|
سياسة ود شوين والحجوج وعلامة انتصار فلسطين!!
|
الحجوج كان بالصف الثالث بمعهد التربية شندى الأولية وكان على أعتاب السنة الرابعة ليدخل المتوسطة مودعا الجلابية والعمة الى رحاب القميص الأبيض والرداء الكاكى عندما يدخل الريفية الوسطى بذات المعهد.. وأنا وشقيقه الأصغر دو على (كسر العين وفتح اللام وتسكين الياء) كنا فرحين بالتسجيل فى الصف الأول بذات المدرسة.. كان العام 1966م ووقتها ننعم بديمقراطية تتيح لنا مشاهدة كبارنا يهتفون بحرية: عاش ابوهاشم حوض العاشم, ونستمع لقصص الأزهرى وزيارته الأولى لمركز شندى بعد أن تفاصل مع السيد على واستقل بحزبه الوطنى الإتحادى.. وفى منطقة جنوب شندى عرفنا أنهم استقبلوه بعدد من الكلاب المذبوحة على الطريقة الختمية, وأن من قاموا بهذا الإثم عصبة أودعتهم شرطة شندى السجن فى اعتقال فوق التحفظى وتحت درجة بيوت الأشباح حاليا.. ففى ذلك الوقت كان البوليس السرى والشرطة وأجهزة الدولة لاتمتلك مشروعا حضاريا بالمعنى الحالى ولم تكن لها رؤية إسلامية خاصة بها, كما أننا فى تلك الفترة لم يفتح الإغتراب أبوابه لنستورد فكر من السعودية, ولم يحن للطلبة فى مصر أن يتشربوا بفكر البنا.. فبالكاد لقطنا جزء من بطولات ناصر وغنمنا منهم الفكر الشيوعى..
فلنرجع لموضوعنا, قاتل الله الحاضر الذى دوما يسرق استرسالنا الحالم عن تلك الأيام.. جاء الأزهرى ورأى الكلاب المذبوحة وسأل عن الفاعلين وعرف أنهم فى سجن شندى, توقف بالسجن وجلس معهم ومازحهم متسائلا عن ذنب الكلاب! ثم أمر بإطلاق سراحهم جميعا..
وعرفنا من خالى الجيلى فى متابعة رحلته مع الأزهرى للشمالية أن هناك مزارعا جاء قاصدا الأزهرى وعندما تهيأ الأزهرى لاحتضانه, ملأ كوريقا كان يحمله بالتراب وكشحه فى الأزهرى.. فقال خالى: شلنا الراجل أربعة منو وجدعناه فى الكومر, ولكن الأزهرى أمر بإنزاله مضيفا أنه رجل مسكين لا يلام على فعلته ولكن يلام من هم وراءه!
يتبع...
|
|
|
|
|
|