مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 01:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-06-2008, 10:08 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه (Re: عبدالله عثمان)


    مراجعات في أوراق د. جعفر شيخ إدريس

    كنت أكثر من واجـه الترابي في كذبه

    اشتم رائحة أمريكـا في كل مــكان بالسودان حتى في بيتي!

    الخرطوم - إدريس الدومة - طارق المغربي

    منذ طرده الأمريكان في أعقاب أحداث 11 سبتمبر وعودته للبلاد ظل د. جعفر شيخ إدريس معتكفا بداره عن أي نشاط سياسي لكنه ينشط في مجالات الجماعات والطوائف الإسلامية والتيارات ، ويؤكد ذلك كثرة المتحلقون حوله بداره وخاصة أولئك الذين ضاقت بهم السبل وتعددت عليهم المسالك في ظل الخلافات والتشيع والانقسامات التي باتت طابع الجماعات الإسلامية.
    والرجل عندما طرحنا عليه فكرة الحوار ظل يتردد ويتحرى في اشخاصنا وظل الموعد يتأجل لمرة وأخرى إلى أن وافق في أمسية بداره ولكنه أجل مرة أخرى لصبيحة اليوم التالي.
    جلسنا إليه وفي عينيه وشفتيه سؤال حائر سرعان ما انفجر وطرحه علينا.. فقال من أنتم والمشتريكم منو؟ وسؤاله قد آثار حفيظتنا فبادرناه بسؤال: لماذا هذا السؤال فقال: أني اشتم رائحة أمريكا في كل مكان في السودان حتى داخل بيتي فضحكنا وبدأنا حوارنا الذي بين أيديكم..

    نريد تقييماً لتجربتك مع الحركة الإسلامية وعلاقتك بالحركة الإسلامية العالمية؟

    أولاً أنا أول جماعة انتميت لها جماعة أنصار السنة المحمدية وقد كنت وقتها صغيراً، وكثير من الناس لا يعرف هذا وقد استفدت منهم كثيراً ولا أزال أذكر لهم هذا الفضل لأن انتمائي لهم قد حررني من الطائفية، والتعلق بالخرافة في الدين، وعندما انتقلت للثانوي لم يكن لأنصار السنة نشاط وكنت قد بدأت الحركة الإسلامية مع بعض الإخوة الذين سبقونا بعام وكان التحدي الذي واجهنا مختلفاً عما عشناه في مدينة بورتسودان حيث ولدت ونشأت وكنا نواجه الطائفية، أما في حنتوب فقد واجهنا الشيوعية التي لم يكن لدينا الاستعداد لمواجهتها فكرياً، وكان الشباب الشيوعي يعرضون فكرهم بصراحة حيث يحدثونك عن الإلحاد، وليس كما حدث مستقبلاً، فالحركة عندما بدأت أظن أن أخانا بابكر كرار أول من بدأها في الجامعة وكان اسمها حركة التحرير الإسلامي وهو نفسه كان شيوعياً ثم ترك الشيوعية عندما وصلت المسألة إلى الإلحاد وأسس الحركة الإسلامية في جامعة الخرطوم، وهكذا قامت الحركة الإسلامية على يد الشباب في جامعة الخرطوم والمدارس الثانوية آنذاك (وادي سيدنا وحنتوب) وجئت بخلفيتي السنية، وهذه هي بداية التجربة ثم تحولت الحركة إلى اسم الإخوان المسلمين من غير قرار وإنما تلقائياً.

    هل كنتم تعتبرون كتنظيم طلابي للجماعة في الثانويات؟

    - في البدايات لم يكن هناك تنظيم طلابي للثانويات لكن لاحقاً أصبح من أهم نشاطنا العمل في الثانويات ولما دخلنا الجامعة كنا مسؤولين عن طلبة الثانويات من حيث تنظيم النشاط وتقسيمه من خلال المجموعات لإقامة النشاط الإسلامي في المدارس الثانوية.

    هل كان من بين أهدافكم الوصول للسلطة؟

    - في ذلك الوقت المبكر لا أذكر، لكن بلا شك أن الوصول للسلطة كان من أهداف الحركة الإسلامية حتى إنني كتبت في ذلك لأنه قد حدثت مشكلة فكرية بين الإخوان في مصر وهنا لأن بعض قادة الإخوان في مصر ومنهم الأستاذ الهضيبي (عليه رحمة الله) قال: (نحن لسنا طلاب سلطة)، وفي نفس الوقت كانت الحركة تعلِّم الناس أن الإسلام دين ودولة، ونظام الحكم في الإسلام، وأنا كتبت في الستينيات مقالاً قلت فيه: (نحن لسنا طلاب سلطة لأشخاصنا، ولكننا نريد حكماً إسلامياً، ففرقت بين أن الحركة تريد الإسلام وبين أن أفراداً منها، وبالطبع هذا كان كلاماً نظرياً في أن أفراداً ما جاءوا للحركة إلا لطلب السلطة وطبعاً الناس بشر.

    ما هي وسائلكم لتحقيق مثل هذا الهدف؟

    - في ذلك الوقت لم يكن هنالك إشكال لأنّ الديمقراطية كانت منتشرة في كل العالم العربي في سوريا، العراق ومصر، فكانت وسائلنا هي تكوين جماعة وجمع الناس حول أهدافها ونخوض الانتخابات، لكن بعد ذلك تغيرت الأمور، وأنا في رأيي أن الحركة كانت السبب في ذلك، ولازلت عند اعتقادي هذا - يعني شوف مؤامرات الغرب أكثر بكثير مما يظن الناس، والمسألة ليست بوش ولا بلير المسألة أكبر من ذلك بكثير - عندما شعروا بأن الحركة الإسلامية إذا دخلت الانتخابات يمكن أن تصل إلى الحكم ضحوا بالديمقراطية حتى إن نميري اعترف أن انقلابه كان سببه الخوف من أن تصل الحركة الإسلامية للحكم، وذلك حدث في مصر، سوريا، العراق وأخيراً الذي حدث في الجزائر حتى كتب أحدهم واسمه فولر «متخصص في الحركات الإسلامية» ورأيه هذا لم ترض عنه الإدارات الأمريكية قال: (لو كنا نريد ديمقراطية فالجماعات الوحيدة التي يمكن أن تأتي بالديمقراطية هي الجماعات الإسلامية، لأن وراءها الشعب، أما كل الحكومات هذه فهي حكومات أقلية لا يمكن أن تأتي بالديمقراطية).

    مقاطعاً.. لكن الحركة الإسلامية في السودان انقلبت على الديمقراطية؟

    - نعم، هذا في البداية لكن الأمور تغيرت بعد ذلك، إذا كنت في بلد حدث به انقلاب طرفين وتعرف أن بالجيش عناصر انقلابية، تجلس وتقول أنا حارس (صاحب) الديمقراطية، ويأتي هؤلاء ويستولون على الحكم ويدخلونك السجن! يعني الانقلاب هذا وإن كنت لست على علاقة به - لأنه كما تعلمون خلافي مع الترابي - وابتعادي عن الحركة ولم يكن لي دخل في ذلك، لكن وبصراحة لم يكن لديّ مانع من حدوث الانقلاب لأنه إذا لم يحدث انقلاب الحركة الإسلامية كان سيحدث انقلاب آخر، لأنه لم تكن هنالك ديمقراطية ثابتة بالمعنى. وعندما كانت هناك أحزاب كنت أقول لإخواننا لا تعملوا مشاكل مع الأحزاب لأن ما يتميز به السودان ولله الحمد أنه ليس هناك حزب ضد الإسلام عدا أحزاب ضعيفة وصغيرة ولا تأثير لها. لكن الحزبين الكبيرين هما حزبان يقومان على أرضية جماهير مسلمة والفرق بيننا وبينهم فرق درجة لا فرق نوع، وكنت أنادي بالاتفاق معهم على حد أدنى للإسلام ثم نتنافس بعد ذلك للوصول للناخب من دون صراع. وقد قلت هذا الكلام في دار الجبهة الإسلامية القومية وقتها.

    هل تستطيع أن تقول إن جبهة الميثاق الإسلامي كانت أول تنظيم جبهوي للإخوان في السودان؟

    هذه كلها كانت واجهات لحركة الإخوان المسلمين كانت الحركة الأم هي حركة الإخوان المسلمين وهذا نظام معروف نحن قلدنا فيه الشيوعيين، وكانت هذه الواجهات لجمع أكبر عدد من الناس، فالجبهة الإسلامية للمطالبة بالدستور، وجبهة الميثاق الإسلامي جمعت للحركة عدداً كبيراً من الناس، لكن الذي أضر بجبهة الميثاق الإسلامي وهذه كانت من بين الخلافات التي بيننا. لذلك فإن أصعب المسائل الالتزام بالأخلاق، الإنسان يمكن بسهولة جداً أن يبرر لنفسه الكذب وغش الناس في سبيل الانتصار السياسي. طبعاً السيئ في الشيوعيين أنهم اتخذوا هذه قاعدة، لينين كان يقول: ما هي الأخلاق؟ كل ما ساعد الحزب وكان في مصلحته فهو أخلاق، وكل ما تعارض مع الحزب فهو...؟ نحن لم نعترف بهذا ولكن هذا يحدث، نحن كوّنا الجبهة هذه وكتبنا دستورها، وفي دستور الجبهة أن الناس يدخلونها أفراداً، وكان الذين أخلوا بذلك هم الذين كتبوا دستورها، فأنا كنت أقول دائماً إننا نعيش أزمة أخلاقية! نحن نتكلم مع مسلمين لا غيرهم فلماذا نفعل ذلك معهم.

    مقاطعاً.. هل هذا اعتراف منكم بذلك؟

    - أي نعم، نحن على الأقل كنا نعترض، وهناك أشياء ندمت عليها، نحن بسبب معارضتنا للشيوعيين احتككنا بالفكر الشيوعي حتى كنا لا نختلف عن قادتهم في معرفة الشيوعية وفهمها، ومن الأشياء التي لا أنساها أبداً أن في العالم عدداً من الشيوعيين تركوا الحزب بسبب هذه المسألة الأخلاقية، وهذه مسألة متعمقة في قلب الإنسان حيث لا تستطيع أن ترتاح وأنت تكذب على الناس وتغش عليهم!

    هل يفهم من كلامك هذا أن خلافك مع الترابي كان على أساس أخلاقي؟

    - خلافات كثيرة لكن هذه منها.

    من رأس حركة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت؟

    - مرت عليها قيادات كثيرة أمثال الشيخ علي طالب الله وغيره، وحركتنا هذه كان على رأسها الرشيد طاهر بكر ثم صادق عبد الله ثم الترابي، في جبهة الميثاق كان الإخوان داخلها وكل يصدر عنها باسم الجبهة، والترابي كان غرضه إنهاء حركة الإخوان وكان يستعجل الوصول للسلطة، ويرى أن جبهة الميثاق الإسلامي تجمع عدداً كبيراً من الناس ويرى التعاون مع حزب الأمة لكسب الانتخابات، واعترض ذلك انقلاب النميري.

    الذي نعرفه أن الترابي في سنة 1964م خيّر الإخوان بين العمل التربوي والعمل السياسي؟

    - لا، هو لم يقل ذلك وهذا من طموحاته السياسية ولم نوافق عليها، قال: الحركة تصبح حركة ضغط والعضو يمكن له الانتماء لها والانتماء لأي حزب آخر ولم نوافق عليها.

    لكن تظل مسألة الأخلاق حتى بعد وصول الإخوان للسلطة تظل إشكالية؟

    - طبعاً هذه مسألة أساسية وأبطلت الكلام عن الوصول إلى السلطة أولاً ثم تربية المجتمع! من الذي يربي؟ وها هو الترابي يتحدث عن الفساد؟ وهو حصاد يديه.
    فمسألة الأخلاق مسألة ضرورية للحياة السياسية، الآن إذا نظرنا لنقد الأمريكان لبوش فهو نقد أخلاقي في مسوغات غزو العراق، فالناس يجدون العذر لإنسان صادق ويخطئ،.

    مقاطعة - هل الموقف الأخلاقي بمعنى نقد القيادة ومعارضتها فلو كنت في نفس المكان لفعلت الشئ نفسه.

    - لو كان كل الناس كذلك فهذه مشكلة كبيرة، لو كان كل الناس لا يلتزم بالأخلاق أو يستعملها كمجرد وسيلة يبقى الأمر أزمة عالمية كبيرة ولكن هناك المخلصون.

    مقاطعة - يعني موقف د. جعفر موقف أخلاقي في خلافه مع الحركة الإسلامية؟

    - لست وحدي في ذلك، هناك الكثير ممن كانوا يقفون مواقف أخلاقية ينتقدون الأوضاع داخل الحركة، بل هناك من سبقني إلى هذا في نقد الترابي ومواجهته أكثر مني، لكن كنت أكثر من واجه الترابي في كذبه.. وبعضهم لازال في الحكم الآن.

    من كان يساند د. جعفر في مواقفه هذه؟

    - كنت صوتاً يكاد يكون منفرداً، لكن المسألة تطورت وكان معي رجل لا تشك في صدقه محمد صالح عمر (رحمه الله) ومحمود برات (رحمه الله) والأخ سبّال وكذلك زين العابدين الركابي، وكذلك بعض الشباب منهم د. مالك بدري وجميعهم من قيادات الإخوان، لكن الأغلبية كانت مع الترابي.

    طيب لماذا خرجتم وتركتم التنظيم للترابي؟

    - كان رأيي ألا نخرج لكن خذلتني جماعة شيخ صادق والحبر، حتى إنني كنت أقول لهم: (يا إخوان أنتم فعلتم مثل أحدهم الذي دخل عليه اللص في بيته فخرج وترك له البيت، أنا لن أترك بيتي للحرامي).

    مقاطعة - لكن موقف شيخ صادق كان متأخراً عند مصالحة النميري؟

    - نعم نحن حتى ذلك الوقت لم نخرج.

    مقاطعة - لكن الخلافات منذ الستينيات؟

    - الخلافات منذ الستينيات أبداً لم نخرج.

    ألم يؤثر ذلك على التنظيم؟

    - فليكن هناك تأثير على التنظيم إذا شعرت أن هناك من يحاول (تكسير) التنظيم هل أخرج وأتركه له؟ لا، لم نخرج بل حتى...

    مقاطعاً.. كيف يتسنى للتنظيم أن يكون متماسكاً برغم الخلافات؟

    - من مزايا الحركة الإسلامية والسودانيين عامة أن هناك تسامحاً لو كان في بلد آخر كنا فصلنا، كان يمكن للترابي فصلنا، أنا لا أريد الكلام عن الترابي.

    كثير من الناس برروا هجومك على الترابي بأنه موقف شخصي وتنازع على زعامة الحركة؟

    - هذا كله كلام خطأ، غير صحيح أنا قلت للناس هذا (ربع العمر)، هل عندي مشكلة شخصية مع محمود محمد طه، لماذا كنت انتقده؟أنا من أكثر الناس الذين انتقدوا محمود محمد طه، كنت انتقد الشيوعيين هل عندي مشكلة مع عبد الخالق؟!، الأمر الآخر قبل أن يأتي الترابي كنا نرشح وكنا ندفع بها لغيرنا، لو كنت أريد القيادة لكنت منافساً للرشيد طاهر فلم أكن أقل منه سناً أو علماً، لكنني لم أنافسه فلماذا أنافس الترابي؟!

    مقاطعاً - لأنه كان متفوقاً عليكم.

    - مقاطعاً - من قال ذلك؟! بالعكس!! وماذا يعني ذلك؟

    مقاطعة - كان للدكتوراة صيتها؟

    - وأنا كذلك حزت على الدكتوراة وكانت ثالث دكتوراة في مجالي.

    لكن جئت بها بعده.

    - لأنني في الدراسة كنت بعده، هو أكبر مني.

    ألم تعاصره في حنتوب؟

    - عاصرته ولكن لم تكن له علاقة بالحركة الإسلامية، ما جاء إلا بعد ذلك بزمن.. دعونا من هذا.

    لكنك وُوجهت بكثير من الاتهامات بالذات في فترة التسعينيات؟

    - نعم صحيح، وكثير منها أُبطل، قال لي أحدهم بعد طرد الأمريكان لي: (هذه كتبها الله لك براءة؟ لأنو في ناس يقولون جعفر «سي. آي. أن») لكن هذه قلة عقل لو كنت كذلك فلماذا أجلس بينهم، ولجاملت الترابي وصالحته وجلست هنا وأتزعم وهكذا أنا اعتقد أن كثيراً من الأحزاب مخترقة من قِبل المخابرات الأجنبية!

    ماذا بعد انشقاق الحركة الإسلامية لمؤتمرين؟

    - الحركة انشقت كثيراً، بالنسبة للانشقاق الأخير بالطبع أنا لا أتبع لمسمى الحركة الإسلامية من قبيل الانقلاب، والآن لا أنتمي لأي تنظيم، وإنما احتفظ بعلاقات مع جميع الإخوان في الجماعات الأخرى ولي صلات مع أناس أحترمهم وأقدرهم وأعتبرهم من أفضل الناس.

    مقاطعة - وليست لك جماعة مقربة منك الآن؟

    - لا أبداً.

    ما علاقتك بجماعة عبد الحي يوسف؟

    - لا علاقة رسمية لي معهم ولست بعضو في أي مجلس أو شئ من ذلك.

    هنالك حديث عن أن د. جعفر شيخ إدريس يعتبر راعياً لجماعة عبد الحي؟

    - (يضحك) ربنا يجعلنا رعايا لـ...... جاءني كثير من الشباب من جماعات مختلفة والشباب قلق، وأنا قلت لهم إني لا اعتقد أنني مؤهل لعمل تنظيم ولست مستعداً لإضاعة وقتي في تنظيم، لديّ بعض الأفكار وأنا مشغول بكتابتها ولا أريد تكرار الخطأ الذي وقعنا فيه في جماعة الإخوان، وهي أن التنظيم أصبح أهم من المبادئ وإذا أردتم شيئاً فنحن أول شئ نعتني بالمبادئ ونكتبها وننشرها، فإذا اقتنع بها الناس يمكننا عمل تنظيم يرعاها. وفي أيام الخلاف مع الترابي جاءني بعض الإخوان وقالوا لي نريد مبايعتك قلت لهم تبايعونني على ماذا؟ على أنكم لا تريدون الترابي، أنا لا أرضى لنفسي بيعة مثل هذه - بكرة تشوفوا إني فعلت غلط تمشوا تبايعوا رجلاً آخر- فلازم الناس تثقف على المبادئ فليس لي جماعة أبداً.

    هل نعد هذا اعتزالاً للحياة العامة؟

    - لماذا؟ وهل الحياة العامة إلاّ أن أكون مع عبد الحي أو الترابي، عبد الحي كان مع مَن؟

    طيب أنت الآن ليس لك دور في الحياة العامة؟

    - أنا أنشط في الكتابة والحياة الفكرية وأكتب رأيي وأنشره.

    لو تحدثنا عن علاقتك بأمريكا ولماذا هاجرت إليها؟

    - أنا لم أهاجر لأمريكا بل كنت أستاذاً بجامعة الإمام (محمد بن سعود الإسلامية)، فجامعة الإمام فتحت فرعاً في واشنطن، وقالوا لي نريد من يجيد الإنجليزية للعمل هناك فوافقت على العمل هناك، وذهبت لأمريكا بجواز سفري السوداني لا كما يظن الناس فليست لديّ جنسية أمريكية ولا إقامة دائمة ولا ولا.. ذهبت وأنا سوداني وعدت وأنا سوداني، وكان ذلك في فترة الثمانينيات حتى عام 1995م حيث انتهى عقدي مع جامعة الإمام وأسّست بعد ذلك الجامعة الأمريكية المفتوحة مع مجموعة من الناس ولازالت مستمرة.

    هل كان لك أي نشاط في أمريكا؟

    - طبعاً.. طبعاً لا تسمع لكلمة إرهاب وما إرهاب، أصلاً مشكلة الأمريكيين هي النشاط الإسلامي ودخول الناس في الإسلام، وأنا ليس لديهم ضدي أي دليل على الإرهاب لا من ناحية السن ولا حديثي، بل أول ما حدثت 11 سبتمبر اتصل بي مركز إسلامي وطلب مني أن أخطب أول جمعة بعد الحادثة بحضور وسائل الإعلام، فقلت له إذا تركتم حرية الكلام سأخطب الجمعة، فقال لي: تفضل، فذكرت أن هذا العمل خطأ ولم يُعرف عن المسلمين سواء فعله مسلم أم غيره للأسباب كذا وكذا، ولكن إذا قام أحد به من المسلمين فنحن نتفق معهم في شكوانا من أمريكا، لكن نختلف في طريقة التعبير عن شكوانا هذه، لأن أمريكا بلد ديمقراطي في الداخل ديكتاتوري في الخارج، وانتقدت السياسة الأمريكية وقد نشرت «السي. أن . أن» جزءاً من الكلام.

    بعد هذه الإدانة هل حاولت الإدارة الأمريكية الاستعانة بك كداعية معتدل؟

    لا أظن ذلك، لأنهم يعتبرون الوهابية وعاءً واسعاًً يشمل حتى الصوفية، عندهم أي إنسان يعتقد أن القرآن هو كلام الله لا يغير ولا يبدل، وأن ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا كلام يتبع وينشغل بالدعوة فهو مسلم راديكالي، فهم لا يعتبرونني معتدلاً.

    ما الأسباب الفعلية التي دعتهم لإبعادك؟

    - القشة التي قصمت ظهر البعير كانت محاضرة قدمتها في إحدى الجامعات وجاء عدد كبير من الأساتذة على غير العادة، وكانوا مهذبين وتناقشنا مطولاً حول الإسلام والحوار بين الحضارات وأبنت لهم أنه لا بديل للحوار والتعايش بيننا لأنه لديك أسلحة نووية تدمر الأرض سبع مرات. والتعايش أمر حتمي ونحن لا مشكلة لدينا في التعايش معكم ويبقى الصراع صراع أفكار، لكن العمل ضد الاسلام في أمريكا يقوم به اليهود وبعض الجماعات اليمينية المتطرفة، إضافةً إلى جماعات غير منظمة وهي جماعات علمانية وهي ضد الدين بغض النظر عن كونه إسلامياً أونصرانياً وهؤلاء يرون أن الناشط في المحاضرات والمناقشة والحوار يمثل خطراً لأنه يقنع بعض الناس والإسلام أكثر الأديان انتشاراً في أمريكا.

    إذاً كيف تنظر أمريكا للإسلام؟

    - أمريكا تخاف من الإسلام وتعتبره أكبر خطر يهدد أمريكا، وهذا ليس كلامي وإنما كلامهم وكتبوه وعبّروا عنه وهو في نظرهم أكبر خطر يهدد الحضارة الغربية بعد الشيوعية.

    هل هذا الخوف ناتج عن عدم فهمهم الصحيح للإسلام؟

    - بفهم صحيح أو خطأ الاثنان موجودان، وهو عمل يدخل في (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ....الآية) هل كلهم غير فاهمين وإنما تعصباً لدينهم ومبادئهم وبلير ذكر ذلك عدة مرات، نحن لازم ننشر مبادئنا وقيمنا، ما هي قيمهم التي يريدون نشرها؟ ماكونالدز ولا هوليوود؟! وهل قيمهم هي ما ظهر في أبي غريب وغوانتانامو؟

    لكن ردة الفعل كانت عنيفة على الإسلام بعد 11 سبتمبر؟

    - كانت ضد الإسلام وكانت أيضاً سبباً للفت الكثير من الناس للإسلام، ولأول مرة تسبق كلمة الإسلام كلمة الجنس في الإنترنت، بدأ الناس يبحثون عن الإسلام ويقرأون عنه ودخل الكثير في الإسلام ليس بسبب اقتناعهم بابن لادن، ولكن لمعرفتهم بحقيقة الإسلام، وللحقيقة فإن دينهم ليس له مستقبل، الدين الوحيد الذي يجمع للإنسان دينه وعلمه وعقلانيته وإيمانه بالبحث العلمي هو دين الإسلام، الأديان الأخرى تحول بينه وبين ذلك.

    قيل إن السبب في إبعادك من أمريكا هو نشاطك المكثف في الدعوة والكتابة والمحاضرات؟

    - صحيحٌ، ولخلق العداء يلزم تضخيم الأمر وإعطاؤه حجماً أكبر من حجمه مثلاً هناك كاتبة كتبت تقول عني في (الواشنطن بوست): إن هذا الرجل يعتبر رئيس كل الحركات المتطرفة، وإن كل ما يقوله أو يكتبه حالاً يكون في مواقع المتطرفين وهذه مبالغة. لدينا دار صغيرة اسمها دار الأرقم إذا سمعت ما أثير حولها في الصحف والمحطات تعتقد أنهم يتحدثون عن البنتاغون، والأمر لا يتجاوز محاضرة إسبوعية لا يتجاوز حضورها المائة أو المائتي شخص ومعي في إدارتها شخص أكثر نشاطاً مني هو د. علي التيميمي حُوكم بمؤبد يفوق المائة عام بتهمة التأثير على الشباب ففعلوا وفعلوا، فقال لهم: (ينبغي عليكم سجن كل أساتذة الجامعات لأنهم يؤثرون في الطلاب).

    كيف تم إبعادك؟

    - عن طريق السفارة السعودية طلبوا منهم مغادرتي في ظرف شهر وبعدما رحلت جئت هنا.

    http://newkhartoum.khartoummag.com/view.asp?release=31&...ction=article&id=858
                  

العنوان الكاتب Date
مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:35 PM
  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:39 PM
    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:40 PM
      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:42 PM
        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:43 PM
          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 08:45 PM
            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه حيدر حسن ميرغني10-06-08, 08:57 PM
              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:23 PM
                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:28 PM
                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:30 PM
                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:42 PM
                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:46 PM
                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:52 PM
                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 09:56 PM
                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:08 PM
                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:13 PM
                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:18 PM
                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:21 PM
                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:23 PM
                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:29 PM
                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:32 PM
                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:36 PM
                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:39 PM
                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:44 PM
                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:46 PM
                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-06-08, 10:52 PM
                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه مامون أحمد إبراهيم10-06-08, 11:17 PM
                                                      Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:29 PM
                                                        Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:31 PM
                                                          Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:32 PM
                                                            Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:34 PM
                                                              Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:36 PM
                                                                Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 04:50 PM
                                                                  Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:03 PM
                                                                    Re: مجلة الخرطوم الجديدة: القائد والمعلم الأول محمود محمد طه عبدالله عثمان10-07-08, 09:04 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de