مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 02:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 08:39 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)



    محمود محمد طه.. وتكريس نظام اللاعقل

    بقلم: غسان علي عثمان

    يمدنا التاريخ الإسلامي، في جانبه الفكري، بعدد كبير من أهل التصوف الذين قالوا بالمعرفة الباطنية (المتعالية عن المصادر البشرية)، جاء ذلك تطوراً طارئاً ضد إسلام الصحابة الأوائل، والذين كانوا يكتفون بترديد عبارات «الله أكبر، سبحان الله» تعبيراً منهم عن يقينهم بما يُقال، ولكن، وبعد تعاظم نفوذ الدين، والتداخل الإثني الذي حدث في زمن الفتوحات الإسلامية، جاء الجدد بمفاهيم مستبطنة في وعيهم، من بقايا موروثهم المانوي، عن كيفية فعل التدين ومعنى وجود الله، ومن هؤلاء كان الفرس المسلمون، كانوا على دين المجوس؛ يؤمنون بثنائية العالم (النور والظلام = الخير والشر)، ومعهم ظهرت مفاهيم غريبة عن التدين العربي الحر والعقلي الموصوف بالمباشرة ورفض الغريب من الشعائر والمستهجن من العبادات، وقضت حكمة الله في العرب أن يأتيهم نبي يجدد لهم دينهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور؛ من عبادة العِبَاد (الأصنام كانت رجالاً صالحين قُدِّسوا بعد مماتهم) إلى عبادة رب العباد، وبمقتضى الحال بدأ رسول الله ([) بتحييد السيء من الظواهر المصاحبة لممارسة الشعائر؛ فالحج سُنَّة إبراهيم، عليه السلام، بأمر ربه، اختلط بممارسات غريبة عليه «الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ» ـ البقرة. فرسالة النبي ([) هي ثورة تصحيحية بكل المقاييس، فمع تبدل الحال والتغييرات التي صبغت وجه المجتمع برزت التيارات الإسلامية من معتزلة وأشاعرة وماتريديَّة وطحاوية، وهؤلاء ينبني فهمهم للدين على أساس من العمليات الذهنية من استقراء واستدلال وقياس، ولكن في المقابل، ظهرت تيارات باطنية تدَّعي المعرفة بما هو خافٍ عن العقلانيين، فنبتوا في صلب المجتمع كمتصوفة خائفون متوجِّسون من عظائم الدهر وملماته فتسمَّى بعضهم (الملاماتية)؛ يلومون أنفسهم فيما يحسبونه تفريطاً في جنب الله، زاهدون في العمل، مع كون التشريع يقول بضرورته؛ فالعمل عبادة، ولم يكن صحابته ([) يتوقفون عن العمل. ونحن نفرد هذه الصفحات لمناقشة (العرفان) كنظرية وكشف تهافته وضعف حجته، وكيف أن العرفاني لا يؤمن بالمعرفة العقلية، ويعيش حياته بذاكرة منكسرة إن لم نقل أنه يعيش حاضره بأسئلة غيره!، ولنا في تيار الجمهوريين الذي برز في ثمانينات القرن الماضي في السودان وقفة، فقد كانوا فاعلين في نشر أفكارهم بواسطة توزيع وبيع الكتب وطباعة المنشورات والتبشير برؤيتهم للدين عبر منابر النقاش في الجامعات والشوارع العامة، فقادهم ذلك النشاط للاصطدام بالسلطات الحاكمة آنذاك (حكومة مايو 1969م ـ 1985م) قادت رائدهم وأستاذهم محمود محمد طه (1909م ـ 1985م) إلى مقصلة الإعدام متَّهَماً بالردَّة وبإثارة الكراهية ضد الدولة. هنا نناقش الجانب الفكري من أطروحتهم اعتماداً على نصوص (طه)، ونذكِّر بأنه كان الملهمَ الوحيد والكاتب والمرشد فرداً لجماعة.

    في العِرْفَان Gnosis:

    يتفق معظم الباحثين في تعريف العرفان بأنه «العلم بأسرار الحقائق الدينية»، و«العرفاني هو الذي لا يَقنَع بظاهر الحقيقة الدينية بل يغوص في باطنها لمعرفة أسرارها»، وهو عبارة عن سلسلة عريضة من نظم التأملات الدينية مركزها البنية اللاشعورية، والعرفانيون يعتمدون على عقيدة الخلاص (الفِدَاء) والتي تعني المعرفة أو (العرفان)، وهي تهتم بفهم الأشياء المقدسة وكيفية الخلاص إليها، والتي لا سبيل إليها عن طريق العقل وإنما من خلال نوع من الإلهام الداخلي فقط. ولعلماء المسلمين: (العرفاني لا يُقيم وزناً لهذه الصفة فحقيقة الإسلام لا يعلمها إلا العارف وهو هنا شيخ الطريقة أو المربِّي الروحي). آراء عديدة في توصيف العرفان، ومثالهم في ذلك ابن عربي وابن سبعين والبسطامي والحلاج، يقول عنهم ابن خلدون في مقدمته: «ومن هؤلاء (العرفانيون): ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة بمستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة»، وبن تيمية في مجموعة فتاويه يورد رأيه في بن عربي الصوفي الأندلسي (عام 1164م ـ 1240م): (مقالة ابن عربى صاحب فصوص الحكم وهى مع كونها خروجاً عن الدين إلا أنه أقربهم إلى الإسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيراً ولأنه لا يثبت على الاتحاد (الحلول والاتحاد نظرية عرفانية تقول بحلول الله في الإنسان) ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وإنما هو قائم مع خياله الواسع الذي يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى).

    العقل العرفاني منتهى طموحه تقديم استقالته:

    العرفان تكريس اللاعقل؛ فبحسب د.الجابري فإن العقل العرفاني هو «جملة التيارات الدينية التي يجمعها كونها تَعتبر أن المعرفة الحقيقية بالله وأمور الدين هي تلك التي تقوم على تعميق الحياة الروحية واعتماد الحكمة في السلوك، مما يمنح القدرة على استعمال القوى التي هي من ميدان الإرادة؛ فالعرفان يقوم على تجنيد الإرادة بديلاً عن العقل» وهنا يأتي تكريس اللاعقل عند العرفاني، ووسائله هي سلاحه المشهر دوماً في وجه الانضباط العقلي والتقيد العلمي وهو الإلهام والكشف، والرياضات والمجاهدات التي يتلقاها ويمارسها العارفون. ويعتقد أهل العرفان أن معرفتهم أفضل من المعرفة البيانية (القرآنية والسنة المحمدية ) والبرهانية (العقلية التجريبية)، إذ إن طريق العرفان هو طريق الأصفياء، خصوصاً الأولياء والأئمة. فالعرفاني دائم الهروب من عالم الواقع إلى عالم (العقل المستقيل) الذي يلجأ إليه كلما اشتدت وطأة الواقع عليه وعجز عن تجاوز أزمات عصره.

    ثنائية الظاهر والباطن في النص القرآني:

    إن الظاهر والباطن هما ما يميز فهم العرفاني للقرآن الكريم، ورائدهم في ذلك هو ابن عربي؛ النموذج الفلسفي الذي يؤسسون عليه نظريتهم نحو العالم والدين، وهو يقول بأن الله جعل في كل شيء من مخلوقاته ظاهراً وباطناً. وأن ما نسميهم بأصحاب الإشارات مَعْفُوون من التقيد بحدود اللغة (اللفظ والمعنى)؛ إذ إن فهم القرآن الحق هو فهم بالقلب، والمؤمن ينبغي أن يضع نفسه في منزلة الرسول ليسمع مثله القرآن في قلبه، كما يسمع الرسول من جبريل؛ فموقف العارفين هذا موقف خطير. إذ إن ذلك يجعل فهم الصحابة أقل من فهم العارف الصوفي أو الشيعي، أمَّا القياس العرفاني فيصفه الجابري بأنه القياس بدون جامع، وبدون حد أوسط، وبدون رقابة عقلية. فجعل الشيعةُ مكانةَ الولاية أفضل من النبوة مصداقاً لعدم ترابط بنية القياس العرفاني وتناسقها؛ فالولي عند المتصوّفة والإمام عند الشيعة لهما السلطة الدينية الكاملة التي لا تنافسها أية سلطة أخرى بخصوص مصداقية المعرفة. وإدعاؤهم معرفة باطنية تغيب عن ناظري العالِم والباحث في الدين دعوى لا يسنده حق، فالعلم بالباطن خصيصة آلهية ليست لأحد، فليس لإنسان مهما بلغ من تدرُّج روحي! أن يعلم علم الله أو أن يشاركه شيئاً. «هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم»، فالنص القرآني لدى (العارف) لا يعتمد فهمُه على حجة العقل، ورغم ادعائهم البصيرة الفلسفية إلا أنهم لا يقيمون وزناً للعلة وهي العلاقة التي من ضروري الأخذ بها في عالم الأشياء الذي نعيش، والغريب في الأمر ادعاء القدرة على حل مشاكل العالم رغم أنف العقل، والحديث عن ملكات روحية تجلب الحظ وتُغيّر العالم!. وفي رأينا أن القول بوجود أسرار دينية لا يشبه العقيدة الإسلامية في شيء؛ فالنبي (ص) بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ولا يحدثنا النص القرآني عن أسرار للدين إلا اللهم ما يفعله العرفانيون اجتزاءً للنص وقراءته عِضِين، فمن المسلَّم به أن المعرفة الجزئية لا تكون علماً، إنما المعرفة الكلية هي التي تكون أساس العلم!، ولهذا، وبما أن الموقف العرفاني يكرس السلطة بالعلم في يد ذاتٍ عارفة تمتلك الفرادة والعلو على الواقع المادي فإنها لا تمتلك القول بعِلْمِيَّتها، فالمعرفة الجزئية فروض تتأسس فقط على القول بها، ومثل هذا، ادعاء بعض أصحاب الكرامات القدرة على الإتيان بما يخالف سنن الله في الأرض؛ فقد طلب مشركو قريش من رسول الله (ص) أن يأتيهم بآية ليؤمنوا « وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ الله لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ». فكيف يُمنح إنسان ما مُنع منه النبي (ص)؟. وحديث العرفانيين حول تفسير للظواهر الدينية وتداولهم لنظرية العقول المفارقة فإنهم لم يأتوا بجديد؛ إذ يستطيع الباحث في الشأن الديني أن يجد أصولاً لأفكارهم في صحف الصوفية الأوائل، ويمكننا القول بأنهم نقلوا ما وجدوه من كتب محيي الدين بن عربي كفصوص الحكم ومقالاته والفتوحات المكية وعنقاء مغرب، والجدير بالذكر أن حتى ما كتبه بن عربي منقول من كتب الفرس القدامى أتباع زرادشت، وهذا شأن آخر يمكننا الخوض فيه تفصيلاً. كل هذا يجعلنا نقف على تهافت مقولاتهم، فعن أية حقيقة يتحدث العرفاني؟، ألحقيقة التي اختُصَّ بها بواسطة نظام يسميه الكشف والخروج عن قوانين الواقع والمحسوس؟ وما يدعيه أهل العرفان باعتمادهم آلية الكشف واعتبارها آلية فوق العقل، نقول إن صدق الحكم هو أن يكون ما هو مصرَّح به مطابقاً لما هو موجود في الواقع، وكذبه أن يكون مخالفاً لما هو موجود فيه. هذه أبسط قواعد منطق القضية، ففي القول بأن الحقيقة واحدة تَجنٍّ على العقل وإقصاء ما بعده إقصاء للآخر، وأيضا يشكل ذلك تعدياً على المبادئ العقلية التي تنظم المعرفة، فلا مبدأ للهوية ولا وجود للسببية وإلغاء للحتمية والغائية، وهذه المبادئ هي التي تضمن الارتباط المنطقي بين حدود البرهان وصدق القضية. إن العرفانيين في الغالب يعتمدون أيما اعتماد على مقولات مأثورة تحتاج إلى السند والمرجع الصحيح، ولا نكون مغالين إن قلنا أن مرجعيتهم هي الهرمسية، والتاريخ يخبرنا بوجود جماعات أطلقت على نفسها تسميات عدة ولكنها عملت بأيدلوجيا واحدة؛ وهي القول بأن عالم الأشياء له ظاهر وباطن.

    الصلاة وشُّهود الذات الإلهية عند طه:

    نقرأ لـ(طه)، في رسالته المسماة «رسالة الصلاة 1966م»، فالصلاة لها معنى بعيد، ولها معنى قريب. ولقد خرجت الصلاة على مستويين من مستويات شهود النبي ربه، والقرآن يقص علينا هذين المشهدين فيقول: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى. مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى.)، هكذا، وبلا أية مقدمات تفسيرية، يُطْرَح النص القرآني بما يخدم فكرة العارف، فالصلاة لديه لها عدة معان؛ قريب وبعيد، وفي هذا مخالفة منهجية، ومحاولة سطحية لتوليف رؤية غير ذات جدوى كحديثه عن مستوى للشهود: «فأما المشهد الأول فهو مشهد أسمائي، وأما المشهد الثاني فهو مشهد ذاتي.يقول تعالى عن نفسه: (كُلّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْن) وشأنه إبداء ذاته لعباده، وهذا الإبداء إنما هو تنزُّل من بهموت الذات إلى مراتب العباد ليرقوا في معارج هذه التنزلات إلى حضرة الذات؛ فالله تعالى له تنزلاته إلى عباده»، وفكرة حلول الله في المخلوقات وتحوله من مشهد إلى آخر قال بها بن عربي، يقول: (لمَّا بدا صُوراً لهم متحـوَّلاً/قالوا بما شهدوا وماجحدوه)، وأفكار (طه) تلتقي بفكرة «ال?يدا» عند الهنود التي تقول إن المعرفة تأتي من طريق الإشراق، وإن الهدف من الحياة هو الاتحاد ببراهمان، كما تلتقي بمبدأ «الطاو» في الصين الذي يقول: إن الله يتجلّى في العالَم. كما تلتقي بالأفلاطونية الحديثة؛ خصوصاً بفكرة «الفيض» القائلة إن العالَم قد فاض وإن النفس الكلّية كنور الشمس المُشرق على غُرَف عدّةٍ، في كلٍ منها جزءٌ منه، فماذا ينفعنا أن نصلي وفق ما سماه رؤية النبي ([) لربه جلا وعلا؟ هذا يعني أن نتوقف عن الصلاة كأمر (وأقيموا الصلاة..) وانتظار إبداء الله لذاته؟ الملاحظ أن جميع كتب (طه) لا توجد بها إحالة لمصدر وهنا تتجلى لا منهجيته (إن العرفاني يتلقى الوحي، ويترفع عن عالم البشر!)، وما يثير حفيظة أي باحث في الشأن العرفاني تلك قضايا التي يعمل العرفاني على تضخيمها، وبلورة رؤية خاصة به يوظفها لخدمته، والسؤال هو ماذا ينفع الناس؟ الحديث عن عوالم غير مرئية؟ أم مجابهة الحياة ومشاكلها بإيمان ثابت وعقل فاعل؟ أيهما أهم محاربة الفقر والمرض بالتخطيط والعمل؟ أم السقوط سهواً من ذاكرة الفعل الاجتماعي؟ والتعالي على حقائق الحياة وشروط الواقع؟. ويتابع صاحب رسالة الصلاة الحديث في تنزيل القرآن بشرح الآية: «وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً» بالقول: «... فالقرآن هو الذِّكر في مقام الجَّمْع، والفرقان هو الذِّكر في مقام الفَرْق...» وكلامه هنا ترديد لما يقوله غُلاة المتصوفة بأن العارف يصل إلى مقام فتُرفَع عن التكاليف مثل: مقام وحدة الوحدة، مقام الوحدة فقط، ومقام الجمع، ومقام الفرق، ومقام جمع الجمع، ومقام فرق الفرق، وفي كتاب (مدارج السالكين) لـ ابن القيم يشرحها شرحاً صحيحاً في مقام الجمع، ومقام الفرق، ومقام جمع الجمع إلى آخره، لكن بعضها يرجع إلى الاتحاد. كان يمكن أن نواصل في شرح مقولات صاحب رسالة الصلاة ولكننا نتوقف لصغر مساحة هذا المقال على أن نعاود الكتابة مرة أخرى في بحث يفي بالغرض. فتفسيره للنصوص القرآنية يفتقر إلى أدنى مقومات التحليل العلمي، والعلم هنا بمفهومه العام، يشمل كل معرفة منظمة, عقلية منطقية كانت أو حسية تجريبية، أو كما يقول الإمام المازري (ت536هـ): إن العلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به, مع سكون النفس إليه, إذا وقع عن ضرورة أو دليل. نشدد على حداثة هذا الفهم , فهو قد جمع فيه بين أربعة عناصر واضحة: اعتقاد+مطابقة+سكون النفس+دليل ضروري.
    كما إنه لا يسع البعض الحديث عن قواعد غير علمية في التعامل مع النص القرآني لا مبرر لها و(طه) يجيِّر نصوصه بمفاهيم فلسفية تعد الآن من مخلفات عصر النهضة؛ فالوعي الغربي الآن تجاوز (الليبيدو) وثنائية (إيروس) و(تاناتوس) ، والغرب ليس رهيناً اليوم لديكارتية الذات والموضوع.
    (إن العرفاني يتحرك بدوافع جعلته يقِيم اللامعقولَ العقليَّ وسيطاً بين الله والناس؛ الشيء الذي جعله يعاني من الحضور المكثف للغيب ومقولاته، ويجد نفسه، بالتالي، مهيأ للهروب تحت وقع أية صدمة من عالم الواقع إلى عالم المماثلة البدائية؛ من المعقول إلى اللامعقول).


    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=51&...tion=article&id=1154
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de