الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 02:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2008, 08:01 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر (Re: محمد حسن العمدة)


    السيد الصادق المهدى تلميذ غير مخلص للأستاذ محمود محمد طه ولتسأله بطانته عن ذلك منذ أيام تردده على الأستاذ محمود وحضوره لندواته فى مكتب الأستاذ محمود بعمارة أبنعوف سليمان بالسوق العربى الخرطوم، وفى محاولته للتخلص من هذه التلمذة "يخلط" واضح أمر الفكرة الجمهورية بالكثير من الأراء الفطيرة: لنقرأ معا هذه التعقيب الذى نشر بالأحداث اليوم ولنقرأ ما بين السطور ما حاول السيد الصادق "إنتزاعه" بغير وجه حق من الجمهوريين وبخاصة مقولة الأستاذ محمود (الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين) فالى المقال:
    ====

    (أبو العز) عبد الله عبد الرحمن تنديلي
    نشرت صحيفة الصحافة في عددها رقم 5360 بتاريخ 21 جمادي الأولى 1429هـ الموافق 26/5/2008م خبراً عن الندوة الفكرية بجامعة البحر الأحمر التي أقيمت يوم الأحد

    20 جمادي الأولى 1429هـ، والتي خاطبها رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي. حيث ذكرت الصحيفة ما يلي: (قال المهدي أثناء مخاطبته الندوة الفكرية بجامعة البحر الأحمر بعنوان (الدولة المدنية وتحدياتها) أمس، إن الدول التي تنادي بالفكر العلماني لا تطبقه على أرض الواقع بل الدين مطبق واقعياً في تسيير الدول، وضرب مثالاً بالولايات المتحدة، وقال إن الرئيس بوش أكد تلقي تعليماته من الكنيسة. وحذر المهدي من خطورة إبعاد الدين عن الحكم وقال إن تركيا أبعدت الدين لمدة 70 عاماً ونتج عن ذلك تكوين أكبر حزب ديني اليوم، وأضاف أن مرحلة الخلافة الإسلامية تجاوزها الزمن تماماً، وأن الحديث عنها الآن غير منطقي وتعتبر إرثاً تاريخياً، وعزا المهدي فشل تجربة حكم الإسلام إلى أنه أثار ردود فعل داخلية وخارجية عنيفة إلى جانب افتقارها إلى البرنامج الواضح، ونادى المهدي بتطبيق نظام الدولة المدنية التي تحترم الديانات المختلفة وتؤمن بنظام التكافل الإجتماعي وتحفظ حقوق الناس كافة). وكذلك أوردت صحيفة (آخر لحظة) بنفس تاريخ الصدور عن الندوة ما يلي: (وقال الصادق ليس هناك دولة في الإسلام وإنما مبادئ سياسية وإجتماعية وإقتصادية (...)، وأضاف أنه لا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وأن ظروف الزمان والمكان لا تسمح بقيامها).
    أقول مستعينا بالله نقداً ونقضاً لذلك:-
    أولاً: قوله: بأن الدول التي تنادي بالفكر العلماني لا تطبقه على أرض الواقع بل الدين مطبق واقعياً في تسيير الدول العلمانية، ومثاله في ذلك أن بوش أكد تعليماته من الكنيسة.
    أقول إن هذا القول ليس صحيحاً، لأن أساس الفكر الرأسمالي العلماني هو فصل الدين عن الحياة والمجتمع والدولة، نعم هذه فلسفته، والفكر الرأسمالي لا ينكر وجود الدين، ولكن يعتبره أمراً فردياً كالعبادات والإعتقادات، بل يجعل لها قاعدة الحريات الأربعة للفرد (العقيدة، والشخصية، والرأي والتملك)، ولكن الرأسمالية تفصل الدين عن العلاقات وعن الدولة تماماً وهذا ما يقولونه دون حياء ويطبقونه عملياً. ولكن من يقول بضرورة أن يكون الدين موجوداً من العلمانيين فإنه يضلل الناس من ناحيتين، الأولى: إيهام مَنْ له شوق في أن ترقَّع العلمانية بالدين في الحكم، أو من يحلم بها من قبل أشخاص علمانيين أن يطبقوا الإسلام، فيتم الإيهام بأن الرأسمالية لا تتعارض مع الدين لأنه يسمح به للناس في تأدية الشعائر (ألا ترى كثرة المساجد والكنائس في أمريكا؟!) وهنا يأتي التضليل لأن ذلك ليس هو المقصود، والمقصود هو أن تكون العقيدة هي المسيطرة على الحكم، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من له حق إصدار الأحكام على أفعال الناس وليس البشر كما يفعل النظام الرأسمالي العلماني. والعلمانيون قولاً وفعلاً يفصلون الدين عن الدولة والحياة حتى تحكمت المادية والمنفعة على كل شيء وهجرت الكنائس، ولكن جورج بوش الذي فضح الحضارة الرأسمالية وأظهر سوءها وعفنها لم يستطع أن يستر فضائح النظام الرأسمالي الذي حاول أسلافه وإخوانه الإنجليز أن يستروه على مر التاريخ، وهذه الشعوب الرأسمالية لا تدري فساد أنظمتها لأنها محجوبة ومغيبَّة عن الحق، وعندما صدمت بإنكشاف عورة النظام تحيرت وحاولت أن ترمي اللوم على بوش فوصفته بالأرعن والكاذب دون أن تجزم بأن الفساد في النظام العلماني نفسه، فلجأ بوش للإحتماء بالدين ما جعله يقول إنه يتلقى تعليماته من الكنيسة لإرضاء شعبه المعتنق للديانة النصرانية. الثانية: إن كلمة الدين التي يستخدمها العلمانيون هي تضليل في حد ذاتها، ويتضح ذلك من أن بوش رجل علماني ودولته علمانية، بل هي قائدة العلمانية في العالم، وعندما يستمع بوش إلى الكنيسة (إذا كان الأمر صدقاً) هذا لا يعني أنه قد استمع إلى الدين الحق أي وحي السماء، فالدين النصراني الحالي ليس وحي سماء، بل هو من رجال الكنيسة الذين حرفوا وبدلوا واعتبروا أنفسهم هم الآلهة فيحلون ويحرمون حسب أهوائهم والشواهد على ذلك كثيرة أذكر منها: أنهم قد أباحوا الشذوذ الجنسي وهاهي الكنائس الأمريكية نفسها تدفع المليارات في قضايا الإغتصاب والتحرش الجنسي التي قام بها الكنسيون، ويكفينا في ذلك أن الله سبحانه أبطل دينهم وحكم بأن الذي لا يدخل في دين الإسلام هو من الكافرين الخاسرين، ونحن بوصفنا مسلمين عندما نقول بوجوب الحكم بما أنزل الله (بوجوب الخلافة) لا نقصد الحكم بأي دين إنما دين الإسلام وحده، وليس على مستوى الأفراد فحسب بل في كل مناحي الحياة وفي كل مؤسسات الدولة، لذلك كان إطلاق الدين أنه يحكم ويُستعان به في الحكم العلماني هو من أكبر التضليل.
    ثانياً: لماذا حذّر إمام الأنصار من خطورة إبعاد الدين عن الحكم وقال إن تركيا أبعدت الدين لمدة 70 عاماً ونتج عن ذلك تكوين أكبر حزب ديني اليوم؟ فهذا الكلام يحتاج إلى استيضاح، لأن المفهوم المخالف له خطير وهو كالآتي: لو أن تركيا لم تكبت الدين في الشعب التركي وسمحت للناس أن يقيموا شعائرهم وسمحت للنساء ألا يتعرين إجباراً وأن يلبسن الزي الشرعي، لما قام حزب ديني كحزب العدالة والتنمية. فهل هذا نصح للعلمانية حتى لا تُوجد أرضٌ خصبة لمن يدعوا لعودة الإسلام؟! ولكن أقول إن تركيا العلمانية لا يصلح القياس عليها، لأن غضب العالم الرأسمالي كله انصب عليها، فقد كانت حاضرة الخلافة التي أدبتهم وأرعبتهم فأزالوها وعملوا على استئصال الإسلام منها وهيهات لهم، فها هو الإسلام يعود بقوة فيها.
    ثالثاً: أما قول المهدي: (إن مرحلة الخلافة الإسلامية مرحلة تجاوزها الزمن تماماً، وأن الحديث عنها الآن غير منطقي وتعتبر إرثاً تاريخياً). أقول إن الحديث عن الخلافة وعن الدولة الإسلامية ليس حديثاً عن مرحلة ليتجاوزها الزمن، نعم إن الدين والحكم بما أنزل الله ليس مرحلة بل عقيدة ومبدأ ثابت وراسخ كالجبال الراسيات لا يزحزحه التخاذل بل يثبته الشرع، وكائن ما دام في الأرض مؤمنون بالله وبرسوله محمد، فالخلافة فرض من أهم الفروض بل سماها الفقهاء تاج الفروض وقالوا عنها الدرر من القول ومنها قول الإمام القرطبي رحمه الله قوام المسلمين بتنصيب خليفة وهو ركن من أركان الدين لا ينكره إلا الأصم حيث كان عن الشريعة أصم). فالخلافة ليست مرحلة بل حكم شرعي أجمع أهل القبلة على فرضيته، وعند حديثنا عن الحكم الشرعي لا يجوز لنا بوصفنا مسلمين أن نصفه بالمرحلة ولا بالتاريخ أي أنه خاص بزمان سابق لأن أحكام الإسلام دائمة إلى قيام الساعة قال رسول الله: (يا أيها الناس أنزل الله كتابه على لسان نبيه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل في كتابه على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة وما حرم في كتابه على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة). فحرمة الزنا كان في صدر الإسلام وهو حرام إلى يوم القيامة ووجوب الصلاة أيضاً كذلك. ولا يجوز لنا أن نحط من قدر الخلافة بل يجب أن نعظّم شعائر الله، فإذا تقاعس بعض أبناء المسلمين عن التقيد بأحكام الإسلام أي غيروا زمانهم بأفعالهم القبيحة لا يجعل فعلهم اساساً، بمعنى إذا تهاونوا في إقامة الجهاد مثل تحرير فلسطين والعراق والصومال هذا لا يعني أن الجهاد ليس فرضاً أو أنه سقط لتقاعس الحكام العملاء، أو أنه لا يصلح. ففريضة الجهاد فريضة خالدة وكذا الخلافة. وكذلك لا يجوز لنا أن نصف الخلافة (الحكم بما أنزل الله في كل شؤون الحياة) بالإرث التاريخي فهي ليست عادة قبيحة أو عرفاً بائداً بل هي من صميم ديننا أجمع الصحابة الكرام على عدم جواز تأخير إقامتها عن ثلاثة أيام بلياليها، بل أخروا دفن أشرف الناس نبينا عليه السلام حتى نصبوا أبابكر خليفة، فوصفها بالإرث إمتهان وتحقير لها، أما وصف الحديث عنها بأنه غير منطقي، فأقول لماذا يكون الحديث عنها غير معقول؟ هل تطبيق أحكام الإسلام غير معقول؟ هل هناك فرق في الإسلام بين الصلاة والصيام والزكاة والحكم بما أنزل الله والجهاد وغيرها من الفرائض؟! أم تقصد أنها لا تنفعنا في العصر الأمريكي البريطاني الذي هيمن فيه الباطل والظلم على كل شيء، فالأصل أن يكون إمام الأنصار أول العاملين لإقامتها، لأن كثرة أتباعه في الحزب والأنصار بالتحديد لم تأت من فراغ، بل كان اندفاع الأتباع من أجل دين الإسلام والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، فكان الأصل قيادة الناس لإقامة دين الاسلام بالخلافة لا تخذيل الناس عنه، وهذه الخلافة لا تقوم في العالم الإسلامي كله في يوم واحد بل تبدأ في نقطة كالسودان أو مصر أو الشام ثم تعمل بقية البلدان للانضمام إليها، وأنت يا إمام الأنصار لكثرة أتباعك في إستطاعتك أن تقيمها في السودان لأن أهل السودان يحبون الإسلام حباً جما ويتوقون للنصر كما يتوق غيرهم من المسلمين.
    إن الغرب الكافر أضحى يخاف خوفاً شديداً من عودة الخلافة فأخذ قادته يصرحون بخوفهم من الخلافة:-
    1/ بوش: فقد صرح في 6/10/2005م مشيراً إلى وجود استراتيجية لدى (ناشطين إسلاميين آخرين) تهدف إلى إنهاء النفوذ الأمريكي والغربي في الشرق الأوسط، واستغلال الفراغ الناجم عن خروج أمريكا للسيطرة على دولة تكون قاعدة انطلاق لهم) وأضاف أنه: (عند سيطرتهم على دولة واحدة سيستقطب هذا جموع المسلمين، ما يمكنهم من الاطاحة بجميع الأنظمة في المنطقة وإقامة إمبراطورية اصولية إسلامية من أسبانيا حتى اندونيسيا)، وأضاف (أنه مع وجود قوة سياسية واقتصادية وعسكرية أكبر سيتمكنون من تطوير أسلحة دمار شامل للقضاء على إسرائيل).
    2/ أما وزير الداخلية البريطاني في حكومة (بلير) شارلس كلارك فقد صرح قائلاً: (إن مسألة عودة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية أمران مرفوضان لا يقبلان النقاش أو المساومة) معبراً: (إن هذه القيم أساسية وغير قابلة للتفاوض)، أما توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق عند حديث في موضوع القضاء على دولة إسرائيل فقد اعتبر (إن تحكيم الشريعة في العالم العربي وإقامة خلافة واحدة في بلاد المسلمين، وإزالة نفوذ الغرب منها هو أمر غير مسموح به، ولا يمكن احتماله مطلقاً).
    3/ أما بوتن فصرح قائلاً: (إنه يوجد من يعمل على اسقاط الأنظمة العلمانية بغية إقامة دولة إسلامية في آسيا الوسطى). وهكذا ظهر القلق على فراعنة العصر، فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ديسمبر 2005 أن: (أصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة (الخلافة) في الآونة الأخيرة كالعلكة).
    فقادة الغرب الكافر يدركون الرأي العام في العالم الإسلامي ومدى توقه لعودة الخلافة، فهل يليق بنا ونحن مسلمون أن نستبعدها وقد بشرنا بها الحبيب محمد والحمد لله أن أمتنا ما زالت بخير رغم كل المؤامرات والجرائم والضغط الإقتصادي المصطنع مع توفر الثروات، نعم ما زالت أمتنا صامدة، فالأمريكان والبريطانيون واليهود والروس والفرنسيون متحيرون من هذه الأمة (فرغم ما فعلوا بها وما زالوا يفعلون) تنادي الأمة بالخلافة والإسلام فأي أمة هذه؟ لا غرو فهي أمة محمد.
    رابعاً: ما عزا به المهدي فشل ما يسمى بتجربة حكم الإسلام إلى افتقارها إلى البرنامج الواضح وما أثارته من ردود فعل داخلية وخارجية عنيفة. أقول لا بد أن نفكر قليلاً في هذا الكلام، فهل يكون حكم الإسلام تجريباً على الناس حتى يبدو صلاحه ونفعه؟ فهل جرب الرسول والصحابة الحكم بالإسلام على الناس؟ بمعنى آخر هل يجوز أن يسمى حكم الإسلام تجربة؟ وسؤال آخر هل حكم الإسلام في الفترة الأخيرة أم حكم أبناء المسلمين أو من يسمون بالإسلاميين؟ نعم لابد من التفريق بين حكم الإسلام نفسه أي أحكام الإسلام كلها في الحكم والإقتصاد والإجتماع والتعليم والسياسة الداخلية والخارجية، وبين حكم أفراد لم يحكموا بالإسلام أصلاً بل رفعوه شعاراً أوهموا به الناس فكان التضليل بأن حكم الإسلام فشل، لا إن حكم الإسلام لا ولم ولن يفشل إنما الفاشل هو حكم العلمانية الرأسمالية والشيوعية أي حكم البشر، ولقد ذكر إمام الأنصار أن هذا الحكم افتقر إلى البرنامج الواضح، وهذا الوصف يكشف المخبأ المستور وهو أن هذا الحكم ليس إسلامياً إنما هو علماني مغلف بالشعارات لأن عدم وجود برنامج واضح، أي إسلامي واضح من الكتاب والسنة، هذا يعني أن المطبق هو البديل البغيض وهو العلمانية. فبالتالي فإن الإسلام لم يحكم حتى نقول أنه فشل، وإن وصل إلى سدة الحكم من يسمون بالإسلاميين.
    خامساً: مناداة المهدي بتطبيق نظام الدولة المدنية التي تحترم الديانات المختلفة وتؤمن بنظام التكافل الإجتماعي وتحفظ حقوق الناس كافة كما يقول. أقول إن الدولة المدنية هي المقابل للدولة الإسلامية، فدولة الرسول عليه الصلاة والسلام والخلافة من بعدها لم تكن دولة مدنية تفصل الدين عن الدولة ولم تكن تحترم الأديان المحرفة والباطلة، بل كانت تبين الحق وتعمل على حض الناس على ترك الباطل، وذلك بالرغم من أن الدولة الإسلامية لم تكن تُكْرِه الناس على الدخول في الإسلام، فلا بد من الإقتناع والإيمان الجازم بصحة عقيدة الإسلام حتى يقبل الله سبحانه وتعالى من العباد، فالإسلام لم يحترم الوثنية بل قال الله عز وجل فيها: ) إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ(، ولم يحترم الإسلام اليهودية المحرفة والنصرانية المحرفة فقال سبحانه وتعالى فيها: )وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ(، نعم لقد سماهم الشرع كفاراً، وهذا نبينا يقول: (وَالّذِي نَفْسُ مُحَمّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ يَهُودِيّ وَلاَ نَصْرَانِيّ، ثُمّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النّارِ). ولكن الدولة المدنية تساوي بين كل الأديان ولو كانت باطلة لأنها دولة علمانية لا تأخذ بالدين الحق في الحكم ولا تجعله أبداً قضية لها وهنا الفرق. أما القول بأن الدولة المدنية تحفظ حقوق الناس كافة فلا نعلم نظاماً يحفظ حقوق الناس كافة سوى نظام الإسلام برعايته لكافة الناس دون تفريق بين الكافر والمسلم، وما الظلم الذي أورثته الرأسمالية للعالم إلا من تحت رأس هذه الدولة المدنية فالعدل في الإسلام وحده، والله عز وجل يقول: )وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ(، ويقول: )وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ(.
    سادساً: ما نقلته صحيفة (آخر لحظة) من قول الصادق المهدي: (ليس هناك دولة في الإسلام وإنما مبادئ سياسية وإجتماعية وإقتصادية). أقول ألم يكن الرسول يحكم؟ فبِمَ كان يحكم وفي أي نظام كان يحكم؟ أليس بأحكام الإسلام ومعالجاته وفي الدولة الإسلامية بكامل أجهزتها، التي جعلتها أفضل وأعظم دولة عرفها التاريخ، نعم تأسست عام 622م وهدمت سنة 1924م أي استمرت لمدة 1302 عاماً، كانت دولة ليس لها مثيل، كلما يتغير الحكم من حزب إلى حزب (إن جاز التعبير) لا تنهار الدولة، فانظر إلى هذه العواصم العظيمة (المدينة المنورة، الكوفة، دمشق، بغداد، استانبول)، فكيف لا يكون هناك دولة مفصلة في الإسلام؟ فهل الإسلام ناقص؟ ونحن نعلم أن الله سبحانه قد أمرنا أن نحكم بالإسلام، فهل يُعقل أن الشارع أمرنا بشيء ولم يبين لنا الكيفية؟ كلا وحاشا، فنحن نؤمن أن الله سبحانه فرض الصلاة والزكاة وغيرها وبيَّن كيفية الأداء والتنفيذ في الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة، فعدد ركعات الصلاة وأنصبة الزكاة وغيرها مبينة في السنة المطهرة، وكذا أحكام الحكم في الإسلام (الدولة الإسلامية) فالرسول عليه الصلاة والسلام هو رئيس الدولة الإسلامية وبعده الخليفة الراشد أبو بكر، وكان النبي هو قائد الجيش، وهو يعقد المعاهدات ويرسل الجيوش ويخوض المعارك كثيراً بنفسه، وكان له معاونان في الحكم أبوبكر وعمر رضي الله عنهما، وكان عليه السلام يولي ويعزل الولاة على الأمصار وكذا العمال، وكان يقلد القضاة، وكان يدير مصالح الناس، ويعين كتاباً لإدارة هذه المصالح وكانوا بمقام مديري الدوائر، وكان كثير المشاورة لإصحابه ويخص منهم كثيرا سبعة من الأنصار وسبعة من المهاجرين. وهكذا أقام الرسول جهاز الدولة الإسلامية بنفسه، وأتمه في حياته، فقد كان للدولة رئيسٌ وكان له معاونون (وزراء تفويض)، وولاة، وقضاة، وجيش، ومديري دوائر، ومجلس شورى. وهذا الجهاز في شكله وصلاحياته طريقة واجبة الإتباع، وهو إجمالاً ثابتٌ بالتواتر، ولا ننسى أن أفعال الرسول هي المكون الثاني من السنة النبوية المطهرة. وقد كان رسول الله يقوم بأعمال رئيس الدولة منذ أن وصل المدينة حتى وفاته، وكان أبوبكر وعمر معاونين له، وأجمع الصحابة من بعده على إقامة رئيس للدولة يكون خليفة للرسول في رئاسة الدولة فقط، لا في الرسالة ولا في النبوة، لأنها ختمت به، وهكذا أقام الرسول عليه الصلاة والسلام جهاز الدولة كاملاً في حياته وترك شكل الحكم وجهاز الدولة معروفين وظاهرين كل الظهور. بناءاً على ذلك نجد أن ديننا دين كامل والدولة والحكم بالإسلام جزء منه وليس مباديء عامة يؤلف كل واحد بحسبها ما يراه وما يروق له، بل هي أحكام شرعية تفصيلية ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة.
    سابعاً: قول الصادق المهدي (إنه لا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية وأن ظروف الزمان والمكان لا تسمح بقيامها). أقول يلاحظ أن هناك تناقضاً بين هذا الكلام وسابقه فكيف يجتمع الضدان قوله (ليس هناك دولة في الإسلام – ولا سبيل إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية) فهذا إعتراف ضمني بأن هناك دولة إسلامية وهي دولة الخلافة.
    أما القول بأنه لا سبيل لإقامة هذه الدولة لظروف الزمان والمكان فغير صحيح، أولاً: لأن الله سبحانه لا يفرض على العباد إلا ما هو في قدرتهم وطاقتهم، والخلافة فرض، إذن هي في قدرتنا وطاقتنا، قال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ، وثانياً: لأننا بوصفنا مسلمين لا نتأثر بالزمان والمكان بل نأخذ أحكام حياتنا من عقيدتنا وأحكام الإسلام ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان وقد نهانا الإسلام من أن نسايير الوقائع والأزمنة قال (لا تَكونوا إمَّعَةً تقُولونَ إنْ أحسَنَ النَّاسُ أحسناً وإنْ ظَلَموا ظَلَمنا ولكنْ وطِّنُوا أنفُسكُم إنْ أحسَنَ النَّاسُ أن تُحسنُوا وإنْ أسَاءوا فلا تَظلِموا) هذا شرعاً، أما واقعاً فإن المكان هو العالم الإسلامي (الذي فيه المسلمون) والبداية تكون بعاصمة واحدة تغذيها بقية المدن والقرى حولها، ثم تنير ما حولها من العالم الإسلامي، نعم فالخلافة لن تقوم في بريطانيا ولا في أمريكا إنما ستفتحها بالجهاد، لتحقيق بشرى نبينا، بل نحقق بها همة الذين يحبون النصر للاسلام كالخليفة عبد الله التعايشي الذي كان يتوق لفتح بريطانيا باسم الإسلام، عندما هدد ملكة بريطانيا بأنه سيزوجها يوسف ود الدكيم أي بعد رضوخها. أما الزمان فهو زمان النصر لأننا في زمان الحكم الجبري الذي قال به المصطفى: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).
    مكتب الناطق الرسمي
    لحزب التحرير- ولاية السودا

    http://www.alahdathonline.com/Ar/ViewContent/tabid/76/C...D/12053/Default.aspx
                  

العنوان الكاتب Date
الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-01-08, 04:32 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-01-08, 04:34 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-01-08, 10:26 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-02-08, 03:35 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر محمد حسن العمدة06-02-08, 06:31 PM
        Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-02-08, 08:01 PM
          Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-03-08, 03:27 PM
            Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-14-08, 03:56 PM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-14-08, 03:58 PM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-14-08, 04:00 PM
              Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:11 PM
                Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:12 PM
                  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:13 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر Sabri Elshareef06-15-08, 05:13 AM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:17 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:26 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-15-08, 04:28 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر محمد حسن العمدة06-15-08, 06:43 PM
    Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-19-08, 01:34 PM
      Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-19-08, 01:35 PM
  Re: الأستاذ محمود محمد طه: الصادق تانى ما بطلع قوزا أخدر عبدالله عثمان06-19-08, 01:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de