|
Re: وقائع ندوة الحركة الاتحاديه .... اكتوبر الامس القادم (Re: ابراهيم عدلان)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحضور الكريم.. السـادة و السيــدات .. الأشــقاء و الشــقيقات .. لكم تحية خاصه و مخصوصه و مبنية على الإختصاص و نزف إليكم التحايا و نشد على أيديكم و أنتم تملؤن السـاحات و تسدون الأفق و تحدثون التاريخ أنكم قادمون قادمون ، فالحركة الاتحادية هي عجلة التاريخ لا يضيرها من تخلف ، و هي نضال يمشي و نور يسعى بين الناس و سلام يُغشى يطيب عنده المقام لا مكان فيه لمتجبرٍ أو متسلطٍ أو مت عطلٍ أو متبطل ، فكنتم أكتــوبر الأخضر و أنتم صُناعه و حراسه و ليس مجرد ذكرى تتجدد سنوياً ، ولكنها حياة تتخلق بها الأحداث و يمشي بنبضها التاريخ ، و نحن إذ نحتفل بأكتوبر الثورة ، إنما نطرح العهد و نجدد الميثاق ثبـاتاً على المبادئ و قبولاً للتحديات و إقداماً على التضحيات ، إنه طريق الحرية و الديمقراطية و كرامة الإنسان و معنى الإنسانية عليها نحيا و من أجلها نموت . إن أحداث التاريخ كائنات حية تتناسل و تتوالد ، و تطورات الحياة إنما يصنعها الزمن ويشكلها التاريخ بالعقل البشري و الفعل البشري ومن لا يدرك هذه الحقائق تتجاوزه الحياة و ينساه التاريخ . إن الانقلابات العسكرية و النظم الشمولية و النظرة الأحادية قد أعاقت تطور الإنسان السوداني و عطلت نموه السياسي و الفكري والثقافي ، و أعطبت خصائصه المعنوية و قيمه السلوكية ، و إن سنوات الانقاذ العجاف ، سنوات الظلم و الظلام كانت هي الأقسى والأسوأ و الأقبح في تاريخ شعبنا ، فعانى ما عانى من القهر و الإرهاب و الجوع والمرض و التشريد والوعيد و الحرب مما أودى به إلى العجز و الإحباط وكادت تسحقه عواصف الشك و عوامل اليأس و الهزيمة ، و هاهو ليل الظلم الحالك قد حاصره فجر جديد و هاهو النظام المتجبر يتراءى مترنحاً يؤذن مؤذنه بالزوال ، ولكن تبقى مخلفات النظام الهالك عميقه و خطيره ، فإن الحركة الاتحادية التي تستمد عزيمتها و قوتها من إيمانها بالوطن ، وحب هذا التراب ووفاءً للرواد الأوائل ، و فداءً لهذا الشعب الصابر، فإن الحركة الاتحادية و قد تقصت كل عبر الفترة الماضية و التاريخ و خرجت منها برؤية واضحة لقضايا المرحلة القادمه و ما تحتمه من معالجات ، ومن منطلق المسئولية لا نريد أن نفرط في الوعود الزائفه و البشائر التي تتجاوز الواقع ولكننا أيضاً لا نريد أن نجرعكم كؤوس اليأس والاحباط و بين هذاوذاك مسـاحات رحيبه وآفاق عريضة لاجتثاث الشوائب وزرع الحياة و مناط ذلك كله ركائز ثلاث :- • وضوح الرؤية و الفكر السليم . • صدق العزيمة و التصميم . • نفاذ الإراده . وفقا لذلك تتحمل الحركة الاتحادية متضامنة مع كل القوى الوطنية المحبه للعدالة و الحرية و الديمقراطية و السلام المسئوليه الكامله في القضاء على الفساد و إعادة البناء والتأسيس لغدٍ أفضل . أيـها الشرفـــاء :- إن واقع بلادنا مؤلم جداً و إنه لجدُ خطير و إن لمن ندركه قضى الأمر الذى فيه تستفتسان ، فسوف يتمزق شر ممزق و حينها لات حين مندم ، فعلينا أن نوحد الصف و نكون الحسام البتار في وجه نظام التتار ليبقى الوطن ، فإن العالم حولنا في تطور مستمر و تغير متسارع يومياً ، شئنا أم أبينا فنحن جزءاً من هذا العالم الذى يتوحد لدفع الإنسانية على طريق الاستقرار والسلام ، و سيكون لكل شعب دور في ذلك و الشعب الذى يعجز عن تحمل مسئوليته سوف يتجاوزه الركب و تتخطاه القافلة. إن تجارب الماضى و معطيات الحاضر و مؤشرات المستقبل لابد لنا حيالها من وقفه إيجابية ، و قفه تضعنا على أول درج الانجاز ، فقد ولى عصر الحزب التقليدي ، وحل عصرالحزب المؤسسه و الفرق بين الإثنين يعني التحول من إعلان المبادئ و هتافيه المنابر إلى المنظمه القادرة على إدارة شئون الأمة ، المؤهله المسلحة بالعلم المتبوع بالعمل ، وفقاً للخطط الواضحة و البرامج المفصلة المدروسه و نحن نرى أن الحزب المؤسسه إنما يتأسس وفق لما يلي : 1. القيـادة المتمتعة بكافة القدرات و الخصائص و الحاصلة على ثقتها الكامله . 2. البناء القوى المتماسك و المؤهل فكرياً و تنظيميا والنزولً للقطاعات الجماهيرية و الشبابية و النسوية و المهنية و النقابية و الطلابية ، و دفعها للعمل بوحدة التوجه ووضوح الهدف . 3. استنهاض حركة الجماهير بتمليكها قضاياها بالتنوير و الحوار الديمقراطي المقنع و دفعها لتحمل مسئوليتها المباشرة في ذلك . مع إشاعة الديمقراطية و التعريف بها لأنها خيار العالم المتحضر ، ولابد من تبسيط لغة الحوار و تيسير الطرح لاقناع الجماهير بأن الديمقراطية هي قضيتها الأولى وهي حقها في الحرية و العدل و الطمأنينة و كافة ضمانات الحياة الكريمة ، فالديمقراطية لا يمكن أن تبقى وتستدام إلا إذا أصبحت قضية الجماهير تدافع عنها و تحميها . 4. تحقيق ودعم عملية تواصل الأجيال ومنح الشباب كل الفرص المتاحه لتنشيط أدوارهم وقدراتهم و إبراز مواهبهم و تمكينهم من كل موقع يستحقونه بالقدرة و الجدارة . 5. منح المرأة مكانتها ودفعها لأدء دورها المهم في مسيرة الحزب ، بإحتلال موقعها المرموق في الصف الوطني الأول جنباً إلى جنب مع الرجل . 6. نزول كافة قطاعات الحزب و شرائحه الحية إلى مواقع الجماهير وتصعيد حركتها بالإحتكاك المباشر و التواصل اليومي . 7 . التعامل مع معطيات العلم والتكنولوجيا و أدوات الاتصال وتسخيرها لما يعود بمزيد من التماسك و تلاقح الأراء . إننا في الحركة الاتحادية نسعى و نتطلع نحو ترسيخ الفكر المؤسسي ذو القنوات السالكة بين القاعدة و القيادة بما يحقق ممارسة ديمقراطية معافأة و فاعلة يجسد القيم السودانية الراقية و الراسخه ، حيث يصبح الانتماء و القيادة رهناً للقناعات الفكرية و الأدوار النضالية و العطاء المتجرد و الكفاءة حينها يكون الحزب مؤسسه متكاملة إقتصادياً و ثقافياً و إجتماعياً و فكرياً . إننا في الحركة الاتحادية و إنطلاقاً من مسؤليتنا التاريخية و تشبهاً بقادة الحركة الوطنية وترسماً لخطاهم فإن قضيتنا الأولى هي الإنسان ، إنسان السودان الذى فقد كل شئ من مقومات الحياة الكريمة فنحن به نبدأ ملامسة لظروفه المعيشية الصعبة و همومه المتراكمة إستنهاضاً لمعنوياته وإستعادة لثقته في نفسه و حزبه ووطنه لأنه هو أداة التغيير و التطهير و التعمير فهل أنتم مستعدون لذلك . أيـها الشرفـــاء :- إن هذا النظام المشئوم أهدر كرامة الانسان وأهلك الحرث و النسل و الذرية و أشـاع الفسـاد ، و فرق أبناء الوطن الواحد وذهب جنوبه ، و ما زال الحبل على الغارب ، حياة لا تسر وحروب في كل مكان والفقر و الجوع و المرض و خيرات البلاد تنهب صباح مساء ، فهيا أيها الشعب هذا يوم الشعب و الذى يظن أن الشعب قد مات فإن الشعوب باقية و الموت للفئة الباغية و نحن في الحركة الاتحادية رسالتنا في يوم الثورة هي دعوة للثورة و نقولها لكم إن طريقنا هو طريق الأحرار سنقاتل هذا النظام من أجل الحرية والديمقراطية والانسانية والسلام ، سنقاتله من أجل وحدة السودان ونحن يدٌ بيضـاء ممدودة لكل عشاق الحرية و العدالة و الحياة الكريمة و ملاذنا أنتم أيها الشرفاء ، وبكم يكون السودان أو لا يكون و للحرية الحمراء بابٌ بكل يدٍ مضرجةٍ يُدق ولأوطان في دم كل حر يدٌ سلفت ودين مستحق و عاش الشعب السوداني حراً عزيزاً و الخزى و العار و الدمار لأعداء الأمة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|