|
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه (Re: osman righeem)
|
(1) السعودية: علاقة الديني والسياسي د. مضاوي الرشيد
12/01/2009
تظل العلاقة بين الدين والسياسة مبهمة وغامضة رغم تفرغ الكثير من الدارسين والمحللين لتفسيرها وتسليط الضوء عليها، ورغم اختلاف التفسيرات حسب منطلقاتها ومنهجيتها وآيديولوجياتها الا ان هناك اجماعا على كون هذه العلاقة حرجة ومتعددة الوجوه والمسيرة حسب الحقبة التاريخية المحددة، وتتأرجح العلاقة دوماً بين تصادم وموالاة بين القائمين على المجالين السياسي والديني. عادة يطلب السياسي من الديني الرضوخ التام للأجندة السياسية بل ايضاً صياغة الخطاب المشرعن للسياسة وتأصيل هذا الخطاب في نصوص دينية وتفسيرات تعرض وكأنها كلمات مقدسة وليس صناعة بشرية قائمة على الاجتهاد والاستدلال وغيره من وسائل الاستنباط، وهذا ما يجعل السياسي يستميت في السيطرة على الديني حتى يضمن نشوء طبقة دينية موالية ومستعدة لأن تنبش مراجعها بحثاً عن الصياغة التي تضمن استمرارية السياسي والشرعنة له. اما من جهة الديني فهو بحلفه مع السياسي يضمن الحفاظ على مصالحه الدنيوية قبل الدينية وان كان شغله الشاغل احياء الدين والحفاظ على فضيلة المجتمع واقامة الحدود فيه. في مجتمع كالمجتمع السعودي بتركيبته السياسية الحالية تبقى هذه المعادلة بين السياسي والديني مطبقة بحذافيرها رغم ان التصادم بين السياسي والديني كان قد رافق تطور الدولة منذ نشوئها. طبعاً لا يخلو الأمر من صدام وحتى من عنف حاد لكن تعتبر هذه حلقات تستطيع السلطة ان تتجاوزها تماماً كما حصل خلال نقاط ساخنة في تاريخ العلاقة بين السلطتين السياسية والدينية. الموالاة والصدام وجهان مختلفان لكنهما يولدان نتيجة رغبة السياسي في حصر الديني والتضييق عليه فيولد هذا الحصر والحجر حركات معارضة تحاول ان تهرب من التسلط السياسي وتنفض عنه نتيجة قراءة معاكسة لنفس النصوص التي تستعملها السلطة الدينية الموالية في مجملها. العلاقة السعودية الحرجة بين السياسي والديني تولد ايضاً صراعات جانبية يدور رحاها في طيات الديني ذاته حيث تتصارع الشخصيات في ما بينها بحثاً عن شهرة ومنصب او جماهير تحترمها وتتبع أثرها الفكري. وتدخل الشخصيات الدينية في مرحلة مزايدات وتنافس إما على التقرب من السلطة او التقرب من الجماهير، وقد ازدادت عملية التنافس هذه في عصر العولمة والفضائيات فوجد طيف كبير من الشخصيات الدينية عالم الشهرة ذات الحدود البعيدة مرتعاً جذاباً لشد الكثير من المستمعين والمشاهدين والقارئين، ومما يزيد التنافس حدة وجود السياسي ذاته والذي ينشئ حلقات للولاء والمكافأة عن طريق استقبال الديني في المجالس والاستماع لرأيه ولو من باب رفع العتب وعن طريق اختراع المناصب والألقاب في بيروقراطية دينية همها الأول إحكام السيطرة على الديني وربطه بالسلطة بطريقة تجعله اكثر طواعية وليونة. من تداعيات تدخل السياسي في الديني ومحاولات السيطرة عليه نجد ان السعودية فعلاً قد دخلت مرحلة الانفصام الديني بين دينين يعتمدان مصدراً واحداً لكن لكل منهما خطاب وأولويات مختلفة تماماً عن الآخر. نشأ عندنا في السعودية ما يصح تسميته بدين المستعبدين وهو خطاب ديني يمثله صالح اللحيدان صاحب فتوى قتل اصحاب الفضائيات الماجنة، ومؤخراً فتوى تحريم الاعتصامات والمظاهرات المساندة لمعاناة اهل غزة في حربهم الحالية مع اسرائيل. وهاتان تمثلان بشكل واضح وصريح اتجاهات دين المستعبدين حيث ان الأولى تبرهن على انحسار وتقلص السلطة الدينية وقدرتها على تغيير مجرى الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية العامة وتقوقعها في مجال حراسة الفضيلة العامة والخاصة للمجتمع. اما الفتوى الجديدة ضد الاعتصامات على اساس انها مفسدة للبشر والهاء عن ذكر الله فهي ايضاً دليل واضح وصريح على استعباد الدين من قبل السياسي وتدجينه وحجره في جحر يجعله مهزلة ومضحكة للجمهور العربي الغاضب. دين المستعبدين هذا هو ايضاً مشغول بالسحر والشعوذة ومستعد ان يعلن الجهاد بجميع انواعه ويرابط على ثغور المشعوذين و السحرة وغيرهم من اصحاب البدع والشركيات الكبيرة والصغيرة، ناهيك عن تتبع النساء وترصد ايماءات اجسادهن وتتبع نعالهن وملاحقة عطورهن التي تختلط في اسواق حديثة وقديمة. دين المستعبدين هذا قد ولد نتيجة التسلط السياسي ومحاولة تدجين الدين تحت مظلة هيئات ولجان وبيروقراطية كبيرة تضمن انتشار الخطاب وممارسته على ارض الواقع. لا يلتفت دين المستعبدين الى مهرجانات الوطن ومزمار المطبلين لأعياد تقدس ولاة الأمر ودورهم التاريخي ولا الى عرضات راقصة تختلط فيها اصوات الطبول مع اصوات الولاء للهيمنة الخارجية، ولا يعترض دين المستعبدين على ألسنة تبتهل لغير الله او تلحن لحن الخنوع والموالاة ولا على حشود كرة القدم وجمهورها الكريم وعملية الاستهلاك التي تقوم بها اندية ارتبطت بأسماء السياسي واحفاده الصغار. كل هذا ليس بفساد وليس بالهاء عن ذكر الله وكيف يكون ذلك وقد قرر السياسي في سياسته الاجتماعية ان يتلهى الشباب بمثل هذه الممارسات الرياضية الجذابة ويتركوا ما لقيصر لقيصر. اما الجهاد وهو الكلمة المحرمة فهو ايضاً ممنوع الا تحت شروط تعجيزية يبت في امرها سلطان الأمة وخليفة المسلمين فقط لا غير بعد مناقشات مستفيضة في البيت الابيض لحجة السياسي المحلي المتسلط على الديني.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-08-09, 07:09 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-08-09, 07:20 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | شول اشوانق دينق | 01-08-09, 07:23 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-09-09, 07:41 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-08-09, 07:29 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-08-09, 07:36 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-08-09, 07:45 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-09-09, 09:52 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-10-09, 06:15 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | Hisham Ibrahim | 01-10-09, 10:28 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-10-09, 06:17 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-10-09, 07:00 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | محمد الامين محمد | 01-10-09, 11:14 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-11-09, 12:33 PM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-12-09, 04:58 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-12-09, 05:04 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-13-09, 07:26 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-14-09, 06:48 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | شكرى سليمان ماطوس | 01-14-09, 07:35 AM |
Re: أسامة بن لادن يتبسم فاركا يديه | osman righeem | 01-14-09, 05:03 PM |
|
|
|