كنت حاسي بيك يا عمر اتملطشت في الدوحه

Quote: الشيخ الترابي واجتهاداته رأي القدس 16/01/2009 نعترف بداية ان الشيخ حسن الترابي الزعيم الاسلامي السوداني المعارض قد ارتكب خطأ جسيما عندما طالب الرئيس عمر البشير بان يسلم نفسه الى محكمة الجنايات الدولية لكي يواجه تهما بارتكاب جرائم حرب في دارفور، ولكننا لا نعتقد ان النظام السوداني اقدم على التصرف الصحيح باعتقاله، وفي مثل هذا الظرف بالذات، لانه سيضطر الى الافراج عنه لاحقا، مثل كل المرات السابقة، ولكن بعد ان يلحق الأذى بنفسه من خلال اعطاء فرصة لبعض وسائل الاعلام، والجهات السودانية المعارضة لتوجيه السهام السامة اليه، اي النظام نفسه. الشيخ الترابي اخطأ عندما لم يفرق بين المصلحة الوطنية العليا، والخلافات الشخصية والحزبية، واعطى، ربما دون قصد، للجهات المتربصة بالسودان، والعاملة على زعزعة استقراره، وتفتيت وحدته الترابية والسكانية، ذخيرة قوية، تستخدمها في حربها الضروس لتحقيق اهدافها المسمومة هذه. انتقدنا اكثر من مرة، وفي هذا المكان بالذات، سوء ادارة النظام السوداني للأزمة في اقليم دارفور، وانحيازه في بعض الاحيان لطرف دون آخر، وتورطه في اعمال قتل بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وما زلنا نحمله مسؤولية كبيرة فيما حدث ويحدث، باعتباره السلطة الاعلى التي من واجبها حماية جميع ابناء السودان، وحفظ ارواحهم، والمساواة بينهم جميعا، دون تفرقة على اساس العرق او الدين، ولكن هذا لا يعني الوقوف في خندق المتآمرين على السودان ووحدته، العاملين على طمس هويته العربية لأسباب استعمارية صرفة. السودان يستهدف الآن، مثلما جرى استهدافه منذ استقلاله، بسبب انحيازه للقضايا الوطنية العادلة، في افريقيا، والعالم الاسلامي، ورفضه الإنضمام الى التحالف الرامي الى تدمير العراق وازالة نظامه الوطني العربي، وتعطيل دوره العربي لمصلحة اسرائيل والقوى السائرة في فلكها. نتمنى على النظام السوداني ان يسارع بالإفراج عن الشيخ الترابي في اسرع وقت ممكن، واللجوء الى اسلوب الحوار مع جميع معارضيه، والعرب منهم على وجه الخصوص، وهو الذي تحاور مع الد اعدائه ووقّع معهم اتفاقات سلام تضمنت الكثير من التنازلات لتحقيق انجاز وقف الحرب الأهلية وحقن الدماء. كما نتمنى على الشيخ الترابي في الوقت نفسه، ان ينأى بنفسه عن كل ما يخدم اعداء السودان في هذا الوقت بالذات، وان يكتم الغيظ، ويترفع عن بعض الخلافات الجانبية والشخصية، خاصة بعد ان تقدم به العمر، حفاظا على مكانته الخاصة، والمتميزة، ليس كعالم ومفكر اسلامي له بصماته واجتهاداته الفكرية الثاقبة فقط، وانما ايضا كشخصية وطنية سودانية لعبت دورا بارزا في تاريخ السودان الحديث، وتزعمت ثورة الانقاذ التي نهضت بالسودان، وجنبته اهوال التفكك والانهيار على الصعد كافة. هذه الصحيفة وقفت دائما في خندق السودان ونالها الكثير من الأذى بسبب ذلك، الأمر الذي يعطينا الحق في ان نقول رأينا بصراحة ووضوح ونعبر عن استيائنا من بعض الاجتهادات الخاطئة، سواء من جانب الدكتور حسن الترابي، او النظام السوداني، وهي اخطاء لا يمكن ان تخدم السودان في هذا الوقت بالذات الذي يحتاج فيه الى وحدة جميع ابنائه، وقواه الوطنية، وابناء ثورة الإنقاذ على وجه الخصوص. الرابط: http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\15qpt99.h...20القدس&storytitlec=