حكاية إبراهيم الشيخ .. صاحب أسواق أم درمان الكبري.

Quote: أسواق امدرمان .. الرواية الكاملة دعنا نطرح عليك سؤالاً مباشر حول حسن الظن فيك بخصوص شراكتك في أسواق أمدرمان الذي لم يثر جدلاً وسط القوى المعارضة وانما حتى وسط منتسبي حزبك هل يمكننا أن نعتبره جزءا من العشم ذلك ؟ موضوع اسواق امدرمان لا علاقة لهم به ودعنى احدثك حول هذه الواقعة من اجل التاريخ "لم يكن لديهم علاقة به لا من بعيد ولا من قريب"، فأسواق امدرمان هي عبارة عن أرض مساحتها 40 الف متر تابعة لجامعة القرآن الكريم وقام مستثمر سوداني مغترب اسمه مصطفي محمد خير ولديه شركة اسمها (الوسن) باستئجار هذه الأرض الفارغة في العام 2005م بمبلغ 350 الف دولار في العام بغرض تشييد أسواق (الوسن)، وللمعلومة فإن (وسن) هذه التي سميت عليها الشركة هي ابنة هذا المستثمر. وبعد ايجار هذه الأرض قام مصطفي محمد خير باستقدام عدد من المستثمرين السعوديين لتنفيذ هذا المشروع معه ولكنه فشل وعاد اولئك المستثمرون لبلادهم ولم ينفذوا معه ذلك المشروع وخلال تلك الفترة لم يتوفر له رأس المال الذي يمكنه من إنشاء المشروع. اذكر في يونيو من العام 2009م اتصل بي شقيق د.الفاتح عمر السيد نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني وأخبرني أن هناك جهة لديها مشروع اسواق وفشلت في تنفيذه وربما تقوم الجامعة بنزعه منهم بسبب فشلهم في سداد الايجار لفترة طويلة من الزمن مبيناً أن الجامعة سمحت لهم باستغلال نص في العقد يمنحهم حق الاستعانة بشريك كفؤ لتنفيذ السوق، وابلغني أنه حضر إلي لعرض الفكرة، وأنا بصراحة وقتها لم تكن لدي امكانية مالية بسبب وجود انشطة تجارية لي بجنوب السودان بشكل كبير في التشييد والبناء وتجارة الذرة ويمكنك القول وقتها أن معظم اموالي في تلك الفترة كانت بجنوب السودان ولذلك فقد اعتذرت له في البدء، ثم لاحقني بإصرار وجاء ابن صاحب الشركة ومديرها العام أنيس مصطفي محمد خير وجلسنا لفترات طويلة ثم اقتنعت بالفكرة ولكنني ابلغتهم أنني سأشرع في التنفيذ عقب وصول اموالي من الجنوب. بعد وصول تلك الاموال قمت شخصياً بالتوقيع على العقد معهم ووقتها لم يكن لجامعة القرآن الكريم علم أو لحكومة السودان أو ولاية الخرطوم علم أو اية جهة داخل المؤتمر الوطني يمكنها أن تقول لديها علم، وبصراحة أنا شخصياً وقتها كنت قلقا على المشروع ومستقبله بعد دراستى لجدواه الاقتصادية من امكانية عرقلة تنفيذه من قبل جهات بالمؤتمر الوطني إذا اكتشفوا بأنني جزء منه، وهو ما جعلنى اقرر البداية كشريك في الظل لحين اكتمال المشروع الحالى ووقتها حدث نزاع بيني وبين شركائي في شركة (الوسن) والذي اقتضى ظهوري لأننا احتجنا أيضاً للالتقاء بجامعة القرآن الكريم التي باتت طرفا في نزاع آخر بسبب مطالبتها بقيمة الايجارات واقتضت جميع تلك المعطيات ظهوري في الصورة بشكل علني وكامل. دعني احدثك للتاريخ، كنت اصنف جامعة القرآن الكريم باعتبارها جهة يمكنها ان تختلق معي العديد من المشاكل حينما يكتشفوا بأنني ابراهيم الشيخ المعارض، ولكن للحقيقة وجدت إدارة محترمة ومستقلة تماماً وقدرت في النهاية أن هناك شخصا نفذ المشروع وبات في محل تقدير بالنسبة لها ونظرت للمشروع باعتباره خير للجامعة نفسها بإعتباره يوفر لها مبلغا سنويا يقدر بمليون جنيه سوداني –أي مليار جنيه بالقديم- مقابل ارض خالية وبعد ثلاثين عاماً يؤول المشروع بكل المنشآت المشيده فيه للجامعة، وحقيقة فإن المخاوف التي كانت بذهني لم أجدها. واضيف لك معلومة اخرى للتاريخ وهي أن السيد والي الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر نفسه لم يزر هذا المشروع ولم تكن لديه فكرة عنه إلا بعد اكتماله تماماً، فحينما طلب منه معتمد أمدرمان تشريف حفل الافتاح الخاص بالمشروع قال لهم"هو في حاجة زي دي في ولاية الخرطوم وانا ما عارفا ؟" وكان سعيدا بها للغاية لدرجة أنني حينما التقيت به مباشرة ذكر لي بأنهم محتاجون في الولاية للكثير من هذه المشروعات في الأطراف لقيمتها الاقتصادية والاجتماعية واثرها على الحركة بإعتبارها تخفف الضغط على وسط الخرطوم. وفي النهاية هذا مشروع اقتصادي متكامل، ولذلك بالنسبة لي هل يقال هذا الحديث لأنهم لا يعرفون ابراهيم الشيخ أما ان الأمر يتعلق بعدم وجود مشكلة في وجود شخص معارض كشخصي. وأذكر أن معتمد امدرمان حينما دعا والي الخرطوم لافتتاح السوق والذي استجاب لهذا الأمر باعتباره كان احد مطلب تجار السوق لأن هذا يحقق دعاية وترويجا. من خلال هذا السرد لتلك الوقائع تكتشف بأن السوق وفكرته لم تكن لديها علاقة بشخصي أو المؤتمر الوطني أو الحكومة وبصراحة لم تتم عرقلة لهذا المشروع في اية مرحلة من المراحل، وليس لدي تفسير استطيع أن اذكره لك حيال هذا الأمر وحتى حينما وقعت الازمة بيني وبين شركائي في (الوسن) اعتقدت أن هذا الأمر تم بإيعاز منهم لخلق مشكلة معي، فنحن العاملين في حقل السياسة تغلب على تفكيرنا في بعض الاوقات نظرية المؤامرة، لكن اكتشفت في نهاية الأمر واتضح لي أن هذا الخلاف ليست لديه علاقة بالحكومة من قبل او من بعد والمشروع حتى الان يعمل. واقول لك للتاريخ بأنني لم الق في هذا المشروع بالتحديد أي اشكال كما أن معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي ظل يتعامل معي بذهنية إدارية مجردة ودون أن تكون لديه غضاضة في أنني معارض للنظام وكان يعلم أن دار حزبنا كانت احدى النقاط التي انطلقت منها التظاهرات، واذكر انه في احد الاجتماعات التي عقدت معه في السوق وبحضور التجار وكانت لدينا بعض الاشكالات وتوفير بعض المعينات للسوق وتمت دعوته لحلها انه قال لي هذا الأمر بوضوح تام في ذلك الاجتماع، وبشكل صريح لم ينتابني أي احساس بانهم تعمدوا خلق مشاكل معى في هذا السوق أو مضايقات وتمضي الامور بشكل عادي ولا استطيع أن اوجد لك تفسيرا لمسببات هذا التعامل وعدم تعطيلهم للعمل كما كان يعتقد البعض واعتقدت انا شخصياً ان هذا الأمر سيحدث وهو ما جعلني خارج الصورة رسمياً لمدة ثلاثة اعوام لحين اكتمال تنفيذ السوق فوقتها كنت امول وانفذ دون ظهور علني لحين اقتضاء ظهوري بسبب النزاعات والخلافات التي نشبت حيث وجدت معاملة محترمة وطيبة من إدارة جامعة القرآن الكريم وحتى الان فإن علاقتي بهم مميزة وكذلك من معتمد امدرمان اللواء احمد التهامي. لكنك حينما تأتي لموقع اخر تجد مشاكل اخرى فمثلاً في نشاطي التجارى بالسجانة وبعد عودتي للخرطوم من زيارة منطقة النهود الاخيرة والتي حدثت فيها ضجة كبرى في المناطق الغربية من شمال كردفان برزت مشاكل جديدة حيث جاءت تقديرات ضخمة للضرائب بقيمة 59 مليار جنيه –بالفئة القديمة، المحرر- دون اي اسباب أو مقدمات بعد مراجعة ضرائبي لمدة 5 أعوام سابقة، ورغم انها منصوص عليها بالقانون لكنها تبدو غريبة للغاية لأنها لا تحدث بصورة متكررة للشخص فهذه هي المرة الثانية خلال عام واحد تمت مراجعتي لمدة عشرة اعوام سابقة، وطالبوني بضريبة ضخمة بدون سبب وتم القاء القبض علي في يوم الجمعة بواسطة نيابة الضرائب ايضاً بدون أية مقدمات ووقتها كنت في مرحلة الاستئناف وكان فيها جدل، ما اذكره ان اقتيادي لحراسة نيابة الضرائب تصادف وقتها مع اندلاع التظاهرات الاخيرة والتي مكثت فيها يومين أو ثلاثة ايام. بخلاف ذلك جاء توجيه سابق بالتزامن مع هذا الاجراء بالبحث عن حساباتي الشخصية في البنوك من الخرطوم وحتى النهود وكل فروع البنوك العاملة في السودان وأدعوا بأنني امتلك حسابات كثيرة ومتعددة هذا بخلاف الادعاءات الاخرى بأن مصدر اموالي الولايات المتحدة وحتى إسرائيل، والمدهش انهم صدقوا هذه الادعاءات ومضوا فيها قدماً وقاموا بفحص ومراجعة كل حساباتي الشخصية وهذه القضية معروفة ومعلومة من قبل الجميع وحتى أنني ذهبت لبنك السودان المركزي واستنكرت هذا الاجراء وتحدثت مع احدى الجهات ببنك السودان التي لم يكن لديها أي تفسير لهذه الاجراءات، وفي الاخر لم يتوصلوا لادعائهم بأن اموالي مصدرها امريكا أو اسرائيل. وكما قلت لك بأن الأمر يمضي على هذه الوتيرة ففي بعض الاماكن تمضي الامور بشكل عادى وفي اخرى تجد مضايقات كثيرة جداً وهو ما تكرر بشكل كثير خلال العام الأخير ولعل مرد هذا الأمر بانني بت من الناشطين ضمن قوى الاجماع ولذلك اعتبروا أنني بت مهددا امنيا وسياسيا وبالتالي هم يتصدون لي بالآليات سواء كانت ضرائب أو غيرها. (نواصل)