مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 03:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2008, 04:29 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: مامون أحمد إبراهيم)


    الدكتور عبد الله حمدنا الله
    نسخة للحفظ نسخة للطباعة أخبر صديق اضف تعليقك

    السيرة الذاتية
    أعطيك معلومات جواز:
    المولد قرية عبيد البشارقة محافظة الكاملين عام 1/1/1948م وسنة 48 الجمعية التشريعية والمظاهرات وقتل العمال في عطبرة لذلك تعتبر سنة غير سعيدة للسودان ولا أدري إذا صح إنشاد كامل الشناوي حين قال:
    عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشر
    عدت يا يوم مولدي ليتك يا يوم مولدي كنت يوماً بلا غد
    وإذا نظرنا إلى هذه السنة من جهة اخرى ننظر لها كسنة لتصعيد الحركة الوطنية لنضالها ضد الاستعمار، وهنا بدأت تتحسن أحوال المزارعين ولكن قمة التحسن كان سنة 52 وفيها تحصلوا على أموال خيالية لم يكونوا يحلمون بها لذلك هذه السنة يؤرخون لها، وقد وجد في هذه الظروف وعي وبناء مؤسسات ساهمت في ذلك الوعي، ومن ذلك إنشاء مدرسة في قريتنا يوم مولدي عام 48 وقد كانت المدارس قليلة في ذلك الوقت، لذلك اعتبر قريتنا كانت محظوظة فقد تشكل وعي في وقت مبكر حتى إن بعض أفراد أسرتنا كانوا واعين جداً، أتذكر بصعوبة أحداث مارس، ولكن بالتأكيد أتذكر بوضوح استقلال السودان، واعتقد أنني كنت لا بأس بي، في دراستي على الأقل أتمتع بعلاقة جيدة مع أساتذتي حتى الآن.
    هل وجدت المدرسة إقبالاً ورواجاً في ذلك الوقت؟
    نعم -مثلاً في حوشنا الكبير جدي عبد الرحمن أفندي مجذوب (خال الوالدة) من أوائل السودانيين الذين تعلموا وكان يعمل في اتحاد المزارعين وتوظف لفترة قصيرة، فقد ترك الوظيفة نسبة لظروف الأسرة وأصبح مزارعاً والتحق بالعمل العام، كما لديّ خال درس في معهد أم درمان العلمي وكانت لديه مكتبة، كما كان لجدي اهتمام كبير بالجرائد، عموماً كان هناك وعي.
    هل وجدت تشجيعاً للمضي قدماً في التعليم؟
    - نحن تربية الصدفة، فعندما أتأمل زملائي في الفصل أجد فيهم من هو أشطر مني وأكثر انضباطاً ومنهم من كانت ظروف أسرته أفضل مني، ورغم ذلك هم ما مشوا وأنا مشيت، ليس لأن أسرتي كانت أكثر اهتماماً بالتعليم ولكنها الصدفة والقدر، فمثلاً الوالد رغم وعيه فإنه كسائر أهل القرية لا يعرف أنت في أي سنة لكن شعرت أنه مهتم بأنني لازم أتعلم واقرأ.
    هل كان لديكم نماذج في القرية؟
    كما ذكرت كان جدنا المجذوب وكان علماً كبيراً وكان لدينا إخوان (كويسين) والآن ورغم إنني جزء من حركة التنوير في البلاد وعاصرت العديد من الشخصيات لم أجد من هو أرقى حديثاً من جدي عبد الرحمن المجذوب لا من حيث انتقاء المفردة أو إلقاؤها، ومن الأسرة أيضا الأمين علي المدني، ولكنه لم يعش في القرية، بل عاش في أم درمان وعندما توفي سنة 25 رثاه إبراهيم العبادي وقال:
    ...................
    ..................
    بعد ذلك مشيت في مشوار العلم وقبلت بمدرسة كاب الجداد المتوسطة ولكن خالنا محمد حامد التكينة أصر على أن أدرس معه في المعهد وبالفعل درست بالمعهد وجئت أم درمان وامتحنت الشهادة السودانية عام 1968 وكنت ضمن دفعة تلقت نوعاً غريباً من التعليم يجمع بين الثقافة الإسلامية العربية التقليدية وبين الحديثة، وفي النهاية أضربنا لمدة عام كامل، البعض اتجه نحو الثقافة الإسلامية التقليدية والآخرون اتجهوا نحو الحديثة، والبعض مزج بينهما الاثنتين، لكن امتحنت الشهادة السودانية على النمط الحديث، وتحصلت على الدرجة الثانية وقتها وقبلت مبدئياً في معهد المعلمين العالي -كلية التربية جامعة الخرطوم حالياً- لكنني تحولت منها إلى أم درمان الإسلامية.
    متى دخلت جامعة أم درمان الإسلامية؟
    عام 68- كانت أم درمان الإسلامية من عام ٦٥ - ٩٦ تمثل إشعاعاً للعلم قوياً جداً، وكانت تضم خيرة العماء، تلقينا العلم على أيديهم، منهم على سبيل المثال في الأدب عز الدين إسماعيل ود.محمد مصطفى وعبده بدوي وعبد المجيد عابدين، وعلى مستوى اللغة تجد الدكتور تمام حسان، وعلى مستوى الاقتصاد الدكتور أحمد النجار، وعلى مستوى القانون الدكتور مصطفى كمال وصفي، والدكتور عبد البر، وتجد بنت الشاطئ، وفي الصحافة تجد أساتذة الصحافة في مصر -حسنين عبد القادر، عبد اللطيف حمزة، وحقيقة استفدنا منهم كثيراً بالذات في السنة الأولى في الجامعة، ولكن ما إن قامت ثورة مايو حتى حلت الجامعة أو ألغيت جميع التخصصات عدا اللغة العربية في كلية الآداب، والشريعة في كلية الشريعة والقانون،
    مقاطعاً-برضو كان قدر؟!
    نعم هنا تدخل القدر، لأني حقيقة كان لدي رغبة في دراسة الصحافة، وقد كانت دفعتنا قوية جداً،
    من تذكر من أبناء دفعتك؟
    الكثير وأصبحوا رموزاً فيما بعد منهم النجيب آدم قمر الدين نقيب الصحفيين وعبد الله آدم خاطر الكاتب المعروف، التجاني سعيد، كان في السابق شريعة وقانوناً ولكن حول إلى جامعة القاهرة (الفرع)، عدد كبير من زملائنا احتلوا مواقع جيدة وأصبحوا جزءاً من حركة التنوير في البلاد، منهم عبد الحميد الكاتب وهو مؤلف لأكثر من 40 كتاباً مطبوعاً ومنشوراً وهناك الكثير ممن كان لديهم هم ثقافي، وأما على مستوى الأشخاص العاملين في الدولة، عدد كبير منهم كان من دفعتنا.
    متى تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية؟
    تخرجت في العام 1972م في البدء أعلنوا اسمي ضمن أسماء الضباط الإداريين في الحكومات المحلية، وبالرغم من هيبة هذه الوظيفة (ضابط مجلس) فإنها لم ترق لي فلذلك لم أذهب للعمل بها مع العلم أن زملاءنا من ضباط الحكومات المحلية يشكلون الآن قيادات الحكومات المحلية، لكنني ذهبت إلى مكان آخر كان يهرب منه الخريجون ألا وهو الشؤون الدينية، وأصبحت مشرفاً على مجلة اسمها (البيان)، حقيقة أنا كنت جزءاً من تأسيسها في العام 1973م والعدد الأول منها ظهر عام 74 وكان رئيس تحريرها أحمد البيلي، وأنا كنت مدير التحرير وكنت أقوم بمعظم العمل داخل المجلة واستمررت فيها حتى 1977م.
    ذهبت للشؤون الدينية حتى تعمل في البيان أم وجدتها هناك؟!
    لا- عندما ذهبت للشؤون الدينية البيان لم تكن موجودة كمؤسسة وهم قبلوني في قسم البحوث والترجمة والمؤتمرات ولكنني وجدت الأمر عبارة عن لافتة ولا يوجد عمل ملموس، وهممت بترك العمل، ولكن تم اختياري لمجلة البيان وأنا لم أتم الستة أشهر فيها وجدت نفسي وذاتي، حقيقة هذه المجلة تعد من أقوى المجلات التي ظهرت في السودان، وتركتها في نفس العام الذي ذهبت فيه إلى مصر أي عام 1977م.
    ماذا قدمت في الإذاعة من برامج؟
    شاركت في عدد من البرامج -الخاتم عبد الله في برنامج المجلة الإسلامية كتبت له 12 شخصية إسلامية، كذلك قدمت عن الثقافة الإسلامية في عدد من البرامج- كان لي نشاطات عدة في الإذاعة حتى ذهبت 1977م بعدها لمصر لنيل درجتي الماجستير والدكتوراة فألحقت بقسم اللغة العربية بجامعة الأزهر وحضّرت في الأدب والنقد فبحثي للماجستير كان بعنوان (المقال الصحفي في السودان من ظهور الصحافة السودانية إلى ظهور الصحافة اليومية) وأنهيت دراسة الماجستير عام 1986م وسجلت فوراً للدكتوراة التي كانت بعنوان (أثر الحركات الدينية في تطور الشعر في السودان).
    عندما ذهبت إلى مصر كنت أقول لهم الناس أتوها في شبابهم فسرتهم وأتيناها في فترة شارع الهرم، لكن حقيقة أدركنا بقية الجيل القوي في الثقافة المصرية واستفدنا منهم بصورة كبيرة، وأنا كنت عضواً راتباً في ندوة العقاد ولو أنني لم أحضره بعينه ولكن ندوته استمرت وكان يديرها المرحوم عامر العقاد واستمررت أشارك فيها من 1979-1986م وندوة محمود شاكر ورابطة الأدب الحديث وغيرها، لذلك تولدت لدى علاقات جيدة مع الثقافة المصرية والمفكرين المصريين.
    قبل أن تذهب الى مصر هل كانت لديك علاقة بالصالونات الأدبية هنا في السودان؟
    أذكر مكتبة البشير الريح، والمكتبة الشعبية جوار البوستة بأم درمان، وكذلك كانت توجد المكتبة المركزية -بيت عبيد عبد النور- كنت أذهب إليها جميعاً، وكذلك كنا نذهب إلى نادي أم درمان الثقافي، ولكن لم أذهب لندوات أدبية كثيرة ولم أكن نشطاً فيها، عكس مصر تماما ففي مصر كان بجانب الندوات والصالونات كانت الحركة نشطة من جانب آخر، في مصر كان يوجد حوالي 12 ألف طالب سوداني موزعين من قنا وحتى الاسكندرية وكل مدينة بها خمسون طالباً سودانياً لديهم الحق في تكوين أسرة طلابية، ذلك كان النشاط الثقافي متوفراً، وأنا شارت بفاعلية وجبت كل مصر تقريباً وقدمت في كل عدد كبير من مدنها محاضرات وبذلك أصبحت شخصية معروفة للبعض ممن درسوا في القاهرة وأذكر منهم -خاصة الذين كانوا جيدين- عثمان ميرغني وهو كان رئيس الاتحاد في فترة من الفترات وكمال حنفي والذي كان يدير مجلة الثقافي، السموأل خلف الله، أيضا كان رئيس الاتحاد، كل هؤلاء كانوا موجودين هناك وأتاحوا لشخصي نشاطاً وحركة كبيرة في مصر ولا تزال علاقتي طيبة بكل هؤلاء، عدت للبلاد عام 86 لأعمل أستاذاً في جامعة أفريقيا بكلية التربية حتى العام 94 عندما سافرت لتشاد وعدت عام 2002م واستلمت عمادة كلية الآداب (جامعة أفريقيا).
    كل محطة من هذه المحطات كافية لتكون حواراً كاملاً، لكن ما يلفت النظر للدكتور عبد الله جرأته، فكل السودانيين يلتزمون جانب الجياد، لكن عبد الله حمدنا الله يتناول المواضيع بجرأة ومن زاوية مختلفة تفاجئ الناس دائماً، مثل (الحقيبة فترة زمنية) وأم درمان مدينة مصنوعة) أو الحديث عن النكتة وبعض الشعر، هل تقصد الإثارة أم تحريض الناس لتناول المواضيع بجرأة؟
    والله يوجد أكثر من سبب، لو لاحظت أنا لا التف حول الإجابة حول أي سؤال؛ بل أدخل مباشرة وهذا جزء من تكويني؛ فأنا في حياتي لا أعرف المراوغة حتى في نقاشي لأي قضية أدخل فيها مباشرة - هذا من جانب - النقطة الثانية لدينا مشكلة في السودان،كأننا لدينا أصنام من يقترب منها تحترق أصابعه، ولكن جزءاً من مسؤوليتنا تجاه المجتمع الاقتراب، من الحقيقة، صحيح ستواجهك مضايقات، وأنا شخصياً واجهتني مضايقات كثيرة، يعني الحقيبة صنم ومن يقترب منه يجد سهاماً كثيرة موجهة عليه، أم درمان صنم ومن يقترب منها معرض أيضاً للسهام! وجهت إليّ كثير من السهام شعراً ونثراً، وهذا جزء من ضريبة حركة التنوير أصلا.ً إما أن تعطيه حقه أو تنسحب تماماً، فمن الأخلاق ألا يكتم أحد نتيجة توصل إليها، هذا ما يجعلني أقول رأيي على النحو الذي ترونه، ولكني لم أقصد إحداث إثارة، أو أنسب أفكاراً لنفسي.
    الشخصية السودانية ما هي مشاكلها، وهل هناك شخصية سودانية أصلاً؟ وهل هي مرتبطة بالسياسة؟!
    لا الشخصية السودانية ليست مرتبطة بالسياسة، إذا أردت أن تعرِّف الشخصية؛ هي التي تتوقع استجابتها إذا أُثبت شئ مثير، أما الشخصية السودانية إجمالاً أتوقع أن تستجيب لك إذا أتيت بشئ مثير، مثير كيف؟ أنا لا أريد الدخول في علم النفس السلوكي ولكني سأحكي لك القصة المشهورة (هناك مريض في إحدى دول الخليج أعطوه روشتة، فقام بإعطائها للممرض وقال له: اذهب وأعطيها لأي سوداني موجود في الشارع، طيب هذا متوقع الاستجابة أم لا، وهل يمكن أن يقول سوداني لهذا الممرض لا ويرفض صرف الروشتة، لا اعتقد! هنا تبرز الشخصية التي تجمع كل أفراد الشعب السوداني حول الظاهرة المعينة.
    في علم النفس يقولون لكل مثير استجابة هذ هي الشخصية السوداني كما أراها وهي بمعزل عن السياسة، سأحكي له قصة ثانية - تحكى عن الرئيس المصري جمال عبد الناصر كان يقول للمصريين ويحذرهم من التدخل بين السودانيين، وقال إنه عندما كان في السودان ومقيماً بلكوندة فيكتوريا بشارع القصر، في إحدى المرات قال إنه نزل الشارع فوجد اثنين سودانيين يتشاجران، فذهبت لأصلح بينهما، وأفض اشتباكهما فتوقف الاثنان عن الشجار وقالا لي أنت يا حلبي!
    بتنقلك الكثير ومعرفتك للسودان الواحد هل هناك أشياء تجمع إنسانه في الشمال والجنوب..إلخ؟
    قد يكون الجنوب مختلفاً لأنه أخذ تطوراً منفصلاً بمعنى أن نسيجه لم يكتمل، ولكن إذا ذهبت لأي مكان من دارفور وحتى بورتسودان تجد القيمة واحدة لكن التعبير مختلف، إذا ذهبت للقرية تجدهم يذبحون إكراماً لك، لكن إذا جئت لأحد في الخرطوم يحضر لك بيبسي كولا هل إنسان الخرطوم بخيل؟!
    لا ما بخيل لكن لن يسمح لك بالخروج إلا إذا تناولت شيئاً حتى ولو كوب ماء! لكن كل إنسان يكرم ضيفه بالمتاح، لذلك من غرب السودان وحتى شرقه فالقيم واحدة والاختلاف هنا نسبي على حسب طبيعة البيئة وما هو متاح.
    تحديد الهوية الثقافية للمجتمع هل لها دور في صقل الشخصية وتطورها وتحديد إمكاناتها وتصرفها؟!
    طبعا فالشخصية هي ناتج المكونات البيئية، يعني.. إنسان نشأ في مجتمع معين عنده ثقافة معينة وطقس خاص وتقاليد معينة وسبل كسب كذلك معينة، هذه هي الأشياء التي تبلور الشخصية وتكونها ودعني أقل لك، السودان ورغم اتساعه الظاهر فإنه ضيق جداً نتيجة التفاعل الكبير، مثلاً إذا تقابل اثنان أحدهما من الجنينة والآخر من بورتسودان لابد أن تجد شيئاً يجمعهما بصلة قرابة، أو زمالة دراسة أو عمل.
    هل تعتبر الهوية مشكلة؟
    اعتقد هذه انتهازية مثقفين لأنهم يريدون أن يكبروا عن طريق قبائلهم على حساب تحطيم السودان وهذا واقع صحيح، قادة الحركة الوطنية منهم طلاب حاربوا القبلية ودعوا للسودان الكبير.
    نحن للقومية النبيلة
    ما بندور عصبية القبيلة
    تربي فينا ضغائن وبيلا
    تزيد مصائب الوطن العزيز
    فقد كنا نكتب في الجنسية الخاصة.
    تحدثت عن انتهازية المثقف؟ انتهازية مثقف أم سياسي؟
    لا لو لاحظت رواد الحركة هذه لم يكونوا سياسيين؛ بل شباب صغار تجاوزوا السياسيين الموجودين في أقاليمهم، ولذلك هم دخلوا السياسة من باب وعيهم الكبير بمشاكل بلادهم ومحاولة حلها، يعني إذا نظرنا لحركة تحرير دارفور مَنْ مِنْ قياداتها مارس السياسة؟ أحمد إبراهيم دريج دخل مؤخراً وهو يمثل أبرز شخصية دارفورية، على الحاج الحركات تجاوزته.
    طيب يا دكتور أنت عشت في فترة كانت تعج بزخم من التيارات والمدارس المتباينة؟ أين كنت؟ وهل كان لديك مشروعك الخاص كما كنت تسميه؟!
    هذه المدارس التي تتحدث عنها ظهرت في الستينيات، الغابة والصحراء جاءت بعد مايو 69 وكنا في المرحلة الثانوية ولم يكن لأحدنا مشاركاته المطلوبة، كما أن هناك أشياء جنت علينا كالآيدولوجيا مثلاً، يعني أنت تصنف المدرسة وأيدولوجيتك مختلفة، تلقائياً تجد نفسك بعيداً عنها، واعتقد أن التفاعل الثقافي أكبر عقبة واجهته، كان تأثير الآيدولوجية، وهذا الذي عطل كل جمعياتنا الثقافية، لذلك كنا ننظر لمثل هذه الأشياء نظرة غير مريحة، تماماً مثل الشيوعيين الذين خرجوا بـ( لا تقرأوا لعبد الله الطيب)، وعبد الله علي إبراهيم كتب مقال (عالم كبير فاقرأوه) وأنا في تلك الفترة لم يكن لدي اتصال مباشر مع الجمعيات، صحيح كانت لدي علاقات وصداقات لكن جاءت في فترة لاحقة في الستينيات، أولاً نحن كنا ناشئين ونظرتنا للأشياء كانت تحكمها الأيدولوجيا فلم تكن لدينا مشاركة، أنا عندما طرحت العلاقة بين المثقف والسياسي توصلت إلى أن السياسي احترامه رهين بجلوسه على كرسي الحكم، أما الثقافة فهي قيمة ذاتية لا يمكن لأحد أن يأخذها منك.
    لكن المثقف يطمح أن يكون سياسياً، كيف ترى المعادلة؟
    نعم وهذه الجزئية ناقشتها ولخصتها في جناية السياسة على الثقافة، وهذه بدأت بتحليل صحيح لثورة 24 لكن انتهى إلى نتيجة خطأ، والمثقفون عندما حللوا أسباب فشل ثورة 24 انتهوا إلى أنها لم تصحبها حركة فكرية تضئ لها الطريق وصمموا على عمل تثقيف ذاتي، وبدأت جمعيات القراءة، وإلى هنا والأمر صحيح ولكن النتيجة الخطأ كما عبر عنها محمد أحمد محجوب في كتابه (الحركة الفكرية في السودان إلى أين تتجه) عندما قال: المثل الأعلى للحركة الفكرية في السودان أن تكون حركة إسلامية وكذا وكذا، وفي النهاية ذكر أن تنقلب هذه الحركة إلى حركة سياسية تسعى بالبلاد نحو الاستقلال تنقلب لماذا؟ المفروض تخرج من أحشاء حركة سياسية، لكن تمقلب كل المثقفين...هذا ما أسميته أنا في الأربعينيات بالهروع العظيم عندما جاءت السياسة هرع إليها كل المثقفين وتركوا العمل الثقافي خالياً، ومن كان مخلصاً للثقافة لا يجد من يذكره إذا ما قارناه بأقرانه الذين عملوا بالسياسة!، من منا يذكر محمد عشري صديق أعمق ناقد سوداني ربما بعد معاوية محمد نور أو يساويه؟ لأنه لم يذهب للسياسة هذا جزء من جناية السياسة على الثقافة، وأصبح الآن هم كل مثقف أن يجد مكاناً في السلطة،، ولو لم يجد منصباً سيكسر قلمه ويمزق أوراقه، وإذا لم يحصل على المنصب الذي يحلم به يهاجر وينضم لسياسي ويعارض ويبقى معه هناك، وأنا قلت ذات مرة عبارة (إن المثقف لن يكون يوماً سيف الدولة، هو دائماً المتنبئ) يريد ظلاً سياسياً ليعيش فيه.
    لدينا نموذج محمد أحمد المحجوب جمع بين الشعر والمنصب السياسي؟
    أنا اعتقد أن السياسة جنت على محمد أحمد المحجوب، المثقف بدليل واحد أن المحجوب قبل التحاقه بالسياسة كتب في النهضة والفجر وأخرج كتابه (الحركة الفكرية في السودان إلى أين تتجه) وكتاب الحكومة المحلية في السودان، وكتب معظم شعره، وعندما دخل مجال السياسة ماذا كتب؟ لا شئ سوى قليل من الشعر و(الديمقراطية في الميزان) والأخير هذا كتبه بعد أن ترك السياسة عقب مايو، بمعنى أن محمد أحمد محجوب عندما كان في الحلم لم يؤلف أي كتاب، ولذلك الذين يتحدثون عنه بإعجاب أنا متأكد أنهم يتحدثوا عن محمد أحمد محجوب السياسي وأنهم لم يقرأوا كتبه.
    نأخذ مثالاً، الطيب صالح كلما ذكر السودان يذكر الطيب صالح أو البامبو السوداني! هل هل مشكلتنا أم مشكلة الآخر؟
    والله اعتقد أنها مشكلتنا ومشكلة الآخر، والتي تتمثل في أن الطيب صالح روائي كبير وهو مفخرة لنا ولكن لا اعتقد أنه يرضى ولا نحن سنرضى أن يكون مثل قصيدة عمرو بن كلثوم لقبيلة بني تغلب:
    ليس لديهم إلا قصيدة عمرو بن كلثوم ونحن ولا حتى الطيب صالح نرضى أن نكون مثلهم، لكن المشكلة فينا وفي الآخر، فينا لأننا لم ننجح في إيصال صوتنا، إعلامنا ضعيف ومشاركاتنا الخارجية ضئيلة لأن المسؤولين لدينا لا يريدون أن يدركوا أن مثل هذه المشاركات تعود بمردود وفائدة كبيرة للدولة -نحن ما عندنا أي مشاركات خارجية بالمعنى المفهوم...هذا بالنسبة لنا، أما المشكلة بالنسبة للآخرين أنهم وجدوا شخصيات معينة وتعرفوا عليها ولم يكن لديهم استعداد لأن يبحثوا عن المزيد في البلد المعين، وأنت إذا جهلت نفسك فيجب أن لا تلوم الآخرين إذا تجاهلوك واعتقد أن هذه مشكلة، ومشكلة مركبة، أما البامبو السوداني فإذا ذهبت إلى غرب أفريقيا مثلاً هل تجد البامبو السوداني فقط؟
    لا في تشاد الأغنية التي تطلع اليوم يعرفونها قبل أن تصل الخرطوم، نحن ما رضينا بالذين ينظرون لنا كقبلة وارتضينا قبلة الذين لا يريدوننا وهذه مشكلة!.
    عطفاً على حديثك عن الطيب صالح، عندما تحتفل مجلة مثل العربي بالبروف عبد الله الطيب، نجد من المقالات التي وردت في هذه الجزئية لماذا لم يترك الناس الكتاب السودانيين، يحتفون بعبد الله الطيب؟
    أنا من أكبر المناصرين للثقافة العربية، ولا أتردد في الوقوف معها في أي محفل، وهذه قضيتي منذ نشأتي، وحديثي الذي ذكرته لا يتناقض مع موقفي، لكن من أكبر الشواهد على عدم الاهتمام أو التجويد في النظر نحو الثقافة السودانية ملف مجلة العربي لعبد الله الطيب، هذا ملف بائس جداً بائس لأقصى حدود البؤس- ثانياً الكتاب الذين يكتبون فيه غير سودانيين لأن الكتاب السودانيين لا يستطيعون أن يكتبوا عن عبد الله الطيب وأنا اعتقد هذا فيه نوع من الإثارة، فإذا المجلة لا تستطيع أن تقدم مادة محترمة فالأحسن أن لا تقدمها أصلاً لذلك اعتقد أن ما قدمته العربي يعتبر مادة بائسة - لكن لو سمحت لي بالحديث عن عبد الله الطيب - اعتقد أنه من أصعب الشخصيات التي يمكن أن تدرسها لماذا؟ لأن عبد الله الطيب تأتي كتاباته على طريقة تداعي الخواطر، يعني لو مسكت (على نافذة القطار) و(التماسة عزاء بين الشعراء) تجده يتحدث عن الموضوع ثم ينتقده، بمعنى أنه لا يتناول موضوعاً واحداً يمضي به للنهاية، لو أردت أن تتحدث عن عبد الله الطيب تحتاج لمنقاش تأخذ من هنا، وتشل من هنا، لذلك أنا قلت إن أكثر الناس الذين ظلموا عبد الله الطيب هم تلامذته لأنهم ركزوا على حديث الحكاوي والنوادر والطرف هذا بنظري لا يفيد عبد الله الطيب في التاريخ، ولكن ما يفيد هو أن نستخلص فكره ومنهجه النقدي، وهذه مسألة صعبة جداً ولكن لابد من إنجازها وتحتاج لطول بال.
    لديك عدة معارك في أسوان؟ هل تذكرها؟
    نعم، كانت مع فرقة الفنون الشعبية في أسوان، وأصل الحكاية أنني سافرت في أوئل الثمانينيات لأسوان وكان ذلك في شهر ديسمبر والذي يصادف سوق السياحة هناك، وذهبت لأشاهد فرقة الفنون الشعبية، وكان المسرح ممتلئاً عن آخره، وأغلب الحضور كان من السياح الأجانب، والشئ الذي أثارني حقيقة هو أنهم قدموا أغنية (الوافر ضراعو) ورقصة البطانة عندنا، والمسألة هذه لم ترُق لي، وذهبت واحتججت لمدير المسرح وذكرت له إن هذه الأغنية سودانية ومن وسط السودانيين فقال لي: لا هي أغنية مصرية، وكان ردي عليه بأنني أعرف الفنون المصرية جيداً واعرف أن فنونكم هنا أخذتها فرقه جوبا وقدمتها في القاهرة، فأنتم اتجهتم للفنون السودانية وأصبحتم تقدمونها نريد منكم أن تذكروا أيضاً أن الأغنية سودانية وأقسمت لهم بأنني لن أترك هذا الموضوع وسأكتب عنه وبعد أشهر جاءني واحد من الفنون المصرية وذكر لي أنهم سيقدمونها سودانية مصرية.
    مسألة التوثيق قليلة ما رأينا إسهاماً منك في هذه الناحية؟ باعتبارك موسوعة شعبية ومتحركة؟
    الكلام الذي قلته عني غير صحيح -نحن لدينا مشكلة في السودان، مثلاً يأتيك شخص ويطلب منك رأيي في موضوع عن تشاد وأقوم بإعطائه رأيي وفي اليوم الثاني تجده يكتب (قال الخبير في الشؤون الأفريقية) هذه مشكلة حقيقية لأنني لست خبيراً كما يدعي، وأنا كثيراً ما اتصل بهؤلاء وأقول لهم إن ما تقومون به لا يجوز - بالنسبة للتوثيق لدى صراحة مشكلة، أنا لدي خمسة أعمال جاهزة منذ فترة طويلة بل إن برنامجي الذي أقدمه في الإذاعة (أمسيات أدبية) هذا البرنامج مكتوب منذ عشرين عاماً والكثيرون يطالبون بنشره، رسالة الماجستير خصصتها عن الصحافة السودانية يعني وجوه جديدة وتقديم شئ جديد، عندي اهتمامات ومذكراتي في الأدب التشادي واعتبر نفسي أول من بحث في هذه الجزئية -لكن أنا لدي مشكلتان في الكتابة-أولاً اعتقد أن الفكرة الموجودة في ذهني هي موجودة في ذهن أي واحد مهتم بالأدب، فلا يوجد داعي الآن أن أكتب لشخص عن شئ هو موجود في ذهنه، والله أصدقكم القول حتى هذا الكلام الذي أقوله لكم أنا افترض أنه موجود في أذهانكم، الشئ الثاني إذا أنجزت العمل بنسبة 90٪ ولم أًصل بالموضوع إلى نهايته لن أكتب أبداً فيه، وطبعاً البحوث هذه ليست لها نهاية كاذب من يقول إنه وصل فيها إلى آخرها، لأن كل جزء فيها يولد أشياء أخرى، الآن عندي في مكتبتي في المنزل خمسة أعمال جاهزة والبعض يعتقد أن قيمتها العلمية (كويسة).
    التواضع الدائم في الشخصية السودانية هل هو نتاج لتربية صوفية مغروسة في السودانيين، وشخصيتهم ذات التواضع الدائم هل تعتبرها شيئاً جميلاً أم شيئاً سالباً عكس ما نراه لدى المصريين الذين يصنعون هالات من الضوء على أشخاص وأناس عاديين وأقرب مثل عبد الله الطيب سوداني وانتهى به المطاف هنا في الإطار المحلي وأمثاله في مصر نجد أن شهرتهم طبقت الآفاق؟
    في مصر وفي غيرها صناعة النجوم أصبحت علماً، ونحن نفتقد لهذا العلم، والناس الذين اشتهروا يعتبرون وجدوا ظروفاً جيدة، بالنسبة لتواضع السودانيين هذه حقيقة لكن لا اعتقد أن كل السودانيين متواضعين هناك ناس يفرحون جداً عندما تضخمهم لكن اعتقد أن للأثر الصوفي دوره، رغم إنني أنا شخصياً لا أزعم أنني عشت في الصوفية بشكل مباشر لأنني كنت بين نقيضين؛ فأهل والدتي وخاصة -جدي لأمي- سلفيون جداً، وأهل والدي لديهم علاقة قرابة من أهل الكباشي، لكن لا استطيع أن أذكر أي أثر بشكل مباشر عليّ لكن يمكن القول إن للتصوف دوره، لكن الناس دائماً تنسى عاملاً مهماً جعل السودانيين لا يعتنون بالتوثيق ألا وهو أن الثقافة العربية الإسلامية دخلت لنا في عصور انحطاطها ولم تدخل لنا في عصور نشاطها كما حدث لمصر والشام والمغرب، ولذلك كانت حركة التاريخ في تلك الدول قوية جداً والإنسان في تلك الدول لو عنده فكرة واحدة يكتبها لكن نحن الثقافة العربية والإسلامية جاءتنا في أسوأ أيامها، عندما أصبحت حواشي ومتوناً أصبح المثقف هو الحافظ وليس المفكر، لذلك اليوم رموز ثقافاتنا هم الحفظة وليس المفكرين، ونحن نحفظ ولكننا لا نكتب والعقلية النافذة لم تتبلور لدينا بعد، واعتقد أن هذه هي المشكلة.
    الثقافة العربية دخلت مع التجار وليس المفكرين؟!
    ليس التجار، السودان في البداية داخلته القبائل الرعوية، لأن دولة النوبة كانت قوية فتسللت القبائل الرعوية، لكن أتحدث عن دخول الثقافة العربية بعد قيام مملكة الفونج وتشريعها لها، الفترة هذه بالضبط هي فترة انحطاط الثقافة العربية الإسلامية في العالم الإسلامي وهذه هي فترة العهد التركي والتي اعتبرها أضعف الفترات.
    الأمس دائماً هو الأفضل يقولون لك العصر الذهبي في السودان، دائماً يرجعوننا لأيام زمان- التعريفة والقرش، والسياسة، دائماً تجدها ودائماً تجدها في حقيبة الفن، هل مشكلتنا فعلاً في عصرنا الذهبي أم في العصر الذي جاء بعده؟
    أنا اعتقد أن عقليتنا (ماضوية) ليس في حقيبة الفن فقط حتى في الكرة، يقولون لك (حليل أيام منزول وبرعي) وكذلك في السياسة إذا تحدثت في أي ظاهرة: التعليم زمان كان عندنا وعندنا، أنا ضد العقلية الماضوية- إلى الحنين للماضي وأرى أن الكبار يمارسون إرهاباً ثقافياً على جيل الشباب، هذه سنة الله في التاريخ، أي أن جيلاً غربت عنه الشمس يريد أن يمسك بخيطوها ولا يريد أن تخرج للآخرين، أنا لست مع هذا التفكير لأنه ببساطة الأمة التي أجمل أيامها أصبحت وراء ظهرها هي أمة انتهت - الآن عندما أتأمل في كل الظواهر أجد هناك تطوراً وتقدماً، مرة كان يتحدث لي أحدهم ويقول المدرسة والتعليم وووو....قلت له أنت تتحدث عن زمن كانت فيه المدرسة هي الوسيط الوحيد للمعرفة، الآن طفل الأربع سنوات وسائطه التعليمية تتجاوز المدرسة، وشباب اليوم ليسوا أفضل من شباب الأمس-أنا اعتقد أننا غير مؤهلين لأن نحكم عليهم -لماذا؟ لأن هذا جيل ما بعد الحداثة ونحن جيل ما قبل الحداثة، (الليلة الواحد مما يقوم نجده يبحث عن اللوتري عمره خمس سنوات وعاوز يهاجر ويعرف كل شئ عنها!).
    الآن أصغر طفل يمكن أن يتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت ببراعة نحن لا نعرفها ولا نقدر عليها، أصغر طفل يعمل لك أشياء في الموبايل ونحن بالكاد نفتحه ونغلقه، نحن عندنا المعرفة زمان أنك تحفظ أكبر كمية من المعلومات، الليلة الشئ الذي قرأته من يوم ولادتي، وحتى الآن يمكن أن يسجله طفل في خمس اسطوانات C.D الشباب عنده المعرفة ليست في كمية الحفظ لأنه يمكن أن يستدعي المعلومة في دقيقة لكن عنده المعرفة كيف تتعامل من لغة العصر ومنتجات العصر وهذه نحن ما بنعرفها يبقى من المتقدم؟.
    أنا أقول لأولادي: ما تسمعوا يقول ليكم زمان الثقافة والمثقفين، أنا دخلت المدرسة منتصف الخمسينيات وعاصرت من درسوا في الأربعينيات معنى ذلك أنني يمكنني أن أحكم على جيل سبعين سنة، عندما أتذكر من كانوا يقرأون في الفصل لا تجد أكثر من اثنين ثلاثة مثقفين في الفصل لذلك أقول لاولادي لا تسمعوا هذا الكلام.
    الإنتاج الأدبي الإبداعي هل حدث له تطور؟ في القصة النقد...؟
    طبعاً كان هنالك تطور حتى سنة 50 ، القصة عندنا لا تتعدى القصص القصيرة جداً، من صفحتين أو ثلاث وتكون في المجلة وضعيفة، ثم ظهر إحسان عباس في منتصف الخمسينيات فشجع بعض القصص مثل «النازحان والشتاء»، للزبير علي وخوجلي شكر الله، والبرجوازية الصغيرة لعلي المك وصلاح أحمد إبراهيم، ونشر بعض الأشعار لكجراي وغيره وغيره، اليوم عندما تشاهد كتاب (البرجوازية الصغيرة) و(النازحان والشتاء) وتقارنهما بكتب وروايات اليوم تجد فرقاً كبيراً، قبل يومين قرأت لأحمد عبد العظيم رواية رومانسية فكانت الرومانسية تبكينا زمان والآن عندما نقرأها نقدياً تجاوزناها بكثير.
    الأدباء الجدد وما يكتبونه مقارنة بالطيب صالح تعتبر كتاباتهم قلة أدب؟
    لا استطيع أن أقارن كاتباً مبتدئاً بكاتب تربع على القمة، وأول حاجة نجد شروط المقارنة معروفة، يمكن أقارن بما يكتبه هذا الكاتب في عمر ثلاثين سنة مع ما قدمه الطيب صالح في نفس العمر وأللّا رأيك شنو؟ وعلى أي حال أنا اعتبر أن الطيب صالح ليس تطوراً للرواية السودانية، ولكن وجوده خارج السودان جعله يتصل بالرواية العالمية لذلك امتلك من أدواتها ما لم يكن متاحاً للروائيين السودانيين لذلك الطيب صالح المسافة كبيرة بينه وبين أقرانه من الكتاب السودانيين.
    ممكن تحدثنا عن إبراهيم إسحاق ودوره في الرواية السودانية؟
    هو مبدع جداً والرواية عنده متقدمة جداً وأروع ما فيها نفس دارفور، لذلك اعتبره علامة مشرفة جداً في الرواية السودانية.
    هل يحصر جمهوره في نفس دارفور؟
    لا أبداً، هل الأغنية الدارفورية محصورة في دارفور؟، أنت عندما تستمع: نحن الليلة بنات ثلاثة ومشينا لي دهر لقينا لينا كركير...إلخ ما محصورة في كردفان هل أغاني الشابقية محصورة في مناطق الشايقية؟ لا اعتقد.
    هل يصل إبراهيم إسحاق للعالمية كما وصل الطيب صالح؟!
    والله لا اعتقد أن هنالك ما يمنع - الليلة أنا عندما اقرأ لنجيب محفوظ- بالذات الثلاثية، القصة كلها في مصر الفاطمية خان الخليلي، زقاق المدق وهكذا، ونجد اللغة فيها المصرية العامية - حتى إنه توجد بها ألفاظ لا ترد في السينما، لكن من السياق العام قد لا نعرف المعنى تحديداً.
    نعم والكتاب الذي انتجوه أعطوني له وكنت استمع لهم في أروقة وصلتي بهم ممتازة جداً.
    بنفس القدر هل حدث تطور في الأغنية؟
    الأغنية حدث فيها تطور لكن لسوء الحظ نحن نقدياً لم ندرس هذا التطور، والتطور يمكن دراسته من جوانب كثيرة جداً وأنا دائماً أقول في الخيال إذا مزجنا التشبيه كأصغر أداة من أدوات الخيال ورصدنا التطور فيه، نجد في حقيبة الفن دائماً التشبيه محسوساً من محسوس تمسك العيون مثلاً لأنها من الأشياء الشائعة في الحقيبة، يقول ليك عيون الصيد، عيون المها، هنا تشبيه محسوس لأن عيون المها معروفة، لكن توجد مشكلتان: الأولى أنه ربما أنني لم أشاهد صيداً وأغلب أهل الخرطوم لم يشاهدوا صيداً، كيف أتذوق التشبيه إذاً؟ ما في تذوق، فالتشبيه معمول لنقل الأثر النفسي وهذا أضعف أنواع التشبيه محسوس بمحسوس وإذا تحولنا قليلاً نجد تشبيه محسوس بمعقول مثل تشبيه سواد حظي بجور لواحظه كحيل-هنا شبه العيون بسواد اللحظ فالعيون محسوسة وسواد الحظ شئ معنوي معقول، فكل واحد يتذوق حسب حظه، تقدمنا شوية، وجدنا التشبيه اتقلب- حظي أسود من كحل عينيه - هنا شبه الصيد بشئ لكنه جعل الصيد مشبهاً - عندما جئنا لشعر التجاني سعيد وجدنا أن التشبيه وصل مرحلة بعيدة جداً.
    عيونك زي سحابة صيف - تسقي بلاد وتجافي بلاد
    وزي فرحاً يشيل-مني الشقاء ويزداد
    وزي فرح البعيد العاد
    وزي كلمات بتتأوه...إلخ
    دي حكاية متطورة جداً (والّلا مش كده) فلو مسكنا من يقول لك الحقيبة تجد ليس لديهم القدرة النقدية على دراسة الظاهرة، فالأغنية السودانية ماشة متطورة حسب تطور الذهنية نفسها، فذهنيتك أنت تختلف عن ذهنية والدك، لذلك عندما يأتي أحدهم بتشبيه محسوس بمحسوس، وهناك ناس يرحبون بذلك فأنا اعتبرهم متخلفين جداً دعك من التشبيه- زمان النموذج المثالي للمرأة الجميلة كان هو الامتلاء لكن هل يستطيع الآن أحد أن يتزوج امرأة لا تستطيع أن ترفع قدمها من العتبة؟، ما هي الوظيفة الاجتماعية لهذه المرأة؟ وقد كانت الفتاة قديماً إذا كانت ضعيفة تقوم أمها بإعطائها الموز حتى تشحم، وعندما تسألهم يقولون لك الأعشى قال:
    تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل....
    والله أنا أعجب لأناس نموذجهم الجمالي يمثله رجل أعمى بينما النموذج الحقيقي أمامهم...! هيفاء مقبلة، عجزاء مدبرة.. هذا تطور كبير لذلك نصيحتي للشباب أن لا يسمعوا ما يقال عليهم بل يعملوا عقولهم من الداخل.
    الأبنودي قال ذات السودانيين لديهم أجمل الأغنيات لكن العرب لا يسمعون أجمل الأغنيات!! هل نحتاج لإعادة صياغة الثوب الخاص بنا أم نقفل عليه؟
    مداخلة: الشعر الدارجي أعمق عندنا من الفصيح؟!
    بالنسبة للأبنودي ورأيه في جمال الأغنية السودانية وعدم استماع العرب للأغاني الجميلة- يروي عن العقاد -والله أعلم- أنه كان يستمع لأغنيتين هما (ضنين الوعد) للكابلي، و(أكلك منين يا بطة) وعندما يأتي مقطع (إن تكن أنت جميلاً...فأنا شاعر يستنطق الصخر العصي) فإن العقاد كان يقول: طالما يوجد في جنوب الوادي من يستنطق الصخر العصي فإن لغة الضاد بخير، هذا ما يحكى عن العقاد، نحن لا نحتاج أن نخرج من ثوبنا، العرب إذا رغبوا في أن يستمعوا لنا أهلاً وسهلاً وإذا لم يرغبوا هذا شأنهم..نحن إذا خرجنا عن ثوبنا هذا لن نستطيع أن نبدع، لأن هذه هي ثقافتنا وشخصيتنا وهكذا وأنا ضد الدعوة لتغيير الذات، أما حكاية الشعر الدارجي أعمق من الفصيح، هو ليس كذلك فبخبرة المكان يمكن أن يكون كذلك حقيقة لكن على الإطلاق ليس أعمق، لكن في فترة من الفترات الشعر الدارجي استطاع أن يعمل له نفساً سودانياً لم يكن موجود في الشعر الفصيح لأن الفصيح كان نموذجه القصيدة العربية ذلك لم يستطع أن يعمل نفساً أو معاني سودانية كما الحاردلو يقول:
    تتمايح مثل قصبة مدايح
    هذا نموذج لا أجده في الشعر الفصيح، لكن طبعاً خلال الأربعين سنة الفائتة بدأ النفس السوداني يدخل في القصيدة الفصيحة وهذا أعطاها إضافة وعمقاً حقيقياً يمكن أن يبرهن على هذا بقصائد كثيرة جداً لصلاح أحمد إبراهيم (غابة الأبنوس) سوداني من رأسه حتى أخمص قدميه، رجل سوداني مائة في المائة، وأنا دائماً لا اعتقد في الأخيلة والمعاني بل اهتم بالروح السائدة في القصيدة، تعبر عن المكان يعني أنا كسوداني أعيش في الأماكن الحارة حامي بطبعي لا يمكن أن أكون بارداً مثل نزار قباني في الشام، هو روحه تشكلت خلاف روحي، لذلك أنا عندي القصيدة حتى في الروح السائدة فيها تنبئ لك عن طبيعة المكان، وهذا موجود في الشعر السوداني الفصيح، لذلك أنا لا أقبل مقولة أن الشعر الدارجي أعمق من الفصيح، لا أقبلها على الإطلاق.
    لكن الدارجي أكثر سيادة من الفصيح؟
    في أي بلد يحدث ذلك، في مصر مثلاً تشعر بانتسار الأغنية الدارجة أكثر من الفصيحة لأنها اللغة التحتية وهي لغة الناس، والناس دائماً تغني بلغتها بالآن الفصيح لغة الصفوة، لغة النخبة.
    باختصار عن التاريخ والجغرافيا، يا أخي أى سائح لو زار المقرن يمكن أن يقول قصيدة، أي شخص لو قرأ تاريخ السودان يمكن أن يقول قصيدة عن المهدية (صاح ولا لا؟) كليبني ألم يعمل قصيدته عن الهدندوة وقتالهم مع عثمان دقنة؟ هذه ليست القومية، مثلاً عندما يقول خليل على ودور يقول
    ولقمة من دقيق الدخن دافئة * ألذ في الطعم من قراصة الفيني
    صنعتها بيدي في الصاج لينة * كأنما صنعت في دوكة الطين
    ملاحها ويكة لايووقة وبها* ملح أجاج...............الخ
    لكن القومية هي أن تعبر عن عبقرية الأمة وخصائصها الخاصة، شعورها وأنت إذا لم تكن منها لن تعبر عنها، يعني قصيدة العباسي، أنت ياذا عمداً لا تسميني...
    ما يقدر يعبر عنها أي شخص، مفهوم القومية مرات يطلق غلط.
    الموضوع الذي يشغل عبد الله حمدنا الله؟
    والله المواضيع كثيرة وأنتم تطرقتم لها.. الإرهاب الثقافي ضد الشباب أنا شايف أنه أكبر موضوع يجب أن يجد الاهتمام ونتطرق له بشجاعة لكن من الذي يتصدى له من الكبار من يدين جيله-يجب أن يكون الشخص منصفاً فلا ينبغي أن نغرس في أذهان الشباب أنهم جيل تافه وأنهم جيل آخر الزمن، والله نحن منذ أن نشأنا نسمع آباءنا يقولون لنا إنتو جيل آخر زمن!
    هل تتعامل مع مصطلح السودان الجديد؟
    المفهوم كما يبدو لي فيه ظاهر وباطن الظاهر هو تحقيق العدالة والديمقراطية للناس كلهم كما يقال ويصبح من حق كل إنسان أن يحكم السودان ومن حق كل إقليم أن يحكم نفسه الدعوة سليمة، لكن نحن ما من أهل الباطن.
    السياسي الدكتور عبد الله تحس به...؟
    أنا ما سياسي، شوف أنا كتبت موضوعاً قبل ثلاثة أسابيع، كل إنسان ميسر لما خلق له ومشكلتنا في السودان أننا نترك ما نحسن ونصبح سياسيين كلنا، أنا لست مهيأ للسياسة لسبب ذكرته آنفاً.
    هل هذا اعتراف مع الذات أن المثقف لا يستطيع أن يدير أمور السياسة؟
    لا أقصد ذلك -لكن أنا أعبر عن الأشياء بأدواتي- على سبيل المثال، هل من اللازم أن أخرج في مظاهرة واهتف تسقط أمريكا؟!، لكن إذا أحضروا لي مشروب حاجة باردة، لو رفضت البيبسي لديها دلالاتها الفنية، ولو أنا كتبت رواية، ولو ذكرت أنني أفضل الفيمتو وضد البيبسي، أنا أكون عبرت ولا ما عبرت؟!، وهذا تعبير أقوى من الخروج للمظاهرات التي يستطيع أن يخرج فيها الكثيرون.. المثقف يا جماعة يعبر بأدواته والمثقف سياسي بأدواته، وتبقى المشكلة للمثقف عندما يترك أدواته ويتجه للتعبير المباشر، هناك يكون واحداً من الآلاف لكن هل يكون واحداً من المبدعين.
    هذه الأدوات يمكن أن لا تكون فاعلة في المجتمع السوداني؟!
    من قال هذا؟!، أغنية واحدة تحرك لك الشارع السوداني كله أود أن أقول لك شيئاً، تجد الحاكم بكل هيلمانته خائفاً من مفكر موجود في السجن، ولا حسن الترابي نجده خائفاً من مفكر طيب داك قوته شنو؟!.
    محمد أحمد محجوب جنت عليه السياسة وجنى على الثقافة.
    الترابي نفس هذه المشكلة؟!
    وكثيرون غيره
    الصادق المهدي؟
    والله إلى حد ما
    لكن الترابي السياسة جنت تماماً عليه؟
    نعم.!
    هل تتعامل مع مصطلح السودان الجديد؟
    المفهوم كما يبدو لي فيه ظاهر وباطن الظاهر هو تحقيق العدالة والديمقراطية للناس كلهم كما يقال ويصبح من حق كل انسان ان يحكم السودان ومن حق كل اقليم ان يحكم نفسه الدعوة سليمة،لكن نحن ما من اهل الباطن.
    القيادات الوطنية في السودان استخدموا القضاء الفكري لأي قيادات أخرى تعمل تحتهم يعني الترابي ما يلتقى شخص بعده، الجمهوريون انتهوا بعد محمود محمد أحمد طه وهكذا؟!
    طبعاً هذا واقع وكان في المقالات التي كتبها عبد الله علي إبراهيم عن شيبون .
    هل قرار مقاطعته هو قرار من الحزب الشيوعي أم لا؟
    طبعا الذين كانوا مع عبد الخالق محجوب يعرفون الترابي، ما محتاجين أن نطلع قرار.


    http://awragjadida.khartoummag.com/view.asp?release=10&...ction=article&id=189
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de