مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-03-2024, 08:48 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 10:52 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    في ( مراجعات ) مع غازي سليمان المحامى
    نسخة للحفظ نسخة للطباعة أخبر صديق اضف تعليقك


    حوار: رئيس التحرير
    هذه حقيقة دورى نهارية انقلاب هاشم العطا
    يقولون إن التاريخ السياسي في بلادنا يقبع خلف حصون حصينة مكتوب عليها (ممنوع الاقتراب والتصوير). فاكثر من 35 سنة مرت على انقلاب 19 يونيو 1971م؛ ذلك الانقلاب الشهير الذي قاده الرائد هاشم العطا ضد الرئيس الأسبق جعفر نميري، والحديث عن هذا الانقلاب يستدعي المزيد من الجدل!. فما هو دور «الرفيق عابدين»؛ الاسم الحركي لغازي سليمان المحامي، في هذا الانقلاب؟، وما هي حقيقة الرسالة التي كلَّفه هاشم العطا أن يوصلها إلى القيادي الشيوعي الشفيع أحمد الشيخ؟، وما رأيه في الاتهامات أو العبارات المشكِّكة في هذا الدور من قِبَل فاطمة أحمد إبراهيم؟. لإماطة اللثام عن كل هذه الأسئلة وغيرها، كان هذا الحوار الذي اجريته لصالح برنامج مراجعات بقناة النيل الازرق وتنشر الخرطوم الجديدة الجزء الاول منه والخاص بآحداث 19 يوليو 1971.
    ----
    • غازي سليمان، نجم المنابر، وأداؤه يوصف بأنه مسرحي تمثيلي؟
    ــ أنا في حياتي لم أمثِّل، وأنا رجل صادق وأتوخَّى الصدق؛ لأني أريد أن أنام مرتاحاً وخالي البال، كما إنني لست سياسياً محترفاً، وأيّ كلام أقوله يجب أن يكون موثَّقاً، لذا لا أتكلم كلاماً ليس له معنى، وأنا لا أدَّعى لنفسي صفة علمية، غير أني عاصرت أحداث السودان منذ العام 1956م حتى هذا اليوم، ودائماً أرى نفسي شاهداً على العصر وراوياً للتاريخ.
    • شخصية غازي سليمان عند من يحبونه هي صورة «الثوري المناضل» وهم يتمثَّلونها في الواقع، وناقدوه يرسمون له صورة «المهرّج»؟
    ــ هذه مسألة عجز، فإن صحفاً كثيرة تكتب عني، وبعضها يكتب أنني قُدت المحامين السودانيين في انتخابات نقابة السودانيين مرتين وكنت فاشلاً، وهذه فرية؛ فأنا قد علَّمت شعب السودان ــ في أيام القمع والاستبداد ــ كيف يناضل، فأين كان من يتهمني بالفشل في تلك الأيام، وما هو الدور الذي قام به.
    • لماذا تتعرض شخصية غازي للهجوم بشكل كبير من قبل معارضيه، ترى ما هي الأسباب الدفينة وراء ذلك؟
    ــ إنها الطبيعة البشرية؛ فالشخص العاجز دائماً يهاجم الأشخاص الآخرين، ونحن بذلنا ما بوسعنا لمساعدة أهل السودان.
    • لهل أنت نادم على المرحلة التي كنت تقود فيها «النضال» ضد الإنقاذ؟، وماذا عن الاتهام الموجه إليك بأنك صنيعة إنقاذية؟
    ــ لا أريد أن أردّ عليهم، وحسبي ردّ صديقي الشهيد محمد طه محمد أحمد، قال؛ هؤلاء تعلموا في غازي سَلْخ التمساح، أنا أمثِّل مرحلة تعلَّمَت الإنقاذ فيها سلخ جلد التمساح، لا توجد معارضة بعد اتفاقية نيفاشا يوجد برنامج وطني اسمه برنامج تنفيذ اتفاقية السلام.
    • اذا انت لاتعترف بمن يعارضون الان اتفاقية السلام ؟
    ــ هؤلاء نقول لهم إنهم يلعبون خارج لعبة (السِّيجة) التي «فَنَّطها» د.جون قرنق دي مبيور وقادة الإنقاذ، ونلعب فيها نحن، وهؤلاء ليسوا جزءاً من هذه اللعبة؛ البرنامج الوطني للسلام، بل ينصبّ عملهم على التشكيك في رموزه وفي الذين يعملون على تنفيذه، وأنا لا أقبل أي تشكيك في هذا البرنامج المتفق عليه سياسياً.
    • غازي سليمان الآتي من مدينة بورتسودان إلى جامعة الخرطوم، من جَنَّده للحزب الشيوعي؟
    ــ أود أن أوضح شيئاً. في أواخر الخمسينيات، كان الطلاب المثقفون ينقسمون إلى محورين (الجبهة الديمقراطية وحركة الإخوان المسلمين)، نحن كنا في جانب الجبهة الديمقراطية؛ لأن الأغلبية الغالبة من الطلاب كانوا في الجبهة الديمقراطية، كنت في جامعة الخرطوم منتمياً إلى الجبهة الديمقراطية، وجَنَّدَني المناخ العام و لم يقم أحد بتجنيدي، ونحن أبناء أمدرمان كلنا كنا نستمع إلى خطب سلّام والوسيلة وعبد الخالق محجوب ويشهد علينا نادي الهاشماب، والذي كان منقسماً إلى جناحين؛ إما مع الأزهري وبالتالي يشجع فريق الهلال، أو مع الحزب الشيوعي ويشجع فريق المريخ. هكذا كان السودان في تلك الأيام.
    • هل صحيح أن عبد الباسط سبدرات قام بفصل غازي سليمان من الجبهة الديمقراطية والحزب لأنه كان يسلك سلوكاً برجوازياً؟
    ــ أعتقد أنك تريد أن تسبب لي مشكلة مع سبدرات. سبدرات ومعه بعض الناس قالوا إنني أنتمي إلى أسرة برجوازية، وسبدرات، الذي كان من الطبقة «التعبانة» من جبل أولياء، كان ينعتني بأنني برجوازي، وكنت عنيفاً في استجاباتي فتعاركت معهم، وبسبب ذلك تركت لهم الجبهة الديمقراطية، وأنا ومحمد مالك عثمان ــ والرجل من أعز أصدقائي ــ قدنا انشقاقاً، وأعتقد أن محمد مالك وجد فيّ الشخصية المتمردة، وانفصاله عن الجبهة الديمقراطية كان بسبب اختلافات فكرية، ولكنني انفصلت كراهية في قادته؛ فقد كانوا متحجرين ومتعصبين، ولم أكن أريد غير أن أشارك في العمل العام ولكن ليس بطريقة الاجتماعات، فأنا بطبعي لا أستطيع أن أدوام على حضور الاجتماعات بصورة راتبة، ولكني في العمل العام مستعد أن أرتبط بالأفكار العامة، لكن لا يوجد أحد بعينه أثَّر عليّ.
    • ولكنك عقب انفصالك عن الجبهة الديمقراطية قمت بتأسيس حزب جديد؟
    ــ نعم أسست الجبهة الاشتراكية وكنت زعيمها وصاحبها، وكان معي محمد مالك، وقد حالفنا الحظ وفزنا بالانتخابات ودخلنا المجلس الأربعيني، وكان من المفترض أن ندخل اللجنة التنفيذية التي سيطرت عليها بالاغلبية لجنة ربيع حسن أحمد، ولولا تآمر الاشتراكيين العرب، وعلى رأسهم إسحق شداد، الذي قال له الشيوعيون من الجبهة الديمقراطية (إن غازي غير مأمون الجانب فإنْ هو صَوَّت مع الإخوان المسلمين لشكَّلوا أغلبيةً بستة أعضاء في اللجنة التنفيذية، ومن الأفضل أن يتم إقناع غازي بالتصويت لنا)، فجاءني إسحق شداد ومحمد علي جادين وعقدا معي صفقة على أساس التصويت لهم في المجلس، وفعلاً حجبوا صوتي من الإخوان المسلمين ولم يصوتوا لي وغدروا بي، وفي النهاية وجدت إنني صوَّتُّ لنفسي، ولكني قمت بضرب إسحق شداد، أما جادين فقد فرّ هارباً ولو كنت عثرت عليه لنال جزاءه ضرباً.
    • إلى أي مدى تأثَّرْتَ بشقيقك بدر الدين سليمان الذي كان شيوعياً وانشقَّ عن الحزب؟
    ــ نعم هو مثلي الأعلى لأنه شخصية عفيفة، أرني شخصاً واحداً في السودان يشكِّك في بدر الدين.
    • لقد عمل في مايو، وبسببه تغيرَت وجهة نظرك لمايو؟
    ــ هو لم يكن يعرف مايو، و لم تكن له علاقة بقيادات مايو، أنا من كان له علاقة بهم، بل كان دخوله مايو عن طريق منصور خالد وجماعته.
    • ما هي علاقتك بسكرتير عام الحزب الشيوعي السوداني الراحل عبد الخالق محجوب، وإلى أي مدى تأثرتَ به في الحزب الشيوعي؟
    ــ هذا سؤال حساس جداً وأعتقد أن ثمة شخصيات في تاريخ السودان المعاصر لن تتكرر، منهم نقد الله الكبير، عبد الخالق محجوب، ومحمود محمد طه والشريف حسين الهندي.
    • وماذا عن د.حسن الترابي!
    ــ حسن الترابي مرحلة ثانية فيها محمد إبراهيم نقد والشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، أما عبد الخالق محجوب فقد تلقى تعليمه على يد والدي المشهور بـ«أبو دومة»؛ محمد أحمد سليمان، والذي كان أستاذاً للغة العربية بكلية غوردون التذكارية، وكان يحتفظ بكراس عبد الخالق محجوب، وأنا أفخر بأن الصادق عبد الله عبد الماجد وإدريس البنا قد تعلموا على يد والدي، وعندما كنا معتقلين في كوبر كان إدريس البنا معنا، وكان يقرأ لنا الشعر بالإنجليزية كما درّسه له والدي. وقد كنت معجباً جداً بالندوات السياسية التي تقيمها الجبهة المعادية للاستعمار، وأذكر أنه عندما طُرِد النواب الشيوعيون من البرلمان عَقَد عبد الخالق ندوة أمام منزل فاروق أبو عيسي بحي العباسية بأم درمان وكان يتحدث حديثاً جميلاً، كانت تربطني بعبد الخالق علاقة فكرية، وكان كلامه يجيب عن أسئلة كثيرة، فعندما قيل له إن البعض يقولون بألا يُدفن الشيوعيون بمقابر المسلمين، كان رده: حتى تقوموا بعمل أسوار لمقابر المسلمين فليحدث ذلك؛ لأننا لا نريد أن نُدفن فيها ونكون عرضة للكلاب الضالة. كان يحذِّر من الاعتداء على الشيوعيين والديمقراطيين وإلا فالنعل بالنعل والبادي أظلم، وأول كلمة تعلمتها منه (الغدر لأهل الغدر أمان عند الله) فقد كان شخصية فريدة.
    • وماذا عن دوركم في التطهير الذي جرى في الخدمة المدنية وفي مؤسسات الدولة؟
    ــ كنت متأثراً بفكر عبد الخالق محجوب، وهو كان ضد التطهير وضد التأميم وضد المصادرة، وكان كل ذلك يتم باسم الحزب الشيوعي، وكان عبد الخالق لا يوافق على ذلك، وحدث أن أرسل السيد محمد عبد الحليم الذي كان مسؤولاً في مجلس الوزراء في التخطيط ،وكان قريب جداً من نميري، وقال لي اخاه احمد عبدالحليم وانا في وزارة المالية: لماذا لا تحاكموا اللص الشريف حسين الهندي مثل ما حدث لأحمد السيد في وزارة التجارة، وطبعًا بعض الاقتصاديين والمفتشين في الوزارة، وبإيعاز من أجهزة الأمن، رفعوا دعوى ضد أحمد السيد، وكانت مشهورة بدعوى «السِّفِنْجَات»، قلت له بأنه لا يمكنني أن أقيم دعوى ضد الشريف حسين، فقال لي: هذا تطهير!، فقلت له: لو كان كذلك لا بد أن أطهِّر نفسي أولاً.
    • ما الذي حدث بعد ذلك، وماذا كان مصيرك؟
    ــ فصلوني من العمل وطهَّروني أنا، وأنا من كنت الضحية. و لا بد أن نذكر أن الجهة الوحيدة التي لم يتم لها تطهير للإخوان المسلمين هي وزارة المالية للاقتصاد الوطني وهذا للتاريخ.
    • عبد الخالق محجوب أتى إليك في المنزل بعد أن فُصِلت؟
    ــ يوم فُصِلتُ لم أذهب إلى وزارة المالية، وقمت بإرسال خطاب إلى السيد وزير المالية قلت فيه: (إنني أرفض قرارك رفضاً باتاً لأنه يعني الفقر، وليس الفقر في تقديري هو الجوع إلى المأكل أو العري إلى الكسوة، ولكن الفقر هو القهر والاضطهاد، ولا سلام عليكم.. غازي سليمان)، وقام السيد شرف الدين؛ ضابط شؤون العاملين، بالرد عليّ في خطاب في يوم 4/4 يقول فيه: (السيد غازي سليمان المفتش، لقد قرر الوزير إنهاء خدمتك ابتداءً من يوم 4/4)، عبد الخالق أتى إليّ في الساعة الخامسة، وذهبنا لأداء العزاء في حاج أحمد وهو والد فاطمة إبراهيم وصلاح إبراهيم، وهناك سألني صلاح أحمد إبراهيم متعجباً؛ كيف يقومون بفصلك!.
    • هل انقطعت صلتك بالشيوعيين والحزب الشيوعي بعد أن فصلك سبدرات من الجبهة الديمقراطية؟.
    ــ كان صلتي الوحيدة هي عبد الخالق محجوب.
    • كيف كانت أول مقابلة بينك والرائد هاشم العطا؟
    ــ هذا كلام موثق للتاريخ، فقد كنت أقابله مقابلات عادية، وفي 19 يونيو كانت توجد بالخرطوم مساكن للعُزَّاب اسمها ميز «الهبوب»، كنت في ميز الهبوب الصغير، وكان جيراني القاضي بسيوني؛ قاضي الخرطوم شمال، والملازم أول موسى البشرى، وهو الآن محامي، وفي حوالي الرابعة والنصف من 19 يونيو، وكنت أعرف أن البلد غير مستقرة، جاءت عربة جيش، فنزل منها عسكري وتوجه إلى الميز وقال: أريد غازي، ثم قال لي يجب أن تبلغ الشفيع أحمد الشيخ بالانقلاب.
    • مقاطعاً، في كتابه (عنف البادية) أورد حسن الجزولي رواية للطيب أبو جديري المحامي، قال: أمام مدخل ميز «الهبوب» وجد هاشم العطا بعض كوادر الحزب كالطيب أبو جديري وعبد الله صالح وسيد عيسي الذين فوجئوا بوصوله مثل ما فوجئوا بخبر الانقلاب، وكان هناك أيضاً بعض أصدقاء الحزب مثل غازي سليمان؛ المفتش بوزارة المالية آنذاك، والمحامي في ما بعد، فقال إن هاشم طلب من أبو جديري أن يذهب معه وغازي تطوع وقال بأنه سوف يكلم قيادة الحزب؟
    ــ أولا أبو جديري رجل صديق عزيز عليّ، وله مصداقية، ولا أتجرأ أن أقول عنه إنه كذاب، وأنا رجل محامي، وأقول إن لمثل هذا الحديث بينة منقولة، أنا أتذكر أن هاشم كلفني بأن أذهب فأُخبر الشفيع أحمد الشيخ.
    • لماذا اختارك أنت بالذات في وجود من هم أعضاء بالحزب الشيوعي وأنت مصنف بأنك صديق للحزب؟
    ــ لا أعرف، هذا هو السر، ذهبتُ معه ونزل هو في القيادة العامة.
    • ربما، بعد نجاح انقلابه جاء هاشم العطا باحثاً عن محمد إبراهيم نقد أو التجاني الطيب بابكر، وبالمصادفة المحضة وجد غازي سليمان، فكلفه بإيصال الرسالة إلى الزعيم العمالي الشفيع أحمد الشيخ، فهل هذا صحيح؟
    ــ لا أدري.
    • هل سألك عن موقع محمد إبراهيم نقد أو التيجاني الطيب؟
    ــ نعم سألني وقلت له لا أعرف، ولو كنت أعرف لأخبرته، وعن علاقتي بالحزب الشيوعي أقول لك إن الانضمام إلى الحزب لا يحتاج إلى بطاقة فهو ليس تأميناً صحياً تلزمك البطاقة حتى يصبح بإمكانك العلاج، فرئيس الحزب وسكرتيره العام عبد الخالق محجوب بين منزله ومنزلي ربع ساعة. وسوف أروي لك الرواية مثل ما حدثت، نزل هاشم العطا في القيادة، وذهبت أنا إلى الشفيع، وعند وصولي فتح لي الشفيع شخصياً الباب وقال لي: ماذا هناك؟، فقلت له: إن انقلاباً قد حصل، قال لي: من الذي قام به؟، قلت: هاشم العطا، وقد استلم السلطة، قال لي: ومن كلفهم بالقيام بانقلابهم هذا؟، قلت: لا أعرف، وفي هذه اللحظة أتت السيدة المحترمة فاطمة أحمد إبراهيم وجلست بجانبه، فقال لي: ثم ماذا؟، قلت: نحتاج إلى تأييد اتحاد نقابات العمال، ولم أخبره بأن يكتب بياناً، فقال لي : النميري نحن من قدَّمه إلى الناس على أنه شخصية ثورية، فهل نأتي ثانية ونقول لهم خاب ظننا فيه ولم يعد يصلح لقيادة الثورة!، قلت له: أنا مرسال فقط وأريد الرد، فقال لي: هذه المرة نحن نؤيد بشروطنا؛ فقد أيدنا نميري دونما شروط، ولكن هذه المرة بالذات بشروطنا، فقلت له: هل هذا ردك. قال لي : نعم.
    • وماذا عن الرواية التي أوردها حسن الجزولي؟
    ــ حسن الجزولي اتصل بي، وقلت له إن هذه أحداث انتهت ولن أسرد التفاصيل، ولكن لأن بعض ما أورده كان مصدره فيه فاطمة أحمد إبراهيم فإنني لا أكذِّبها، ولكني أروي لك ما حدث من وجهة نظري، ولا توجد جهة ترغمني على القول بغير ذلك.
    • هناك أكثر من رواية أولاً: التكليف بكتابة بيان للثورة الجديدة، وأن على غازي سليمان أن يذهب فيطلب من الشفيع أحمد الشيخ أن يكتب البيان، هذا ما روته فاطمة أحمد إبراهيم، وهنالك أيضاً رواية تقول إن غازي قد وصل إلى منزل الشفيع حوالي الرابعة عصراً بدعوى أنه يريد مقابلة الشفيع لأمر غاية في الخطورة، وأن فاطمة استوضحته عن الأمر الخطير، فقال لها إنه مبعوث من هاشم العطا إلى الشفيع، فطلبت منه الانتظار ريثما يخرج الشفيع من الحمام، وكان بادي الاضطراب، فحضر الشفيع لمقابلة غازي، وأخبره غازي بأن هاشم العطا قاد انقلاباً عسكرياً ناجحاً واستلم السلطة، وهو يطلب منه معاونته في صياغة بيان الانقلاب، اندهش الشفيع للوهلة الأولى وأخبر غازي بأن يعيد عليه الكلام مرة أخرى، فأكد غازي ما قال، فبدت دهشة الشفيع مشوبة بانزعاج، وأخذ يستفسر من غازي عن علاقته هو نفسه بالجيش والانقلاب وكيف علم به؟، وكيف استطاع الدخول إلى القيادة العامة؟، وكيف نفَّذ هاشم العطا الانقلاب؟، ولماذا يطلب من الشفيع معاونته، وما إلى ذلك من الأسئلة، ولما لم تكن لدى غازي أية إجابة طلب منه الشفيع أن يُبلغ هاشم بأنه يعرف طرقاً أخرى أكثر انضباطاً للاتصال به، ثم قال الشفيع بأنه ليس عسكرياً يعمل عند هاشم العطا، بل هو مسؤول سياسي؟
    ــ كل هذا الحديث روايات، المهم في الأمر؛ ماذا قلتُ للشفيع وماذا قال لي، كل الذي حصل أنني مبعوث من هاشم العطا إلى الشفيع أحمد الشيخ، وأنا لديّ احترام تاريخي لهذه الأسرة؛ أسرة حاج أحمد إبراهيم، الشفيع قال لي بكل أدب أن أخبر هاشم بأننا سوف نؤيد بشروطنا، فذهبت وأخبرت هاشم.
    • الروايات قد تختلف، ولكن فاطمة في 24 نوفمبر 1997م ركزت حديثها حول غازي ووضعت علامات استفهام حول مسائل بعينها، فهل بالفعل أرسله هاشم العطا ليبلغ الشفيع رسالة؟، وتساءلَت فاطمة: لماذا يتهرب غازي سليمان مني كل هذه السنوات؟، ولماذا تعرض الشفيع للتعذيب؟، وكل هذه الأسئلة تشكك في الدور الذي قمت به في انقلاب هاشم العطا؟
    ــ هل كنتُ عضواً في ثورة مايو؟، وما هو دوري!، أنا شخصيا هربت، وإذا لم أفعل لكانوا أعدموني مع البقية، وللأسف الشفيع قبض عليه، ويومها كنتُ قد وصلت إلى الحبشة، والشخص الذي كنت مسؤولاً عن تأمينه هو عز الدين علي عامر، ولفترة عام ونصف لم يستطع النظام أن يجده، لأنه كان تحت مسؤوليتي، وأنا لا أدَّعي شيئاً، ولكنني أعرف تماماً مقدراتي، وإذا كنت مسؤولاً من تأمين الشفيع لما حدث له ما حدث، ولكنه القدر.
    • د.الهادي أحمد الشفيع قال إنك رجعتَ مرة أخرى إلى الشفيع وطلبت منه أن يصحبك إلى هاشم، لماذا كل هذه الروايات المتناقضة؟
    ــ حسن الجزولي اتصل بي وأنا في لندن، فاطمة تقول حديثاً وأنا أقول آخر وهي فوق رأسي.
    • الحقيقة إنك رجعت إلى هاشم العطا في القيادة العامة؟
    ــ نعم كان مشغولاً، وأخبره حرسه، فقال لي: (أنا ماشي أم درمان)، فطلبت منه أن ينزلني في قهوة أتينيه بالخرطوم، وهي قهوة حديثة في عمارة أبو العلا الجديدة، في ذلك اليوم أذاع هاشم بيانه، ووجدت شيوعيين وديمقراطيين، ووجدت سيد عيسى، فسألني عن رأيي في الانقلاب، فقلت له: إنه فاشل، لأنه لا يوجد حظر تجول ولا يوجد بيان.
    • ولماذا فشل انقلاب هاشم العطا برأيك؟
    ــ هاشم العطا كان شخصية مثقفة أكثر منه عسكرياً. أنا لا أريد أن أدعي شيئاً ولكني كنت سأكون أعنف منه حينها، ولا أعنى أنني كنت سأقوم بإعدامات، ولكني لو قمت بانقلاب فسوف أحافظ عليه. ولن يستطيع أحد أن يفشله، وحكومتي ما كنت لأسلمها لأحد.
    • قفلتَ راجعاً إلى القيادة العامة للقوات المسلحة مرة أخرى بعد مفارقتك لهاشم العطا، لماذا؟
    ــ ذهبت لأرى ما يحدث، فوجدت أن الفرقة الثانية مدرعات قامت بخداع الانقلابيين، عندما خرجت من القيادة أتت عربتان من سلاح مدرعات ومصفحة شكلت تشكيلة هجوم وبدأت بالضرب، وأذكر أنه كانت الأسبليطة لمجلس الثورة لهاشم العطا خضراء ولمايو حمراء، هذا للتاريخ، خرجت من هناك وذهبت إلى منزلي بحثاً عن مال أدبِّر به خروجي من العاصمة، فقد كنت أحد المطلوبين، والإذاعة لم تكف عن تكرار أسمي مع آخرين باعتبارنا مطلوبين للعدالة، ومن الغريب أن عودة نميري كانت سريعة جداً، وحينها، وأنا في المنزل، جاءت عربة شرطة عسكرية وسألوني: أين غازي سليمان؟، قلت لهم إنه مات في القيادة العامة، فركبوا عرباتهم وذهبوا، فذهبت إلى أحد جيراننا من عائلة بدري في أم درمان، فقال لي: أدخل، قلت له: لا أريد أن أسبب لك مشاكل، أخبر زوجتك أن تذهب إلى والدتي أم النصر وتخبرها بأنني معكم وأنني بخير، خرجت فوجدت هاشم سيد أحمد في الشارع فأوقفته فقال لي: إلى أين؟، فهؤلاء الناس سوف يقومون بإعدامك حال وقعتَ في أيديهم، فقلت له: أريد مالاً، فأعطاني، وذهبت إلى السوق العربي ونزلت في فندق حلفا الجديدة وقلت لصاحب الفندق: أريد سريراً لأنام فقد أُعلن حظر التجوال بالعاصمة، ووجدتُ شخصاً نائماً تحت ناموسية وملابسه وعمَّته فوق الناموسية ومركوبه أمامه، فنمت وفي تمام الساعة الثانية عشرة أتى عدد من عساكر الجيش يفتشون فسألوا هل يوجد شيوعيين هنا؟، فقلت لهم: (ماذا هناك؟.. خَلُّونا ننوم يا اخوانَّا)، وفي تمام الرابعة استيقظت ووجدت جاري في الغرفة لا يزال نائماً فأخذت جلابيته وعمته ومركوبه وسافرت إلى الشمالية.
    • هل صحيح أنك في سفرك استخدمتَ العربة التي كانت مخصصة لتأمين عبد الخالق محجوب؟
    ــ أنا ذهبت ببص شندي، وذهبت إلى ديم القراي ومعي السر النجيب، هناك نزلنا ووجدنا د.عمر البدري ــ لم يكن دكتوراً بعد ــ كان دفعتي فأشار لي، وقال لي: ماشي وين؟، وقال: إذا ذهبتَ إلى شندي ستجدهم في انتظارك، لقد أعدموا الحاردلو، وكل أهل شندي حزانى عليه، ثم قال لي: اذهب واختبئ، ثم أتاني ابن عم الرئيس عمر البشير فقال لي: تعال يا غازي، وأدخلنا إلى منزله أنا والسر النجيب وصاحبنا عثمان أكرمنا فقال لي لا تذهبوا إلى شندي الآن، ولكن يوجد لوري ذاهب إلى شندي اتفقت معه أن تكونوا عمال هذا اللوري فذهبنا إلى بيت السر النجيب.


    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=57&...tion=article&id=1331
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de