً أصلاً، وإن لم نكن ضد المصالحة والتي عندما تمت بين النميري والآخرين أخرجنا فيها كتاباً بعنوان (الصلح خير) ودعَوْنا نميري لاغتنام الفرصة وتحرير المنابر الحرة برعاية الحكومة. وخلاصة القول أننا لم نكن مثل حزب الصادق ولا حزب الترابي في طلب السلطة من خلال تأييدنا لمايو، واللذين أشعل تأييدهما لها صراعاً بين القادمين والقدامى؛ لا سيما مع د.منصور خالد، كما أننا كنا نرى دائماً أن مايو متراجعة عن مكتسباتها حتى حل العام 1983م وأعلن نميري قوانين سبتمبر 1983م والتي عزل بموجبها القضاة ونقض اتفاقية أديس أبابا وتراجع حتى عن الإصلاحات الاقتصادية التي بدأت تتدهور، فكان أن تصدَّى له الجمهوريون بالشكل المعروف بنهاياته. ولكل هذا فإن اتهام الجمهوريين بتأييد مايو لم يكن عميقاً؛ فالمؤيد قد يكون (طامعاً في السلطة أوخائفاً منها) ومحمود أثبت بحياته أنه أبسط سوداني؛ كان يأكل الكِسْرَة والمُلاح والبَلِيلَة وكان يسمع بأزمة (الرغيف) ولم يشعر بها إذ لم يكن يتناوله، وكان يقيم في منزل جالوص حتى رحل عنه، والطريقة التي مات بها تثبت أنه لم يكن جباناً أيضاً.

    هل يبدو لك سكون الجمهوريين طيلة هذه الفترة مبرَّراً؟، أليس من دواعي الخروج لطرح الفكرة وإثارة إعدام محمود على أقل تقدير؟

    السكون غير مبرَّر، ولكن هناك عملاً داخلياً لمعرفة أسباب التقصير، ونحن؛ عندما أُعْدِمَ محمود كنا شباباً، وناقشنا سعيد الشايب في ذلك، وإن تفهَّمْنا المرحلة السابقة فالأمر مختلف الآن، طبعاً من الممكن أن نطالب بالقصاص إذا أردنا، ولكننا لا نريد ذلك، ولا ثأر لنا مع نميري، وأسماء إبنة محمود وعبد اللطيف عمر رفعا قضية ضد محاكمة محمود وكسباها بإبطال حكم الردة الأول، والتي أسَّست للحكم الثاني، وعلى كل؛ كنا نرى ضرورة عودة الجمهوريين، ولكن سعيداً تحفَّظَ كما سبق وأشرت، كان تحفُّظه يقوم على ضرورة استمرار المنهج الفردي حتى إيجاد قيادة في قامة محمود، ومع أننا كنا نرى أن يقدم كل ما في مستواه إلا كنا نحترم سعيداً ونزوره، وهذا لا يعني أن أحداً لم يتحرك؛ فالبعض تحرَّك حركة ذات طابع فردي، بخاصَّةٍ خارج السودان، كعبد الله النعيم، الذي قام بترجمة كتب الجمهوريين، و(الفكرة) اليوم خارج السودان معروفة أكثر من الداخل، ولو أننا كنا قد نجحنا في إقناع إخوتنا بضرورة الحركة لزادت الحركة وزادت حركة الفرد، والذي لن يكون نشاطه كافياً مهما بلغ، وسيبقى نشاطاً محدوداً.

    هذا إقرار بفشلك في تحريك الجمهوريين؟

    أنا ما نجحت وما فشلت، وهناك الآن كثير من المراقبين وسط الجمهوريين، وأنا مقتنع بضرورة الحركة، ولكنني لن أترك إخواني، والذين أناقشهم حتى اليوم بضرورة الحركة.

    مضى زمن طويل، فإلى متى تظل مع إخوانك؟

    إذا شعرت بأنهم لن يتحركوا فسوف أتركهم، ولكني أحس الآن بأن هناك متجاوبين.

    أين القيادات الذين كانوا مع محمود عند اتهامهم من قبل نظام مايو، وما موقف الجمهوريين منهم؟

    هؤلاء عُذِرُوا بسبب الظروف النفسية التي تعرضوا لها؛ فقد أُجْبِرُوا على مشاهدة إعدام محمود، ولم يكن من مجال إلا أن يتنازلوا عن الفكرة، وإن كان الموقف الصحيح هو موقف الراحل، ولكن لا يمكن أن يدَّعوا أكثر من طاقتهم، ولهم العذر كما ذكرت، وفي التراث الإسلامي نعرف جميعاً قصة عمار بن ياسر والذي تنازل عن دعواه أمام المشركين من دون أن ينقص ذلك من مكانته كصحابي بين إخوانه.

    ثمة مقالة كانت تحدث بأن بعض الجمهوريين كانوا على قناعة بأن محموداً لن يموت ولو بحدوث شيء لمايو، ولكن محموداً مات وعاش النميري إلى اليوم؟

    أنا كنت أحس بأن هناك تخطيطاً أكبر من نميري في مسألة محمود، وكنت أحس بالمؤامرة، ولم يكن لديَّ اعتقاد بأن محموداً لن يُقْتَل ولكن بعض الجمهوريين كانوا يرون أن مكانة محمود عند الله أكبر من النميري لذا لا يمكن أن يسلِّطه عليه، أو يمكِّنه منه وأن الله سوف يحفظه، وكانوا ينتظرون معجرة أو حدثاً خارقاً، رغم أن محموداً، وقبل أسبوع من مقتله، قال لنا (ما تنتظروا معجزة)، والسبب، في رأيي، يعود لإيمان البعض بالفكرة وتعلقهم بالراحل. وهذا حدث حتى لصحابة كبار في صدر الإسلام؛ فسيدنا عمر بن الخطاب مثلاً، بداية أنكر وفاة الرسول (ص) وقال: (إنما ذهب لملاقاة ربه كموسى بن عمران)، حتى جاء أبوبكر الصديق وتلا: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)، فقال عمر بن الخطاب: (والله كأني أسمعها لأول مرة!!).

    برحيل محمود لم ينقطع (عَشَم) الجمهوريين في حدوث معجزة، فإلى متى يستمر هذا العشم؟

    ليست هناك تفاصيل لمعجزة ينتظرها الجمهوريون، ولكن للجمهوريين علم كبير بالله، والمعجزة قد تكون في قدوم حركة الجمهوريين من الخارج هذه المرة، وعموماً، نحن لا نناقش العقائد؛ لأنها أصلاً لا تقوم على منطق، ويجوز أن يكون هناك شخص ما ينتظر شيئاً ما، وهذا موجود بشكل أدق عند الجمهوريين من الجماعات الأخرى، ونحن نرى عودة (المسيح المحمدي) وليس عودة (المسيح الإسرائيلي).

    بصراحة أكثر، هل ثمة من ينتظر عودة محمود، ولو من شَطَطٍ في الاعتقاد؟

    اللهم إلا إن كان هناك جمهوري يرى أن محموداً هو المسيح المحمدي. ومجيء مَن يحقق الكمالات من آل محمد، ويملأ الأرض عدلاً، أمر بَشَّر به الرسول (ص) نفسه، ولكني أؤكد لك أن الجمهوريين في جملتهم غير مشتَطِّين، ولكننا لا نناقش العقائد، ونتجه الاتجاهات التي تتَّسم بعدم العدوانية.

    مؤخراً عادت زوجة محمود، والتي تُعرف عند الجمهوريين بـ(أمّنا آمنة)، وجاءت كذلك ابنته أسماء، وسجَّل بعض الجمهوريين حزباً، هل هذه مؤشرات على عودة الحزب الجمهوري؟

    أنا لا أستبعد حركة الجمهوريين؛ فالوقت الآن ملائم أكثر من أي وقت مضى، وقد يلائم أكثر بفتح المزيد من الحريات وطر ح وسائل الإعلام، مما قد يتيح فرصاً لقول الآخر.

    ذكرت أن الفكرة قد تأتي من الخارج، كيف تدلِّل على ذلك؟

    دلائلي؛ الندوات الكثيرة التي أقيمت للفكرة خارج السودان، والكتابات التي ترُجمت لعدد من اللغات، ومنها حتى اللغة الصينية والماليزية، والحركة في الخارج لها نتائج؛ فهناك من تبنَّى كتب الجمهوريين، وعبد الله النعيم فوجئ في الخارج بأن الناس يعرفونه بأنه تلميذ محمود، واتحاد النساء في ماليزيا مثلاً يتبنى قانون الدعوة للأحوال الشخصية لمحمود محمد طه، ولو أن محموداً عاش لكانت حركة الجمهوريين قد بلغت شأواً عظيماً.

    كنتَ من كوادر أركان النقاش في جامعة الخرطوم، ماذا تحمل من ذكريات ذلك الزمان؟

    أحمل الكثير، وأذكر الكثيرين، ومنهم الراحل محمد طه محمد أحمد، والذي أعتبره من أكثر السودانيين معرفة بالفكرة؛ لأنه كان من أكثر الناس حرصاً على متابعة حركة الجمهوريين، وقد أنفق ساعات طويلة من الحوار معهم؛ بدأت بمعارضة شديدة وانتهت إلى شيء من التفهم، وكتب عنها الكثير في صحيفته، وما كانت تمر مناسبة، فيما بعد، دون أن يكتب بشجاعة عن محمود وأن ينشر صوره، ومحمد طه كان من الناس الذين يحرصون على متابعة الأفكار وتحمُّل عناء البحث، وكان يرفض حتى توجيهات الإسلاميين بعدم مناقشة الجمهوريين، وقد نزع يده يوماً من يد محمد عثمان محجوب، وقال له سوف أستمع إليهم وأناقشهم، وفي الآخر قُتِل محمد طه بطريقة لا تشبه أهل السودان، وكنت أنوي زيارته بعد حضوري إلى السودان مباشرة، ولكن قدره كان أسرع، وأذكر أيضاً الحاج ورَّاق الذي كان يناقش الجمهوريين ويحرص على حضور أركانهم، وقد طلب منا أن نعقد أركاناً في المساء لمناقشة الشيوعيين، وذلك لأن محمد طه كان يحتكر أركان النقاش نهاراً بالجامعة، وكان له ما أراد.

    بمناسبة وراق، ثمَّة مَن يرى أن الرجل كان في الأصل، أو في فترة ما جمهورياً؟

    الحاج لم ينتم إلى الإخوان الجمهوريين في يوم من الأيام، ولكنه كان، وسيظل، صديقاً لهم.


    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=51&...tion=article&id=1162
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de