|
أدب الإختيار في زمن الفرز
|
إنَّني لَسْتُ لحِزْبٍ أو جَمَاعَةْ . إنَّني لَسْتُ لتَيَّارٍ شِعَارًا أو لدُكَّانٍ بِضَاعَةْ . إنَّني المَوْجَةُ تَعْلُو حُرَّةً ما بَيْنَ بَيْنْ وتُقَضِّي نَحْبَها دَوْمًا لِكَيْ تَرْوِي رِمَالَ الضَّفَّتَيْنْ . وأنا الغَيْمَةُ للأَرْضِ جَمِيعًا وأنا الرِّيحُ المشَاعَةْ . غَيْرَ أنِّي في زَمَانِ الفَرْزِ أَنْحَازُ إلى الفَوْزِ فإنْ خُيِّرْتُ ما بَيْنَ اثْنَتَينْ : أنْ أُغَنِّي مُتْرَفًا عِنْدَ يَزِيدٍ أو أُصَلِّي جَائِعًا خَلْفَ الحُسَينْ
سأُصَلِّي جَائِعًا خَلْفَ الحُسَينْ ! *** إنَّني أَعْشَقُ أنْ أَعْشَقَ أنْ أَهْوَى بلا قَيْدٍ كَمَا يَهْوِي الهَوَاءْ . خَافِقٌ يَنْضَحُ خَمْرَا شَفَةٌ تَنْظِمُ عِطْرَا قَبْضَةٌ تَلْبَسُ قُفَّازًا مِنَ الشِّعْرِ وأُخْرَى تَتَعَرَّى عَنْ مَلايينِ النِّسَاءْ !
إنَّني أَرْغَبُ أنْ أَحْيَا ولي بَيْتٌ وزَوْجٌ وعِيَالٌ سُعَدَاءْ لَيْسَ في أَرْوَاحِهم بَصْمَةُ خَوْفٍ لَيْسَ في أَجْسَادِهم بَصْمَةُ دَاءْ لَيْسَ في أَعْيُنِهم بَحْرُ بُكَاءْ . غَيْرَ أنِّي في زَمَانِ الفَرْزِ أَسْتَعْرِضُ جُنْدِي .. قَلَمِي ثمَّ فَمِي ثمَّ دَمِي فالكِبْرِيَاءْ . وأُسَوِّي صَهْوَةَ الشِّعْرِ وأَنْحَازُ لصَفِّ الفُقَرَاءِ الشُّرَفَاءْ . وأُغَالِي في التحدِّي قَدَمِي ثَابِتَةٌ في الأَرْضِ كالأَرْضِ ورَأْسِي شَاهِقٌ فَوْقَ السَّمَاءْ ! لَسْتُ أَهْتَمُّ بمَنْ كَانَ مَعِي أو كَانَ ضِدِّي . لَسْتُ أَهْتَمُّ بمَنْ أَتْرُكُ بَعْدِي . لَسْتُ أَهْتَمُّ بمَنْ يَبْكِي دُمُوعًا أو بمَنْ يَبْكِي دِمَاءْ . لَيْسَ عِنْدِي غَيْرُ هَمٍّ وَاحِدٍ : أنْ أَسْبِقَ المَوْتَ إلى العَيْشِ فأَغْدُو مِنْ ضَحَايا كَرْبَلاءْ
أحمد مطر
|
|
|
|
|
|