|
Re: أخبار المدينه فى سلسلة حلقتها التوثيقيه عدد خاص عن 17 نوفمبر (Re: أحلام إسماعيل حسن)
|
كلام الناس
لم يضيعه الشعب و لم يضع معه
بقلم/ نورالدين مدنى
*حفزني مؤسس الصحيفة الالكترونية اليومية التي تصدر في تورنتو بكندا الاستاذ سعيد عبد الله شاهين باعلانه عن عدد خاص لاصدارته عن انقلاب 17 نوفقمبر1958 في ذكرى اول انقلاب عسكري على الديمقراطية لاخصص (كلام الناس) اليوم عن هذه المحطة التاريخية من زاوية الدور الذي اقحم فيه الجيش السوداني في (اللعبة الساسية) الامر الذي اضر به في نهاية المطاف واخرجه من دوره القومي في الدفاع عن تراب الوطن الغالي و(حشره) في الصراع والكيد السياسي بلا طائل.
*يعرف كل متابع لتاريخ الانقلابات العسكرية في السودان ان انقلاب 17 نوفمبر58 الذي قاده الفريق ابراهيم عبود انما تم بتحريض من رئيس وزراء الحكومة الديمقراطية انذاك عبدالله بك خليل الذي لم يستطع حزب الامة الذي ينتسب اليه الدفاع عن فعلته هذه.
*من الصعب الدفاع عن اي انقلاب عسكري مهما كانت المبررات التي يدعي مدبروه انها وراء انقلابهم ومهما كانت الشعارات التي يرفعونها عند قيامهم بالانقلاب ولا حتى الانجازات التي تتحقق خلال فترة حكمهم ، ومع ذلك دعونا نعترف بان انقلاب نوفبر 58 لم يحدث اختراقا حزبيا في القوات المسلحة كما حدث عند المحاولة الانقلابية التي نفذها بعض الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي السوداني بقيادة الرائد هاشم العطا تحت شعار الحركة التصحيحية لانقلاب مايو 1969 بانقلاب 19 يوليو 1971و الذي تسبب في اكبر ضربة للحزب الشيوعي السوداني وكوادره العسكرية والمدنية ، بل اسهم في قيام التنظيم السياسي الاخطر الذي قاد فيما بعد انقلاب30 يونيو1989.
*لسنا في مجال المقارنة بين انقلاب وانقلاب فقد اثبتت التجارب العملية ان الانقلابات العسكرية مهما كانت المبررات والشعارات التي يرفعها الانقلابيون في بيانهم الاو ل سرعان ماتتحول الى انظمة حكم شمولية احادية النزعة لصالح صفوة قابضة وان تقوت بحزب سلطوي ديكوري ، ولكن دعونا نذكر بالفضل لقادة انقلاب نوفبر ذلك انهم استجابوا للارادة الشعبية بل انحازت القوات المسلحة للارادة الشعبية ودفعت المجلس العسكري الحاكم بقيادة الفريق ابراهيم عبود للتنازل عن الحكم في موقف تاريخي مشهود . *لانقول ذلك للبكاء على حكم الفريق ابراهيم عبودالذي هتفت له الجماهير فيما بعد عندما رأوه بتجول بينهم في السوق مرددة : ضيعناك وضعنا معاك ، لان الشعب لم يضيع الفريق عبود وان الذي ضيعه هو الانقلاب وان الذي ضيع الشعب السوداني في كل العهود بما فيها العهود الديمقراطية هو غياب الديمقراطية او تغييبها بالقوة وفشل الحكومات المتعاقبة في ادارة التنوع الثر الذي استغله الساسة في السطة وحتى في الحركات المسلحة لصالح اجندتهم السياسية ومصالحهم الخاصة فمزقوا السودان الى دولتين وما زالت الاجندة التي تغذي النزاعات الجهوية والقبلية تهدد استقرار ووحدة وسلام السودان الباقي.
|
|
|
|
|
|