مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-29-2024, 06:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2008, 04:31 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    تأملات فكرية في اغتيال محمد طه (1)
    بقلم: خالد عويس



    (عجبت لذلك النوع السخيف من الأخلاق، الذي يجزع لكلمة نابية، أكثر من جزعه لفعل قبيح!)
    المقولة للفيلسوف البريطاني، بيرتراند راسل.
    ..
    الأكيد، أن الزميل والصديق، الشهيد محمد طه محمد أحمد، ما كان ليقتل بتلك الطريقة البشعة، لو لم يكن صحافياً، سلاحه هو قلمه. آراء محمد طه، تسببت بمقتله. فهو، إن كان مزاولاً لأية مهنة أخرى، بعيدة عن (الرأي)، لما فصل رأسه عن جسده، في حادثة تنذر بفواجع أخرى مقبلة، ما لم يتصد المجتمع السوداني، بقوة، لمثل هذه الممارسات، التي لابد أن يسبغ عليها توصيف (الإرهاب).
    ولابد من التوقف طويلا إزاء هذه الجريمة البشعة التي تهز أركان المجتمع، ويمكن أن تشطب للأبد من قاموسنا، كلمة (التسامح). ثمة أمور متداخلة لا يمكن الفصل كلياً بين فسيفسائها المتناثرة تشير إلى خلل ما، فصيحات العنف التى أطلقها اغتيال طه، لا يمكن تأملها دون الرجوع لحوادث تفضى إلى نتائج جوهرية من دون التعمق فى معالجة المشكل القائم الآن، لكنها توضح قدراً من مآلات ربما قادت لتعمّق فكر سطحى كالذى تبشر به (القاعدة) مدعية أنه الإسلام، أو أي فكر (منحرف) آخر يتكيء على أية ذريعة، ليجد مسوغا أخلاقيا للتصفية الجسدية.
    القضية الآن أكثر تشعباً وأبعد غوراً من التناول السطحى الذى يعمد إليه البعض، ولا يمكن النظر إليها من زاوية واحدة، فعناصر كثيرة تغوص فى خاصرة المشكلة بشكل جدلى، وتستدعى تشريحاً وتفكيكاً على مستويات عدة:
    المستوى الأول: المستوى التاريخى، إشارة لإعدام الحلّاج نظراً لأسباب سياسية تلبّست ثوب الفكر (المقصلة فى وجه الفكرة _ المدية فى مواجهة القلم)، يتبين أن الأسباب التى أدّت لسحقه هى خاصة بخطر الفاطميين على الدولة العباسية، والقحط والجوع، اللذين أديا لتذمر الناس، فما كان بد من شغلهم بقتل الحلّاج، شاغل الناس بفكره وشعره وكتبه رغم عدم مصادقة الحنابلة والشافعية على الأمر!! مأساة الحلاج (الفكر) فى مواجهة السلطة (المجتمع _ النموذج) دعت العديدين للدفاع عنه تاليا : صلاح عبدالصبور، لوي ماسينيون، عبدالوهاب البياتى، مارى شيمل، هربرت ميسن.
    تفكيك المستوى التاريخى يقودنا لاستنطاق (الثابت والمتحول: بحث فى الابداع والاتباع عند العرب/أدونيس) وكتابات عدد من المفكرين حول مراجعة العقل العربى (أو العقل في هذه البقعة من العالم، وهو الأصح) وتفكيكه، ودراسة عناصر تكوينه، فهم أشاروا بادئاً لقبول العقل العربى بمصادرة العقل ومصادمة الفكر ارتهاناً لمأزق النقل وتخلصاً من “مجازفة العقل” أو (الإبداع/الاتباع)، فالعقل العربى واقع -برأيهم- فى مأزق تاريخى يشده للوراء دائماً، وفى حالة من الثبات والركود الماضوى، المصادم لكل ما هو جديد: شعراً /فكراً / أدباً / اجتهاداً.
    يلازم هذه الحالة، أخرى من تنامى الشعور بضرورة حراسة (كل القديم) بحسبانه “أيقونة مقدسة” تستوجب الدم إذا ما تعرض لها أحد! وهذا فى حد ذاته باعث على خلق توازن عاطفى فى تحقيق الواجب الحياتى/الثيوقراطى على وجه أكمل تجاه (المقدسات) بدءاً بالدين ونهاية بالمتنبىء وزهير! ويحفظ للفرد والجماعة إحساسها بالقرب من المصادر الأولى (الكاملة) فيتقمص روحها وحقيقتها الكاملة معظّما من (الأنا) حيال (الآخر) المتجاسر على المصادر الأولى.
    إن إمكان الحوار بين (الأنا) و(الآخر) يصبح مجازفة باقترابه من حدود المصادر ذاتها طالما أن (الأنا) تلحّ فى افتراضها -بالحلول- فى المصادر. المحصلة النهائية لوضع كهذا هو انقراض الفكر وتشريده، لأن الفكر يتغذى بالحوار (فالآخر) -المصادر بالطبع- هو المحفز الأول لإطلاق طاقات (الأنا المترفعة) فى مجال الفكر . أى أننا أمام نموذج يجزم بأنه الحق الكامل وأنه ما من فكرة يمكن أن تزحزح يقينه بما وصل إليه : إذ أنه أصبح المقدس نفسه ، ورقى عتبات اليقين وبلغ حد مصادرة آراء الآخرين لثبات بطلانها سلفاً لحصول المعرفة الكاملة!!
    المستوى الثانى: اللغة. افتراض أن اللغة يمكن الإحاطة بها وحصر دلالاتها هو افتراض يمج فى هطرقته وجدليته، ويحصرها فى إطار زمنى ومكانى ودلالى محدد. بإمكان اللغة أن تتجاوز كل المألوف لقدرتها على التجدد والتشكل (أو حتى الانحدار) حسب معطيات كثيرة، منها قدرة الكاتب نفسه على ارتياد مدارات جديدة للتراكيب والدلالات، فالكلمة يمكن أن تعنى معاني كثيرة، وتتشرب رمزية عالية ومكثفة حسب ظرف الكاتب ومناخاته النفسية، وتطويعه للمصطلح، ورؤيته له، ولغيره من المصطلحات - وربما تماساته التاريخية به-، فالنص هو حالة معقدة من الظرف الوجدانى، والتفاعل الفكرى، والتكنيك اللغوى، بحيث لا يمكن فصل هذه المكونات، فهى تشكل فى ختامها (فضاء النص) و(مناخ الكاتب) وبين الاثنين علاقة جدلية معقدة يستحيل حشرها فى زاوية فك الرموز، فالنص لم يعد محدوداً بالسقوف التقليدية بعدما خيّم على آفاقه وهج الحداثة آخذة فى ثناياها حوارات ضروب الفن وعلوم الاجتماع، والسوسيلوجيا، وعلوم أخرى مختلفة وتماهيها وتأثيراتها المتبادلة، بحيث يصعب قطعاً ضبط حركة الصعود والاكتشاف داخل النص اللغوى بتجريده من المستويات الأخرى: معرفية، وجدانية، طفرات لغوية تختص بالكاتب نفسه، إذ أصبح من المرجح تماماً افتراض أن اللغة يمكن أن تنقاد -لحيويتها- إلى زمان لغوى لاحق.
    المستوى الثالث: الفكر، المغامرة الفكرية (ربما قبل الحلّاج نفسه) أصبحت محفوفة بالمخاطر مما جعل الفكر مقيداً، راكناً إلى الاعتياد والترديد والتقليد، متلبساً ومتحولاً إلى حقل السياسة دون الخوض فى متاهة الأسئلة الكبرى (ما عدا النذر القليل)، مكتفياً بحنجرة الهتاف والاحتجاج.
    التحرش الفكرى الدائم أدّى لظهور «ثقافة مهادنة» لا تحفل بالدفاع عن معتقداتها وآرائها بجرأة خوفاً من (القتل، المحق والتكفير) . هذا الأمر أكاد أجزم أنه عطّل حركة الإبداع بل وجعلها حركة ورائية، فما من مبدع يبدع بيننا إلا وأذنه على الباب وعينه على النافذة خوفاً من إطلالة (ملالى) الشرف والفضيلة، رغم إن المقاييس الأخلاقية متبدلة ولا يمكن قياسها (للفرد) حتى بالركون للملالى أنفسهم. وللصوفية عبارة ذهبية يلخصون بها رأيهم فى الاخلاق: إن على الإنسان أن يكف شروره عن الآخرين قبل أن يتجه بتفكيره إلى تحاشى شرورهم لأن مجرد التفكير فى شىء كهذا شر فى حد ذاته! ، ومع تطوّر الحياة وولوجنا إلى عصر الوسائط التكنولوجية أصبح بمقدور (نجيب محفوظ) أن يحط رحاله فى «روما» ليكتب ما يشاء، و(نصر أبو زيد) فى “استكهولم” و(مارسيل خليفة) بإمكانه أن يخوض معركته عبر الكاسيت أو الانترنيت من «شيكاغو» ، بل إن ما يجرى من إرهاب فكرى هو مدعاة لذوى المواهب الضئيلة والطاقات الكاسدة بالتنطع وتبنى مواقف (علمانية) متطرفة ضد الدين نفسه (بحسبان أن الملالى هم الدين) سعياً وراء بطولات وهمية انطلاقاً من عواصم لا تلقى بالاً لما يكتب أو يقال. وحتى العلمانيون المعتدلون فى ظل الموقف المتصاعد يمكن أن ينتقلوا إلى خانة أكثر تشدداً حيال وجود الدين فى الحياة العامة. ولعل الظاهرة أقوى وجوداً فى المجتمعات المتباينة مذهبياً ودينياً أذ يصبح التشدد جزءاً من عوامل التماسك الداخلى لفئة أو فئات دينية بعينها.
    المستوى الرابع: الدين . فهو فى جوهره ثابت، والمتغير، حركة الناس تجاهه أو عنه (نمط التدين) التى تتشكل بحسب الاستيعاب، الموروث الثقافى، والبيئى وعوامل لا حصر لها. نزاع الحلّاج لم يكن بين الدين وخصومه وإنما بين أنماط التدين (الخلاص الفردى/ الصوفية - فى مواجهة الخلاص الجماعى/الدولة العباسية) أو الحلّاج فى مواجهة خصومه، الصراع فى لبّه كان فكرياً ولا يمكن التكهن بصحة مسلك أحد الطرفين فعلم ذلك عند الله (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى) الحديث .
    المشكلة أن موقف (غلاة المتعصبين) -اليوم- يمكن أن يقودهم إلى مأزق -فى الغد- إذا تهجّمت على المجتمع جماعة أكثر غلوّاً فى تعصبها ورفضها للحوار، ترى فى الجماعة الأولى تساهلاً وليناً تجاه (المنكر)!. وقد يفرز فى الجانب الآخر خطاب من لقوا اضطهاداً وذلاً ثقافياً على أيدى هؤلاء (انظر إلى الخطاب المستخدم ضد الجماعات المتشددة، يحفل بمصطلحات: الرجعية، الظلامية، الجمود، قوى التخلف، القوى المحنطة) مما ينذر بكارثة تعطل الحوار تماماً ليحل بدلاً عنه خطاب العنف وحوار الدم .
    وللاستدلال على النتائج الكارثية لقمع الفكر وانتهاج العنف، نعود بذاكرتنا (الجمعية) إلى الوراء للاستشهاد بحادثة وقعت فى السودان! أعدم قبل عقدين من الزمان تقريباً شيخ مفكِّر هو محمود محمد طه بتهمة التجديف (راجع عبارة رسل التى صدّرت بها مقالى، ثم تأمل مسيرة جعفر نميرى التى بدأها بشلالات من الدم وختمها بدفن نفايات ذرية بالصحراء السودانية، وترحيل يهود الفلاشا إلى إسرائيل فى ظل ادعاءاته بتطبيق الشريعة السمحة) اعتقد أن إعدام “محمود” كان الباعث الأول على كساد حركة الفكر فى السودان، وبوارها على نهج «انج سعد فقد هلك سعيد» أدى ذلك الحادث البشع بحق شيخ سبعينى ينافح عن رأيه بالكلمة والقلم إلى إحجام المفكرين عن ارتياد آفاق الفكر، واختزال طاقاتهم فى الفعالية السياسية، خاصة بعد الصمت المفجع الذى قوبل به الإعدام فى أوساط السودانيين (مع ميل ظاهر لتجريم محمود ومدح قتلته!). الانتلجنسيا السودانية بدورها (إلا النذر القليل) تنصلت عن واجبها تجاه محمود -القضية- حتى بعد أن غيّبه الموت الذى جرى فى طقوس غرائبية خلطت بين المفاهيم الثورية والصوفية والكاريزمية، ولعل بعض المثقفين تنفسوا الصعداء بإزاحة خصم قوى الحجة، راسخ فى الدفاع عن آرائه ، ولا زال إعدامه محل تعتيم إعلامى ينبىء عن تواطؤ فادح مع المقصلة التى جزت عنقه والأيدى الخفية التى تسببت بمقتله لتخلو لها الساحة «الإسلامية» فى السودان!..
    إعدام محمود «برأيي» كان نقطة تحوّل كبيرة فى مسار تطور الفكر السودانى، ويحق لى استخدام مصطلح الصدمة “shock” التى حاقت به وصيّرته منغلقاً لا يبارح مكانه، إلا النذر القليل، فما من (مغامرات فكرية حقيقية)، مما دفع الفكر الدينى المتشدد إلى الأضواء فى ظل انحسار المنظومات الفكرية المعتدلة ووسط مناخ يشجع الإرهاب الفكري على وجه الخصوص.
    ونتيجة لذلك أصبح التكفير فى السودان أيسر من غسل اليد، ساد مناخ جديد، شديد الترويع أدّى لخلق وتشّكل ثقافة عنف غير مسبوقة (من المفارقات أن القتل على أيدى متشددين طال فناناً هو خوجلى عثمان وجماعات من المصلين المنتمين للفكر الوهابى بمدينتى أم درمان ومدنى بتهمة الكفر!!) ولم يجرؤ إلا قلة على التعبير عن امتعاضهم لما جرى لأن سيف (الدين) كان مسلطاً على الرقاب يتلاعب به المتشددون كيفما شاءوا، بل إن الثقافة الجديدة لجّت فى عدوانيتها حين شنّت حملة تجريمية من الوزن الثقيل ضد الطيب صالح متهمة إياه بالخلاعة والفجور ومنعت رواياته من أن تدرس بالجامعات السودانية.
    ولو كان الأديب الكبير موجوداً بالسودان لما نجا من متربص ينتظره «بمدية» أو «سيف» عند طرف الشارع مثلما جرى «لمحفوظ» ، إلا أن هذا كله لا يعنى عجز الإسلام عن الدفاع عن نفسه وارتهانه للبطش والعنف فقط، إنما يعبر عن ورطة فكرية بالغة الحدة تستدعى محاورة هؤلاء حول (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) الآية و«اذهبوا فأنتم الطلقاء» الحديث وموقف سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبدالله بن أبىّ، وحول معنى أن يضع فيلسوف غربي كتوماس كارليل، سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس عظماء كتابه «الابطال - heroes» وغيرها من مفاهيم التسامح والحوار والعقلانية التى ينطوى عليها الإسلام.
    إذا كنا عاجزين عن إدارة حوار داخلى حتى الآن ، وتتجه حواراتنا إلى مثل ما سقته من نماذج حيال حادثة واحدة لجأ خلالها أشباه بن لادن إلى التهديد بقتل كل المرتدين من الكُتّاب الفُجار دون حتى «استتابتهم» فكيف نقنع الغرب بوسطيتنا واعتدالنا من أجل حوار ناجح معه، وكيف نجادل الأدمغة الناشفة هناك أيضاً التى ترمى الإسلام بالتطرف؟!.
    ألا تبرز حاجة ملحّة فى هذا الوقت لإبراز فكرنا الدينى المتسامح، خاصة وأن التيارات الداعية للعنف استهدفت بادئاً الجماعات الموصوفة من قبلها بالتقليدية فضربت أول ما ضربت الإسلام المعتدل فى مصر والوهابيين وغيرهم فى السودان، وأدخلت فنوناً جديدة من القهر على النهج الدينى المتسامح فى الجزائر فإذا بها تبشر بثورة عارمة على الاعتدال والوسطية ولا تقر نهج هؤلاء فى الدعوة بالحسنى، وإذا كنا لا نُقر المعالجة الأمريكية باتباعها لسياسة (أخذ البرىء بجرم المذنب) حيال المدنيين الأفغان والعراقيين، فإنه يتوجب علينا الانتباه من غفوتنا لمنع التشدد والتشرذم من التسلل أكثر فأكثر إلى مجتمعاتنا ، طالما ثبت أن المتشددين لم يجلبوا سوى الدمار للأبرياء وتشويه صورة الإسلام، ولعل أبسط الحوادث كالتى سقتها تكفى من بعد الآن لتصد فاعل يبرز طاقات الإسلام فى الحوار والعقلانية.
    ما نخلص إليه فعلاً هو أن التطور الإنسانى نتج عن حوار رفيع كبح رغبات العنف والقمع والتوحش وسحق الآخر، وأقام نموذجه على شىء ولو يسير من الحب وهو جوهر الحضارة الإنسانية، وأن صاحب الفكرة لن يكسر قلمه لمجرد تهديد بالقتل والتصفية، بل إن ذلك سيزيده تعنتاً على الرغم من بطلان مسوغاته، ومن الخير لنا ولسوانا أن نتحاور ونحترم آراء الآخرين مهما بدا لنا من شناعتها وانحطاطها، لأن الحوار والحب هما السبيل لتصحيح المسار، لا صيحات العنف ورغبة الدمار.
    ومن عجب، في ختام هذه المقالات، أن محمود محمد طه، ومحمد طه محمد أحمد، يتشابهان في الأسماء. هل من دلالة أبعد غوراً على ما نخاله إزاء الأمر؟ ربما، فللقدر تصريفاته أحياناً، وتنبيهاته. والخلاصة، لابد أن تكون مراجعة أمينة لشتى شؤون حياتنا. التعليم، التربية، الهجرة غير المقننة خصوصاً إلى بلدان تصدر أفكاراً متطرفة لا تناسبنا، ولا تناسب حياتنا، إعادة النظر في المقولات التي نجترها دون تفكير: أننا شعب (متسامح). هل هذه عبارة (قاطعة) و(جازمة) تعكس رأياً مبنياً على دراسات وخلاصات، أم هو رأي (اعتباطي)؟!
    وكيف نحدد مفهوم (نحن)؟ من (نحن)؟، العلمانويون، أم الإسلاميون، أم اليساريون، أم السلفيون، أم الوسطيون، أم الصوفيون، أم الإثنيون، أم ماذا؟
    أرأيتم جزافية (نحن)، التي يصعب تعريفها على نحو قاطع وحاسم !!
    إن اغتيال محمد طه محمد أحمد، بتلك الطريقة الوحشية، التي تنم عن إقصاء ما بعده إقصاء، ورفض ما بعده رفض، تشير بوضوح إلى أن (الفيروس) بات في جسدنا الجمعي الآن. ومهما تكن نتائج التحقيقات، سواء أفضت إلى اتهام مجموعات متشددة، أو إثنية، أو مجموعة استهدفته لأسباب شخصية، إلا أنها (تنبّه) وبقوة إلى أن خداع النفس بأننا (بخير)، و(معافون) سيجر إلى كوارث أكبر.
    هذه جريمة ليست عادية. تشبه جريمة (اغتيال) محمود محمد طه. فهنا، كما هناك، المدية في مواجهة الورقة، والمقصلة في مواجهة القلم. (الجزّار) في مواجهة الفكر. فهل نعترف بأن هناك مشكلة عميقة، في مناهجنا، وفي تربيتنا الدينية التي ربما تكون (ساذجة) في بعض جوانبها، وفي تربيتنا الوطنية المنقوصة، وفي هجراتنا واستلافاتنا من (هناك) فكراً لا يشبه مجتمعنا، وفي وجوه كثيرة من حياتنا، تحتاج فعلاً لمراجعة معمقة؟


    http://awragjadida.khartoummag.com/view.asp?release=11&...ction=article&id=204
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de