|
Re: بصيرة إنسان (سوداني) نادر مرة أخرى .. بقلم عوض محمد الحسن (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
لم يغب عن الأستاذ محمود أهمّية ثورة 23 يوليو التي أتت بأوّل مصري ليحكم مصر منذ عهود الفراعنة، ولكن لم يجرفه الحماس الطاغي الذي لقيته الثورة من أن يرى مخاطر ومزالق الثورات والانقلابات (رغم أن "انقلاب" 23 يوليو كان الأوّل من نوعه في المنطقة العربيّة)، وهو ما خبرناه في العقود التي تلت كتابة ذلك الخطاب. تأتي الانقلابات بوعود بالحرية والديموقراطية والتنمية، وسرعان ما تنتهي إلى البطش والقمع والفساد والإفساد. ثم مضى يُسدي النصح لمحمد نجيب:
"ولا يدرأ عن مصر سوء المنقلب إلاّ أمران: الحزم، والفهم "وهو ما أسميته أنا في مقال سابق الحكمة". أمّا الحزم فيقضي بأن تتولى كل أمور مصر بنفسك وأن تكون أنت، في غير مواربة، ولا رياء، المسؤول الأوّل والأخير، أمام الشعب المصري، وأمام العالم أجمع، عن استقرار العهد الجديد في البلاد، وأن تستخدم من الساسة من شئت، والفنيين، والمصريين والأجانب، من استطعت، على أن يكونوا مُستشارين، وأعوانًا، ومنفذين، مسؤولين أمامك أنت، وتُحاسب على سيّئات أعمالهم، أكثر مما يُحاسبون".
في هذه الأسطر، دحض الأستاذ محمود الحجّة (والتبرير) الذي سمعناه مرارًا عن فشل الحكومات: أن الرئيس- الزعيم- القائد رجل مخلص ولكن بطانته سيّئة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|