مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 05:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 10:32 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    من المدرسة إلى المشرحة
    نسخة للحفظ نسخة للطباعة أخبر صديق اضف تعليقك

    من المدرسة إلى المشرحة
    سفر محمد طه محمد أحمد في الوجود
    إعداد: بكري المدني
    حَفِظَ العديد من سور القرآن الكريم بحلفا القديمة وهو في سن الخامسة وضربه تلاميذ مدرسة دكام الأولية بالقرير لأنه طلع الأول عليهم!!
    كان مولعاً بالقراءة والسباحة والكرة الطائرة في المدرسة الوسطى وكان يشجع اللعبة الحلوة في الكوتشينة ولا يفرق بين الآس والجوكر!!
    في مروي الثانوية كتب خطاباً محتجَّاً على مدير المدرسة الذي قال له: (علمي راسب ولا أدبي ناجح) ونجح في حَمْل المدير على قبوله بالمساق الأدبي
    حَمَل السيف مدافعاً عن عشيرة الترياب وهو يهتف الله أكبر وكان شديد الغيرة على أهله
    في جامعة الخرطوم بزغ نجمه ككادر إخواني في مواجهة الجمهوريين ومقارعة الشيوعيين وعدم الالتزام بموجهات التنظيم الإسلامي!!
    لم ينف اهتمامه بالطالبة الشيوعية في جامعة الخرطوم ولكنه كان اهتماماً مختلفاً عن الذي تصوره إخوانه في الإتجاه الإسلامي ومن القرير اختار فوزية محمد أحمد زوجة له
    في محطات الصحافة خاض معاركه الصحفية بالقلم والحجارة وتعرض للضرب في المليان والدهس بالعربات وخُطف في المحطة الأخيرة من قطار الحياة قسراً!!
    مدخل
    اتصالان هاتفيان تلقاهما السيد طه محمد أحمد والد محمد طه غيَّرا مجرى حياته كلية ونقلاه من أقصى درجات السعادة إلى أقسى درجات الحزن؛ الهاتف الأول كان في مكتب مصلحة المساحة في مدينة حلفا القديمة في الثاني من فبراير عام 1956م يبشره بميلاد غلام طالما انتظره بعد رحيل ابنه البكر وميلاد ابنته الثانية زينب، وكان الغلام هو محمد طه محمد أحمد.
    أما الاتصال الثاني فقد كان في السادس من سبتمبر عام 2006م حيث أبلغه العميد (م) فاروق هلال نبأ رحيل ابنه محمد طه. وبين الاتصال الأول والأخيركانت حياة محمد طه الصاخبة، والتي رافقه فيها والده مرتاداً كل المشاعر؛ من الفرح بميلاده إلى الفرح المتواصل بنجاحه إلى الخوف عليه من الدروب التي سلكها وحتى حزنه عليه، وفي هذه الصفحات نقلب، ونتقلب عبر الصور والأسطر، فصول تلك الحياة الحياة.
    ولد مختلف
    في حي دبروسة بمدينة حلفا القديمة وُلِد محمد طه محمد أحمد؛ حيث كان والده يقيم هناك موظفاً في مصلحة المساحة، وكانت حلفا القديمة يومها ميناءً رائجاً ومدينة عامرة لقربها من مصر، عرفت المواصلات الجيدة والاتصالات التي لم تعرفها بقية مدن السودان، وتيسرت فيها بعض الخدمات التي جعلتها مدينة متفردة، وفي ذلك قال عثمان العمدة؛ صديق محمد طه: (إننا لم نر أحداً في القرير يرتدي البنطلون والقميص قبل محمد طه والذي كان، بارتدائهما الدائم، يكشف عن سلوك مديني ما عرفته الأرياف الساحلية وقتها، ومرحلة الميلاد والنشأة في حلفا القديمة). يقول طه أن تميز محمد بدأ باكراً وذلك عندما غشي خلوة دبروسة طفلاً غريراً وطوى العديد من أجزاء القرآن حفظاً وعلى نحو غريب وهو لم يتجاوز بعد الخامسة من عمره، وعليه لم يستغرب طه بعد ذلك يوم أن جاءه محمد وهو يعدو وبين يديه شهادة النجاح والتفوق الأولى في المدرسة الأولى عندما بَزَّ أقرانه وجاء (البرنجي) عليهم أجمعين. ويسترجع طه ذكريات حلوة في ذلك قائلاً إن تفوق ابنه تسبب له في غيرة زملائه، حتى عندما جاء إلى القرير وواصل التفوق، لدرجة أن تلامذة معه من أبناء عمومته اجتمعوا عليه يوماً عند بوابة مدرسة دكان الأولية وأوسعوه ضرباً؛ فقط لأنه ظل يحتكر المركز الأول، ولكن طه، ولأن الجميع كانوا أولاده، فقد ضرب الأولاد يومها علقة ساخنة انتصاراً لابنه وقادهم إلى أهاليهم حيث نالوا ضعفين من العذاب!.
    ويقول طه أن محمد، ومنذ المدرسة الأولية، ظل دائم التلصص على مكتبته الخاصة وقراءة المجلات والكتب المصرية والتي كانت تصله عبر اشتراك ثابت، وأنه لاحظ خلال ذلك ميله الشديد لقراءة كتب الإخوان المسلمين لا سيما محمد قطب وسيد قطب ورسائل الشهيد حسن البنا.
    ويضيف حسني الدقرون زميل محمد طه في مدرسة دكان الأولية أن محمداً ظل عالَماً لوحده في المدرسة يراقب التلاميذ من بعد ويشارك في نشاطاتهم باستحياء وذلك لأنه كان في أغلب ساعات اليوم إما منهمك في قراءة كتاب أو مجلة لا تمت لجنس الدراسة المدرسية بصلة.
    في المدرسة الوسطى
    ومن مدرسة دكام الأولية التحق محمد طه بالمدرسة الوسطى بالقرير وكان اسمها المدرسة الأميرية (مدرسة الشريان الفنية الآن) وكانت المدرسة آنذاك تتبع النظام الداخلي.زرناها ونحن بصدد هذا التوثيق فأبلغنا أساتذتها بأن الراحل محمد طه كان قد زارها في آخر زيارة له للقرير؛ حيث وقف على الفصول التي درس فيها والعنابر التي سكن فيها وتحدث كثيراً لعدد من المعلمين عن تاريخها، وقد كشف لنا زميله عوض صديق في الأميرية أنه، وفوق اهتمامه بالقراءة والأنشطة الأدبية في المدرسة الأميرية الوسطى، بدأ لعب الكرة الطائرة مع زملائه في الداخلية، هذا إلى جانب هواية تفرد بها بين أقرانه في القرير وهي ميله الشديد للسباحة، وفي ذلك قالت لنا الحاجة بخيتة محمد نور أن محمد طه كان يذهب إلى البحر وحيداً، وكنا، أنا ووالده، نتبعه ونتظره حتى يستحم ويسبح ونعود من خلفه دون أن يشعر بنا. بينما يؤكد لنا صهره ووالد زوجته محمد أحمد ود المكي أن محمد كان ينزل البحر في أوقات غريبة، وغالباً ما تكون بعد صلاح الصبح!. أما صديقه عثمان العمدة فقد كشف عن شجاعة نادرة تميز بها الراحل حين قال: (كنا نخاف البحر ولا ندخل الماء إلا في جماعات ومع بعض أهلنا الكبار نهاراً، ولكن محمد كان يذهب إلى البحر منفرداً وفي ساعات متأخرة من الليل ولا يخشى التماسيح أو الأحاديث الرائجة عن وجود مخلوقات غريبة تسكن البحر وتظهر في تلك الأوقات.
    كادر إسلامي
    وهكذا انتقل محمد طه من المرحلة الوسطى بالقرير إلى مدرسة مروي الثانوية (أبوبكر الصديق حالياً)، وقد كانت من المدارس المهمة والمشهورة وقتها في السودان. ويصف لنا محمد خضر محمد بلول، والذي عاصر محمد طه في تلك المرحلة، وهو من أبناء القرير حياة محمد في مروي الثانوية قائلاً: (كنت أعرف محمد طه لأنه من أبناء منطقتي، ولأنه من الطلاب البارزين، وقد كان اهتمامه بالنشاط السياسي فوق اهتمامه بالأدب وجمعياته منذ أن كان طالباً في الصف الثاني بالمدرسة الثانوية؛ حيث أصبح معروفاً ضمن كوادر الاتجاه الإسلامي.
    وحول ذلك يعلق والده طه محمد أحمد ذو الميول الإخوانية قائلاً: (أنا لم أعترض محمد في انتمائه للإخوان، وربما كنت اعترضته لو أصبح شيوعياً!). ولما كانت مروي المدينة قريبة من القرير فقد كان محمد طه يعود إلى قريته مع زملائه كل أسبوعين، بينما كان والده يزوره في داخلية مهيرة التي كان يسكن فيها زملائه بالمدرسة، وعند عودته للقرير في العطل والإجازات كان يندمج على حسب رواية عثمان العمدة مع مجتمعه مشاركاً في المناسبات العامة والخاصة محتفظاً لنفسه بذينك العالمين الخاصين؛ البحر والقراءة.
    ويقول عثمان: (كان محمداً السكرتير الثقافي لنادي حي الشاطئ بالقرير، وكان يصدر فيه صحيفة حائطية، وقد درج أن يأتي إلى النادي مساءً وفي صحبته كتاب يجلس بجانبنا إلى طاولة الكوتشينة ولا يقطع قراءته إلا عندما تتعالى الأصوات معلنة انتصار فريق على الآخر فيطبق الكتاب و يصفق للفائز مشجعاً من دون أن يفرق بين الآس والجوكر في اللعب)، وأضاف ود العمدة: (إن محمد طه لم يعرف شقاوة المراهقة ولا طيش الشباب، وفي تلك الفترة المفتوحة من عمر السودان لم يتناول أياً من المكيفات، بل إنه لم يرتد الحفلات الصاخبة وإن كان يحفظ جميع أغاني الطمبور وشعرائه ومناسابتها حفظاً كاملاً). وفي ذلك يقول طه أن محمد لم يسبب له أية مشكلة ولم تستدعه أية مدرسة في يوم من الأيام بسبب سلوك نشاز، ولكنه يعود مستدركاً أن محمداً، وفي يوم من الأيام، كاد أن يتسبب في مجزرة، وذلك لما حمل سيفاً وأغار به على أبناء حي آخر في القرير لأنهم تجاوزوا العرف والأدب. ويؤكد طه: (لولا أنني كنت موجوداً وأخذت منه السيف لحدث ما لا تحمد عقباه).
    ويكشف عثمان العمدة هنا أن محمد طه كان شديد الغيرة على أبناء وبنات أهله، ولكن محمد واجه مشكلة من نوع مختلف في المدرسة الثانوية، وذلك لما أصر عليه مدير المدرسة الالتحاق بالمساق العلمي، وقال له (علمي راسب ولا أدبي ناجح)، ولما لم ينسجم محمد مع المساق العلمي سَطَّر للمدير خطاباً في الإجازة مستعطفاً إياه أن يعفيه من الالتحاق بالمساق العلمي ليظل في المساق الأدبي الذي يجد نفسه فيه، وكان أن قبل مدير المدرسة الثانوية طلبه، ومن يومها انطلق محمد طه في الميدان الذي يعرفه وحتى جامعة الخرطوم والتي كان يريد فيها دراسة الآداب، ولكن والده ملأ له أورنيك القبول برغبته في أن يدرس ابنه القانون، وكان عميد الأسرة وقتها مولانا خلف الله الرشيد هو رئيس القضاء في عهد نميري وفخر أهل القرير، ولربما كان طه محمد أحمد ينظر إلى ابنه في كرسي القضاء أسوة بالرشيد، ولكن كانت الميول السياسية والأدبية تأخذ طالب القانون من مقاعد الدرس إلى سوح النشاط بالجامعة؛ بل والى معتقلات نميري مما جزع له والداه.
    تقول والدة الرحل الحاجة بخيتة محمد نور: (لطالما فزعت من الحياة التي اختارها، ولكن أحد أقاربي لي قال لي أن محمد يسير على طريق قريبه محمد خير المحامي السياسي والدبلوماسي الضليع ولن يتراجع والمسألة وراثة والأفضل أن يترك لخياره. ويكشف الوالد أنه ولطالما راجع محمد وطلب منه عدم اقحام نفسه في المشاكل السياسية وأشهد عليه الكثيرين ومنهم الشريف زين العابدين الهندي؛ وهو قريب الأسرة، ولكن كانت إجابة محمد أن لكل إنسان أجل محتوم!.
    في الجامعة
    وفي الجامعة برز نجم محد طه كواحد من أبرز كوادر الاتجاه الإسلامي الخطابية والكتابية؛ حيث كان يصدر صحيفة (أشواك) الحائطية، ويجادل الإخوان الجمهوريين في منابرهم، ويقارع الشيوعيين، ولا يلتزم في ذات الوقت بموجهات تنظيمه؛ الحركة الإسلامية، في الجامعة، وكان في أغلب الأحيان يمثل حركة إسلامية لوحده، وكان طلاب الجامعات السودانية الأخرى في ذلك الوقت في أم درمان والقاهرة فرع الخرطوم والجزيرة يستعينون به في إحياء نشاطاتهم، هذا فوق حديث راتب له بمسجد الجامعة تحت عنوان (الحديث السياسي الأسبوعي) كان يخف لسماعه كبار القوم في التنظيمات السياسية المختلفة؛ لا سيما كوادر الحركة الإسلامية، وقد كشف مؤخراً أن الرئيس عمر البشير والفريق عبد الرحيم محمد حسين كانا يواظبان على حضور ذلك الحديث بالزي المدني؛ الشيء الذي أكده رئيس الجمهورية حين قال أنه تعرف على محمد طه من خلال حديثه بمسجد الجامعة، ولم يقتصر نشاط محمد طه السياسي على الداخل، فقد أوفدته الحركة الإسلامية عبر واجهتها الطلابية؛ الاتجاه الإسلامي، إلى مصر والهند والمغرب؛ حيث قدم العديد من الندوات للطلاب السودانيين هناك حول فكر ومنهاج الحركة الإسلامية ورؤيتها للمستقبل، وتم اختياره فيما بعد، وبعد أن ولج المجال الصحفي، ضمن كوكبة من الصحفيين الشباب، لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أيضاً قد زار في تلك الفترة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تعلق بثورتها ومفجرها الإمام آية الله الخوميني للحد الذي سَمَّى أحد أبنائه عليه.
    في دروب الصحافة
    ولما تخرج الراحل محمد طه عمل برهة في ديوان المراجع العام وفترة متقطعة بالتعليم المتوسط حتى تفرغ كلية للكتابة في صحف (ألوان) و(الراية) ومجلة (الملتقى) ثم جريدة (السودان الدولية) و(أخبار اليوم) و(الرأي العام) و(الرأي الآخر) حتى أصدر صحيفته الخاصة (الوفاق) والتي ظل مواظباً على إصدارها منذ ديسمبر عام 1997م وحتى رحيله في العام 2007م وهي الفترة التي أسهمت في أن يقفز اسمه ليصبح من أشهر الكتاب الصحفيين على نطاق الوطن، ومن خلال سنوات (الوفاق) العشر مضافاً إليها سنواته الأولى في الصحف الأخرى واجه محمد طه عنتاً كثيراً بسبب كتاباته حتى حرم في الكتابة باسمه مرة وأُوقفت صحيفته مرات، عدة بل واشتبك مع بعض خصومه في معارك حية سلاحها الحجارة ووقف مع بعضهم في ساحات المحاكم ودفع ثمن بعض مقالاته من خلال استهدافه بطلقات نارية من قبل عصام؛ النجل الأكبر للدكتور حسن الترابي مرة، ثم استهداف آخر من نجل الترابي الأصغر محمد عمر بعربة بوكس على شارع كترينا بالخرطوم.
    وقد ساءت العلاقة كثيراً بين محمد طه والترابي وجماعته من جهة بعد أن كانت علاقة متميزة شهدت دخول محمد طه للمكتب السياسي للجبهة الإسلامية بقيادة د.حسن الترابي كأصغر عضو ثم تُوِّجت بمصاحبة محمد طه للترابي إلى منطقة مروي والقرير من خلال الدعاية الانتخابية للجبهة الإسلامية منتصف الثمانينات وهي الزيارة التي بزغ فيها نجم محمد طه كمتحدث لبق وخطيب مُفَوَّه أقام الندوات على شرف زيارة الترابي للقرير ومروي حتى كافأه الترابي عليها بزيارته لبيت أهله بالقرير، ومع ذلك تبقى أشهر المحطات الصحفية سخونة في حياة محمد طه هي المحطات الأخيرة والتي نَقَلت (الوفاق) فيها عن طريق الخطأ مقالاً صحفياً منسوباً للمقريزي في ذكرى مولد الرسول (ص) ولكن المقال كان يحوي عبارات مفخخة فاتت على القائمين على أمر (الوفاق) تحت رئاسة محمد طه ثم تبع ذلك مقال آخر رأى البعض أنه يُسيء لقبيلة الفور وهي القشة الأخيرة والتي ترجل محمد طه بموجبها عن قطار الحياة قسراً.
    كادر شيوعي
    اتسمت حياة محمد طه العامرة، وخاصة في جانبها الاجتماعي، بطابع فريد؛ إذ كشف بعض معاصريه في جامعة الخرطوم أنه تودد إلى بعض زميلاته واسمها غادة كانت ناشطة في المجال السياسي ضمن المعسكر الشيوعي مما أثار ثائرة طلاب الاتجاه الإسلامي واعتبروا تلك العلاقة شركاً للنيل من كادرهم وعملوا على الحيلولة دون تطورها. وإن لم ينفِ لي محمد طه اهتمامه بزميلته إلا أنه أكد أن إخوته بالغوا في تخوفاتهم وأن محض اهتمامه بها كان ناتجاً عن نشاطها السياسي، فيما كشف لي عن ترشيحات قُدِّمت له للاقتران ببعض الفتيات منهن ابنة كادر سياسي في حزب وسطي مشهور، ولكنه قدَّر وأراد أن يتزوج من أهله فتاة تحمل طباع بيئته وتكون له ربة بيت وأم أولاد بينما يتفرغ هو لنشاطه السياسي والصحفي، ولما كان دائم الصلة بالقرير فقد وقع اختياره على زوجته من بعد؛ فوزية محمد أحمد، وهي تقرب لأمه من ناحية الأب، وقد ذكرت لي السيدة فوزية أن محمد رآها في مناسبة زواج ابن خال له وأصبح مهتماً بأمرها حتى أنه زارها مرة وهي مريضة بالبيت ثم تقدم لخطبتها من أبيها محمد أحمد ود المكي الذي كان مغترباً وقتها بالسعودية فوافق على زواجها منه بعد موافقتها والتي عللتها بسيرة محمد المحمودة وسط أقرانه بالقرير واسمه اللامع. وتضيف فوزية، والتي كنت أحاول إخراجها من دائرة الحزن بالأسئلة الحميمة حتى كدت أرى بسمة على وجهها لم تُطِلّ منذ أكثر من عام وأن أسألها عن العلاقة في فترة الخطوبة، وهي تقول لي: (كان يزورنا في البيت أمام الأهل)، وتحت الإلحاح قالت: (كنت أنا خلالها أبحث عن مساحة لأُحَادِثَه حديث العاطفة، ولم تكن إلا مرة واحدة جلسنا فيها إلى بعض وتحدثنا عن المستقبل). ومن جانبه أكد طه محمد أحمد: (إن محمداً قد اختار فوزية بنفسه وقد وافقناه عليها وتقدمنا أنا وأمه إلى والدها الذي بارك الطلب وساهمت بنفسي مادياً في زواجه الذي جمع الأهل والأقارب ومعارف محمد طه من القرير وكل القرى والمدن المجاورة وحتى رفاقه من الخرطوم.
    وتعود فوزية بالذكرى لتؤكد: (لم يكن زواجنا عادياً كما كانت الزيجات تتم في بلدتنا، فقد كان زواجاً مميزاً وحدثاً كبيراً من حيث الحضور والفرحة وقد شمل زواجنا كل أنواع الطقوس المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات وقد غنى فيها المطرب جعفر السقيد في أول ظهور له وهو يافع)، ولكن فوزية تستدرك: (لم يرد محمد للحفلة أن تستمر أكثر من ذلك فقد أرضى الحضور وأراد أن يُرضي نفسه وهو الكادر الإسلامي المتدين والذي لا يمكن أن يتجاوز بالفرح الحدود المسموح بها). وتختتم فوزية بالقول أنها ليست نادمة على الاقتران بمحمد طه وأنها لو كانت تعلم النهاية لاختارت ذات البداية.


    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=45&...tion=article&id=1085
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de