|
ركِبت قطار الخامسة (قصة قصيرة)
|
أتفقنا أن نمضي بقطار السادسة مساءً وكانوا يسمونه قطار العشاق .. إذ أنهم غالباً ما يركبونه في عودتهم آخر النهار.. ولأنه يكاد أن يخلوا من غيرهم من بقية الركاب أما العمال والموظفين فقد كانوا يمتطون قطار الخامسة كنت ممسكاً بيدها. ونحن نجوب أروقة المحطة جيئة وذهاباً وكنت أنظر إلى عينيها الجميلتين وأهمس إليها وأحدثها عن أطفالنا القادمين وكانت تبتسم بخجل دون أن تنظر إلي قائلة :أنت طفلي الذي أحبه وأحلم به . كنت أتقدم خطوها مخافة أن تتعثر في الطريق . وفجأة ألتفت إليها ولم أجدها, كأنما الارض انشقت وأبتلعتها فتشت عنها ولم أجدها فقد ركبت قطار الخامسة .. اختارت أن تمضي دون تلوح بيدها . تركتني في مفترق الطريق. لملمت خطواتي المنهزمة ومضيت في طريقي دون أن اركب القطار ودون أن أسأل عنها .. فقد اختارت طريقها, دون أن تسأل عني . كأنها لم تعلم أن الحياة لا تتوقف حتى برحيل من أحببناهم ....
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ركِبت قطار الخامسة (قصة قصيرة) (Re: بدر الدين محمد)
|
أحببتها وظننتُ أن لقلبها نبضاً كنبضي لا تقيده الضلوع أحببتها فإذا بها قلبٌ بلا نبض سراب خادع ظمأ وجوع فتركتها لكن قلبي لم يزل طفلاً يعاوده الحنين إلى الرجوع فإذا مررتُ وكم مررتُ بدارها تبكي الخطى مني وترتعش الضلوع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركِبت قطار الخامسة (قصة قصيرة) (Re: aosman)
|
قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن فالحُبُّ عَليكَ هوَ المكتوب يا ولدي، قد ماتَ شهيداً من ماتَ على دينِ المحبوب فنجانك دنيا مرعبةٌ وحياتُكَ أسفارٌ وحروب.. ستُحِبُّ كثيراً يا ولدي.. وتموتُ كثيراً يا ولدي وستعشقُ كُلَّ نساءِ الأرض.. وتَرجِعُ كالملكِ المغلوب بحياتك يا ولدي امرأةٌ عيناها، سبحانَ المعبود فمُها مرسومٌ كالعنقود ضحكتُها موسيقى و ورود لكنَّ سماءكَ ممطرةٌ.. وطريقكَ مسدودٌ.. مسدود فحبيبةُ قلبكَ.. يا ولدي نائمةٌ في قصرٍ مرصود والقصرُ كبيرٌ يا ولدي وكلابٌ تحرسُهُ.. وجنود وأميرةُ قلبكَ نائمةٌ.. من يدخُلُ حُجرتها مفقود.. من يطلبُ يَدَها.. من يَدنو من سورِ حديقتها.. مفقود من حاولَ فكَّ ضفائرها.. يا ولدي.. مفقودٌ.. مفقود بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً لكنّي.. لم أقرأ أبداً فنجاناً يشبهُ فنجانك لم أعرف أبداً يا ولدي.. أحزاناً تشبهُ أحزانك مقدُورُكَ.. أن تمشي أبداً في الحُبِّ .. على حدِّ الخنجر وتَظلَّ وحيداً كالأصداف وتظلَّ حزيناً كالصفصاف مقدوركَ أن تمضي أبداً.. في بحرِ الحُبِّ بغيرِ قُلوع وتُحبُّ ملايينَ المَرَّاتِ... وترجعُ كالملكِ المخلوع..
ولك ودي اخي بدر الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركِبت قطار الخامسة (قصة قصيرة) (Re: بدر الدين محمد)
|
حين داعبني وجودك كانت النخلة في عنانها والمرج بأفقه والنهر بتهاديه والطيور المحلقة وحوائط المدينة المترفة وكل المارة ميزوا مدركي فاستهلوا بتقويم جديد ليخلدوا الذكرى ، نقشو بالثمر والصورة والبناء والصوت ، احبك ، لازالوا ينتظرون توقيعك ليصاحب بصمتي على مجسم الأنسانية . هل لك ان تستجيبي ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
|